الشاعر: الحسن بن علي الهبل
غير مستنكرٍ من الأيام
ما أرى من إهانتي واهتضامي
هكذا لم تزل تحطُّ الكرامَ الصِّيـ
ـد عن رتبة الخِساسِ اللِّئامِ
أخّرَتْني - على نباهة قدري-
عن أُناسٍ عن المعالي نيامِ
وتحمَّلتُ - في الحَدَاثة - من أحْداثـ
ـها ما يهدُّ ركني شَمامِ
غير أنّي حملتُ نفساً أرتني
لقنوعي أنّ الزَّمان غلامي
ألِفَتْ نفسي القناعة حتى
ليس يُدْرى غِناي من إعدامي!
لستُ أرجو من الأنام نوالاً
إنّني في غِنىً بربِّ الأنامِ!
كيف ترضى بأن تُرى باذلاً ما محـ
ـيَّاك في يسير حُطَامِ؟
ليس فقرُ الكريمِ ينقص شيئاً
مِن فِخار الأخوال والأعمامِ
أيُّها السائلون عنِّي مَهْلاً:
أنا من نَبْعَةِ المليك الهُمَام
"أَسْعد الكامل" الذي كان في الـ
ـشرق وفي الغرب نافذ الأحكام
من ترى مثل "أَسْعَدٍ" كان أومَنْ
مثل قومي تراه في الأقوام؟
الله لنصر "النبيِّ" والإِسلامِ
أنا مِنْ مَعْشرٍ أتاحهُمُ
مِن أُناسٍ كانوا ملوكَ البرايا
كلُّ كهْلٍ منهمْ وكل غلامِ
ناصَرُوا سيّد الأنام وأفَنوا
دونَه كل ذابلٍ وحُسامِ
"حميريٌّ" لا تُنكِر الأنجمُ الزّهـ
ـر إذا قلتُ: فوقهنَّ مقامي!
وأبيٌّ فلو رأيت الدَّنايا
في منامي إذاً هجرتُ منامي
وكريمٌ بما وجدتُ على فَقري -
وكم باخلٍ بردِّ السَّلامِ!
ولَعُوبٌ بالشعر يستنزلُ العُصْـ
ـمَ من الشاهِق الأشمِّ كلامي
تَتَوقَّى نوافِثي عُصَبُ النَّصْـ
ـبِ كأنِّي أرميهمُ بسهامِ
وكَفاني حُبُّ "الوصيِّ" فخاراً
فهو إن أظلمَ السَّبيلُ أمامي
لا تَلُمني إذا مدحت "عليًّا"
إنَّ أولَى مَنْ لامني بالملامِ
أنا في حُبِّه لَعمركَ "عمَّارٌ"
فِلِمْ لا أبني بيوتَ نِظَامي؟
هاتِ قلْ لِي باللهِ: مَنْ كأبي السبـ
ـطين إن أَدْبَرَ الهزبْرُ المحامي؟
بدرُ أفق الوغى إذا ما استهلَتْ
برؤوسٍ من العداةِ وهَامِ
ضارب الهامِ في الكريهَةِ ثبتٌ
يتحاماهُ كلُّ جيشٍ لُهَامِ!
بِمَزيدِ الجلال - دُونَ البرايا-
خصَّهُ ذو الجلال والإِكرامِ
لستُ أحصي لذي الجلال ثناءً
إذ هَدَانا بآلِ خير الأنامِ
أذهبَ الله عَنهمُ الرِّجسَ حَتَّى
طُهِّروا من بواطنِ الآثام!
فَهُمُ السَّادةُ المطاعيم والقـ
ـادة والصِّيدُ والبحورُ الطَّوامي
إن دُعُوا خِلْتَهم غيوثَ نوالِ
أو دَعَوْا خِلتَهم ليوثَ صدامِ!
أخذوا دينَ ربِّهم عن أبيهِمْ
لم يشيبوا حلالَهُ بحرَام!
مَن يكنْ ضَلَّ في الغرامِ فإنِّي
ليسَ إلَّا لَهُمْ جعلتُ غرامي
فَعَليهمْ منِّي التحيَّةُ تَبقى
ببقاءِ الشُّهورِ والأعوامِ
صَفْوَ ودِّي جعلته لهمو لا
لـ"عَتِيْقٍ" و"نَعثَلٍ" و"الدُّلامِ"
آه من غصَّةٍ تردَّدُ في الحَلْقِ
وجُرحٍ بين الجوانح دامي
لِلّذي جاءت ((. . . .)) مِنْ غَدْرٍ
شنيعٍ أَوْهَى قُوى الإِسلامِ
غَدْرةٌ أقدمَتْ عَليها الأَذلُّونَ
الأَقلُّونَ ساعةَ الإِقدامِ
غصَبَوا منصب الوحي وساموا
ضلة من يفوق كل مسامي
يا لَها سبَّة مدى الدَّهر شنعاء أتَـ
ـتْ مِنْ أولئكَ الأَغتامِ