الابتهاج والاعتراف بمنّه الله العظيمة وفضله العظيم علينا كمسلمين وعلى العالمين أجمع الله سبحانه وتعالى يقول: ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) نحن كمسلمين كأمة مسلمة كمجتمع مؤمن يجب ان تكون نفوسنا متعلقة مع فضل الله تعترف لله بعظيم نعمته وتقدّر نعم الله عليها وفي مقدمة هذه النعم نعمة الهداية التي كانت عن طريق الرسول والقرآن ومحمد هو رسول الهداية أرسله الله بالهدى ودين الحق ، فمثل هذه المناسبات العزيزة الايمانية التي لها علاقة مهمة بديننا ونستفيد منها فيما يقربنا إلى الله تستحق منا الفرح والابتهاج والسرور، ولقد اراد لنا أعداؤنا ان يشدونا في مشاعرنا إلى مناسبات تافهة لا قيمة لها ولا أثر في واقع الامة ويبعدونا عن مثل هذه المناسبات العظيمة ولكنهم فاشلون وخائبون وخاسرون .
إن إحياء ذكرى مولد النبي هو مناسبة للحديث عن الرسول ومبعثه ومنهجه ورسالته، وعن واقع الامة وتقييمه ، وهو أيضا من الاشادة بذكره، والله سبحانه وتعالى حينما قرن الشهادة برسالته مع الشهادة بوحدانيته في الاذان والصلاة، كل يوم وليلة خمس مرات وحينما قال (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) لأنه أراد أن يبقي رسول الله حيا في وجداننا، وحاضراً في اذهاننا ، فصلتنا بهذا النبي هي صلة بالرساله، صلة بالهدى، وارتباط بالمنهج الإلهي، وارتباط بالرسول من موقعه في الرساله، هادياً وقائداً، ومعلما،ً ومربياً ،وقدوة ،وأسوة ، نهتدي به ونقتدي به ونتأسى به ، ونتأثر به، ونتبعه، وما أعظم حاجتنا وحاجة البشرية إلى ذلك، لأنه لا نجاة و لا سعادة للبشرية إلا به، وإن أكبر ما جلب الشقاء والمعاناة على البشريه هو ابتعادها عن هدى الله ومخالفتها لتوجيهاته.
التعبير عن الولاء لرسول الله محمد ( صلوات الله عليه وآله ) هذا الجانب المهم كأساس من أساسيات الإيمان لا يتم الإيمان إلا به ، ولا يتحقق إلا به . الولاء لرسول الله والايمان بولايته وتعظيمه وتوقيره والاهتداء به والاتباع له، وجعله لنا الاسوة والقدوة فنتأثر به ونهتدي به ونسير على نهجه ونتأثر به في مواقفنا ونتحرك في نفس الطريق التي تحرك عليها، نتفاعل طاعة عملاً التزاما مع الرسالة التي أتى بها وهي القرآن الكريم والإسلام العظيم والتعبير عن هذا الولاء له أهميته الكبيرة، لأن الاعداء يحاولون ان يفكونا فكاً عن كل هذه الروابط العظيمة التي سنستعيد بها مجد امتنا وعزة امتنا وقوة امتنا التي كانت ايام محمد (صلوات الله عليه وعلى وآله)