الشاهل مديرية من مديريات محافظة حجة، وهي مدينة جبلية تقع في وسط المحافظة، وتضم أربع عزل (جانب اليمن، جانب الشام، الأمرور، مديخة).
وتبلغ مساحتها حوالي 195,70كم2، وارتفاعها 1339متر.
وتُعد مديرية الشاهل إحدى مديريات قضاء الشرفين (الشاهل، المحابشة، المفتاح، كحلان، أفلح الشام، أفلح اليمن، قفل شمر ).
مدينة الشاهل العلمية
كانت مديرية الشاهل مدينة تملؤها الهجر العلمية، ويكثر فيها طلبة العلوم الشرعية، تفوح منها رائحة العلم والعلماء، لتعطر العزل والنواحي، وتضيف إلى المدينة جوَّ الروحانية والإيمان، فكأنها روضة من رياض الجنة، أنعم الله بها على ساكنيها.
وقد بُني فيها الكثير من المساجد التي أصبحت تراثاً يُزين المديرية، ويشهد لها بتأريخها الزاخر بالفضائل، كما بُنيت فيها القبب الناطقة بعظمة أعلامها، التي لا تزال ولن تزال مفخراً لأبناء ساكنيها، كما هي مفخر لأبناء المدينة كلها.
الهجر العلمية في الشاهل
اشتهرت مديرية الشاهل ـ سابقاً ـ بالهجر العلمية التي أقامها مجموعة من العلماء الذين اشتهروا بالعلم والفضل، مثل السيد العلامة علي بن إبراهيم العالم، والسيد العلامة علي بن إبراهيم العابد، والسيد العلامة يحيى بن أحمد الشرفي، وغيرهم الكثير.
فكان لهؤلاء العلماء الدور الكبير في إحياء الشريعة الإسلامية، وتثبيت الطريقة المحمدية، حتى ذاع صيتهم، وانتشرت كراماتهم، فجعلهم الناس مرجعاً لهم، يهتدون بهديهم، ويستظلون في الملمات بظلهم، حتى أقبل العلماء وطلبة العلم إليهم وافدين من شتى مناطق اليمن، ليقرؤوا عليهم، وينالوا قبساً من نورهم، فعظمت الهجر في الشاهل، وازدادت توهجاً إلى توهجها.
هجر الشاهل
ذكر الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله) ثلاث هجر كانت قائمةً بمدينة الشاهل وهي:
1- " هجرة الجاهلي "
هجرة تقع في مديرية الشاهل من الشرف الأسفل من قضاء الشرفين، وأعمال حجة، وهي اليوم مركز الناحية (مركز المديرية).
كان فيها الكثير من العلماء وطلبة العلم القائمين في البلد، والوافدين إليها من غيرها، وكان من أشهر علمائها السيد العلامة علي بن إبراهيم الملقب بـ (العالم)، الذي لا زال يعرف مسجده إلى اليوم باسم (العالم)، وكان للعالم هذا قبة مشهورة بجنب المسجد، وقد تهدم جزء منها بالضرب عليها وعلى المنطقة بالمدفعية من قبل العثمانيين، ثم هدمت وطمست فيما بعد من قبل الوهابية القائمين على المسجد بحُجة التوسعة للمسجد، مع أن التوسعة التي قاموا بها لم تصل إلى محل القبة، فلم تكن التوسعة إلا عذراً ومبرراً لطمس أعلام الإسلام، ومحاولة لتجهيل الناس أن مدينة الشاهل كانت مدينة هجر وعلم.
فخُلط قبر السيد العالم بالقبور المجاورة له بغير تنظيم ولا ترتيب، ولم يعد يُعرف إلا أنه في تلك البقعة.
وأيضاً يوجد بين هذه القبور قبر السيد العلامة علي بن حسن الشرفي، وهو معروف إلى اليوم، وعليه ضريح.
2-" هجرة القويعة "
هجرة تقع في الجانب اليماني من ناحية الشاهل، أسسها هجرةً علي بن الحسين بن علي (العابد)، ولا زالت تعرف اليوم باسم (القويعة).
كانت (القويعة) مزدهرة بالعلم حتى اعتصم بها الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين سنة 1311هـ ضد الجيش العثماني، فقصفها الجيش العثماني حتى تهدم كثير منها فتفرق عنها أهلها إلى أماكن أخرى، وهي اليوم عامرة بالسكان.
ولا زال مسجدها ـ الذي بناه حفيد السيد العابد بجوار قبة جده ـ إلى اليوم دالاً على تلك الهجرة، وبجانبه قبة السيد العلامة علي بن إبراهيم الملقب بـ (العابد)، ومقبور بجانبه حفيده السيد العلامة علي بن الحسين، وهو الذي نقل جثمان جده العابد إلى هذا المسجد بعد قرابة خمسين سنة، وقد كان مدفوناً في عرقة عفار (كحلان عفار)، كما أن بجنب القبة مجموعة من القبور تعود لطلبة العلم والعلماء الذين كانوا مهاجرين في هذه الهجرة.
3-" هجرة الخوقع "
الخوقع ـ وتسمى اليوم (الخواقعة) ـ قرية صغيرة بجوار الجاهلي (مركز مديرية الشاهل) من جهة الشرق، وقد زال عنها اسم (الهجرة).
ورد ذكرها هجرة في (مطلع البدور ومجمع البحور) استطراداً في ترجمة علي بن إبراهيم الملقب بالعالم، وذكر بأنه أخذ عنه أحمد بن الحسين بن علي صاحب (هجرة الخواقعة) من جبل الشاهل.
وبها مسجد معروف باسم (مسجد الخواقعة)، وكان بجنبه قبة هُدمت بسبب التوسعات.
وقد تم ترميم هذا المسجد عدة مرات، آخرها بعد عام 2010م تقريباً، وعند الترميم وجدوا في مقدمة المسجد عظاماً، فأخذوها ودفنوها في مؤخرة المسجد، وجعلوا على القبر تابوتاً خشبياً صغيراً، ويظن أهل المنطقة أنها لصاحب القبة وهو السيد العلامة أحمد بن الحسين بن علي صاحب (هجرة الخوقع)، وهو أحد تلاميذ السيد العلامة علي بن إبراهيم العالم.
أشهر معالم الشاهل
إن أكثر ما يشد انتباه المتنقل في مديرية الشاهل هو ما تمتلكه من معالم ومناطق أثرية و تأريخية ، ففيها - من ذلك - ما يشهد لها بتأريخها الزاخر، وبجمالها المتدفق.
فمن أروع تلك المعالم مساجدها ذات الطابع المعماري القديم، فلا تكاد تتجاوز مسجدا حتى تلمح آخر، وهي ترسم لوحة فنية ممزوجة بالسكينة والروحانية، وبلا شك أنها لن تدعك تمر دون أن تشاهد القبب المجاورة لها، وما ينبعث منها من وقار العلماء، وسمو العظماء.
كما تتميز بالقلاع الأثرية، والعمارة التراثية الرائعة، ومن أشهر هذه المعالم :
1-مسجد (العالم)
يقع في مركز المديرية فيما كان يعرف بالجاهلي، وكان بجواره قبة السيد العلامة علي بن إبراهيم الملقب بـ (العالم)،ولكنها هدمت من قبل القائمين على الأوقاف (الوهابية) بحجة التوسعة للجامع مع أن التوسعة التي قاموا بها لم تصل إلى محل القبة، ولم يعد يعلم اليوم أين موضع قبرالعالم؟ ومن كان بجواره بالتحديد؟
ومن القبور الموجودة في المسجد قبر حفيد (العالم) السيد العلامة أحمد بن الحسين المهدي، وقبر السيد العلامة علي بن الحسن الشرفي (بلدية) وهو معروف إلى الآن، وغيرها من القبور.
يوجد ضريحان على باب المسجد أحدهما للسيد العلامة المهدي بن علي بن صلاح، أحد أجداد (العالم) وكان عليه قبة عظيمة كما يروي الأباء، وكان تأريخ وفاته في العشر الأول من شهر شوال سنة خمس وتسعين وسبعمائة ، كما هو مكتوب في الضريح.
والضريح الثاني للسيد العلامة عبدالله بن صلاح بن إبراهيم بن علي بن محمد بن بن صلاح بن أحمد بن محمد بن القاسم ]يحيى[ بن الأمير داود بن المترجم بن يحي بن عبد الله بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحي بن علي بن القاسم الحرازي بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي أبي طالب ـ عليه السلام، توفي بعد العشاء في البلد ... ، يوم الأحد خامس وعشرين في شهر رمضان الكريم، سنة ست وخمسين وألف.
ومكتوب على الضريح مجموعة من الأسماء، كما يلي:( وإلى جنبه من جهة القبلة السيد العالم شمس الدين بن إبراهيم بن علي (العالم)، وإلى جنبه السيد الفاضل الحسين بن محمد بن علي (العالم)، وإلى جنبه صنوه السيد أحمد بن محمد بن علي (العالم)، وإلى جنبه السيد الفاضل شمس الدين بن محمد بن علي (العالم)، رحمهم الله أجمعين).
2-مسجد (العابد)
يقع في منطقة القويعة بمديرية الشاهل، وهو أحد ثلاثة مساجد فيها، يقع غربي مسجد (الشرفي)، وبجواره قبة السيد العلامة علي بن إبراهيم الملقب بـ (العابد)، التي فيها قبره وقبر حفيده السيد العلامة علي بن الحسين المتوفى 28 ربيع الأول سنة 1046هـ، وعلى باب القبة من الخارج وفي الجهة الغربية منها مجموعة من قبور الفضلاء، منهم :
محمد بن علي بن شمس الدين الشرفي
نسبه الشريف :
السيد محمد بن علي بن شمس الدين بن محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد بن صلاح بن أحمد ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ اﻷﻣﻴﺮ ﺩاﻭﺩ ﺑﻦ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺤﺮاﺯﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ -عليه السلام-.
مات في 16 ربيع الأول سنة 1046هـ ، وقبره في القويعة عند المشهد.
3-مسجد (الشرفي)
يقع في منطقة القويعة بمديرية الشاهل، وهو أحد ثلاثة مساجد فيها، وهو المسجد الواسط، وبجواره قبة السيد العلامة يحي بن أحمد الشرفي، وبجواره داخل القبة السيد العلامة يحيى بن عبدالله بن محمد بن صلاح بن محمد - الملقب بالشرفي- بن صلاح، وخارج القبة في صرح المسجد مجموعة من قبور الفضلاء والعلماء، وهم:
محمد بن إبراهيم الشهاري
[ .... - 1184هـ ]
نسبه الشريف :
هو السيد محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصغر بن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ (مؤلف تفسير المصابيح) ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﻼﺡ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ اﻷﻣﻴﺮ ﺩاﻭﺩ ﺑﻦ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺤﺮاﺯﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ -عليه السلام-. الحسني، الشهاري.
توفي يوم الخميس خامس رجب الأصب سنة 1184هـ ، وقبره في صرح المسجد جنب باب المشهد الواسط (قبة السيد العلامة يحيى بن أحمد الشرفي). [مشجر أنساب آل الشرفي / مخطوط]
أحمد بن عبدالله الشرفي
نسبه الشريف :
هو السيد أحمد الأصغر بن عبدالله (مؤلف تفسير المصابيح) بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد بن صلاح بن أحمد ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ اﻷﻣﻴﺮ ﺩاﻭﺩ ﺑﻦ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺤﺮاﺯﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ -عليه السلام-.
قبره في القويعة في مشهد القبور في المسجد الواسط (وكأن قبره الواسط من الثلاثة القبور). [مشجر أنساب آل الشرفي / مخطوط]
علي بن عبدالله الشرفي
نسبه الشريف :
هو السيد علي بن عبدالله (مؤلف تفسير المصابيح) بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد بن صلاح بن أحمد ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ اﻷﻣﻴﺮ ﺩاﻭﺩ ﺑﻦ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺤﺮاﺯﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ -عليه السلام-.
قبره جنب الصومعة في المشهد الواسط. [مشجر أنساب آل الشرفي / مخطوط]
إسماعيل بن عبدالله الشرفي
نسبه الشريف:
هو السيد إسماعيل بن عبدالله (مؤلف تفسير المصابيح) بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد بن صلاح بن أحمد ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ اﻷﻣﻴﺮ ﺩاﻭﺩ ﺑﻦ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺤﺮاﺯﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ -عليه السلام-.
مات ولم يعقب أحدا.
وقبره في المشهد في المسجد الواسط أقرب قبر إلى الباب. [مشجر أنساب آل الشرفي / مخطوط]
محمد بن أحمد بن عبدالله الشرفي
نسبه الشريف :
هو السيد محمد بن أحمد الأصغر بن عبدالله (مؤلف تفسير المصابيح) بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد بن صلاح بن أحمد ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ اﻷﻣﻴﺮ ﺩاﻭﺩ ﺑﻦ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺤﺮاﺯﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ -عليه السلام-.
قبره رأس الدرج الشرقية مما يلي المسجد في صرح المسجد الواسط. [مشجر أنساب آل الشرفي / مخطوط]
----------------
محمد بن الحسن الشرفي
نسبه الشريف :
هو السيد محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد بن صلاح بن أحمد ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ اﻷﻣﻴﺮ ﺩاﻭﺩ ﺑﻦ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺤﺮاﺯﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ -عليه السلام-.
توفي يوم الأربعاء الثامن من ربيع الأول سنة 1046هـ ، وقبره في القويعة شرقي مسجد السيد علي بن إبراهيم العابد وقبره اللاصق بقبلة المشهد في المسجد الواسط، مات ولم يعقب أحدا. [مشجر أنساب آل الشرفي / مخطوط]
4-مسجد (الفاضل)
يقع في مركز المديرية، شمال الجاهلي، وفي مؤخرته قبر السيد العلامة محمد بن أحمد بن شرف الدين بن إبراهيم بن علي (العالم)، الملقب بـ (الفاضل).
5-مسجد (شريف الجان)
يقع في منطقة القويعة بمديرية الشاهل، خلف مدرسة الحسين بن علي (ع) الحكومية من جهة الجنوب، وهو أحد مساجد المنطقة الثلاثة، لكنه أصبح اليوم شبه مهجور، وأمام باب المسجد مجموعة من القبور، ولكن لا يعرف أصاحبها، وخارج المسجد ـ غربا ـ توجد قبة السيد العلامة محمد بن صلاح بن أحمد الملقب بـ (الشرفي)، وبجانبه مجموعة من القبور، وكانت القبة قد تهدمت مع مرور الزمن، ولكن بعض بني الشرفي الساكنين في المنطقة قد أعادوا تنظيفها ورفع جدرانها، فجزاهم الله خير الجزاء.
6-مسجد (الخواقعة)
يقع في منطقة الخواقعة التي كانت تسمى بهجرة الخوقع، وقد أعيد ترميم المسجد عدة مرات آخرها في 2010م تقريبا، وكانت فيه قبة السيد العلامة أحمد بن الحسين صاحب هجرة الخواقعة، وهو أحد طلاب العالم، وقد هدمت عند توسعة المسجد قبل المرة الأخيرة، وقد وجدت عظام في مقدمة المسجد عند توسعته في المرة الأخيرة، ودفنت في مؤخرة المسجد، وجعل عليها تابوت خشبي صغير، ويظن أهل القرية أنه لصاحب القبة السيد العلامة أحمد بن الحسين.
كما يوجد في المسجد ضريحان كانا مثبتين في الجدار الشرقي للجامع، أما بعد التوسعة الأخيرة فقد وضعا فوق القبر الذي في المؤخرة، أحد هذين الضريحين للسيد العلامة علي بن إبراهيم الملقب بالعالم، والآخر لجد العالم السيد العلامة علي بن المهدي، ووجود هذين الضريحين في مسجد الخواقعة دليل على يد العبث التي امتدت إلى الأماكن المقدسة؛ لأن المعروف والمشهور بين الأهالي، والمنقول في كتب الأنساب والتراجم أن صاحبي الضريحين مقبوران في مركز المديرية في مسجد العالم ولذلك نسب المسجد إليه.
معالم المدينة
بوابتا المدينة
وأيضا مما اشتهرت به مديرية الشاهل بوابتان تقعان في مركز المديرية، لا زالتا موجودتين إلى الآن، البوابة الجنوبية وتسمى (باب المنقل)، وهي على سوق المنطقة، والبوابة الشمالية، وهي مقابلة لبوابة مسجد الفاضل, والبوابتان دليل على أن المدينة كانت محاطة بسور هدمه الأتراك كما سيأتي.
بركة الشامية
وكذلك بركة كبيرة تسمى (بركة الشامية)، وهي من المعالم الأثرية التي تدل على روعة وإحكام العمارة, وعلى تكافل وتكاتف اليمنيين, وهي وقف يقصدها الكثير من أهل المنطقة وخصوصا أيام الجدب وقلة الأمطار، وقد أعيد ترميمها عدة مرات، وبنيت بجانبها بركة صغيرة (منشة)، وعملت حنفيات خارجها ليسهل تناول الماء منها.
الشاهل في مواجهة الغزاة
أعلام مدينة الشاهل
1-السيد العلامة علي بن إبراهيم الشرفي (العالم)
[930 هـ ـ 1006هـ ]
نسبه الشريف:
علي بن إبراهيم بن علي بن المهدي بن صلاح بن علي بن أحمد بن الإمام محمد بن جعفر بن الحسين بن فليتة بن علي بن الحسين بن أبي البركات بن الحسين بن يحي بن علي بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ الحسني القاسمي، الملقب بالعالم، الشرفي، اليمني السيد، العالم، الفاضل.
مولده في (هجرة الجاهلي) من الشاهل، يوم الخميس الثالث عشر من شهر صفر سنة ثلاثين وتسعمائة من الهجرة، ونشأ بها، ورباه عمه السيد صلاح بن علي بن المهدي، ثم ارتحل إلى صنعاء لطلب العلم وأقام مدة حتى فتح الله عليه بمعرفة تامة في فقه أهل البيت عليهم السلام ثم رجع إلى بلده، ووفد إليه جماعة من علماء صعدة وبعض بني عقبة، فأفادوا السيد علماً إلى علمه.
وفيه يقول الشاعر:
يا حـبــذا الفـاضـل بـين الورى
وحـبــذا العـالـم فـي الجـاهـلي
وكان السيد العالم من أشياع الإمام المطهر بن شرف الدين وأعوانه، فلما توفي قام محتسباً حتى دعا إلى نفسه الحسن بن علي بن داود بالإمامة فآزره، ووقف معه في حروبه مع القوات, فلما دعا الإمام القاسم بن محمد عليه السلام إلى نفسه بالإمامة كان من أعوانه وأتباعه.
أولاده عليه السلام:
له من الأولاد ثلاثة وهم: محمد و إبراهيم ولهما عقب، وأحمد مات ولا عقب له.
مشائخه عليه السلام:
وكان من أشهر مشائخ السيد العالم العلامة محمد بن عبد الله بن راوع، فمما سمع عليه الأزهار وشرحه لابن مفتاح، والتذكرة، ومفتاح الفرائض، وشرح الناظري.
وكذلك السيد العلامة علي بن إبراهيم الملقب بـ (العابد) كان أحد مشائخه.
بعض من تخرج على يديه:
وقد تخرج على يديه جماعة من أهل الفضل والعلم، كالسيد الهادي بن الحسن، وصلاح بن يونس، والسيد أحمد بن الحسين صاحب هجرة الخوقع، وغيرهم من الفقهاء.
وهو شيخ الإمام القاسم بن محمد ـ عليه السلام ـ ؛ وكان السيد العالم ممن أشار على الإمام القاسم ـ عليه السلام ـ بالقيام.
قال في النبذة المشيرة:
" وكان ممن أشار عليه (يعني الإمام القاسم) بالقيام السيد الفاضل العالم العابد الزاهد علي بن إبراهيم صاحب الشاهل المعروف بالعالم فإنه حرص في دعوته وبالغ في نصرته وجاهد معه، وجمع قبائل حجور وناشر وشمر وغيرهم، وتحرك بهم حين ظهرت دعوة الإمام في قارة، وكان الإمام عليه السلام قد أسر إليه حين توجه إلى بلاد بني سنحان بذلك. "
قال فيه صاحب "مطلع البدور ومجمع البحور" :
(السيد العلامة الفاضل، علي بن إبراهيم المعروف بالعالم الشرفي ـرحمه الله تعالى ـ هو أحد السادة المعروفين بالفضل، الموسومين بالخير، وكان السيد العالم، والسيد العابد، فرسي رهان في الفضائل، وذكرهما ملأ الآفاق، وكان السيد العابد قد رأى في النوم أنه نزل بالمسلمين خطب عينه في الرؤيا لم يحضرني ما هو، فهرب الناس، ونجا هو بنفسه معهم، وأما السيد العالم، فاشتغل بإطلاع الناس من مواضع الهلكة إلى النجاة، فعرض الرؤية عليه، فقال: كذلك، أنت مشغول بنفسك، وأنا مشغول بالمسلمين).
وفاته عليه السلام :
توفي السيد العلامة علي بن إبراهيم العالم رحمه الله في شهر ربيع الآخر سنة 1006هـ، بعد ظهور دعوة الإمام القاسم بن محمد عليه السلام، واستجاب الله دعاءه ألا يميته إلا بعد ظهور قائم أهل البيت عليهم السلام، ودفن في مسجد العالم من بلاد الشاهل، وكان عليه قبة وبداخلها إلى جنبه قبور كثيرة، ولكن أيدي السوء قد امتدت إليها، فأزالتها بحجة التوسعة للمسجد التي لم تصل أساسا إلى محل القبة، ولم يكن الغرض من ذلك إلا طمس هوية أهل البيت عليهم السلام ومعالمهم؛ لكي لا يبقى لهم أثر، ولا يسمع لهم ذكر، ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره.
وقد ترجم للسيد العالم حفيده السيد العلامة شمس الدين، قرة عين الأفضلين، أحمد بن الحسين بن إبراهيم بن علي العالم رحمه الله، ترجمة كاملة فاصلة لفظها:
ذكر طرف من أحوال السيد العلامة جمال الدين علي بن إبراهيم بن علي العالم الشرفي القاسمين، أما نسبه الشريف، فهو علي بن إبراهيم بن علي بن المهدي بن صلاح بن علي بن أحمد بن الإمام محمد بن جعفر ـ ومحمد بن جعفر هذا هو المقبور في (جبل حرام) من (الشرف) مشهور ومزور وعليه قبة عظيمة ـ بن الجسين بن فليتة بن علي بن الحسين بن أبي البركات بن الحسين [بن أبي البركات] بن الحسين بن يحي بن علي بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ سلام الله عليه ورضوانه ـ مولده ـ عليه السلام ـ في يوم الخميس ثالث عشر من شهر صفر سنة ثلاثين وتسعمائة سنة، ونشأ ببلده بهجرة (الجاهلي) من (الشاهل)، ورباه عمه السيد العلامة الأفضل صلاح الدين صلاح بن علي بن المهدي، وكان هذا السيد صلاح بن علي من أعيان أعوان الإمام المتوكل على الله شرف الدين بن شمس الدين ـ عليهم السلام ـ وتولى القضاء بجهات (الشرف) والأوقاف للإمام ـ عليه السلام ـ ثم ارتحل السيد علي بن إبراهيم المذكور إلى (صنعاء) لطلب العلم، واقام مدة حتى فتح الله عليه بمعرفة تامة في قواعد فقه أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ثم رجع الى بلده، وقد كادت تضعف دولة الإمام شرف الدين ـ عليه السلام ـ فحصل على كثير من علماء (صعدة) ما أوجب الهجرة من اوطانهم من تغلب أهل الجور، فوفد الى السيد علي بن إبراهيم جماعة من اعيان أهل التقوى والعلم من بعض أهل (علاف) وبعض بني عقبة، فأفادوا السيد المذكور علما الى علمه، وكان ـ أعاد الله من بركته ـ موردا للطالبين، وكعبة للمسترشدين، وشحاكا للملحدين، وأبا برا للضعفاء والمساكين، وتخرج على يديه جماعة من أهل الفضل والعلم والعمل، منهم السيد العلامة الهادي بن الحسن من (هجرة بني أسد)، ومنهم السيد رأس العباد، وعين الزهاد، وخاتمة أهل التقوى واليقين، شمس بن صلاح بن يونس، صاحب (هجرة أسلم ناشر)، من أولاد الإمام المتوكل على الله المظلل بالغمام المطهر بن يحيى ـ أعاد الله من بركاته ـ ومنهم السيد العلامة أحمد بن الحسين بن علي، صاحب هجرة (الخواقعة) من جبل (الشاهل)، تولى القضاء للإمام المنصور بالله القاسم بن محمد ـ أعاد الله من بركاته ـ وغيرهم من الفقهاء من أهل هجرة (الشرف) وغيرها، ودرس في (شرح ابن مفتاح) على (الأزهار) و(التذكرة) و(البيان) مدة مديدة، ولما مات السيد الأجل المجاهد المطهر بن الإمام شرف الدين ـ رحمة الله ـ ظهر بجهة (الشرف) من أنواع المنكرات ما لا يقدر قدره، وذلك سنة ثمانين وتسعمائة، فوصل قبائل تلك الجهات الى السيدين، العالم المذكور ـ أعاد الله من بركاته والسيد العابد العالم علي بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ يستغيثون بهما في دفع ما حصل من الظلم والجور، فلم يجدا عذرا عند الله في الترك، ومن أعظم الأسباب في قيامهما أن مرجان شاوش متولي تلك الجهة من أعمال غوث الدين بن المطهر بن الإمام شرف الدين ـ رحمه الله ـ تظاهر بفعل المنكرات، وعسف وأفرط في ظلمه، فاجتمع من قبائل (الشرف) الى السيدين، قدر خمسمائة مقاتل، فقصد إلى (المحابشة) بمن اجتمع إليها إلى موضع يقال له (جبل الفائش)، وطلع مقدماتهم إلى حصن (القاهرة) من (المحابشة)، فلقيهم مرجان شاوش بمحطة من الجند، فناوشهم القتال، فقتل من القبائل خمسة رجال، ثم انهزم القبائل، ولم يثبت منهم أحد، وغدر أهل (المحابشة) بما قد تعاهدوا عليه من القيام بالأمر بالمعروف، ومعاونة السيدين، ثم قصد مرجان المذكور قبيلة (الأمرور)، فقتل منهم عشرين رجلاً، فهاجر السيد العلامة علي بن إبراهيم العابد ـ رحمه الله ـ إلى (عفار) للقراءة والإقراء، وأما السيد علي بن إ براهيم العالم ـ رحمه الله ـ فلم يزل يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويدرس العلوم بهجرته، ثم هاجر بأهله وأولاده إلى حجور (الإسلوم)، ووصل إلى السيد غوث الدين بن المطهر إلى قفل (مدوم)، فوضع له موضوعاً في الإستمرارعلى حالته من التدريس واحترام جانبه، ومن يلوذ به، حتى دعا الإمام الناصر لدين الله الحسن بن علي بن داود ـ عليهم السلام ـ فقام بها في تلك الجهة الشرقية، ولما أُسر الإمام الحسن ـ عادت بركته ـ أحذ السيد علي بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ في معاونة الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد على القيام بالإمامة، وجمع له من أموال فضلات الوقف والزكوات ونذورا كثيرة، وحشد له من بلده أهل السلاح قدر ستين رجلاً، وكان الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد ـ أعاد الله من بركته ـ ممن أخذ عنه العلم، قرأ عليه (الأزهار)، وعاونه على طلب العلم من صغره، وكان كثير تلاوة القرآن والعبادة، وله كرامات مشهورة في حياته، وبعد وفاته، مات ـ رحمه الله ـ في شهر ربيع الآخر سنة ستة بعد الأف بعد ظهور دعوة الإمام المنصور بالله القاسم بن محمدـ أعاد الله من بركاته ـ واستجاب الله دعاءه ألا يميته إلا بعد ظهور قائم أهل البيت ـ عليهم السلام ـ وقبر بـ(هجرة الجاهلي)، وعليه مشهد مزور، وخلف ولدين،
السيد العلامة الأوحد بدر الدين محمد بن علي بن إبراهيم، وكان عالماً نبيلاً مدرساً للفقه والفرائض، وهو شخ علامة الآل إمام العلوم الحسين بن المنصور بالله القاسم بن محمد في فن الفرائض، وتولى القضاء للإمام المنصور بالله ـ عليه السلام ـ في الجهات الشرقية، فأرسله ـ عليه السلام ـ إلى عبدالرحيم بن عبدالرحمن بن المطهر في الصلح الأول، وتم على يديه، واستمر على حاله من الإشتغال بأمور المسلمين وتدريس العلم، إلى أن اختار الله له ما عنده من الإنتقال إلى دار القرار سنة اثنتين وثلاثين وألف سنة تقريباً، وعقبه في هجرة ( الجاهلي) من (الشاهل) ـ وقت رقم هذه سنة إحدى وثمانين ـ حول ثلاثين رجلاً منهم العلماء العاملين كالسيد العلامة الفقيه المدرس شمس الدين أحمد بن صلاح بن محمد بن علي بن إبراهيم، أخذ العلم عن حافظ علوم الآل الطاهرين علامة اليمن السيد الإمام محمد بن عز الدين المفتي ـ رحمه الله ـ بمدينة (صنعاء)، ثم رجع إلى بلدة (الهجر) بعد أن أقام بصنعاء سبع سنين، فأخذ عنه جماعة من الطلبة علم الفقه بتحقيق قواعده، واستمر على ذلك إلى وقتنا هذا، وولي القضاء بجهة (الشرف الأسفل)، مع مكارم الأخلاق، وإكرام للوافد ـ أطال الله في طاعته عمره ـ
والولد الآخر من ولدي السيد علي بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ هو السيد صارم الدين إبراهيم بن علي بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ مات مهاجراً بمدينة (حوث) سنة اثنتي عشرة وألف، وله العقب الأطيب الأكثر، خلف ستة أولاد، منهم السيد العلامة شرف الدين بن إبراهيم، وهو أكبر أولاده، وكان من أعيان أهل البيت علماً، وعملاً، وسعة صدر، وتولى القضاء للإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ـ أعاد الله من بركاته ـ بعد وفاة عمه محمد بن علي، واستمر عليه إلى أن مات سنة أربع وتسعين وألف وعمره ستة وثمانون سنة، وخلف أربعة عشر ولداً، ومنهم السيد العلامة المحقق في الأصول والفروع ضياء الدين شمس الدين بن إبراهيم بن علي العالم، كان من العباد الجامعين بين فضيلتي العلم والجهاد، ولم يتول شيئاً من الأعمال إلى أن اختار الله له الإنتقال إلى دار القرار سنة أربع وخمسين عاماً، وعمره أربع وستون سنة، وللسيد إبراهيم أربعة أولاد غير هذين، وهم السيد محمد بن إبراهيم والسيد العابد شمس الدين أحمد بن إبراهيم، والسيد صلاح بن إبراهيم، والسيد الحسين بن إبراهيم، وكل منهم خلف جماعة من الأولاد عدة ذكورهم ـ في تاريخ رقم هذه الأحرف ـ خمسة وسبعون ما بين كهل وشاب وصغير، ولم يخل الله سبحانه أولادهم من التمسك بالعلم، وسلوك طريق سلفهم الطاهرين ـ رحمهم الله تعالى ـ .
كتبه ولد ولده الفقير إلى الله أحمد بن الحسين بن إبراهيم بن العالم، لطف الله به. انتهى.
وقد تُرجم للسيد علي بن إبراهيم العالم في الكثير من الكتب مثل: (الطبقات الكبرى)، (مطلع البدور ومجمع البحور)، (النبذة المشيرة)، (هجر العلم ومعاقله).).
2-السيد العلامة علي بن إبراهيم (العابد)
[ ..... ـ 983هـ ]
نسبه الشريف :
هو علي بن إبراهيم بن علي بن محمد بن صلاح بن أحمد بن محمد بن القاسم بن الأمير داود بن المترجم بن يحي بن عبد الله بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحي بن علي بن القاسم الحرازي بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ الحسني، القاسمي، الشرفي، المعروف: بالعابد.
أولاده عليه السلام
خلف السيد (العابد) ولدين، السيد الحسين بن علي، والسيد الحسن بن علي، والحسين بن علي هذا أعقب خمسة أولاد، وأما الحسن فلم يعقب إلا ولداً واحداً اسمه عبد الله انتقل من بلده إلى (ضوران) للملازمة عند سيف الإسلام الحسن بن علي بن أمير المؤمنين القاسم بن محمد ـ عليه السلام ـ ومات ولم يعقب أحدا.
مشائخه
ومن أشهر مشائخه الفقيه عبد الله بن علي راوع (في صنعاء)، بالإضافة إلى بعض علماء بيت الفقيه.
تلاميذه
أما تلاميذه فمن أشهرهم السيد العلامة علي بن إبراهيم العالم.
سيرته وكراماته :
السيد العلامة الزاهد، بقية الأبدال، علي بن إبراهيم العابد ـ قدس الله روحه ـ هو صاحب الكرامات والمقامات السامية في العبادة والزهد، ارتحل لطلب العلم في الجهات النائية، وأخذ القرآن على بعض علماء بيت الفقيه ابن عجيل بتهامة، وأقام فيه مدة لقراءة القراءات السبع والعربية، وشارك السيد علي بن إبراهيم العالم في كل فضيلة، أقاما في صنعاء لقراءة الفقه، وكان شيخهما الفقيه عبد الله بن علي راوع.
وقد قام هذا العابد هو والعالم بالإحتساب كما ورد في بعض تراجمهما.
ومن عجائب السيد العلامة العابد أنه كان يتسوق الأسواق لا لحاجة دنيوية، بل ليصلي في كل مسجد على الطريق، وليدعو بالمأثورات، وهو (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير)، وهذا مشهور من حاله.
وله كرامات، منها قضية الأسد المذكورة، رُوي أنه عام حجه انقطع عن القافلة، فلقيه أسد يتنصنص له بلسانه، ويعسل بذنبه، كالشاكي عليه، ويتألى أن دموعه سائلة، فسار معه والأسد يتقدمه، فإذا أبطأ السيد ـ رحمه الله ـ انتظره الأسد حتى بلغ الأجمة، وإذا هنالك لبوة في يدها شظية قد شاكتها، وورمت يدها، فوثب الأسد علي ظهر اللبوة ليحفظها حتى يتمكن السيد من إخراج الشظية، وأخذ السيد شفرة حادة مرهفة كانت معه، وشق يدها، واستخرج الصديد، ثم استخرج الشظية، وعزم، وصحبه الأسد حتى ألحقه بالقافلة.
اشتغل بأنواع الطاعات، واستفاد عليه خلق كثير، وكانت له هيبة أهل التقوى، وجلالة في القلوب، واستمر في آخر عمره بالتدريس بهجرة (كحلان تاج الدين)، غلب عليه اسم العابد؛ لكثرة عبادته، واعتزاله الناس، وتلاوة القرآن بتأدية لم يسمع في وقته أحسن منه بترتيل وتأمل للمعاني، وكان من أعيان العلماء، له في كل فن مشاركة حسنة.
وفاته عليه السلام
توفي السيد العابد ـ أعاد الله من بركاته ـ ببلاد (عفار) في (صيرة) بألم الطاعون في سنة ثلاثة وثمانين وتسعمائة، وأوصى أن يقبر بجوار القاضي العلامة عبد الله بن زيد العنسي ـ رحمه الله ـ عند بركة رحبة يماني (كحلان)، فحاول أهل كحلان إنفاذ وصيته، فتحزب بنو موهب وقبائل عفار ومنعوهم من ذلك، وقبر بـ(عرقة عفار) في مشهد السيد داود بن محمد بعد أن كادت الفتنة تثور بين القبائل لولا حضور الوالي، وهو السيد عبد الله بن علي بن الإمام المطهر بن محمد الحبري، وبقي في عفار إلى ثاني عشر في شهر شوال سنة ثلاثة وثلاثين وألف، ونقله ولد ولده ـ في هذا التأريخ ـ ليلاً إلى (هجرة القويعة)، وكان لا زال جثة بلحمها إلا أن به ضمور كما هو معروف عند أهل الشاهل، وعمرت عليه بها قبة عظيمة، وعمر حفيده المذكور عنها جامعاً كبيراً، وصارت من أحسن هجر (الشرف)، ولا زال الجامع والقبة موجدان إلى اليوم، وقد دفن حفيد العابد المذكور جنب جده في نفس القبة.
3-السيد العلامة أحمد بن الحسين المهدي (الشرفي)
[ 1040هـ ـ 1103هـ ]
نسبه الشريف :
هو أحمد بن الحسين بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن علي بن بن المهدي بن صلاح بن علي بن أحمد بن الإمام محمد بن جعفر بن الحسين بن فليته بن علي بن الحسين بن أبي البركات بن الحسين بن يحي بن علي بن يحي بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ عليهم السلام ـ ، السيد العلامة أبي محمد يعرف جده بالعالم الشرفي اليمني.
مولده ووفاته :
ولد سنة ألف وأربعين للهجرة تقريباً، كان سيدا، عالما، محققا، عاملا، وتوفي ثالث القعدة ليلة الجمعة سنة ألف ومائة وثلاثة من الهجرة عن ثلاثة وستين سنة، وقبره في المشهد المعروف بمشهد جده العالم.
مشائخه
قرأ على أيدي مجموعة من العلماء أشهرهم :
1ـ السيد العلامة يحي بن أحمد الشرفي.
2ـ القاضي أحمد بن صالح العنسي.
3ـ الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم.
4ـ القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال.
5ـ سلطان اليمن محمد بن الحسن (وله منه إجازة عامة).
6ـ السيد أحمد بن صلاح الشرفي.
7ـ القاضي ناصر بن عبد الحفيظ (في القراءات).
وأخذ عنه جماعة منهم:
1ـ ولداه محمد ويحي.
2ـ السيد حسين بن محمد بن صلاح.
3ـ السيد إسماعيل بن الحسن.
وغيره الكثير.
إجازة القاضي ناصر بن عبد الحفيظ
قال القاضي ناصر عبد الحفيظ في إجازته له ما لفظه :
( نعم وقد سمع علي القرآن الكريم من فاتحته إلى خاتمته السيد العالم أحمد بن الحسين بن إبراهيم مشاركاً له في ذلك من سورة طه السيد العالم صفي الدين أحمد بن عبد الله صلاح لقالون بوجه المد وسكون ميم الجمع وراجعاً في بقية قواعده وبحثاً عن وجو ورش وفوائده، وبلغا أيضاً جمعاً لهما إلى قوله تعالى:{يا أيها الناس اعبدوا ربكم} [البقرة:21]
وسمعا هذه النسخة، وأجزت لهما أن يرويا عني ذلك وأمرتهما وجميع إخواني المؤمنين بإصلاح الخلل والدعاء بالتوفيق). وكان السماع على المذكور سنة ستين وألف.
4-السيد العلامة محمد بن أحمد الملقب بـ(الفاضل)
نسبه الشريف :
هو السيد العلامة محمد بن أحمد بن شرف الدين بن إبراهيم بن علي (العالم) بن إبراهيم بن علي بن المهدي بن صلاح بن علي بن أحمد بن الإمام محمد بن جعفر بن الحسين بن فليتة بن علي بن الحسين بن أبي البركات بن الحسين بن يحي بن علي بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ الحسني القاسمي، الملقب بـ(الفاضل).
أولاده :
له أربعة أولاد وهم علي والحسن والحسين وأحمد.
وله مسجد سُمِّي بِلَقَبِه (الفاضل) لا زال قائماً عامراً إلى يومنا هذا في مركز المديرية، وقد قُبر السيد محمد بن أحمد هذا فيه، وقبره معروفٌ مزور وهو في مؤخرة المسجد، وقد حاول بعض المتأثرين بالفكر الوهابية في ذلك الوقت تخريبه وإزالته ولكن أهل المنطقة منعوهم وأعادوا بناء ما خرِب منه.
5-السيد العلامة أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﻼﺡ اﻟﺸﺮﻓﻲ
[ 975 - 1055ﻫـ]
نسبه الشريف
هو اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺰاﻫﺪ ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﻼﺡ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﻼﺡ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ اﻷﻣﻴﺮ ﺩاﻭﺩ ﺑﻦ اﻟﻤﺘﺮﺟﻢ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ اﻟﺤﺮازﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ الرسي بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - ﺳﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ -، المعروف بالشرفي.
مولده:
ﻭﻟﺪ ﺳﻨﺔ ﺧﻤﺲ ﻭﺳﺒﻌﻴﻦ ﻭﺗﺴﻌﻤﺎﺋﺔ، ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻣﺘﻨﻘﻼ ﻣﻦ ﻫﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻫﺠﺮﺓ ﻟﻠﻘﺮاءﺓ ﺣﺘﻰ ﺃﺩﺭﻙ ﻋﻠﻮﻡ اﻻﺟﺘﻬﺎﺩ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺎﺩ ﻭﺃﻓﺎﺩ .
نبذة عنه
ﻛﺎﻥ اﻟﺴﻴﺪ أحمد الشرفي ﻋﺎﻟﻤﺎ، ﻋﺎﺑﺪا، ﺯاﻫﺪا، ﺧﺎﺗﻤﺔ اﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻓﺼﻴﺤﺎ، ﺑﻠﻴﻐﺎ، ﻣﻄﻠﻌﺎ، ﺫﻛﻴﺎ، ﺁﻣﺮا ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ، ﻧﺎﻫﻴﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ، ﺟﻠﻴﻞ اﻟﻤﻘﺪاﺭ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭاﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺗﻮﻟﻰ ﻟﻪ، ﺛﻢ ﺻﺤﺐ ﻭﻟﺪﻩ اﻟﻤﺆﻳﺪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻭاﺋﻞ اﻟﺪﻋﻮﺓ، ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻤﺮﺓ ﺑﻔﺘﺢ اﻟﻤﻴﻢ ﻭﺳﻜﻮﻥ اﻟﻌﻴﻦ اﻟﻤﻬﻤﻠﺔ ﻭﻓﺘﺢ اﻟﻤﻴﻢ اﻵﺧﺮﺓ ﺛﻢ ﻣﻬﻤﻠﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﻫﻨﻮﻡ ﺑﻜﺴﺮ اﻟﻬﺎء ﻭﺳﻜﻮﻥ اﻟﻨﻮﻥ ﻭﻓﺘﺢ اﻟﻮاﻭ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩا ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﻨﺬﻭﺭ ﻭاﻟﺘﺒﺮﻙ ﻭاﻷﺩﻋﻴﺔ ﻭﺣﻞ اﻟﻤﺸﻜﻼﺕ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺸﻒ ﻭاﻟﻮﺭﻉ ﺑﻤﺤﻞ ﻋﻈﻴﻢ، ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭاﻻﺟﺘﻬﺎﺩ، ﻭاﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭاﻟﻔﺮاﺭ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﻔﺘﺮﺓ ﻋﻦ ﺩاﺭ اﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻠﺤﻖ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ ﻭﻭﺭﻋﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻣﻦ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﺎء اﻵﻝ، ﻭﺷﻬﺮﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻟﻲ ﺗﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺷﺮﺡ ﺣﺎﻟﻪ، ﻗﺮﺃ ﻓﻨﻮﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﻗﺖ اﻟﻔﺘﺮاﺕ ﻣﺘﻨﻘﻼ ﻣﻦ ﻫﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻫﺠﺮﺓ، ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻣﻮاﺿﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﻴﺎ ﻭاﻟﺘﺪﺭﻳﺲ، ﻭاﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭاﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ، ﺣﺘﻰ توفاه الله.
مصنفاته:
1-ﺷﺮﺡ اﻷﺳﺎﺱ اﻟﻜﺒﻴﺮ.
2-ﺷﺮﺣﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮ.صار عليه المعتمد في اليمن.
3-ﺷﺮﺡ اﻷﺯﻫﺎﺭ المسمى "ﺿﻴﺎء ﺫﻭﻱ اﻷﺑﺼﺎﺭ" أربعة مجلدات.
4-ﺷﺮﺡ (اﻟﺒﺴﺎﻣﺔ) ﺑﺸﺮﺡ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻳﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﺠﻠﺪات ﻛﺒﺎﺭ، ﻭﺗﻤﻢ اﻟﺒﺴﺎﻣﺔ ﺃﻳﻀﺎ.
وله الكثير من الرسائل.
تلامذته
ﻭﻟﻪ ﺗﻼﻣﺬﺓ ﺃﺟﻼء، ﻛﺎﻟﻤﺆﻳﺪ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﺻﻨﻮﻩ اﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻭﺻﻨﻮﻫﻤﺎ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺴﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻟﻘﻤﺎﻥ، ﻭاﻟﺴﻴﺪ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﺠﺤﺎﻓﻲ، ﻭاﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ اﻟﺪﻳﻦ، ﻭاﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻌﻤﺮﻱ، ﻭﻭﻟﺪﻩ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺴﻴﺪ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ ﺩﺭﻳﺐ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ.
إجازة الإمام القاسم(ع):
ﻭﺧﺎﺗﻤﺔ ﺷﻴﻮﺧﻪ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ـ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ـ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺆﻟﻔﻪ (اﻷﺳﺎﺱ) ﻭﺃﺟﺎﺯﻩ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﻤﺎﻉ ﻓﻘﺎﻝ ـ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ـ ﻣﺎ ﻟﻔﻈﻪ: ﺃﺟﺰﺕ ﻟﻜﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺴﻤﻮﻋﺎﺗﻲ، ﻭﻣﺎ ﺻﺢ ﻟﻲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻹﺟﺎﺯﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺧﺒﺎﺭ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭاﻟﻜﺘﺐ اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻭاﻷﺻﻮﻟﻴﺔ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ (ﻃﺮﻕ اﻟﻌﻠﻢ)، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺟﺰﺕ ﻟﻚ ﻛﺘﺒﻲ (اﻷﺳﺎﺱ) ﻭ(اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ) ﻭ(اﻹﺭﺷﺎﺩ) ﻭ(اﻟﺠﻮاﺏ اﻟﻤﺨﺘﺎﺭ)، ﻭ(ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺤﻔﺔ اﻟﺮاﻏﺐ) ﻓﻲ اﻟﻨﺤﻮ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﻧﺸﺘﺮﻁ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻻ اﻟﺘﺤﺮﻱ ﻓﻲ اﻟﺮﻭاﻳﺔ ﻋﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻠﻔﻆ ﻟﺌﻼ ﻳﻘﻊ ﺗﺼﺤﻴﻒ ﻓﻲ اﻟﺮﻭاﻳﺔ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻭﻟﻲ ﺇﻋﺎﻧﺘﻜﻢ، اﻧﺘﻬﻰ ﺑﻠﻔﻈﻪ.
شعره:
ﻭﻟﻪ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﻨﻮﻩ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺘﻘﻲ اﻟﺮاﺋﺲ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﺮﻓﻲ - ﻧﻔﻊ اﻟﻠﻪ ﺑﺒﺮﻛﺎﺗﻪ - ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﺤﺴﻦ ﻧﺰﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﺸﺮﻑ، ﻭﺗﺰﻭﺝ ﻓﻴﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺼﺪﺩﻩ، ﻓﻜﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻮﻉ:
ﺃﻳﺎ ﺻﺎﺡ ﻛﻢ ﺑﻴﻦ اﻣﺮﺉ ﺫﻱ ﺷﻬﺎﻣﺔ ... ﻟـﻪ ﻫﻤﻢ ﺗﻌﻠـﻮ ﻋﻠـﻰ اﻟﻜﻮﻛﺐ اﻟﻌﺎﻟﻲ
ﻋﺸﻴـﻖ ﺟﻨﻴــﺎﺕ اﻟﻤﻌــﺎﻟﻲ ﻣﺘﻴــﻢ ... ﺑﺄﺑﻜـﺎﺭﻫـﺎ ﺻﺐ ﺑﻬﺎ ﻏﻴـﺮ ﻣﻜﺴـﺎﻝ
ﻳـﺮﻯ ﺣﻠـﻖ اﻟﺘـﺪﺭﻳـﺲ ﺟﻨـﺔ ﺭﻭﺣـﻪ ... ﻳﻘﻄﻒ ﻣـﻦ ﺣﺎﻓﺎﺗﻬﺎ اﻟﺜﻤـﺮ اﻟﺤـﺎﻟﻲ
ﻳﺤﻜـﻢ ﻋﻘــﻼ ﻗـﺪ ﺃﻧــﺎﺭ ﻋﻠـﻰ ﻫـﻮﻯ ... ﺧـﺬﻭﻝ ﻏــﺮﻭﺭ ﻟﻠﻤﻄﻴﻌﻴـﻦ ﻗﺘــﺎﻝ
ﻭﺁﺧـﺮ ﺃﻋﺸـﺎﻩ اﻣـﺮﺅ اﻟﻘﻴﺲ ﺇﺫ ﻋﺸﺎ ... ﺑﻌﺸﻖ ﻫـﻮﻯ ﻧﻔـﺲ ﻟﺮﺑـﺎﺕ ﺃﺣﺠـﺎﻝ
ﻓﻘــﺎﻝ: ﻳﻤﻴــﻦ اﻟﻠــﻪ ﺃﺑـﺮﺡ ﻗــﺎﻋﺪا ... ﻭﻟﻮ ﻗﻄﻌﻮا ﺭﺃﺳﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺃﻭﺻﺎﻟﻲ
ﻭﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ - ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﺗﻤﺎﻡ اﻟﺒﺴﺎﻣﺔ ﻗﺼﻴﺪﺓ اﻟﺴﻴﺪ اﻹﻣﺎﻡ ﺻﺎﺭﻡ اﻟﺪﻳﻦ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺪﻋﻮﺓ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﻘﺎﺳﻢ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ - ﻭﻭﻟﺪﻩ اﻟﻤﺆﻳﺪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ،.قال في مطلعها:
ﺛﻢ اﺑﺘـﺪا اﻟـﺪﻋـﻮﺓ اﻟﻐـﺮاء ﻣـﻦ ﻗﻤـﺮ ...ﺇﻣﺎﻣﻨـﺎ اﻟﻘـﺎﺳﻢ اﻟﻤﻨﺼـﻮﺭ ﻓـﻲ ﺻﻔـﺮ
ﻣـﻦ ﻗــﺎﻡ ﻟﻠــﻪ ﻻ ﻳﻠـﻮﻱ ﻋﻠـﻰ ﺃﺣـﺪ ... ﻭﺑــﺎﻉ ﻣﻬﺠﺘـﻪ ﻣـﻦ ﺭﺑــﻪ ﻓﺒــﺮﻱ
ﻭاﻷﺭﺽ ﺗﺮﻓﺾ ﺑﺎﻟﻔﺠﺎﺭ ﻗﺪ ﻣﻠﺌﺖ ... ﺑﺎﻟﻈﻠـﻢ ﻭاﻟﺠــﻮﺭ ﻭاﻟﻌـﺪﻭاﻥ ﻭاﻟﻨﻜــﺮ
ﻭﻛــﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻧﺸــــﺮ اﻟﺤـﻖ ﺭاﻳﺘـﻪ ... ﻣـﻦ ﻗــﺎﺭﺓ ﻭﺑـﺪا ﻧــﻮﺭ ﻟــﺬﻱ ﺑﺼـﺮ
ﻓﺴـﻞ ﺳﻴﻔـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻷﺗـﺮاﻙ ﻗــﺎﻃﺒـﺔ ... ﻭﺻﺐ ﻋـﺰﻣﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﺠــﺎﺭ ﻛﺎﻟﻘـﺪﺭ
ﻭﻛــﺎﻥ ﻣﻨـﻪ ﻋﻠﻴـﻬﻢ ﻛـﻞ ﻣﻠﺤﻤـﺔ ... ﻳﺸﻴﺐ ﻣﻦ ﻫﻮﻟﻬﺎ اﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﺼﻐﺮ
ﺣﻜـﺖ ﻭﻗــﺎﺋﻊ ﺻﻔﻴـﻦ اﻟﺘـﻲ ﺳﻠﻔـﺖ ... ﻭاﻟﻨﻬـﺮﻭاﻥ ﻓﻜـﻢ ﻳـﻮﻡ ﺣﻤﻰ ﻭﻋـﺮي
وفاته عليه السلام
توفي السيد العلامة أحمد بن محمد الشرفي ﻓﻲ ﺛﻠﺚ الليل اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺔ اﻷﺭﺑﻌﺎء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭاﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺫﻱ القعدة ﻋﺎﻡ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻭﺃﻟﻒ ﺑﻤﻌﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﻫﻨﻮﻡ، ﻭﻗﺒﺮﻩ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﻣﺰﻭﺭ، ﻭﻣﻮﻟﺪﻩ ﺳﻨﺔ ﺧﻤﺲ ﻭﺳﺒﻌﻴﻦ ﻭﺗﺴﻌﻤﺎﺋﺔ.
6-السيد العلامة يحي بن أحمد الشرفي
[ .... ـ 1089هـ / .... ـ 1676هـ ]
نسبه الشريف
هو يحي بن أحمد بن محمد بن صلاح بن محمد بن صلاح بن أحمد بن محمد بن القاسم بن يحي بن الأمير داود المترجم بن يحي بن عبد الله بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحي بن علي بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ عليهم السلام ـ ، القاسمي، الشرفي.
مشائخه
درس السيد يحي بن أحمد الشرفي علي يد أبيه الحافظ في أكثر الفنون، كما قرأ على الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم عليه السلام، وقرأ في الصرف وغيره على القاضي ناصر بن عبد الحفيظ المهلا، وسمع عليه القراءات السبع أيضاً، ثم أجازه إجازة عامة مشتملة على جميع الفنون.
تلامذته
وله تلامذة أجلاء منهم: السيد محمد بن عقيل التهامي، والقاضي محمد بن ناصر بن المهلا، وولده السيد جمال الدين علي بن يحي.
سيرته
كان السيد العلامة عماد الدين يحي بن أحمد الشرفي، من عيون العترة علما وعملا، بلغ في العلم غاية من التحقيق، وجمع منه ما يقرب من درجة أبيه، وكان له ذكاء وفطنة وورع وكرم وزهادة، أرسله الإمام المتوكل إلى مكة للإقراء بها، فأقام بها أياما درس بها في (الغيث) و(الأساس) و(الفصول اللؤلؤية).
وكان مسكنه أولاً في بلد أبيه في هجرة معمرة، وكان رحلة للعلماء والمتعلمين، ملاذا للطالبين، يقري الضيف، ويلقاهم بخلق كريم، ويخدمهم بنفسه، وكان أويس زمانه في الورع لا يعتني بأمر المعاش ولا اللباس، ولا يفترش إلا الخشن من الفراش، ويحمل حاجة بيته بنفسه تواضعاً، ولا يأكل إلا مع ضيف، ومع هذا فلا يفتر لسانه عن ذكر الله إلا لتدريس أو تأليف أو صلاة.
وكان قد أقام في هجرة (الشجعة) مدة أحذ فيها شطرا صالحا من العلوم على والد العلامة ناصر بن عبد الحفيظ المهلا هو وصنوه السيد الجليل: القاسم بن أحمد رحمه الله، ثم أقام مدة أخرى وأخذ على بقية المحققين العلامة ناصر عبد الحفيظ المهلا علوم القرآن جميعها وحقق فيعا تحقيقا عظيما، ولاه الإمام المتوكل غليه السام في آخر مدته أعمال الوقف في الجهة الشرفية، وقام بأعمال التدريس وإحياء الهجر أتم قيام.
وله رحلة أخرى للقراءة في علوم القرآن على والد العلامة ناصر عبد الحفيظ إلى هجرة (الوعلية) وبينها وبين هجرة (الشجعة) قدر ميل، كانا يأخذان في أول الخريف في هجرة (الشجعة) مدة، ويأخذان في (الوعلية) مدة آخر الخريف.
شعره عليه السلام
وللسيد يحي بن أحمد الشرفي في الشعر القصائد الجيدة، والهاجس الفذ، فمن شعره إلى شيخه العلامة ناصر بن عبد الحفيظ المهلا يعاتبه على التأخر في طلوعه إلى (الوعلية):
أحبـابنا ما لهـذا الهجــر مـن سبب وما الذي أوجب الإعراض وا عجبا
يمضي الزمـان ولا نحضى بقربكم علـى الجوار وكـون الجـار ذا قربـى
يـوم الثلاثـاء ويوم الأربعاء مضت ثم يوم الخميس وما إن جاء منك نبـا
وفـي العـروبة ظللنــا نـاظرين بـأن يبـدو لنـا وجهــك الميمـون فاحتجبـا
وليس شيء على المشتاق أصعب من بُعــد الـلقـــاء إذا مشتـاقه قربـا
أعيـذك اللـه يا سـبط الأكـارم أن يكـــون ودك للأحبــاب مضطربـا
هذا وإنـي أدري بـأن قصــدك لي وأنت مع ذاك شيخي عكس ما وجبا
لكنــه لـم يكـن منـي لحقـكم جهـل ولكــن عذري عنـك ما عزبـا
وأشار رحمه الله إلى عذر منعه من الوصول إلى شيخه في خلال هذه الأيام التي تأخر عن الطلوع فيها.
وكم للسيد قدس الله روحه إلى شيخه ناصر عبد الحفيظ من محاسن النثر والنظم، كالقصيدة التي أولها:
يا راقيــا فـي المعـالي أرفـع الـرتب وروضــة العــلم والتعليــم والأدب
وحائـزا من خلال المجد ما قصرت عنــه خطـا كـل ذي فضــل بـلا تعب
وناشئــا مـن ذرى العليــاء إذ ثبتت لــــه الوراثـة فيهـــا عــن أب فأب
وطيبــا ظهـرت أعراقــــه فـزكت والفــرع مهمـا تطب أعراقـــه يطب
ومنها:
وفـارس النــظم من يسمع مقـاطعه يقـــل لســمط اللآلـي عنــده احتجـب
ومعـدن العـلم مهمـا ظـل مختبئـا فـي مجلس خــف بالطـلاب والكتــب
أبـدى دقـائق عــلم قـد أحـاط بهـا يظــل سـامعهــا حيـــران مـن عجــب
ومـا عجيب أتـى من مثلـه عجبـا وهو الذي قد ساد من قد شاخ وهو صبي
وكم أعـد ولـن تحصـى خصائصه وقـد غـدت مثـل فيـض العـارض السكب
وما أقــول وقـد صـارت محــاسنه فـي الخــافقيـن مسيــر السبعـة الشـهب
وهي طويلة من مختار الشعر ومحاسنه.
وله قدس الله روحه إلى ولد شيخه القاضي العلامة الحسن بن ناصر ما يروق الناظرين من النظم النظيم، ويثير الدر الوسيم، والمراجعات في جميع العلوم.
آخر حياته
ثم ارتحل أخر مدته إلى القويعة، من مخاليف الشرف الأعلى فدرس بها وأحيا فيها العلم حتى توفاه الله سنة تسع وثمانين وألف، وقبره بها مشهور مزور.
وكان في آخر مدته قد فترت المذاكرات في جميع اهجر الشرفية، وأهملت بالكلية؛ وسبب ذلك تتابع الشدة واجراد، فكان السيد رحمه الله كثير التأسف على الأحياء فيها، وعلى عدم مطابقة قصد الواقف بصرف منافع كل هجرة في المساجد الموقوف عليها، وتحرج مما وقع من نقل الحقوق عن مواضعها، ويصرح بأنه مخالف للشريعة المطهرة أعزها الله، خصوصا مع كثرة مقررات من عين منافع الوقف يؤخذ قبل الإحياء والتدريس، وفيها مخالفة قصد الواقف؛ ومطابقة قصده واجب شرعاً، فإنا لو فرضنا الواقف حياً وسألنا عما يستغرق من منافع وقفه في هذه المقررات وتأثيرها على عمارة المساجد الحقيقية والدينية لنفر عن ذلك، ولعل هذا منكر يأباه كل مؤمن بالله ورسوله.
8-شريف الجان
[.... - 1067هـ ]
هو السيد العلامة أحمد الشرفي.
كان من أشهر مشائخه الإمام القاسم بن محمد عليه السلام، حيث أخذ عنه العلم عندما كان الإمام في الشرف، أو خلال ملازمته له.
ولهذا السيد مسجد مشهور - في مديرية الشاهل - يُعرف باسم (مسجد شريف الجان)، لا يزال إلى الآن في ميدان القويعة.
قيل أنه كان يرى الجن ويسمع كلامهم ويستعملهم، ولذلك سمي (شريف الجن).
توفي السيد أحمد الشرفي بعد أن وفد على الإمام الحسن بضوران سنة 1069هـ ، ودفن بها.
9-السيد العلامة علي بن الحسن الشرفي (بلَدية)
[ 1338هـ ـ 1428هـ ]
نسبه الشريف:
هو السيد العلامة علي بن الحسن بن محمد بن يحي بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبدالله بن صلاح بن إبراهيم بن علي بن محمد بن صلاح بن أحمد بن محمد بن القاسم بن الأمير داود بن المترجم بن يحي بن عبد الله بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحي بن علي بن القاسم الحرازي بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ الحسني، الشرفي.
نبذة عنه
السيد العلامة علي بن الحسن بن محمد بن يحي الشرفي ولد في مديرية الشاهل في الخامس عشر من شهر شعبان سنة 1338هـ ، وكان عالما معروفا محققا في الفقه فروعه وأصوله وفي علوم العربية، وله مشاركة جيدة في علم الحديث مع معرفة بالأدب والتأريخ، عامل بالكتاب والسنة.
حياته
كان السيد علي بن الحسن مدرسا في مديرية المحابشة لفترة، ثم قام بالتدريس في المدرسة العلمية في صنعاء بعد أن دَرَس بها، كما كلفه الإمام يحي حميد الدين سنة 1363هـ بالتدريس في هجرة (بيت السيد) في بني حشيش، ثم كُلف بالذهاب إلى شهارة للتدريس بها، وتولى إدارة مدرستها العلمية وبقي فيها إلى سنة 1381هـ ثم عاد إلى سابق عمله من التدريس بالمحابشة، وظل على تلك الحال إلى جانب عمله كناظر لأوقاف الشرفين والإرشاد إلى أن توفاه الله.
وفاته
توفي السيد علي بن الحسن سنة 1428هـ بعد حياة مليئة بالإرشاد، وخدمة الناس بالفتوى وحل الإشكالات، ودفن في مديرية الشاهل في الجامع المعروف باسم (العالم)، وقبره ـ إلى اليوم ـ معروف مزور.
10-اﻟﺴﻴﺪ العلامة ﺃﺣﻤﺪ اﻟﺸﺮﻓﻲ
[ …- ﻧﺤﻮ 1090ﻫـ]
نسبه الشريف
ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﻼﺡ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﻦ ﺻﻼﺡ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ، ﻭﺑﻘﻴﺔ ﻧﺴﺒﻪ ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ اﻟﺴﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ اﻟﺸﺮﻓﻲ.
ﻫﻮ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ، اﻟﺸﺮﻓﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ، ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ، ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ، ﻣﺤﻘﻘﺎ، ﻣﺪﺭﺳﺎ، ﻓﻘﻴﻬﺎ، ﻣﺤﻘﻘﺎ ﻟﻘﻮاﻋﺪﻩ، ﻭﺗﻮﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﺠﻬﺔ اﻟﺸﺮﻑ اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻊ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺃﺧﻼﻕ ﻭﺇﻛﺮاﻡ ﻟﻠﻮاﻓﺪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻭﻣﻼﺯﻣﺔ اﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻋﺸﺮ اﻟﺘﺴﻌﻴﻦ ﻭﺃﻟﻒ.
ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻢ اﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﻔﺘﻲ ﺑﺼﻨﻌﺎء، ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ، ﺣﺘﻰ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻮﻡ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ ـ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼﻡ ـ.
ﻭﺃﺧﺬ ﻋﻨﻪ: ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ: اﻟﺴﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ اﻟﺸﺮﻓﻲ، ﻭاﻟﺴﻴﺪ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﺮﻓﻲ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷﺧﻴﺎﺭ.
11-السيد العلامة اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﺮﻓﻲ
[ … -1102ﻫـ]
اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ(اﻟﻌﺎﻟﻢ) اﻟﺸﺮﻓﻲ، اﻟﺴﻴﺪ ﺷﺮﻑ اﻟﺪﻳﻦ.
ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﻼﺡ اﻟﺸﺮﻓﻲ، ﻭﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﺪﻩ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ، ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪا، ﻋﺎﻟﻤﺎ، ﻓﺎﺿﻼ، ﺯاﻫﺪا، ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻩ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﻴﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺭﺱ ﻭاﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻓﻲ بالجاهلي ﺳﻨﺔ اﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﻟﻒ.
21-السيد العلامة إبراهيم بن الحسن الشرفي
نسبه الشريف:
هو السيد العلامة إبراهيم بن الحسن بن محمد بن صلاح بن محمد بن صلاح بن أحمد بن محمد بن القاسم بن الأمير داود بن المترجم بن يحي بن عبد الله بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحي بن علي بن القاسم الحرازي بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي أبي طالب ـ عليه السلام ـ الحسني، القاسمي، الشرفي.
نبذة عنه
كان السيد العلامة إبراهيم بن الحسن علامة له تأليفات اختصر فيها فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وأهل البيت عليهم السلام، اختصرها من محاسن الأزهار وشرح الأزهارالمسمى (شفاء صدور الناس) ومن غيرها، وله تأليف في إثبات إسلام أبي طالب بن عبد المطلب أوسع فيه النقل والإحتجاج والروايات.
وقبره كما يحكي صاحب مشجر أنساب آل الشرفي في جيدعان ولعله المقبور في المشهد المعروف لدى العامة إلى الآن بمشهد القاسمي, وفي هذا المشهد يوجد قبران آخران.