وهو من الأذكار والأدعية المخصوصة ببعض أيام شهر رجب، دعاء الاستفتاح، وهو المشهور والمعروف بدعاء أم داوود، وهو مما رواه أئمة أهل البيت عليهم السلام وعلماؤهم وعلماء الشيعة، وغيرهم من علماء الأمة، وطرقه متعددة، فقد رواه الحاكم الحسكاني في فضائل شهر رجب رجب، ورواه الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة عليه السلام ورواه غيرهما بأسانيد متعددة إلى فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم بن الحسين قالت:
لما قتل أبو جعفر الدوانيقي عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، بعد أن قتل ابنيه محمداً وإبراهيم، حَمَلَ ابني داوود بن الحسين من المدينة
مُكَبَّلاً [بالحديد مع بني عمه الحسنيين إلى العراق]
فغاب عني حيناً في العراق، وكان هناك مسجوناً لم أسمع له خبراً، فانقطع عني خبره، وعمي أثره، وكنت أدعو الله وأتضرع إليه وأسأله خلاصه، وأسأل وأستعين بإخواني من الزهاد والعباد، وأهل الجد والإجتهاد والعبادة معاونتي بالدعاء، وأسألهم أن يدعوا الله لي أن يجمع بيني وبين ولدي قبل موتي، فكانوا يفعلون ولا يقصرون في ذلك، وكان يصل إليّ أنه قد قُتل، ويقول قوم لا، قد بني عليه أسطوانة مع بني عمه، فتعظم مصيبتي، واشتد حزني، ولا أرى لدعائي إجابة، ولا لمسألتي نُجحاً، فضاق بذلك ذرعي، وكبر سني، ورَقَّ عظمي، وصرت إلى حد اليأس من ولدي، لضعفي وانقضاء عمري
قالت: فدخلت يوماً على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه أعوده في مرض نزل به، فسألته عن حاله ودعوت له
فقال: يا أم داوود ما فعل داوود؟، وكنت أرضعته بلبن بعض نسائه
وفي رواية: وكنت أرضعته بلبنه
وقلت: داود محتبس في العراقفلما ذكره لي بكيت
فقلت: جعلت فداك وأين داوود؟، وقد فارقته منذ مدة طويلة وهو مسجون بالعراق، وقد انقطع عني خبره، ويئست من الاجتماع معه، وإني لشديدة الشوق إليه، والتلهف عليه، وأنا أسألك الدعاء له فإنه أخوك من الرضاعة
قال: وأين أنت من دعاء الإستفتاح، وإنه الدعاء الذي تفتح له أبواب السماء، ويُلقى صاحبُه بالإجابة من ساعته، وليس لصاحبه عند الله إلا الإجابة والجنة
قلت: وكيف لي بذلك ؟
قال: يا أم داوود، قد دنا الشهر العظيم رجب، وهو شهر مسموع فيه الدعاء، فصومي ثلاثة أيام، ثالث عشر ورابع عشر وخامس عشر، ثم اغتسلي في اليوم الثالث، وصلي صلاة الزوال ثمان ركعات، تحسنين قنوتهن، ثم تصلين الظهر، وبعد الظهر ركعتين، ثم بعد الركعتين ثمان ركعات، ثم تصلي العصر، واستقبلي القبلة:
واقرأي الحمد مائة مرة، وقل هو الله أحد مائة مرة،
[وآية الكرسي عشر مرات]، واقرأي سورة الأنعام،
[وبني إسرائيل (الإسراء)]، وسورة الكهف، [ولقمان]
، ويس، والصافات، وحم السجدة (فصلت)، وحم عسق (الشورى)، وحم الدخان، وسورة الفتح، [والواقعة]
، وتبارك الذي بيده الملك، [ونون]، وإذا السماء انشقت وما بعدها إلى الختم [آخر القرآن]
فإذا فرغت من ذلك فقولي:
صَدَقَ اللهُ الْعَظيمُ، الَّذي لا اِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، ذُو الْجَلالِ وَالإكْرامِ، [الرَّحْمنُ الرَّحيمُ]، الْحَليمُ الْكَريمُ، الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّميعُ [الْعَليمُ]الْبَصيرُ [الْخَبيرُ، شَهِدَ اللهُ أنَّهُ لا اِلهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَاُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ]، وَبَلَّغَتْ رُسُلُهُ
[الْكِرامُ]
رِسَالَاتِهِ، وَأنَا عَلى ذلِكَ مِنَ الشّاهِدينَ
اَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الْمَجْدُ، [وَلَكَ الْعِزُّ]، وَلَكَ الْفَخْرُ، [وَلَكَ الْقَهْرُ]، وَلَكَ النِّعْمَةُ، وَلَكَ الْعَظَمَةُ، وَلَكَ الرَّحْمَةُ، وَلَكَ الْمَهابَةُ، وَلَكَ السُّلْطانُ، [وَلَكَ الْبَهاءُ]، وَلَكَ الإمْتِنانُ، وَلَكَ التَّسْبيحُ، وَلَكَ التَّقْديسُ، وَلَكَ التَّهْليلُ، وَلَكَ النُّوْرَيْنِ، وَلَكَ التَّكْبيرُ، وَلَكَ ما يُرى، وَلَكَ ما لا يُرى، وَلَكَ ما فَوْقَ السَّمواتِ الْعُلى، وَلَكَ ما تَحْتَ الثَّرى، [وَلَكَ الأرَضُونَ السُّفْلى]، وَلَكَ الآخِرَةُ وَالأُولى، وَلَكَ ما تَرْضى بِهِ مِنَ الثَّناءِ، وَلَكَ الْحَمْدِ، وَلَكَ الشُّكرِ، وَلَكَ النَّعْماءِ
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَبْرَائيلَ أمينِكَ عَلى وَحْيِكَ، وَالْقَوِيِّ عَلى أمْرِكَ، وَالْمُطاعِ في سَمواتِكَ، وَمَحالِّ كَراماتِكَ، وَالْمُتَحَمِّلِ لِكَلِماتِكَ، وَالنّاصِرِ لأنْبِيائِكَ، والْمُدَمِّرِ لِأعْدائِكَ
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى ميكائيلَ مَلَكِ رَحْمَتِكَ، وَالْمَخْلُوقِ لِرَأْفَتِكَ، وَالْمُسْتَغْفِرِ [الْمُعينِ] لِأَهْلِ طاعَتِكَ
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى إِسْرافيلَ حامِلِ عَرْشِكَ، وَصاحِبِ الصُّورِ الْمُنْتَظِرِ لأمْرِكَ، الْوَجِلِ الْمُشْفِقِ مِنْ خيفَتِكَ
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى حَمَلَةِ الْعَرْشِ الطّاهِرينَ، وَعَلى السَّفَرَةِ الْكِرامِ الْبَرَرَةِ [الطَّيِّبينَ]، وَعَلى مَلائِكَتِكَ الْكِرامِ [الْكاتِبينَ، وَعَلى مَلائِكَةِ الْجِنانِ، وَخَزَنَةِ النّيرانِ، وَمَلَكِ الْمَوْتِ وَالأعْوانِ]، يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى أبِينَا آدَمَ بَديعِ فِطْرَتِكَ، الَّذي كَرَّمْتَهُ بِسُجُودِ مَلائِكَتِكَ، وَإبَاحَةِ جَنَّتَكَ
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى أمِّنا حَوّاءَ الْمُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجْسِ،
[الْمُصَفّاةِ مِنَ الدَّنَسِ، الْمُفَضَّلَةِ مِنَ الإنْسِ]، الْمُتَرَدِّدَةِ بَيْنَ مَحالِّ الْقُدْسِ
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى هابيلَ وَشَيْثٍ، وَاِدْريسَ وَنُوحٍ، وَإِبْراهيمَ وَمُوسى وَهارُونَ، وَيُوشَعَ وَالْخِضْرِ وَذِي الْقَرْنَيْنِ، وَيُونُسَ وإلْياسَ وَالْيَسَعَ، وَذِي الْكِفْلِ وَلُوطٍ، وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ، وَزَكَرِيّا وَيَحْيى، وَأشْعِيا وَإرْمِيا، وَهُودٍ وَصالِحٍ، وَإسْماعيلَ وَإسْحاقَ وَيَعْقُوبَ [وَيُوسُفَ]، وَلُقْمانَ وَالأسْباطِ، وَشُعَيْب وَأيُّوبَ، وَطالُوتَ وَجِرْجيسَ، وَدانِيالَ وَعُزَيْرٍ، وَعيسى وَشَمْعُونَ، وَالْحَوارِيّينَ وَالأتْباعِ، [وَميشا وَتُورَخَ وَمَتّى وَحَيْقُوقَ وَخالِد وَحَنْظَلَةَ]
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، [وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد]، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَما صَلَّيْتَ [وَرَحِمْتَ] وَبارَكْتَ عَلى إبْرهيمَ وَعَلَى آلِ اِبْرهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَعَلَى السُّعَداءِ وَالشُّهَداءِ وَأئِمَّةِ الْهُدى،
[اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى]الأبْدالِ وَالأوْتادِ، وَالسُّيّاحِ وَالْعُبّادِ، [وَالْمُخْلِصينَ] وَالْصَّالِحِيْنَ وَالزُّهّادِ، وَأَهْلِ الجِدِّ وَالإجْتِهادِ، وَاخْصُصْ مُحَمَّداً وَأهْلَ بَيْتِهِ بِأفْضَلِ صَلَواتِكَ وَ [أجْزَلِ]
كَراماتِكَ، وَبَلِّغْهُ [رُوحَهُ وَجَسَدَهُ] مِنّي تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَزِدْهُ فَضْلاً وَشَرَفاً وَكَرَماً، حَتّى تُبَلِّغَهُ أعْلى دَرَجاتِ أهْلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ، وَالأفاضِلِ الْمُقَرَّبينَ
اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى مَنْ صَلَّيْتُ وعلَى َمَنْ لَمْ أُصَلِّ،
[وعَلى مَنْ سَمَّيْتُ وَمَنْ لَمْ اُسَمِّ] مِنْ مَلائِكَتِكَ وَأنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأهْلِ طاعَتِكَ، وَأوْصِلْ صَلَواتي اِلَيْهِمْ وَإلى أرْواحِهِمْ، وَاجْعَلْهُمْ إخْواني فيكَ وَأَعْواني عَلى دُعائِكَ
اَللّهُمَّ إنّي أسْتَشْفِعُ بِكَ إلَيْكَ، وَ بِكَرَمِكَ اِلى كَرَمِكَ، وَبِجُودِكَ إِلى جُودِكَ، وَبِرَحْمَتِكَ إِلى رَحْمَتِكَ، وَبِأهْلِ طاعَتِكَ إلَيْكَ
اللَّهُمَّ وَأساَلُكَ بِكُلِّ ما سَأَلَكَ بِهِ كُلُّ واَحِدٍ مِنْهُمْ، مِنْ مَسْأَلَة شَريفَة غَيْرِ مَرْدُودَة، وَبِما دَعَوْكَ بِهِ مِنْ دَعْوَةٍ مُجابَةٍ غَيْرِ مُخَيَّبَة
يَا أللهُ يَا رَحْمنُ يا رَحيمُ، يَا حَكِيمُ يا كَريمُ، يا عَلِيمُ
[يا عَظيمُ]، يا جَليلُ يا جَميلُ، يا كَفيلُ يا وَكيلُ يا مُقيلُ، يا مُجيرُ يا خَبيرُ يا مُنيلُ، يا مُزِيلُ يَا مُحِيلُ، [يا مُنيرُ يا مُبيرُ يا مَنيعُ يا مُديلُ]، يا كَبيرُ يا قَديرُ، [يا بَصيرُ]، يا نَصِيرُ يا شَكُورُ، يا بَرُّ [يا طُهْرُ]يا طاهِرُ، [يا قاهِرُ يا ظاهِرُ يا باطِنُ]، يا ساتِرُ [يا مُحيطُ يا مُقْتَدِرُ]، يا حَفيظُ [يا مُتَجَبِّرُ]، يا قَريبُ يا وَدُودُ، يا حَميدُ [يا مَجيدُ]، يا مُبْدِئُ يا مُعيدُ يا شَهيدُ، يا حَسَنُ يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ، يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ، يا قابِضُ يا باسِطُ، يا هادي [يا مُرْسِلُ]، يا مُرْشِدُ يا مُسَدِّدُ يا مُعْطي، يا مانِعُ يا دافِعُ [يا رافِعُ]، يا باقي [يا واقي
[يا خَلاّقُ، يا وَهّابُ يا تَوّابُ، يا فَتّاحُ يا نَفّاحُ يا مِرْبَاحُ [يَا مُرْتاحُ]، يا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاح، [يا نَفّاعُ]يا رَؤوفُ يا عَطُوفُ، يا كَافِي يا شَافِي يا مُعافِي يا وَافِي،
[يا مُكافي يا وَفِيُّ]، يا مُهَيْمِنُ يا عَزيزُ يا جَبّارُ يا مُتَكَبِّرُ، يا سَلامُ يا مُؤْمِنُ يا مُهَيمنُ، يا أَحَدُ يا صَمَدُ، [يا نُورُ يا مُدَبِّرُ]، يا فَرْدُ يا وِتْرُ]، يا قُدُّوسُ يا ناصِرُ يا مُؤنِسُ، يا باعِثُ يا وارِثُ، يا عالِمُ يا حاكِمُ، [يا بادي يا مُتَعالي]
، يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ، يا مُسَلِّمُ يا مُسْتَجِيبُ [يا مُتَحَّبِّبُ]
، يا قائِمُ يا دائِمُ، يا عَليمُ يا حَكيمُ، يا جَوادُ يا بارُّ [يا سارُّ]يا سَتَّارُ، [يا عَدْلُ]يا عَادِلُ يا فاصِلُ، يا دَيّانُ يا حَنّانُ يا مَنّانُ، [يا سَميعُ يا بَديعُ، يا خَفيرُ يا مُعينُ، يا ناشِرُ يا غافِرُ، يا قَديمُ يا مُسَهِّلُ يا مُيَسِّرُ، يا مُميتُ يا مُحْيي، يا نافِعُ يا رازِقُ يا مُقْتَدِرُ، يا مُسَبِّبُ يا مُغيثُ، يا مُغْني يا مُقْني، يا خالِقُ يا راصِدُ يا واحِدُ، يا حاضِرُ يا جابِرُ يا حافِظُ يا شَديدُ يا غِياثُ يا عائِدُ يا قابِضُ]، يا مَنْ عَلا فَاسْتَعْلى فَكانَ بِالْمَنْظَرِ الأعْلى، يا مَنْ قَرُبَ فَدَنى، وَبَعُدَ فَنَأى، وَعَلِمَ السِّرَّ وَأخْفى، يا مَنْ إلَيْهِ التَّدْبيرُ وَلَهُ الْمَقاديرُ، وَيا مَنِ الْعَسيرُ عَلَيْهِ [سَهْلٌ] يَسيرٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى ما يَشاءُ قَديرٌ، يا مُرْسِلَ الرِّياحِ، يا فالِقَ الإصْباحِ، يا باعِثَ الأرْواحِ، يا ذَا الْجُودِ وَالسَّماحِ، يا رادُّ ما [قَدْ]
فاتَ، يا مُنشِرَ الأمْواتِ، [يا جامِعَ الشَّتاتِ، يا رازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِساب، وَيا فاعِلَ ما يَشاءُ، كَيْفَ يَشاءُ]
، وَيا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيُّ حينَ لا حَيَّ، يا حَيُّ يا مُحْيِيَ الْمَوْتى، يا حَيُّ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ، بَديعُ السَّماواتِ وَالأرْضِ
يا إلهي [وَسَيِّدي]
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ،
[وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد،]
كَما صَلَّيْتَ [وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ] عَلى إبْرهيمَ وَعلى آلِ إبْرهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، وَارْحَمْ ذُلِّي وَانْفِرادي، وَفاقَتي
[وَفَقْري وَوَحْدَتي] وَخُضُوعي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَاعْتِمادي عَلَيْكَ، وَتَضَرُّعي إلَيْكَ، أدْعُوكَ دُعاءَ الْخاضِعِ الذَّليلِ الْخاشِعِ، الْخائِفِ المُسْتَجِيرِ مِنْ عَذَابِ السعيرِ، الْمُشْفِقِ الْبائِسِ الفَقِيرِ، الْمَهينِ الحَقِيرِ، [الْجائِعِ الْفَقيرِ، الْعائِذِ
[الْمُسْتَجيرِ]، العائِدِ الْمُقِرِّ بِذَنْبِهِ، الْمُسْتَغْفِرِ مِنْ سَيِّئَتِهِ، [الْمُسْتَكينِ لِرَبِّهِ]، دُعاءَ مَنْ أَسْلَمْتَهُ نَفسُهُ [ثَقَتُهُ]، وَرَفَضَتْهُ أحِبَتُّهُ، وَعَظُمَتْ فَجيعَتُهُ، دُعاءَ ضَعيفٍ حَزينٍ [مَهينٍ]
، بائِس مُسْتَكين [بِكَ مُسْتَجير]
اللّهُمَّ وَأساَلُكَ بِأنَّكَ مَلِكٌ مُقْتَدِرٌ، وَأنَّكَ عَلَى ما تَشاءُ مِنْ أمْرٍ يَكُونُ، وَأنَّكَ عَلى مَا تَشاءُ قَديرٌ
وَأسألُكَ بِحُرْمَةِ [هذَا]الشَّهْرِ الْحَرامِ، والمَشْعَرِ الحَرَامِ، [وَالْبَيْتِ الْحَرامِ]، وَالْبَلَدِ الْحَرامِ، [وَالرُّكْنِ وَالْمَقامِ]، وَالْمَشاعِرِ الْعِظامِ، [وَبِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّد عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ]، وبِقَبْرِ نَبِيِّك عليهِ السَّلامُ، يا مَنْ وَهَبَ لآدَمَ شِيْثاً، وَلإبْراهيمَ إسْماعيلَ وَاِسْحاقَ، وَيا مَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلى يَعْقُوبَ، وَيا مَنْ كَشَفَ بَعْدَ الْبَلاءِ ضُرَّ أيُّوبَ، يا مَنْ رَدَّ مُوسى عَلى أُمِّهِ، وَيَا زائِدَ الْخِضْرِ في عِلْمِهِ، وَيا مَنْ وَهَبَ لِداوُدَ سُلَيْمانَ، وَلِزَكَرِيّا يَحْيى، وَلِمَرْيَمَ عيسى، يا حافِظَ بِنْتِ شُعَيْبٍ، وَيا كافِلَ وَلَدِ [أُمِّ] مُوسى، أساَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلى سَيدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيدِنَا مُحَمَّدٍ، وَأنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبي كُلَّها، وَتُجيرَني مِنْ عَذابِكَ، وَتُوجِبَ لي رِضْوانَكَ، وَأَسْأَلُكَ [أمانَكَ] وَإحْسانَكَ وَغُفْرانَكَ وَحَنَانَكَ [وَجِنانَكَ]، وَأساَلُكَ أنْ تَفُكَّ عَنّي كُلَّ حَلْقَة بَيْني وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذيني، وَتَفْتَحَ لي كُلَّ بَابٍ، وَتُلَيِّنَ لي كُلَّ صَعْبٍ، وَتُسَهِّلَ عَلَيَّ كُلَّ عَسَيرٍ، وَتُخْرِسَ عَنّي لِسَانَ كُلِّ ناطِقٍ بِشَرٍّ، وَتَكْبِتَ عَنّي كُلَّ باغ، وَتَمْنَعَ عَنِّي كُلَّ ظالِم، وَتَكُفَّ عَنّي كُلَّ عَدُوٍّ لي وَحاسِد، وَتَكْفِيَني كُلَّ عائِقٍ [يَحُولُ بَيْني وَبَيْنَ حاجَتي، وَ] يُحاوِلُ أنْ يُفَرِّقَ بَيْني وَبَيْنَ طاعَتِكَ، وَيُثَبِّطَني عَنْ عِبادَتِكَ، يا مَنْ ألْجَمَ الْجِنَّ الْمُتَمَرِّدينَ، وَقَهَرَ عُتاةَ الشَّياطينِ، وَأذَلَّ رِقابَ الْمُتَجَبِّرينَ، وَرَدَّ كَيْدَ الْمُتَسَلِّطينَ عَنِ الْمُسْتَضْعَفينَ
أساَلُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلى ما تَشاءُ، وَتَسْهيلِكَ لِما تَشاءُ
[كَيْفَ تَشاءُ]أنْ تَجْعَلَ قَضاءَ حاجَتي فيما تَشاءُ
ثم اسجدي على الأرض، وعفري خدك، وقولي:
اللّهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ، وَلَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، فَارْحَمْ ذُلّي وَانْفِرَادِي وَفَاقَتِي، [وَاجْتِهادِي وَتَضَرُّعي، وَمَسْكَنَتي وَفَقْري إلَيْكَ يا رَبِّ]
واجتهدي أن تسفح عيناك، ولو بقدر رأس إبراة، فإن ذلك أثر الإجابة، واحفظي ما علَّمتُك، واحترزي أن تعلميه من يدعو به بغير حق، فإن فيه اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى
فلو أن السموات والأرض كانتا رتقا، والبحار من دونهما، وكانت ذلك من وراء حاجتك لسهل الله تعالى الوصول لك إلى ذلك، ولو أن الجن والإنس أعداؤك لكفاك الله تعالى مؤنتهم، وذلل لك رقابهم، إن شاء الله تعالى
قالت فاطمة بنت عبد الله: فكتبت الدعاء وانصرفت، ودخل شهر رجب، ففعلت كما أمرني، ثم رقدت، فلما كان آخر الليل رأيت في نومي كأن كل من صليت عليه من الملائكة والنبيين والشهداء والصالحين، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يا أم داوود أبشري، فكل من ترين أعوانك وإخوانك، وكلهم يستغفرون لك، ويبشرونك بنجح حاجتك، وأبشري فإن الله عز وجل يحفظ ولدك ويرده عليك
قالت: فانتبهت من منامي، فما لبثت إلا مسافة الطريق من العراق إلى المدينة للراكب المجد، حتى قدم علي داوود، فسألته عن حاله، فقال:
إني كنت محبوساً في أضيق حبس، وأثقل قيد حديد، فما ذلك في النصف من رجب رأيت في المنام كأن الدنيا فتقت لي، فرأيتك على حصير صلاتك، وحولك رجال رؤوسهم فيالسما وأرجلهم في الأرض، عليهم ثياب خضر، يسبحون الله تعالى حولك، فقال رجل منهم حين الوجه، نظيف الثياب، طيب الرائحة، خلته جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا ابن العجز الصالحة، أبشر فقد استجاب الله تعالى لأمك فيك دعائها
فانتبهت ورسول أبي الدوانيق على الباب، فأدخلت عليه في جوف الليل، فأمر بفك الحديد عني، والإحسان إلي، وأمر لي بخمسين ألف درهم، وخرجت من يومي
قالت: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: أيدعى بهذا الدعاء في غير رجب؟
قال: يوم عرفة، وإن وافق ذلك يوم الجمعة لم يفرغ صاحبه منه حتى يغفر الله له، وفي كل شهر إذا أراد ذلك صام أيام البيض، ويدعو به في آخره كما وصفت