.
 
31-29-2019

*مولده
ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل سنة 571م، و882 من تأريخ الإسكندر ذي القرنين عليه السلام.
لم تكن ليلة ميلاد الهدى محمد صلوات الله عليه وعلى آله كسائر الليالي، ولا يوم مولده كبقية الأيام, بل كان يوماً استثنائياً على مستوى العالم والكون, فهو يومٌ فارقٌ بين الظلمة والنور، والحق والباطل، والهدى والضلال.
لقد ولد صلوات الله عليه وعلى آله في أيمن طالع، فَقَدِمَ قدومُ الغيث إلى الأرض المجدبة, وأطل فجره بعد ليل أليل من الجاهلية, مؤذناً بتمزيق ظلام الشرك والباطل بنور الحق والخير والإسلام.
وقد سئل صلى الله عليه وآله وسلم عن صوم يوم الاثنين فقال: ((يومٌ ولدتُ فيه، ويومٌ بُعثت فيه، ويومٌ أُنزل عليَّ فيه)).
وقد قالت أمُّه آمنة عن حمله وولادته: "إني حملتُ به فوالله ما حملت حملاً قط كان أخفَّ منه عليّ ولا أيسر، ثم رأيت حين حملته أنه خرج مني نور أضاء منه أعناق الإبل ببصرى، أو قالت: قصور بصرى، ثم وضعته حين وضعت, فوالله مَا وقع كما يقع الصبيان، لقد وقع معتمداً بيده على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء".
ومن مزيد إكرام الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن ولد نظيفاً مختوناً مسروراً, ووقع على الأرض ساجداً رافعاً رأسه إلى السماء, قد خرج منه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب.
وحقيقٌ بيومٍ ولد فيه المصطفى صلى الله عليه وآله سلم أن يُتَّخَذ عيداً؛ بل أفضل الأعياد, وأن تفرح بقدومه الأنام، فهو من نعم الله العظيم، وبذلك فليفرح المؤمنون, ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.
ولما ولد صلى الله عليه وآله وسلم اضطربت الأصنام ونكست، وانطفأت نار المجوس، وقوِّضت الشياطين، وسمع تكبير عالٍ يقول: الله أكبر الله أكبر رب محمد المصطفى و إبراهيم المجتبى، ألا إن ابن آمنة الغراء قد ولد وقد انكشفت عنا سحائبُ الغمَّة إلى الرحمة، ثم اضطربت الأصنام وخرت على وجوهها.

*النبي في البادية
بعد مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قَدِمَتْ حليمةُ السعدية في نسوة من بني سعد بن بكر يلتمسن الرضاع بمكة، فأخذتْ كل واحدة منهن رضيعاً، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم من نصيب حليمة، وما أن حملته حتى بدأت بركته تصب عليها وعلى زوجها، وقد قالت في ذلك: "فخرجنا [يعني من مكة]، فما زال يزيدنا الله في كل يوم خيراً حتى قدمنا والبلاد سنهة، فلقد كان رعاؤنا يسرحون ثم يروحون فتروح أغنام بني سعد جياعاً، وتروح غنمي شباعاً حُفْلاً، فنحتلب ونشرب، فيقولون: مَا شأن غنم الحارث بن عبد العزى وغنم حليمة تروح شباعاً بطاناً حُقلاً، وتروح غنمكم بشرٍ جياعاً؟! ويلكم اسرحوا حيث تسرح رعاتهم فيسرحون معهم فما ترجع إلاَّ جياعاً كما كانت".
قالت حليمة: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشب شباباً مَا يشبهه أحد من الغلمان، يشب في اليوم شباب الغلام في الشهر وفي الشهر شبابه في السنة.

*طفولته
بقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة مع أمِّه آمنة بنت وهب، فلمَّا بلغ سنَّ السادسة قدمتْ به أمُّه المدينة لزيارة قبر والده عبدالله والذي توفي ورسول الله في بطن أمِّة، وماتت أمُّه آمنة في أثناء عودتهم إلى مكة بمنطقة الأبواء، ودُفنت هناك، ليتربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك في كنف جدِّه عبدالمطلب، وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظلِّ الكعبة، وكان بنوه يجلسون حوله حتى يخرج إليهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأتي وهو غلام فيجلس عليه فيأخذه أعمامه ليؤخروه, فيقول لهم عبد المطلب: دعوا ابني فوالله إن له لَشأنا.
ولما حضرت عبدالمطلب الوفاة، وكان عمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذٍ ثمان سنين، فجمع بنيه وبناته، وأوصاهم به، وقضى عبد لمطلب نحبه، وكفل رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم عمُّه أبو طالب وزوجته فاطمةُ بنت أسد بن هاشم أم علي عليه السلام.
ولما بلغ سنَّ التاسعة خرج مع عمِّه أبي طالب إلى الشام، وفي الطريق كان ما كان من قصة بحيرى النصراني مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وحضر صلى الله عليه وآله وسلم في صغره مع أعمامه حرب الفجار قبل أن يبلغ مبالغ الرجال.
وهكذا بقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع عمِّه أبي طالب حتى قام أتمَّ قيام، ونشأ أعظم نشأة، وألطافُ الله ورعايته تحوطه من كل جانب.

*شبابه
اشتغل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شبابه بالتجارة مع خديجة رضي الله عنها، وكان قد عُرِف بالأمانة والصدق وكمال الخلق حتى حكَّمته قريشٌ عند اختلافها فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه عند بناء الكعبة، فحكم بحكمٍ أرضى الجميع، وشارك في إعادة بناء الكعبة.
وكان صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة يذهب إلى غارِ حراء لتعبد الله سبحانه وتعالى، وينعزل بنفسه عن المشركين، ويبقى فيه شهراً كاملاً من كل سنة، وكان ينفر عن الأصنام وعبادتها والذبح لها وما يلحق بذلك من الشرك.
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يتعبد الله تعالى بالتوحيد والذكر والتفكر وبما بقي من دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام مثل الحج والطواف وغيرها.
وخلال هذه الفترة اشترك صلى الله عليه وآله وسلم في حلف الفضول الذي شكِّل لنصرة المظلومين.
ولما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنَّ الخامسة والعشرين تزوج من خديجة رضي الله عنها.

*النبي بعد البعثة
نزل روح القدس جبريل الأمين عليه السلام بالوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، وفي بعض السير أنه في شهر رمضان, وعمره صلوات الله عليه وعلى آله (40) سنة.
وبعدها أقام صلوات الله عليه وعلى آله بمكة (13) سنة يدعوا الناس إلى عبادة الله وحده، فكانت دعوته في الثلاث السنوات الأولى سرَّاً لعشيرته، فقد أمره الله تعالى بقوله: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، ثم نزل قول الله تعالى:{فاصدع بما تؤمر..}، فجهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة.
وبسبب ذلك لاقى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشدَّ الأذى من مشركي قريش وعتاولتهم، ولم يُؤمن معه إلا قلَّة من الناس المستضعفين، فصبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن معه على ذلك، حتى فُرض عليهم الحصار في شعب بني هاشم، الذي استمر قرابة ثلاث سنوت، وعُذِّب من عذِّب من أصحابه، كبلال بن رباح، وعمار بن ياسر، وأبيه ياسر وأمِّه سميَّة.
وفي السنة العاشرة من البعثة النبوية كان وفاة زوجته المعينة له خديجة رضي الله عنها، ثم توفي في نفس السنة عمُّه المحامي عنه أبو طالب رضوان الله عليه، ليكون ذلك العام هو عام الحزن كما سُمِّي، وليزيد بعد ذلك مؤاذاة مشركي قريش له صلى الله عليه وآله وسلم.
ولما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلَّة المؤمنين، واضطهادهم، وضعف الاستجابة للدعوة، عزم صلوات الله عليه وعلى آله على الخروج إلى الطائف لدعوة أهلها إلى الإسلام، ولكن لم يلقَ منهم إلا تسليط صبيانهم ومجانينهم وسفهائهم عليه، فعاد صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة، ليلتقي بعد ذلك بحجاج بيت الله الوافدين من شتَّى البلدان، ويكلمهم عن دين الله سبحانه وتعالى، ويدعوهم إلى الدخول في الإسلام، حتى استجاب له نفر من أهل يثرب، وبايعوه البيعة الأولى (بيعة العقبة الأولى)، ثم عادوا إلى قومهم لينذروهم ويدعمهم إلى دين الإسلام، فجاؤوا في العام القادم وقد زاد عددهم، فبايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيعة العقبة الثانية، ولما عادوا إلى المدينة أرسل معهم صلى الله عليه وآله وسلم سفيره مصعب بن عمير؛ ليعلمهم أمور دينهم، وينشر دعوة الإسلام، فكان سبباً في إسلام سكان المدينة من الأوس والخزرج قاطبة.

*هجرة النبي
بعد أن أسلم أهل يثرب، وصاروا أنصاراً لدين الله، عزم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الهجرة إلى المدينة المنورة، فأعد لذلك العدة واستخلف علياً عليه السلام على الأمانات التي كانت عنده، وأمره بالمبيت في فراشه، فخرج صلى الله عليه وآله وسلم هو وأبو بكر متخفيين، فلما علمت قريش بخروجهما أرسلت خلفهما، ووعدت بجائزة عظيمة لمن يأتي بمحمد، ولكن رعاية الله وحفظه كانت تحوطهما، فقد حدثت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم العديد من المعجزات في هذه الهجرة، كما حدث لخيل سراقة بن مالك، وقصته مع صاحبه في غار ثور، وما كان من نسج العنكبوت على الغار، ووضع الحمامة لبيضها عليه، وغيرها من المعجزات.

*النبي في المدينة
بعد أيام من المسير وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة ليستقبله أهلها بالفرح والسرور والاحتفال، فكان أول عمل قام به صلى الله عليه وآله وسلم بناء المسجد النبوي الشريف، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار.
ومن المدينة المنورة بدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خوض المعارك مع مشركي قريش وغيرهم ممن يكيدون للمسلمين، ونشر دين الإسلام إلى أنحاء الأرض، وأقام العدل، وجسَّد الحكم الإلهي، فراسل ملوك الفرس والروم ومصر والبحرين وغيرها، كما راسل زعماء القبائل، فآمن من آمن، وجحد من جحد.
وخلال هذه السنوات فتح صلى الله عليه وآله وسلم مكة المكرمة، وكسر شوكة المشركين، وأرغم أنوف اليهود في المدينة وخيبر وغيرها، وخضعت له الكثير من البلدان، ودخل الناس في دين الله أفواجاً.
وفي السنة العاشرة من الهجرة النبوية حج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حجةَ الوداع، فخطب في الحجيج خطبة دونتها كتب التأريخ، وفي عودته من هذه الحجة استوقف الناس في منطقة غدير خمٍّ؛ ليكمل الدين، ويتم النعمة، ويعلن ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام.

*وفاة النبي
رجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد حجة الوداع إلى المدينةِ المنورة، فأقام بها بقية ذي الحجة والمحرم والنصف من صفر لا يشتكي شيئاً، ثم ابتدأ به الوجع الذي توفي فيه صلى الله عليه وآله وسلم.
جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجد الوجع والثقل في جسده حتى اشتد به الوجع في أول شهر ربيع الأول، واجتمع إليه أهل بيته ونساؤه، فلما رأت فاطمة أباها قد ثقل دعت الحسن والحسين، فجلسا معها إلى رسول الله، ووضعت خدّها على خد رسول الله، وجعلت تبكي حتى أخضلت لحيته ووجهه بدموعها، فأفاق صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان أغميَ عليه، فقال لها: ((يا بنية لقد شققت على أبيك))، ثم نظر إلى الحسن والحسين عليهما السلام فاستعبر بالبكاء، وقال: ((اللهم إني أستودعكهم وصالح المؤمنين، اللهم إن هؤلاء ذريتي أستودعكهم وصالح المؤمنين))، ثم أعاد الثالثة، ووضع رأسه.
فقالت فاطمة: واكرباه لكربك يا أبتاه.
فقال لها صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا كرب على أبيك بعد اليوم))
فقبض الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم صبح يوم الاثنين من شهر ربيع الأول سنة 63 من عام الفيل، و23 من البعثة، و11 من الهجرة، وكان عمره 63 سنة، ودفن صلى الله عليه وآله وسلم في حجرته المباركة في موضع وفاته.
"فكان مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته وهجرته ودخلوله المدينةَ ووفاته يوم الاثنين".

فصلوات الله وسلامه على خاتم النبيين، وسيد المرسلين، أبي الطيب والطاهر والقاسم، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، صلاةً وسلاماً لا منتهي لعددهما، ولا غاية لأمدهما.

 

;

31-37-2019

(1)
خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أهل الطائف يدعوهم إلى الإسلام؛ وإلى عبادة الله الواحد، فلاقاه أهلها بالصدِّ وسفهوه، وكذبوه، وسلطوا عليه سفهاءهم وصبيانهم، فرجموه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه، بعد ذلك ناداه ملك من الملائكة، ﻓﺴﻠﻢ عليه، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻥَّ اﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﻗﻮﻝ ﻗﻮﻣﻚ ﻟﻚ، ﻭقد ﺑﻌﺜﻨﻲ ﺭﺑﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﻟﺘﺄﻣﺮﻧﻲ ﺑﺄﻣﺮﻙ، ﻓﻤﺎ ﺷﺌﺖ، ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﻃﺒﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻷﺧﺸﺒﻴﻦ، عند ذلك ﻘﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآله ﻭﺳﻠﻢ: ((ﺑﻞ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺻﻼﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ شيئاً)).
وروى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه شقاً شديداً وقالوا: لو دعوت عليهم، فقال: ((إنِّى لم أبعث لعاناً ولكني بعثت داعياً ورحمة، اللهم اهدِ قومي فإنَّهم لا يعلمون))
مرَّ أعرابيٌ ورسولُ الله يُقبِّلُ ولديه الحسن والحسين، فقال الأعرابي: إنَّ لي عشرة من الأبناء ما قَبَّلتُ واحداً منهم، فقال له النبي الرحيم صلى الله عليه وآله وسلم: ((وما أدراني لعل الله نزع الرحمة من قلبك)).
قال رجلٌ لرسول الله: اعدل فإنَّ هذه قسمة ما أريد بها وجه الله, فلم يزده في جوابه أنٍْ بين له ما جهله, فقال: ((ويحك فمن يعدل إن لم أعدل ؟ خبت وخسرت إن لم أعدل)).
استعز بأمامة بنت أبي العاص فبعثت زينب بنت رسول الله إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم تقول له: إن ابنتي قد استعز بها فبعث إلى ابنته: ((لله ما أخذ وله وما أبقى))، واستعزت الثانية، فبعثت إليه: إن ابنتي قد استعز بها، فبعث إلى ابنته: ((لله ما أخذ وله ما أبقى))، ثم كانت الثالثة، فجاءها النبي صلى الله عليه وآله وسلم, فأخرجت الصبية إليه فإذا نفسها تقعقع في صدرها ومع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ناس من أصحابه فذرفت عيناه حتى قبض على لحيته ففطن بهم وهم ينظرون إليه, فقال: ((ما لكم تنظرون ؟)), قالوا: يا رسول الله رأيناك رققت, قال : (( رحمة الله يضعها الله عز و جل حيث يشاء وإنما يرحم الله غدا من عباده الرحماء))
(2)
كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله يجلس بين أصحابه كأحدهم، حتى إنَّ الغريب إذا جاء كان يسأل: أيُّكم رسول الله؟
أرسل الله ﻣﻠﻜﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﻣﻌﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ اﻟﻤﻠﻚ ﻟﺮﺳﻮﻝ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ﺇﻥ الله ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺨﻴﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺒﺪاً ﻧﺒﻴﺎً، ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻠﻜﺎً ﻧﺒﻴﺎً، ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭآله ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻴﺮ ﻟﻪ، ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺃﻥ ﺗﻮاﺿﻊ، ﻓﻘﺎﻝ ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻻ، ﺑﻞ ﺃﻛﻮﻥ ﻋﺒﺪاً ﻧﺒﻴﺎً، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﺃﻛﻞ ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻣﺘﻜﺌﺎً ﺣﺘﻰ ﻟﻘﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ))
وروى أبو أمامة: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم متوكئاَ على عصا فقمنا له، فقال: ((لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً، وقال: إنَّما أنا عبد آكلُ كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد)).
وعن عائشة: ما ضرب رسول الله خادماً قط ولا امرأة, ولا ضرب بيده شيئاً الا أن يجاهد في سبيل الله, وما خير بين شيئين الا كان أحبهما إليه أيسرهما الا أن يكون إثماً, ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه حتى تنتهك حرمات الله فينتقم لله عز وجل.
(3)
جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفار قريش, فقال لهم: ((ﺃﺭﺃﻳﺘﻜﻢ ﻟﻮ ﺃﺧﺒﺮﺗﻜﻢ ﺃﻥ ﺧﻴﻼً ﺑﺎﻟﻮاﺩﻱ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺮ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻛﻨﺘﻢ ﻣﺼﺪﻗﻲ؟))، ﻗﺎﻟﻮا: ﻧﻌﻢ، ﻣﺎ ﺟﺮﺑﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻻ ﺻﺪﻗﺎً، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻧﺬﻳﺮ ﻟﻜﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻋﺬاﺏ ﺷﺪﻳﺪ)).
(4)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهل مكة يوم فتح مكة: ((يا قريش ما تظنون أني فاعل بكم))، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء)).
(5)
أعطى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ﺭﺟﻼً مالاً ﻓﺮﺟﻊ اﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻗﻮﻣﻲ ﺃﺳﻠﻤﻮا ﻓﺈﻥ ﻣﺤﻤﺪاً ﻳﻌﻄﻲ ﻋﻄﺎء من ﻻ ﻳﺨﺸﻰ اﻟﻔﺎﻗﺔ.
جاءه رجل فسأله فقال ما عندي شيء ولكن ابتع علىَّ فإذا جاءنا شيء قضيناه، فقال له عمر بن الخطاب: ما كلفك الله ما لا تقدر عليه، فكره النبي صلى الله عليه وآله سلم ذلك القول من عمر، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا، فتبسَّم صلى الله عليه وآله وسلم وعرف البِشرُ في وجهه وقال بهذا أمرت.
في الرواية أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان معه عشرة دراهم، فأتاه صاحب بز، فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم, فخرج وهو عليه فإذا رجل من الأنصار، فقال : يا رسول الله اكسني قميصاً كساك الله من ثياب الجنة، فنزع الرسول الأعظم القميص فكساه إياه، ثم رجع الرسول الرحيم صلى الله عليه وآله وسلم إلى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصاً بأربعة دراهم وبقي معه درهمان، فاذا هو بجارية في الطريق تبكي فقال: ((ما يبكيك ؟))، فقالت: يا رسول الله دفع إلي أهلي درهمين أشتري بهما دقيقاً فهلكا، فدفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليها الدرهمين الباقيين، ثم ولَّت وهي تبكي فدعاها، فقال: ((ما يبكيك وقد أخذت الدرهمين؟)), قالت: أخاف أن يضربوني، فمشى صلى الله عليه وآله وسلم معها إلى أهلها، فسلم، فعرفوا صوته ثم عاد فسلم ثم عاد فسلم ثم عاد فثلث فردوا، فقال: ((أسمعتم أول السلام؟))، قالوا: نعم لكن أحببنا أن تزيدنا من السلام, فما أشخصك بأبينا وأمنا؟، فقال صلوات الله عليه وآله: ((أشفقت هذه الجارية أن تضربوها))، قال صاحبها: فهي حُرَّةٌ لوجه الله لممشاك معها, فبشرهم نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم بالخير والجنة, ثم قال: ((لقد بارك الله في العشرة كسا الله نبيه قميصاً ورجلاً من الأنصار قميصاً وأعتق الله منها رقبة وأحمد الله هو الذي رزقنا هذا بقدرته)).
(6)
اﻟﺘﻔﺖ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذات مرة ﺇﻟﻰ جبل ﺃٌﺣُﺪ ﻭﻗﺎﻝ: ((ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺣُﺪا ﻳﺘﺤﻮﻝ ﻵﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺫﻫﺒﺎً ﺃﻧﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﺃﻣﻮﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﻣﻮﺕ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﻣﻨﻪ ﺩﻳﻨﺎﺭاﻥ ﺃﺭﺻﺪﻫﻤﺎ ﻟﺪﻳﻦ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ))
(7)
ﻛﺎﻥ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ﻳﺮﻛﺐ اﻟﻔﺮﺱ، ﻭاﻟﺒﻌﻴﺮ، ﻭاﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻭاﻟﺒﻐﻠﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ اﻟﺤﻴﺎء، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫا ﻛﺮﻩ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﺮﻑ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ اﻟﺴﺘﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺗﻮﻛﻠﻪ، ﻭﻳﻜﺜﺮ اﻟﺬﻛﺮ، ويديم اﻟﻔﻜﺮ، ﻭﻳﻘﻞ اﻟﻠﻐﻮ.
(8)
وﻣﺎ ﻋﺎﺏ صلى الله عليه وآله وسلم ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻗﻂ، بل كان ﺇﻥ اﺷﺘﻬﺎﻩ ﺃﻛﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺸﺘﻬﻪ ﺗﺮﻛﻪ، ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎﻡ اﻟﻤﺒﺎﺡ ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻒ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ.
(9)
وكان ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻬﺪﻳﺔ ﻭﻳﻜﺎﻓﺊ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻭكان ﻳﺨﺼﻒ ﻧﻌﻠﻴﻪ ﻭﻳﺮﻗﻊ ﺛﻮﺑﻪ، ﻭﻳﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻳﺤﻠﺐ ﺷﺎﺗﻪ، ﻭﻳﺨﺪﻡ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ اﻟﻨﺎﺱ ﺗﻮاﺿﻌﺎً، ﻳﺠﻴﺐ اﻟﺪاﻋﻲ ﻣﻦ ﻏﻨﻲ ﺃﻭ ﻓﻘﻴﺮ، ﺃﻭ ﺩﻧﻲء ﺃﻭ ﺷﺮﻳﻒ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﺟﻨﺎﺋﺰﻫﻢ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻣﺮﺿﺎﻫﻢ، ﻭﻻ ﻳﺤﻘﺮ ﻓﻘﻴﺮاً ﻟﻔﻘﺮﻩ، ﻭﻻ ﻳﻬﺎﺏ ﻣﻠﻜﺎً ﻟﻤﻠﻜﻪ.
(10)
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﺗﺒﺴﻤﺎً، ﻳﻤﺰﺡ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻻ ﺣﻘﺎً، ﻭﻻ ﻳﺠﻔﻮ ﺃﺣﺪاً، ﻭﺇﺫا ﺗﻜﻠﻢ فأنه يتكلم ﺑﻜﻼﻡ ﺑﻴٍّﻦ ﻓﺼﻞ، ﻳﺤﻔﻈﻪ ﻣﻦ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻳﻌﻴﺪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺛﻼﺛﺎ ﺇﺫا ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻬﻢ ﻋﻨﻪ، ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ، ﻭﻗﺪ ﺟﻤﻊ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻣﻜﺎﺭﻡ اﻷﺧﻼﻕ ﻭﻣﺤﺎﺳﻦ اﻷﻓﻌﺎﻝ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎﺗﺒﺘﻪ ﺗﻌﺮﻳﻀﺎً، ونصحه تلميحاً، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺮﻓﻖ ﻭﻳﺤﺚ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭينهى ﻋﻦ اﻟﻌﻨﻒ، ﻭﻳﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻔﻮ ﻭاﻟﺼﻔﺢ.
(11)
جاء إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفدٌ من النجاشي، فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخدمهم بنفسه، فقال له أصحابه: نكفيك يا رسول الله خدمتهم، فقال النبي الوفي صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين وأحب أن أكافئهم))
اشترى رسول الله من أحد الباعة شيئاً وبقي للبائع بعض دراهم، فانتظره النبي صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ثلاث ليالٍ، وكان يذهب فيقيم في مكانه الذي غادره فيه، حتى لا يضل فلا يهتدي إليه، فيضيع حقه الثابت له.
(12)
عن أنس بن مالك: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد غليظ الحاشية، فجبذه أعرابي بردائه جبذة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقه، ثم قال: يا محمد احمل لى على بعيريَّ هذين من مال الله الذى عندك فإنك لا تحمل لى من مالك ولا من مال أبيك، فسكت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: ((المال مال الله وأنا عبده))، ثم قال: ((ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بى))، قال الأعرابي: لا، فقال النبي الإنسان: ((لم؟))، قال الأعرابي: لأنك لا نكافي بالسيئة السيئة، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير وعلى الآخر تمر.
(13)
قال ابن إسحاق: حدثني عبدالملك بن عبدالله بن أبي سفيان الثقفي وكان واعية قال: قدم رجل من إراش - قال ابن هشام: ويقال: إراشة - بإبل له مكة فابتاعها منه أبو جهل فمطله بأثمانها، فأقبل الإراشي حتى وقف على ناد من قريش ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ناحية المسجد جالس، فقال: يا معشر قريش من رجل يؤديني على أبي الحكم بن هشام فإنِّي رجل غريب ابن سبيل وقد غلبني على حقي؟، قال: فقال له أهل ذلك المجلس: أترى ذلك الرجل الجالس - لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يهزؤون به لما يعلمون ما بينه وبين أبي جهل من العداوة - اذهب إليه فإنه يؤديك عليه، فأقبل الإراشي حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا عبدالله إن أبا الحكم بن هشام قد غلبني على حق لي قبله، وأنا رجل غريب ابن سبيل، وقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يؤديني عليه يأخذ لي حقي منه فأشاروا لي إليك، فخذ لي حقي منه يرحمك الله، قال: انطلق إليه وقام معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فلما رأوه قام معه، قالوا لرجل ممن معهم: اتبعه فانظر ماذا يصنع.
قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى جاءه فضرب عليه بابه، فقال: من هذا؟ قال: محمد فاخرج إليَّ، فخرج إليه وما في وجهه من رائحة قد انتقع لونه، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أعطِ هذا الرجل حقه، قال: نعم لا تبرح حتى أعطيه الذي له، قال: فدخل فخرج إليه بحقه فدفعه إليه 
قال: ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال للإراشي: الحق بشأنك، فأقبل الإراشي حتى وقف على ذلك المجلس فقال: جزاه الله خيراً فقد والله أخذ لي حقي، قال: وجاء الرجل الذي بعثوا معه، فقالوا: ويحك ماذا رأيت؟، قال: عجباً من العجب والله ما هو إلا أن ضرب عليه بابه فخرج إليه وما معه روحه، فقال له: أعط هذا حقه، فقال: نعم لا تبرح حتى أخرج إليه حقه، فدخل فخرج إليه بحقه فأعطاه إياه 
قال: ثم لم يلبث أبو جهل أن جاء، فقالوا له: ويلك ما لك؟!، والله ما رأينا مثل ما صنعت قط، قال: ويحكم والله ما هو إلا أن ضرب علي بابي وسمعت صوته فملئت رعباً ثم خرجت إليه وإن فوق رأسه لفحلاً من الإبل ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحلٍ قط، والله لو أبيت لأكلني.
(14)
تصدى غوث بن الحارث ليفتك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو نائم تحت شجرة قائلاً، والناس قائلون فلم ينتبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وهو قائم، والسيف مصلت على رأسه في يد الرجل، وهو يقول: ما يمنعك مني؟ فقال عليه وآله السلام بقلب مؤمن ولسان صادق: الله، فسقط السيف من يد الرجل، فأخذه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ما يمنعك مني؟ فقال كن خير آخذ, فعاد غوث بن الحارث إلى قومه وهو يقول: جئتكم من عند خير الله.
(15)
وصفت بلاغته أم معبد فقالت: اذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، حلو المنطق, فصل لا نزر ولا هذر، وكان منطقه خرزات نظم يتحدرن.

;

31-46-2019

 

[الصلوات الإبراهيمية]
-قال زيد بن علي عليه السلام: عدهن في يدي علي بن الحسين عليه السلام، وقال علي بن الحسين: عدَّهُنَّ في يدي الحسين بن علي عليه السلام، وقال الحسين بن علي: عَدَّهُنَّ في يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ عليه السلام، وقال علي بن أبي طالبٍ: عدهن في يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((عدهن في يدي جبريل عليه السلام. وقال جبريل عليه السلام: هكذا نزلت بهن من عند رب العزة عز وجل: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَتَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَتَحَنَّنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَحَنَّنْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص323]

[تحريم الغناء]
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام أنه قال: ((بئس البيت بيتٌ لا يعرف إلا بالغناء، وبئس البيت بيتٌ لا يعرف إلا بالفسوق والنياحة)).
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أول من تغنى إبليس لعنه الله ثم زمر ثم حدا ثم ناح)).
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إياكم والغناء فإنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر)).
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كسب البغي والمغنية حرامٌ)). )).[مسند الإمام زيد(ع)، ص317]

[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر] 
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((أول ما تغلبون عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأيديكم ثم بألسنتكم ثم بقلوبكم، فإذا لم ينكر القلب المنكر ويعرف المعروف نكس فجعل أعلاه أسفله)). 
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم)). 
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا قدست أمةٌ لا تأمر بمعروفٍ، ولا تنهى عن منكرٍ، ولا تأخذ على يد الظالم، ولا تعين المحسن، ولا ترد المسيء عن إساءته)). )).[مسند الإمام زيد(ع)، ص313]

[الاستغفار]
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه ثم مات غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ورمل عالجٍ)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص312]
-روى الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه شكى إليه رجلٌ بعض ما يكون، فقال له: ((أين أنت عن الاستغفار))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من ختم يومه يقول عشر مراتٍ أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم إلا غفر الله له ما كان منه في يومه، أو قالها في ليلٍ إلا غفر الله له ما كان منه في ليلته)).[كتاب الأحكام ج2/ص521]
-روى الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((من خرج من عينيه مقياس ذبابٍ دموعاً من خشية الله أمنه الله يوم الفزع الأكبر)).[درر الأحاديث النبوية، ص43]

[جزاء الآخرة حصيلة العمل في الدنيا]
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((ما من يومٍ يمر على ابن آدم إلا ينادى: يا ابن آدم اعمل في اليوم أشهد لك يوم القيامة، واصحب الناس بأي خلقٍ شئت يصحبوك بمثله)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص312]

[فضل الوالدين]
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلٌ؛ فقال: يا رسول الله من أحق الناس مني بحسن الصحبة وبالبر؟ 
قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك.
قال: ثم من؟ قال: أمك.
قال: ثم من؟ قال: أبوك.
قال: ثم من؟ قال: أقاربك أدناك أدناك)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص309]

[جزاء التكافل والتعاون بين المؤمنين]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن جعفر بن محمدٍ عن أبيه عن آبائه عليهم السلام, قال: ((من قضى لمؤمنٍ حاجةً قضى الله له حوائج كثيرةً، إحداهن الجنة، ومن نفس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا، نفس الله عنه كرباً يوم القيامة، ومن أطعمه من جوعٍ أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه من عطشٍ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً كان في ضمان الله ما بقي عليه من ذلك الثوب سلكٌ، والله لقضاء حاجة المؤمن أفضل من صوم شهرٍ واعتكافه)).[كتاب الأحكام ج2/ص528]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن من أوجب المغفرة إدخالك السرور على قلب أخيك المسلم)).[كتاب الأحكام ج2/ص528]

[في العلاج]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة نفرٍ فسأل أكبرهم: ما اسمك؟ 
فقال: اسمي وائلٌ أو قال: آفلٌ.
فقال: بل اسمك مقبلٌ.
فقال: يا رسول الله إنا أهل بيتٍ نعالج بأرضنا هذا الطب، وقد جاء الله تعالى بالإسلام فنحن نكره أن نعالج شيئاً إلا بإذنك.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى لم ينزل داءً إلا وقد أنزل له دواءً إلا السأم والهرم فلا بأس أن تسقوا دواءكم ما لم تسقوا معنتاً.
فقلت: يا رسول الله وما المعنت؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: الشيء الذي إذا استمسك في البطن قتل فليس ينبغي لأحدكم أن يشربه ولا أن يسقيه)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص307]

[قيمة النظافة]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((كانت جاريةٌ خلاسيةٌ تلقط الأذى من مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: توفيت، ثم قال لذلك: رأيت لها الذي رأيت، رأيت كأنها في الجنة تلقط من ثمرها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أخرج أذًى من المسجد كانت له حسنةٌ، والحسنة بعشرة أمثالها، ومن أدخل أذًى في مسجدٍ كان ذلك عليه سيئةً والسيئة بواحدةٍ)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص306]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من تناول من وجه أخٍ له أذًى فأراه إياه كانت له حسنتان وإن لم يره إياه كانت له حسنةٌ)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص306]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرد بعيره، فقلت ألا أكفيك؟ فأبى علي وقال: يا علي ألا أخبرك أن لك بكل قرادٍ تنزعه حسنةٌ والحسنة بعشرة أمثالها)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص306]

[السبعة الذين يظلهم الله]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((سبعةٌ تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله:
شاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات حسبٍ وجمالٍ إلى نفسها فقال إني أخاف الله رب العالمين، ورجلٌ خرج من بيته فأسبغ الطهور ثم مشى إلى بيتٍ من بيوت الله عز وجل ليقضي فريضةً من فرائض الله تعالى فهلك فيما بينه وبين ذلك، ورجلٌ خرج حاجاً أو معتمراً إلى بيت الله تعالى، ورجلٌ خرج مجاهداً في سبيل الله عز وجل، ورجلٌ خرج ضارباً في الأرض يطلب من فضل الله عز وجل ما يكف به نفسه ويعود به على عياله، ورجلٌ قام في جوف الليل بعدما هدأت العيون فأسبغ الطهور، ثم قام إلى بيتٍ من بيوت الله عز وجل فهلك فيما بينه وبين ذلك)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص305]

[الذين لعنهم رسول الله فلعنهم الله] 
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لعنت سبعةً فلعنهم الله تعالى وكلُّ نبي مجاب الدعوة: الزائد في كتاب الله تعالى، والمكذب بقدر الله تعالى، والمخالف لسنني، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمتسلط بالجبروت ليعز ما أذل الله ويذل ما أعز الله، والمستحل ما حرم الله، والمستأثر على المسلمين بفيئهم مستحلا له)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص293]

[بر الوالدين وصلة الأرحام]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((بر الوالدين وصلة الرحم واصطناع المعروف زيادةٌ في الرزق وعمارةٌ في الديار، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص304]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن من تعظيم إجلال الله أن تجل الأبوين في طاعة الله)).[كتاب الأحكام ج2/ص527]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام أنه قال: ((من أحب أن يملأ له في عمره، ويبسط له في رزقه، ويستجاب له الدعاء، ويدفع عنه ميتة السوء، فليطع أبويه في طاعة الله عز وجل، وليصل رحمه، وليعلم أن الرحم معلقةٌ بالعرش تأتي يوم القيامة لها لسانٌ طلقٌ ذلقٌ تقول: اللهم صل من وصلني، اللهم اقطع من قطعني، قال: فيجيبها الله تعالى إني قد استجبت دعوتك، فإن العبد قائمٌ يرى أنه لبسبيل خيرٍ حتى تأتيه الرحم فتأخذ بهامته فتذهب به إلى أسفل دركٍ من البلاء بقطيعته إياها كان ذلك في دار الدنيا)).[كتاب الأحكام ج2/ص527]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي بن أبي طالبٍ عليه السلام قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المنبر فقال: ((يا أيها الناس، إن جبريل أتاني فقال: يا محمد، من أدرك أبويه أو أحدهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين)).[كتاب الأحكام ج2/ص527]

[نص بيعة الصحابة لرسول الله] 
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنا نبايعه على السمع والطاعة في المكره والمنشط، وفي اليسر والعسر، وفي الأثرة علينا، وأن نقيم ألسنتنا بالعدل، ولا تأخذنا في الله لومة لائمٍ، فلما كثر الإسلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: ألحق فيها وأن تمنعوا رسول الله وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم، قال: فوضعتها والله على رقاب القوم فوفى بها من وفى وهلك بها من هلك)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص292]

[دعاء زيارة القبور]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام أنه كان يقول إذا دخل المقبرة: ((السلام على أهل الديار من المسلمين والمؤمنين أنتم لنا فرطٌ وإنا لكم لاحقون، إنا إلى الله راغبون، وإنا إلى ربنا لمنقلبون)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص292]

[دعاء دخول السوق]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: إذا دخلت السوق فقل: ((بسم الله وتوكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك من يمينٍ فاجرةٍ، وصفقةٍ خاسرةٍ، ومن شر ما أحاطت به أو جاءت به السوق)). [مسند الإمام زيد(ع)، ص283]

[القرآن وفضل حملته]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((إن صاحب القرآن يسأل عمَّا يسأل عنه النبيون إلا أنه لا يسأل عن الرسالة)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((تعلموا القرآن، وتفقهوا به، وعلموه الناس، ولا تستأكلوهم به؛ فإنه سيأتي قومٌ من بعدي يقرأونه ويتفقهون به يسألون الناس لا خلاق لهم عند الله عز وجل)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام أنه قال: ((من قرأ القرآن وحفظه فظن أن أحداً أوتي مثل ما أوتي فقد عظم ما حقر الله وحقر ما عظم الله تعالى)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]

[أخلاق حسنة وأخرى قبيحة]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف، ويبغض البذي الفاحش الملح الملحف)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]

[قبح البطالة]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كفى بالمرء إثماً أن يكون كلا وعيالاً على المسلمين)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]

[مرتبة العلماء]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدولُه، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص278]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم، وأنه يستغفر لطالب العلم من في السموات ومن في الأرض حتى حيتان البحر وهوام البر، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص278]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله تعالى لا يرفع العلم بقبضٍ يقبضه، ولكن يقبض العلماء بعلمهم فيبقى الناس حيارى في الأرض فعند ذلك لا يعبأ الله بهم شيئاً)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص279]

[زيارة المؤمنين]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن سلمان الفارسي -رحمة الله عليه- أنه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زائراً لأناسيةٍ من أهل اليمن كانوا بايعوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الإسلام، فدخل عليهم فجعل يصافحهم واحداً واحداً، فلما خرجنا قال: ((يا سلمان، ألا أبشرك))، قلت: بلى يارسول الله، فقال: ((ما من مسلمٍ يخرج من بيته زائراً لإخوةٍ له من المسلمين إلا خاض في رحمة الله، وشيعه سبعون ألف ملكٍ، حتى إذا التقوا وتصافحوا كانوا كاليدين التي تغسل إحداهما الأخرى، وغفر لهم ماسلف وأعطوا ما سألوا)).[كتاب الأحكام ج2/ ص523]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يقول: ((أنا شفيعٌ لكل أخوين تحابا في الله من مبعثي إلى يوم القيامة)).[كتاب الأحكام ج2/ ص530]

[الكرم والبخل]
-روى الإمام الهادي عليه السلام, قال: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((السخاء شجرةٌ أصلها في الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن أخذ بغصنٍ منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة، والبخل شجرةٌ نابتةٌ في النار وأغصانها في الدنيا، فمن أخذ بغصنٍ منها قاده ذلك الغصن إلى النار)).[كتاب الأحكام ج2/ ص536]

[ضمانة نبوية بالجنة]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((الحياء من الإيمان، ولا إيمان لمن لا حياء له)).[درر الأحاديث النبوية ص54]
🍀وقال الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة، أوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم، واصدقوا إذا حدثتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وصلوا أرحامكم)).[درر الأحاديث النبوية ص54]

[عقوبة معاونة الظلمة]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن أبي جعفرٍ محمد بن علي عليه السلام أنه كان يروي ويقول: ((إذا كان يوم القيامة جعل سرادق من نارٍ، وجعل فيه أعوان الظالمين، وتجعل لهم أظافير من حديدٍ يحكون بها أبدانهم، حتى تبدو أفئدتهم، ويقولون ربنا ألم نعبدك؟ فيقال: بلى، ولكنكم كنتم أعواناً للظالمين)).[درر الأحاديث النبوية ص52]
-روى الإمام الهادي عليه السلام, قال: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من جبى درهمًا لإمامٍ جائرٍ كبه الله في النار على منخريه)).[درر الأحاديث النبوية ص52]

[حقوق الجار]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا أن رجلاً أتى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشكو جاره، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((اطرح متاعك على الطريق، فطرحه، فجعل الناس يمرون فيلعنونه؛ إذ ألجأ جاره إلى ذلك، قال: فجاء إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا رسول الله، ما لقيت من الناس، قال: وما لقيت منهم؟ قال: يلعنوني، قال: قد لعنك الله قبل الناس، قال: فإني لا أعود يا رسول الله، قال: فجاء الذي شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ارفع متاعك فقد أمنت وكفيت)).[درر الأحاديث النبوية ص49]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه أنه قال: حدثنا أبو سهلٍ سعد بن سعيدٍ، عن الفضل، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((ما يؤمن))، قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((رجلٌ لا يأمن جاره بوائقه)).[درر الأحاديث النبوية ص49]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((البر وحسن الجوار، زيادةٌ في الرزق وعمارةٌ للديار)).[درر الأحاديث النبوية ص49]
-وروى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن الحسن بن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ما آمن بالله))، قالوا: من يا رسول الله؟, قال: ((من بات شبعانٌ وجاره جائعٌ وهو يشعر)).[درر الأحاديث النبوية ص48]

[عقوبة حافظ القرآن إذا لم يعمل به]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يأتي القرآن يوم القيامة وله لسانٌ طلقٌ ذلقٌ قائلاً مصدقاً، وشفيعاً مشفعاً، فيقول: يا رب جمعني فلانٌ عبدك في جوفه؛ فكان لا يعمل في بطاعتك، ولا يجتنب في معصيتك، ولا يقيم في حدودك، قال: فيقول: صدقت؛ فتكون ظلمةٌ بين عينيه وأخرى عن يمينه، وأخرى عن شماله، وأخرى من خلفه تبتزه هذه وتدفعه هذه حتى تذهب به إلى أسفل دركٍ في النار.
قال: ويأتي فيقول: يا رب جمعني فلانٌ عبدك في جوفه؛ فكان يعمل في بطاعتك، ويجتنب في معصيتك، ويقيم في حدودك، فيقول: صدقت، فيكون له نوراً يصدع ما بين السماء والأرض حتى يدخل الجنة، ثم يقال له: اقرأ وارق فلك بكل حرفٍ درجةٌ في الجنة حتى تساوي النبيين والشهداء هكذا وجمع بين المسبحة والوسطى)).[كتاب الأحكام ج2/ص526]

;