مدينة ظفير حجة
هي المدينة التاريخية العريقة والهجرة العلمية الشهيرة والحصن العسكري المنيع.
موقعها:
تقع مدينة ظفير حجة على بعد ١٥-١٧ كم الى الشمال من مدينة حجة وتتبع في التقسيم الإداري مديرية مبين وتقع الى الشمال الشرقي من مركز المديرية على سفح جبل بركاني شاهق وهذا الجبل هو أعلى مرتفع في شرق المديرية ومعظم جوانبه جرداء قاحلة يأخذ في شكل إنحدار شديد من جهته الشرقية والشمالية اما من جهة الغرب والجنوب فهي تطل على بعض السهول الزراعية .
مساحتها:
يبلغ مساحة سفح جبلها حوالي« ٣ »كم٢ والمدينة هي الجزء الأكبر من سفح الجبل.
عدد سكانها:
نتيجة لكثرة المساجد التي بها فإن عدد سكانها ليس بالقليل فهي مبنية في أماكن مختلفة وبمساحة كبيرة يدل على كثافة السكان رغم صغر الحجم.
تأريخها :
يعتبر تأريخ المدينة قديم وأثري ويدل على ذلك المساجد العامرة والمتهدمة التي بنيت من قديم الزمان وسورها وسدودها ومنازلها الأثرية البالغة القدم الا أن اعظم الأيام في تاريخها هي أيام الإمام المهدي وأولاده وأحفاده وهي القرنين التاسع والعاشر الهجري.
الدول التي تعاقبت عليها:
كانت الحصن المنيع للإمام شرف الدين وأولاده ولبعض أئمة الزيدية من بعدهم وخضعت للحكم العثماني أيام ضعف الدولة الزيدية وحكم الأئمة عليهم السلام.
الدور الثقافي والسياسي والإجتماعي والديني والإقتصادي والتجاري للمدينة :
على الرغم من صغر حجمها الأ أنها لعبت دورا مهما على جميع المستويات ففي الجانب الثقافي والديني والسياسي كانت هجرة علمية شهيرة يأتي اليها العلماء وطلاب العلم من مختلف النواحي كما هي عادة الهجر العلمية يتم فيها تدريس مختلف العلوم الدينية وكتب الأئمة عليهم السلام وتراثهم العريق وان قلت انها عاصمة علمية شهيرة فهي كذلك بل وهي عاصمة دينية وسياسية حيث سكن بها الأئمة واتخذوها حصنا ومقرا لتدبير أمور الدولة وشئونها
وبالنسبة للدور الإجتماعي فقد كانت الألفة بين سكانها والأخوة عامة للجميع فسكن بها الكثير من الأسر والأنساب المختلفة وخصوصا تلك الأسر التي كانت رحى البلاد تدور عليها.
اما الدور التجاري والإقتصادي الذي لعبته فقد كان بها العديد من الأسواق داخل المدينة ويظهر أنها كانت لتحقيق الرفاه الإقتصادي والمعيشي لسكانها إضافة الى أنها كانت مستكفية ذاتيا سوى بعض الكماليات
معالمها :
المساجد:
وبها العديد من المساجد سبعة مساجد عامرة وسبعة متهدمة الأبرز فيها جامع الإمام المهدي الذي بني في عهد ولده شمس الدين في القرن التاسع الهجري ووسعه حفيده الإمام شرف الدين في القرن العاشر ولا يزال الى اليوم مسجدا للصلاة والزيارة يؤتى اليه من مختلف اصقاع اليمن ونواحيها وبجوار الجامع ثلاث قباب قبة الإمام المهدي ومشهده المشهور المزور وبجانبه قبة حفيده الإمام شرف الدين والثالثة قبة حفظ الدين بن المطهر بن شمس الدين
وجدد سقف الجامع مؤخرا مع زيادة يسيرة من جهة القبلة 1982مـ
وفي المدينة ايضا جامع الحويت المدرسة العلمية المشهورة وبجانبه القبة وهي قبة الفقيه مسعود بن محمد الحويت من أعلام القرن الثامن الهجري
وفي المدينة جامع ابو طير وبجوراه قبة القاضي جعفر بن تاج الدين الظفيري.
سورها وحصونها:
اما بالنسبة لسورها فهو سور قديم قد تهدم معظمه ولم يبق فيه الا شيء يسير في جهاتها الأربع حمي السور المدينة من غائلة الأعداء اضافة الى ثلاث قشلات بهذا السور وبعض النوب بنيت القشلات في عهد العثمانيين في القرن الرابع عشر الهجري لزيادة الحماية والحراسة
المنازل:
اما منازل المدينة فلم يتبق من معظم منازلها القديمة الا القليل والباقي أطلال لانها تعرضت لنكبات كثيرة أيام الحروب مع العثمانيين وآخر النكبات حرب ثورة 1962مـ
الحواجز والخزانات المائية:
ومما يميزها البرك الكبيرة والصغيرة ثلاث برك داخلها وثلاث خارجها ، وهي برك عامة للاهالي .
كما توجد تسع عشرة بركة خاصة بعضها اعاد الأهالي استخدامها وبعضها مردومة.
المخازن:
يوجد بها مخازن الحبوب التي يقدر عددها خمسة وستين مدفنا.
ويظهر من ذلك حرص سكانها القدامى على تأمين وتوفير الماء والحبوب لهم اثناء الحصار والحرب فكانت حصنا منيعا عصيا على جميع الإعداء والغزاة.
إضافة الى الأحواد والكهوف والمغارات التي كانت بمثابة الملاجئ الحربية
أعلامها:
-الإمام المهدي وحفيده الإمام شرف الدين: اشتهرت الظفير وتشرفت بقدوم الإمام المهدي الجهبذي المؤلف النحرير والعالم الخطير أحمد بن يحيى المرتضى ولد سن764هـ، ت840هـ الذي اتخذها مقرا وسكنا في آخر أيامه لتصبح عاصمة علمية أنتجت وأثمرت العديد من العلماء والمتعلمين والدعاة والمجاهدين وسكن بها أحفاده الذين أكملوا مشواره في التعليم والجهاد ومنابذة الظالمين حيث انتقل اليها حفيده الإمام شرف الدين بن شمس الدين بن الإمام المهدي عليهم السلام مولده سنة 887 هـ ووفاته 965هـ بظفير حجة .
وقد ملك اغلب اليمن وخضعت له جبالها وسهولها وطبق شرع الرحمن وأحيا سنة النبي وأمات بدعة الشيطان
وفي عهدهم كانت أفضل الأيام في تاريخ الظفير مكانة وعلما وشهرة وحصنا
-القاضي مسعود بن محمد الحويت توفي في اوائل المائة الثامنة صاحب المدرسة المشهورة وقبره في جامعه وبجواره السيد احمد بن محمد بن المنتصر العياني وجده جعفر بن القاسم
-ومن الأعلام الذين سكنوا الظفير ودفنوا بجوار قبة المهدي السيد الأجل قائد جيوش الإمام القاسم بن محمد السيد المجاهد ابراهيم بن المهدي جحاف الذي يتصل نسبه الى الإمام القاسم العياني وعالم العربية النحرير السيد لطف الله بن محمد الغياث المتوفي سنة 1035هـ
-القاضي عبدالوهاب الشماحي توفي ٢٤ شعبان ١٣٥٧هـ
-الحسن بن علي بن صلاح العبالي ت١٠٥٦
-الحسين بن علي بن صلاح العبالي ت١٠٨٠ هـ
-جعفر بن تاج الدين الظفيري ت١١٠9هـ
وبالنسبة لمن سكنوا بها ولكن وفاتهم ليست فيها فاشهرهم
الحسين بن الإمام القاسم بن محمد مولده ٩٩٩هـ وتوفي بذمار ١٠٥٠
-الإمام إسماعيل بن أحمد الكبسي المعروف بالمغلس دعا لنفسه من الظفير سنة ١١٢١هـ ثم أخرج منها ت١٢٤٣هـ
-الإمام الهادي شرف الدين بن محمد عشيش أعلن دعوته من الظفير في صفر سنة١٢٩٦هـ وجرت بينه وبين العثمانيين حروب متفرقة ت ١٣٠٧هـ
-محمد بن محمد عبدالله جحاف توفي في الأهنوم ١٣٥٩هـ
المراجع
-طبقات الزيدية للسيد العلامة ابراهيم بن القاسم بن الإمام -المؤيد بالله محمد بن القاسم
-هجر ومعاقل العلم في اليمن للقاضي إسماعيل الأكوع
-المدنية والحربية لمدينة الظفير رسالة الدكتوراه والماجستير للدكتور يحيى لطف العبالي
-كتيب التراث العلمي لظفير حجة