.
 
16-27-2018

الابتهاج والاعتراف بمنّه الله العظيمة وفضله العظيم علينا كمسلمين وعلى العالمين أجمع الله سبحانه وتعالى يقول: ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) نحن كمسلمين كأمة مسلمة  كمجتمع مؤمن يجب ان تكون  نفوسنا متعلقة مع فضل الله تعترف لله بعظيم نعمته وتقدّر نعم الله عليها وفي مقدمة هذه النعم  نعمة الهداية التي كانت عن طريق الرسول والقرآن  ومحمد هو رسول الهداية أرسله الله بالهدى ودين الحق ، فمثل هذه المناسبات العزيزة الايمانية التي لها علاقة مهمة بديننا ونستفيد منها فيما يقربنا إلى الله  تستحق  منا الفرح والابتهاج والسرور، ولقد اراد لنا أعداؤنا ان يشدونا في مشاعرنا إلى مناسبات تافهة لا قيمة لها ولا أثر في واقع الامة ويبعدونا عن مثل هذه المناسبات العظيمة ولكنهم فاشلون وخائبون وخاسرون .

إن إحياء ذكرى مولد النبي هو مناسبة للحديث عن الرسول ومبعثه ومنهجه ورسالته، وعن واقع الامة وتقييمه ، وهو أيضا من الاشادة بذكره، والله سبحانه وتعالى حينما قرن الشهادة برسالته  مع الشهادة بوحدانيته في الاذان والصلاة، كل يوم وليلة خمس مرات  وحينما قال (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) لأنه أراد أن يبقي رسول الله حيا في وجداننا، وحاضراً في اذهاننا ، فصلتنا بهذا النبي هي صلة بالرساله، صلة بالهدى، وارتباط بالمنهج الإلهي، وارتباط بالرسول من موقعه في الرساله، هادياً وقائداً، ومعلما،ً ومربياً ،وقدوة ،وأسوة ، نهتدي به  ونقتدي به ونتأسى به ، ونتأثر به، ونتبعه، وما أعظم حاجتنا وحاجة البشرية إلى ذلك، لأنه لا نجاة و لا سعادة للبشرية إلا به، وإن أكبر ما جلب الشقاء والمعاناة على البشريه هو ابتعادها عن هدى الله ومخالفتها لتوجيهاته.

التعبير عن الولاء لرسول الله محمد ( صلوات الله عليه وآله ) هذا الجانب المهم كأساس من أساسيات الإيمان لا يتم الإيمان إلا به ، ولا يتحقق إلا به . الولاء لرسول الله  والايمان بولايته وتعظيمه وتوقيره والاهتداء به والاتباع له، وجعله لنا الاسوة والقدوة فنتأثر به ونهتدي به ونسير على نهجه ونتأثر به في مواقفنا ونتحرك في نفس الطريق التي تحرك عليها، نتفاعل طاعة  عملاً التزاما مع الرسالة التي أتى بها وهي القرآن الكريم والإسلام العظيم والتعبير عن هذا الولاء له أهميته الكبيرة، لأن الاعداء يحاولون ان يفكونا فكاً عن كل هذه الروابط العظيمة التي سنستعيد بها مجد امتنا وعزة امتنا وقوة امتنا التي كانت ايام محمد (صلوات الله عليه وعلى وآله)

;

11-35-2018

لقد تحدث الله تعالى في القرآن المجيد عن النبي الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله وسلم في أكثر من موضع وتناول جوانب كثيرة من شخصيته الكريمة وهنا سنورد بعض الآيات التي تناولت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم 
المهمة الملقاة على عاتق النبي
في الحديث عن المهمة التي اضطلع بها رسول الله صلوات الله عليه وآله يقول تعالى: 
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) [البقرة/151]
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)). [آل عمران/164]
(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)).[ الأعراف/156-158]
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46)).[ الأحزاب/45ـ 46]
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (2) [الجمعة/ 2]


المواصفات الخلقية 
لقد منح الله رسوله من الأخلاق والمزايا ما أهله للقيام بمهمة الرسالة أتم قيام فالله أعلم حيث يضع رسالاته, وفي هذا الجانب يقول الله تعالى:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران/159]
(ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) [القلم/ 1ـ4]


علاقة النبي بالله 
لقد كان الرسول عبداً لله منيباً كأكمل ما يكون عليه عبد من عبيد الله, يخاف من الله تعالى مع عظم قدره عند الله وعلو درجته لديه, لكن الخوف من الله كان يمتلك شخصية الرسول الأكرم يقول الله تعالى:
(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) [الأنعام/ 14ـ 18]


الكتب السماوية تبشر بالرسول
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)).[ الأعراف/157]
(إِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) [الصف/ 6]


أخذ ميثاقه على النبيين
ما بعث الله نبياً من الأنبياء إلا وأخذ الله منه الميثاق على الإيمان والتصديق بالرسول محمد والنصرة له, وهذا من مزيد الفضل من الله على نبيه ورسوله, يقول الله جل ثناؤه:
(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82) [آل عمران/ 81 ـ 82]


عناية الله برسوله 
لقد كانت عناية الله هي من تحوط رسوله في حياته التي تعرض فيها للأخطار من الكفار والأشرار, وكلما خططوا وكادوا كفاه الله شرهم ودرأ عنه مكرهم, يقول جل وعلا:
(وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70)).[ الأنفال/62-70]


الرسول رحمة للعالمين 
وجود الرسول بيننا يعد مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية على البشرية فالرسول هو رحمة للعالمين, بل هو الرحمة العظمى والمنة الكبرى على جميع عباد الله, يقول الله سبحانه:
(وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61)).[ التوبة/61]
وكان يتعاطى مع العباد بالرحمة حريص على هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور:
(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) [التوبة/128]
(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) [الأنبياء/105-107]
ومن رحمة الرسول بالأمة وشفقته عليها أنه كاد أن يهلك نفسه حسرة عليهم حتى نهاه الله, يقول تعالى:
(وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)[النمل/70]
(أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)[فاطر/ 8]


واجبنا تجاه الرسول
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)).[الأحزاب/6]
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) [الأحزاب/21]
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)). [الأحزاب/ 56ـ57]
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ(4) [الحجرات/ 1ـ4]
خاتم النبيين 
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا(40)) [الأحزاب/ 40]
تعامل النبي مع أمته
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) [الأحزاب/ 53]

 

;

17-34-2018

الرسول في الحديث النبوي
 (رحمة وتوسعة)
عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: (( أعطيت ثلاثاً رحمةً من ربي وتوسعةً لأمتى: 
في المُكره حتى يرضى, يقول: الرجل يكرهه السلطان حتى يرضى الذي هو عليه من الجور, وفي الخطأ حتى يُتَعَمَّد, وفي النسيان حتى يذكر )).
المصدر/الإمام أبي طالب, الأمالي, (ج1/ ص25)
(من خصائص الرسول)
عن زيد بن علي، عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( أعطيت ثلاثاً لم يعطهن نبي قبلي:
جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وذلك قوله عز وجل: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُواصعيداً طيباً}.
وأحل لي المغنم، ولم يحل للأنبياء قبلي، وذلك قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ}. 
ونصرت بالرعب على مسيرة شهر
وفضلت على الأنبياء بثلاث: 
تأتي أمتي يوم القيامة غراً محجلين معروفين من بين الأمم، 
ويأتي المؤذنون يوم القيامة أطول الناس أعناقاً ينادون بشهادة أن لا إله إلا الله، وإني محمد رسول الله، 
والثالثة: أنه ليس من نبي إلا وهو يحاسب يوم القيامة بذنب غيري لقوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ})).
المصدر/ الإمام أبي طالب, الأمالي, (ج1/ ص25)

(بركة طعام الرسول)
قال الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام: (بلغنا أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقال: له جابر وقيل: أنه أبو طلحة وقد قيل أنهما صنعا كل واحد منهما على حدة طعاماً يكون الصاع ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنهض, فأتاه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجميع من معه، فدخل وأمر بذلك الطعام فوضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتكلم عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بكلام, ثم قال: أئذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم قال: أئذن لعشرة حتى أكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون رجلاً أو ثمانون رجلاً. 
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: كان كلامه صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الطعام دعاء فيه بالبركة)
المصدر/ الإمام الهادي, الأحكام, (ج2 / ص405)
 (زيارة الرسول)
حدثني رجل من بني هاشم كان صواماً قواماً عن أبيه يسنده إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من زارني في حياتي أو زار قبري بعد وفاتي صلت عليه ملائكة الله اثنتي عشرة ألف سنة).
المصدر/ الإمام الهادي, الأحكام, (ج2 / ص520)
 (زيارة الرسول)
روى الإمام الهادي عليه السلام عن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: يا رسول الله ما لمن زارنا؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من زارني حياً أو ميتاً أو زار أباك حياً أو ميتاً أو زار أخاك حياً أو ميتاً، أو زارك حياً أو ميتاً كان حقيقاً على الله أن يستنقذه يوم القيامة)
المصدر/ الإمام الهادي, الأحكام, (ج2 / ص520)
 (زيارة الرسول)
روى الإمام الهادي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (من زار قبري وجبت له شفاعتي).
المصدر/ الإمام الهادي, الأحكام, (ج2 / ص520)

(سيد ولد آدم)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر)
المصادر/ الإمام الرضا, صحيفة علي بن موسى, ص52 . الإمام زيد بن علي, المسند, ص477 . السيوطي, الدر المنثور, ج6/ ص309 . الحاكم, المستدرك, ج4/ ص18 . ابن ماجه, السنن, ج2/ ص1440. الصبراني, المعجم الوسيط, ج5/ ص202

(فضل الصلاة على النبي وآله)
عن سهل بن سعد، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا أبا طلحة فقام إليه فتلقاه، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، والله إني لأرى السرور في وجهك فقال: أجل أتاني جبريل عليه السلام، آنفاً، فقال: يا محمد، من صلى عليك مرة أو قال واحدة كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات قال محمد بن حبيب: ولا أعلم إلاَّ قال وصلت عليه الملائكة عشر مرات.
المصدر/ المرشد بالله, الأمالي الشجرية, (ج1 / ص233)

(فضل الصلاة على النبي وآله)
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خرج جبريل عليه السلام من عندي آنفاً يخبرني، عن ربه عز وجل ما على الأرض من مسلم صلى عليك واحدة إلاَّ صليت عليه أنا وملائكتي عشراً، فأكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة).
المصدر/ المرشد بالله, الأمالي الشجرية, (ج1/ ص233). أبو نعيم, حلية الأولياء - (ج8/ ص131).

(صلاتكم تبلغني)
عن حسن بن حسن بن علي، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (حيث ما كنتم فصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني).
المصدر/ المرشد بالله, الأمالي الشجرية, (ج1/ ص233).ابن عساكر, تاريخ دمشق, (ج13/ ص61).

(الصلاة على أنبياء الله)
عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا صليتم عليّ فصلوا عليّ وعلى أهلِي وعلى أنبياء الله ورسله الذين كانوا قبلي، فإنهم قد بعثوا كما بعثت)
المصدر/ المرشد بالله, الأمالي الشجرية, (ج1/ ص235) . البغدادي, تاريخ بغداد, (ج8/ ص105) عن أبي هريرة.
(الاصطفاء )
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيْمَ إِسْمَاعِيْلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيْلَ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَة قُرَيْشاً، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ)).
المصدر/ المرشد بالله, الأمالي الإثنينية, (ج1/ ص5) . ابن أبي شيبة, المصنف, (ج7/ ص430)
 (حب النبي  شرط الإيمان )
عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته ، وذاتي أحب إليه من ذاته)
المصدر/ الناصر الأطروش, البساط, (ج1/ ص23) . الطبراني, المعجم الكبير, (ج 6/ ص183).

(لا أفضل من محمد)
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (قال لي جبريل عليه السلام: قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد, وقلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم)
المصادر/ أبو العباس الحسني, المصابيح, (ج1/ ص(98. السيوطي, الجامع الكبير, (ج1/ ص15282)

 (الرحمة المهداة)
عن أبي صالح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما أنا رحمة مهداة)
المصدر/ ابن أبي شيبة, المصنف.  (ج6/ ص325) . الحاكم, المستدرك, (ج1/ ص91).

 (الفاتح الخاتم)
قال النبي صلى الله عليه و سلم عند ذلك إنما بعثت فاتحاً وخاتماً وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه واختصر لي الحديث اختصاراً فلا يهلكنكم المتهوكون 
المصدر/ عبد الرزاق, المصنف (ج6/ص112 )

;

19-20-2018

بسم الله الرحمن الرحيم
النبي الأكرم في كلام الإمام علي عليه السلام

نجد الإمام علي عليه السلام في خطبه ورسائله يمجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويعظمه بما لم يعظمه أحد من المخلوقين, ولم يحفظ لنا التأريخ من كلمات الصحابة حول النبي ما حفظ لعلي بن ابي طالب لا في العدد ولا في البيان , وكل كلمات علي بن ابي طالب رضوان الله عليه في النبي العظيم صلى الله عليه وآله وسلم تنضح بالتعظيم والإجلال التي تكشف عن عمق المعرفة والإيمان لديه برسول البشرية وهنا نحاول أن نسجل بعض تلك الكلمات ..

منبت مبارك 
تحدث الإمام علي عن المنبت الطّيب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: "مُسْتَقَرُّه خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ، ومَنْبِتُه أَشْرَفُ مَنْبِتٍ، فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ، ومَمَاهِدِ السَّلَامَةِ"[نهج البلاغة / 216].

فالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان مستقرّه في الأصلاب الشامخة، وهو خير مستقر, ونبت في أشرف رحم مطهّرة، بل في معدن الكرامة. 

وفي خطبة أخرى: "حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ الله سُبْحَانَه وتَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، فَأَخْرَجَه مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً، وأَعَزِّ الأَرُومَاتِ (الأصول) مَغْرِساً، مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَه، وانْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَه، عِتْرَتُه خَيْرُ الْعِتَرِ، وأُسْرَتُه خَيْرُ الأُسَرِ وشَجَرَتُه خَيْرُ الشَّجَرِ، نَبَتَتْ فِي حَرَمٍ وبَسَقَتْ فِي كَرَمٍ " [نهج البلاغة / 213].
ويقول علي عليه السلام :" خْتَارَهُ مِنْ شَجَرَةِ الاْنْبِيَاءِ، وَمِشْكَاةِ الضِّيَاءِ، وَذُؤَابَةِ الْعَلْيَاءِ، وَسُرَّةِ الْبَطْحَاءِ، وَمَصَابِيحِ الظُّلْمَةِ، وَيَنَابِيعِ الْحِكْمَةِ"[نهج البلاغة /241].

فمن شجرة النبوة ومن خليل الرحمن وأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذي جعل الله في نسله النبوة والحكم والإمامة جاء نبينا محمد صلوات الله عليه وعلى آله, ثم هو كذلك لم يرتبط في آبائه القريبين إلا من أزكى فروع تلك الشجرة الإبراهيمية المباركة من فرع بني هاشم فأسرته خير الأٍسر, " كُلَّمَا نَسَخَ اللهُ الْخَلْقَ فِرْقَتَيْنِ جَعَلَهُ فِي خَيْرِهِمَا، لَمْ يُسْهِمْ فِيهِ عَاهِرٌ، وَلاَ ضَرَبَ فِيهِ فَاجِرٌ" [نهج البلاغة /523]

رعاية الله لنبيه 
وهذا المنبت الطاهر الزكي مع رعاية الله له جعل منه "خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلاً"[نهج البلاغة /232]. 
بل أعظم من ذلك فلقد قرن الله به منذ طفولته ملكاً بل أعظم الملائكة, يقول الإمام علي في ذلك: "ولَقَدْ قَرَنَ الله بِه صلى الله عليه وآله وسلم مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِه يَسْلُكُ بِه طَرِيقَ الْمَكَارِمِ، ومَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَه ونَهَارَه" [نهج البلاغة / 474].
كل هذا ليعده الله ليقوم بمهمة خاتم النبيين وليكون تمام عدة المرسلين.

الصفات الخُلُقية
تلك العناية الإلهية والرعاية الربانية أثمرت في رسول الله كمالاً وقداسة وفضلاً حتى بلغ في الصفات مبلغاً لم يبلغه مخلوق قط, لا من الأنبياء ولا من غيرهم, يقول علي عليه السلام رسول الله في بعض خطبه بقوله: "حَتَّى بَعَثَ اللهُ مُحَمَّداً(صلى الله عليه وآله وسلم)، شَهِيداً، وَبَشِيراً، وَنَذِيراً، خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلاً، وَأَنْجَبَهَا كَهْلاً، أَطْهَرَ الْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً، وَأَجْوَدَ الْمُسْتَمْطَرِينَ دِيمَةً"[نهج البلاغة /232].
وفي خطبة أخرى يصف الإمام عليه السلام تواضع النّبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته اليومية، فيقول: " ولَقَدْ كَانَ صلى الله عليه وآله وسلم يَأْكُلُ عَلَى الأَرْضِ، ويَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ، ويَخْصِفُ بِيَدِهِ نَعْلَهُ، ويَرْقَعُ بِيَدِهِ ثَوْبَهُ، ويَرْكَبُ الْحِمَارَ الْعَارِيَ، ويُرْدِفُ خَلْفَهُ، ويَكُونُ السِّتْرُ عَلَى بَابِ بَيْتِهِ فَتَكُونُ فِيهِ التَّصَاوِيرُ فَيَقُولُ: "يَا فُلَانَةُ - لإِحْدَى أَزْوَاجِهِ - غَيِّبِيهِ عَنِّي، فَإِنِّي إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا وزَخَارِفَهَا"[نهج البلاغة /348].

تضحيته بأهل بيته دون أصحابه 
وفي خطبة يذكر فيها وفاء الرسول وتضحيته في سبيل هداية البشرية ومنجاتها, فهو لم يأت ليعتلي على ظهور الناس, بل جاء لخدمتهم ولنجاتهم, ولهذا كان يقدم أهل بيته في ميادين التضحية, فيقول "وَكَانَ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله) إذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَأَحْجَمَ النَّاسُ، قَدَّمَ أَهْلَ بَيْتِهِ فَوَقَى بِهِمْ أَصَحَابَهُ حَرَّ السُّيُوفِ وَالاْسِنَّةِ، فَقُتِلَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْر، وَقُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُد، وَقُتِلَ جعفر يَوْمَ مُؤْتَةَ" [نهج البلاغة /591].

حقيقة الدنيا في عين الرسول

كانت الدنيا كلّها طوع يدي رسول الله, ينال منها ما يريد، ولأنه يعرفها على حقيقتها فقد أعرض عنها ورفضها, وكان ينظر إليها كعرض فانٍ, يصف أمير المؤمنين الدنيا في عين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: "قَدْ حَقَّرَ الدُّنْيَا وصَغَّرَهَا، وأَهْوَنَ بِهَا وهَوَّنَهَا، وعَلِمَ أَنَّ اللهً زَوَاهَا عَنْهُ اخْتِيَاراً، وبَسَطَهَا لِغَيْرِهِ احْتِقَاراً، فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ، وأَمَاتَ ذِكْرَهَا عَنْ نَفْسِهِ، وأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ، لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً، أَوْ يَرْجُوَ فِيهَا مَقَاماً. بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ مُعْذِراً، ونَصَحَ لأُمَّتِهِ مُنْذِراً، ودَعَا إِلَى الْجَنَّةِ مُبَشِّراً، وخَوَّفَ مِنَ النَّارِ مُحَذِّراً"[نهج البلاغة /250].
وفي خطبة أخرى: "أَهْضَمُ أَهْلِ الدُّنْيَا كَشْحاً، وأَخْمَصُهُمْ مِنَ الدُّنْيَا بَطْناً، عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وعَلِمَ أَنَّ اللهً سُبْحَانَهُ أَبْغَضَ شَيْئاً فَأَبْغَضَهُ، وحَقَّرَ شَيْئاً فَحَقَّرَهُ، وصَغَّرَ شَيْئاً فَصَغَّرَهُ. ولَوْ لَمْ يَكُنْ فِينَا إِلَّا حُبُّنَا مَا أَبْغَضَ اللهُ ورَسُولُهُ، وتَعْظِيمُنَا مَا صَغَّرَ الله ورَسُولُهُ، لَكَفَى بِهِ شِقَاقاً لِلهِ، ومُحَادَّةً عَنْ أَمْرِ اللهِ... فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ، وأَمَاتَ ذِكْرَهَا مِنْ نَفْسِهِ، وأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ، لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً، ولَا يَعْتَقِدَهَا قَرَاراً، ولَا يَرْجُوَ فِيهَا مُقَاماً، فَأَخْرَجَهَا مِنَ النَّفْسِ، وأَشْخَصَهَا عَنِ الْقَلْبِ، وغَيَّبَهَا عَنِ الْبَصَرِ. وكَذَلِكَ مَنْ أَبْغَضَ شَيْئاً أَبْغَضَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، وأَنْ يُذْكَرَ عِنْدَهُ"[نهج البلاغة/347ـ349].

أفلح من تأسى برسول الله
إنّ فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه حثٌّ للناس كافة على التأسّي به في نظرتهم إلى هذه الدنيا وما ينالونه منها, ولذا يحثّ الإمام في وصاياه على الاقتداء برسول الله في ذلك: "تَأَسَّ بِنَبِيِّكَ الأَطْيَبِ الأَطْهَرِ صلى الله عليه وآله وسلم فَإِنَّ فِيهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّى، وعَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّى .. وأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ الْمُتَأَسِّي بِنَبِيِّهِ، والْمُقْتَصُّ لأَثَرِهِ... قَضَمَ الدُّنْيَا قَضْماً، ولَمْ يُعِرْهَا طَرْفاً... ولَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم مَا يَدُلُّكُ عَلَى مَسَاوِئِ الدُّنْيَا وعُيُوبِهَا: إِذْ جَاعَ فِيهَا مَعَ خَاصَّتِهِ، وزُوِيَتْ عَنْهُ زَخَارِفُهَا مَعَ عَظِيمِ زُلْفَتِهِ. فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ بِعَقْلِهِ: أَكْرَمَ اللهُ مُحَمَّداً بِذَلِكَ أَمْ أَهَانَهُ، فَإِنْ قَالَ: أَهَانَهُ، فَقَدْ كَذَبَ - واللَّهِ الْعَظِيمِ - بِالإِفْكِ الْعَظِيمِ، وإِنْ قَالَ: أَكْرَمَهُ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ اللهً قَدْ أَهَانَ غَيْرَهُ حَيْثُ بَسَطَ الدُّنْيَا لَهُ، وزَوَاهَا عَنْ أَقْرَبِ النَّاسِ مِنْهُ. فَتَأَسَّى مُتَأَسٍّ بِنَبِيِّهِ، واقْتَصَّ أَثَرَهُ، ووَلَجَ مَوْلِجَهُ، وإِلَّا فَلَا يَأْمَنِ الْهَلَكَةَ، فَإِنَّ الله جَعَلَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم عَلَماً لِلسَّاعَةِ، ومُبَشِّراً بِالْجَنَّةِ، ومُنْذِراً بِالْعُقُوبَةِ. خَرَجَ منَ الدُّنْيَا خَمِيصاً، ووَرَدَ الآخِرَةَ سَلِيماً. لَمْ يَضَعْ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ، وأَجَابَ دَاعِيَ رَبِّهِ. فَمَا أَعْظَمَ مِنَّةَ اللَّهِ عِنْدَنَا حِينَ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ، وقَائِداً نَطَأُ عَقِبَهُ"[نهج البلاغة/347ـ349].
البعثة النبوية المباركة
تطرق الإمام علي عليه السلام في خطبه للبعثة النبوية وتحدث عن ظروفها، وتناول ثمارها التي أعادتها على البشرية, فيقول عليه السلام وهو يصف حال الناس قبل بعثته: "أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وطُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الأُمَمِ، واعْتِزَامٍ مِنَ الْفِتَنِ، وانْتِشَارٍ مِنَ الأُمُورِ، وتَلَظٍّ مِنَ الْحُرُوبِ، والدُّنْيَا كَاسِفَةُ النُّورِ، ظَاهِرَةُ الْغُرُورِ عَلَى حِينِ اصْفِرَارٍ مِنْ وَرَقِهَا، وإِيَاسٍ مِنْ ثَمَرِهَا، واغْوِرَارٍ مِنْ مَائِهَا، قَدْ دَرَسَتْ مَنَارُ الْهُدَى، وظَهَرَتْ أَعْلَامُ الرَّدَى، فَهِيَ مُتَجَهِّمَةٌ لأَهْلِهَا، عَابِسَةٌ فِي وَجْهِ طَالِبِهَا"[نهج البلاغة / 175].
فأحدث النبي ببعثته تحولاً عظيماً في مسار الأمة, يصف الإمام علي ذلك التحول فيقول : "إِنَّ الله بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم ولَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً ولَا يَدَّعِي نُبُوَّةً، فَسَاقَ النَّاسَ حَتَّى بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ، وبَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ، فَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ واطْمَأَنَّتْ صَفَاتُهُمْ"[ نهج البلاغة / 92].
وفي خطبة أخرى: "دَفَنَ الله بِه الضَّغَائِنَ، وأَطْفَأَ بِه الثَّوَائِرَ( العداواة )، أَلَّفَ بِه إِخْوَاناً، وفَرَّقَ بِه أَقْرَاناً، أَعَزَّ بِه الذِّلَّةَ، وأَذَلَّ بِه الْعِزَّةَ"[نهج البلاغة /216]. 
لقد أثمرت جهود رسول الله بالخير على البشرية جمعاء, يقول "ع": " أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَنَجِيبُهُ وَصَفْوَتُهُ، لاَ يُؤَازَى فَضْلُهُ، وَلاَ يُجْبَرُ فَقْدُهُ، أَضَاءَتْ بِهِ الْبِلاَدُ بَعْدَ الضَّلاَلَةِ الْمُظْلِمَةِ، وَالْجَهَالَةِ الْغَالِبَةِ، وَالْجَفْوَةِ الْجَافِيَةِ، وَالنَّاسُ يَسْتَحلُّونَ الْحَرِيمَ، وَيَسْتَذِلُّونَ الْحَكِيمَ، يَحْيَوْنَ عَلَى فَتْرَة، وَيَمُوتُونَ عَلَى كَفْرَةِ!"[نهج البلاغة /322]
ولم يقبض الله نبيه حتى نعم العالم بالخير وافرغ إلى الخلق الهدى, "وقَبَضَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم وقَدْ فَرَغَ إِلَى الْخَلْقِ مِنْ أَحْكَامِ الْهُدَى بِهِ فَعَظِّمُوا مِنْهُ سُبْحَانَهُ مَا عَظَّمَ مِنْ نَفْسِهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُخْفِ عَنْكُمْ شَيْئاً مِنْ دِينِهِ، ولَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً رَضِيَهُ أَوْ كَرِهَهُ إِلَّا وجَعَلَ لَهُ عَلَماً بَادِياً"[نهج البلاغة / 413]

جهاد رسول الله 
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  رجلاً كاملاً في كل شؤون الحياة في الحرب والسلم والولاء والعداوة والمحبة والكراهة، والغضب والرضا, ولذلك حين سعى المشركون إلى استئصال محمد ومشروعه وقادوا الجيوش والحملات لإطفاء نوره نهض عن نفس أبية وخرج في مقدمة الصفوف لمواجهة ذلك العدوان وتلك الحروب وكان يخوض غمارها بنفسه مستمداً تعاليمه وتوجيهاته من الله تعالى عبر وحي السماء، مخططاً عسكرياً لا مثيل له بين القادة الغابرين واللاحقين، يأمرهم بما يجب عليهم، وينهاهم عما يوجب هزيمتهم,  يقول الإمام علي: " وَأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، دَعَا إِلَى طَاعَتِهِ، وَقَاهَرَ أَعْدَاءَهُ جِهَاداً عَنْ دِينِهِ، لاَ يَثْنِيهِ عَنْ ذلِكَ اجْتِماعٌ على تَكْذِيبِهِ، وَالْتمَاسٌ لاِطْفَاءِ نُورِهِ" [نهج البلاغة / 437].
وكما كان أكمل البشر في قيادته العسكرية وبعده الحربي, كانت شجاعة الكل دون شجاعته حتى كان أصحابه يحتمون به عند اشتداد المعركة، يقول الإمام علي عليه السلام: "كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ"[نهج البلاغة /520].

رثاء الإمام علي للرسول الكريم
لقد كان علي أقرب الناس لرسول الله؛ في كل مراحل ومسيرة الدعوة والرسالة حتى في لحظات وفاته كان إلى جانبه، يقول علي عليه السلام: "ولَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وإِنَّ رَأْسَه لَعَلَى صَدْرِي. ...ولَقَدْ وُلِّيتُ غُسْلَه صلى الله عليه وآله وسلم والْمَلَائِكَةُ أَعْوَانِي، فَضَجَّتِ الدَّارُ والأَفْنِيَةُ، مَلأٌ يَهْبِطُ ومَلأٌ يَعْرُجُ، ومَا فَارَقَتْ سَمْعِي هَيْنَمَةٌ مِنْهُمْ، يُصَلُّونَ عَلَيْه حَتَّى وَارَيْنَاه فِي ضَرِيحِه" [نهج البلاغة /494].

وعن بالغ حزنه على رحيل رسول الله يقول عليه السلام: "بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ والإِنْبَاءِ وأَخْبَارِ السَّمَاءِ. خَصَّصْتَ حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عَمَّنْ سِوَاكَ، وعَمَّمْتَ حَتَّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَوَاءً. ولَوْلَا أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبْرِ، ونَهَيْتَ عَنِ الْجَزَعِ، لأَنْفَدْنَا عَلَيْكَ مَاءَ الشُّؤُوِن وَلَكَانَ الدَّاءُ مُمَاطِلاً وَالكَمَدُ مُحالِفاً وَقَلَّا لَكَ ولَكِنَّهُ مَا لَا يُمْلَكُ رَدُّهُ، ولَا يُسْتَطَاعُ دَفْعُهُ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي أذْكُرْنَاَ عِنْدَ رَبِّكَ وَاجْعَلْنَا مِنْ بَالِكَ"[نهج البلاغة /571]. 

 الإمام علي يعلم الناس الصلاة على رسول الله 
ونختم الحديث بذكر صلاة الإمام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ، ونَوَامِيَ بَرَكَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ والْفَاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ، والْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ والدَّافِعِ جَيْشَاتِ الأَبَاطِيل، والدَّامِغِ صَوْلَاتِ الأَضَالِيلِ، كَمَا حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ قَائِماً بِأَمْرِكَ مُسْتَوْفِزاً فِي مَرْضَاتِكَ غَيْرَ نَاكِلٍ عَنْ قُدُمٍ ولَا وَاه فِي عَزْمٍ، وَاعِياً لِوَحْيِكَ حَافِظاً لِعَهْدِكَ مَاضِياً عَلَى نَفَاذِ أَمْرِكَ حَتَّى أَوْرَى قَبَسَ الْقَابِسِ، وأَضَاءَ الطَّرِيقَ لِلْخَابِطِ، وهُدِيَتْ بِه الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ الْفِتَنِ والآثَامِ، وأَقَامَ بِمُوضِحَاتِ الأَعْلَامِ ونَيِّرَاتِ الأَحْكَامِ، فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ وخَازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ، وشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ وبَعِيثُكَ بِالْحَقِّ، ورَسُولُكَ إِلَى الْخَلْقِ"  [نهج البلاغة /132ـ 133]

;

21-02-2018

يحاول بعض الناس أن يشنع على من يقيمون الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف, زاعماً أن ذلك من البدع، ويقيم الدنيا ولا يُقعدها، ويجعل إحياء الموالد سبباً لتضليل الآخرين، واتهامهم بمخالفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهنا سنحاول أن نناقش هذه المسألة، من خلال حوارٍ عفوي هادئ بين شخصيتين افتراضيتين(أحمد وخالد)، سائلين المولى عز وجل أن يبصرنا ويرشدنا إلى أقوم سبيل.
((الحوار))
* خالد: إنَّ الاحتفال بالمولد النبوي بدعة.
- أحمد: ولماذا بدعة؟
* خالد: لأنَّ الرسول(ص) لم يحتفل به، ولم يأمر بالاحتفال به، وكذلك الصحابة والتابعون من بعده.
- أحمد: هل تستطيع أن تُعرِّف لي البدعة؟
* خالد: نعم فالبدعة هي إحداث أمر لم يفعله الرسول(ص) مع تمكنه من فعله.
- أحمد: الرسول (ص) لم يكن يمتلك الكثير من الثياب، ولم يَبنِ القصور، ولم يفعل الكثير من الأشياء التي نفعلها اليوم مع تمكنه من فعلها.
فهل شراؤنا للكثير من الثياب، وبناؤنا للقصور بدعة؟
* خالد: لا لا.. أنا لم أقصد أن البدعة فعل ما لم يفعله الرسول (ص) في أمور الدنيا، وإنما قصدتُ أنها فعل ما لم يفعله الرسول (ص) في الأمور المتعلقة بالدين الإسلامي.
- أحمد: إذا كان ذلك قصدك، فيلزم منه أن من اعتمر 7 مرات فقد ارتكب بدعة لأن النبي لم يفعلها مع قدرتها على ذلك, فهل تقول أن ذلك بدعة؟
 ثم أخبرني هل استخدام الميكرفون في المساجد بدعة؟!
وهل استخدام القنوات التلفزيونية أو الإذاعية؛ لنشر تعاليم الإسلام بدعة؟!
* خالد: لا.. أنا لم أقل أن هذه الأمور بدعة.
- أحمد: ولكن هذه الأمور لم يفعلها الرسول(ص) ولا الصحابة ولا التابعون، وهي مستخدمة في أمور الدين.
* خالد: إذاً فأخبرني ما هي البدعة؟
- أحمد: البدعة هي ما نسب من الأقوال أو الأفعال إلى السنة النبوية وليس منها, وهذا المعنى للبدعة هو ما دل عليه الحديث النبوي "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد", مثال ذلك: أن تقول أن استعمال التلفون من السنة, فهذا القول بدعة, لأننا أحدث أمراً ونسبناه إلى الشرع وهو ليس منه. 
* خالد: إذاً فالمولد ليس بدعةً؛ لأننا لا ندعي أنه من السنة؟!
- أحمد: نعم. وأعظم من ذلك فإنَّ إحياء المولد النبوي موافق لأمر الشارع جلَّ وعلا.
* خالد: وكيف ذلك؟
- أحمد: يقول الله سبحانه وتعالى عن نبيه الكريم: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ركز على كلمة "رحمة"
ويقول الله سبحانه وتعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، فأمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نفرح برحمته، ورسول الله (ص) رحمة للعالمين كما في الآية السابقة، ولا شك أن من أعظم الفرح به إقامة الاحتفالات بمناسبة مولده الشريف.
- خالد: وهل توجد فائدة من الاحتفال بالمولد النبوي غير الفرح بولادة الرسول (ص)؟
* أحمد: بالتأكيد، فنحن عندما نحتفل بالمولد النبوي نقوي ارتباطنا ونجدد انتماءنا للرسول (ص)، ونحاول الاقتداء به والاحتذاء بحذوه وذلك من خلال ذكر نُبَذٍ من سيرته وشمائله، وما كان عليه من الخلق العظيم، وذلك تطبيقاً لقول الله سبحانه وتعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
         "فنحن إنما نُحيي المولد لنحيا به"
وأيضاً فللمولد أصل في الشّرع، فإنّه قد أثِر عن النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله أنّه قالَ وقد سُئلَ عن صيامِ يوم الاثنين، فقال: (ذَلك يَومٌ وُلدتُ فِيه وَأنزِلَ عَليّ فِيه) رواه الإمَام المرشد بالله في الأمالي الخميسيّة (ج2/ ص72)، و مسلم في صحيحِه (ج2/ ص818) ومسند أحمد (ج5/ ص296)
*خالد: أشكرك كثيراً أخي أحمد على هذا التوضيح، وجزاك الله خيراً بما بينت لي
-أحمد: العفو؛ وأسأل الله أن يوفقنا لمعرفة الحق وأهله آمين ربِّ العالمين.

 

;

26-33-2018

نسب رسول الله الزكي
أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب [واسمه شيبة] بن هاشم [اسمه عمرو] بن عبد مناف بن قُصَي بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لُؤي بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النضر [هو قريش] بن كنانة بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بن إلياس بن مضر بن نَزَار بن معَد بن عدنان.

إرهاصات النبوة
سُئلَ رسُول الله صلوات الله عَليه وعلى آله ما كانَ أوّل بَدء أمرِك؟!.
فقالَ صلوات الله عَليه وعلى آله: ((دَعوَة أبي إبرَاهيم، وَبُشرَى عِيسَى، ورَأت أمّي أنّه خرَج مِنهَا نُورٌ أضَاءت مِنه قُصورُ الشّام)).

الصفَة الخلقية للنّبي العظيم
روى الإمام زيد بن علي, أن أمير المُؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال: ((كَانَ رَسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
 أبيض اللّون, مُشرَباً بحُمرة, أدعج العينين, سَبط الشعر, دقيق العِرْنِين, أسهَل الخَدّين, دَقيق المسرُبة, كَث اللِّحية, كان شعره معَ شحمَة أذنه إذا طَال, كأنّما عُنقه إبريق فضّة, لَه شَعر مِن لبّته إلى سُرّته، يجري كالقضيب، لَم يَكُن في صدره ولا في بطنه شَعر غيرُه، إلا نبذَات في صدرِه, شثن الكَفّ والقَدم, إذا مشى كأنّما يتقلّع مِن صَخر، ويَنحدر في صبب, إذَا التفتَ التفتَ جَميعاً, لَم يكن بالطّويل، ولا العَاجِز اللّئيم, كأنّما عَرَقُه اللؤلؤ، رِيح عَرقه أطيب مِنَ المِسك, لَمْ أرَ قَبلَه ولا بَعدَه مِثلَه صلى الله عليه وآله وسلم)).

مولد النور
ولد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في عام الفيل في شهر ربيع الأول، سنة (571) ميلادية, ـ قبل الهجرة بـ (53) عاماً ـ في عام (882) من تاريخ الإسكندر ذي القرنين عليه السلام.

فضل يوم الاثنين
قالَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله ـ في يومِ مَولدِه ، وقد سُئلَ عن صيامِ يوم الاثنين ـ : ((يومٌ وُلدتُ فِيه، وَيومٌ بُعثتُ فِيه، ويومٌ أُنزِلَ عَليّ فِيه)).
فيوم الاثنين هو اليوم الذي ولد وبعث وهاجر ودخل المدينة وقبض فيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

أخوة النبي من الرضاعة
لرسول الله ستّة أخوة من الرضاعة: أربعَة في مكّة: وهم عمّه الحمزَة بن عَبدالمطّلب، وشريح بن هانئ، وأبو سفيان بن الحارث بن عَبدالمطّلب، وأبو سلمَة بن عبد الأسَد المَخزومي، واثنان في الباديّة: أبو قرّة، وضمرَة بن حليمَة.

أبو طالب كافل النبي
حين حضرت جد النبي عبدالمطلب الوفاة وعمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثَمان سنين جمع بنيه وبنَاته، وهم عشرة بنين وست بنات.
فَقال: يا بَنيّ ويا بناتي، قد اعْتَلَلْتُ عِلَلاً كثيرة فما وجدت كهذه، فَإذا أنا مت ورَصفتم عَليّ الجَنادل وحثوتم علي التراب فأيكم يَكفل حبيبي محمّداً بعدي؟!.
فَمَا مِنهم أحَد إلاّ قال: أنَا أكفله.
فقامَ إليه ابنه الحَارث وقال: يَا أبتاه إنّا لا نَأمَن إذا كَفِلَه أحَدُنا أن لا يرضى محمّدٌ به.
وَقد كان رسول الله دَعاه عبد المطّلب فأجلسه، ثمّ عَرضهم عليه، وقَال: "أيْ بُني إنّي صائر إلى ما صار إليه الذين كَانوا قبلي، فَأيّ وَاحِدٍ مِن عُمومَتك تُحبّ أن يَكفلك، فهؤلاء هُم حُضورٌ , النّسَاء مِنهم والرّجال؟.
 فَجعل يَنظر إليهم في وُجوههم حتى أتى أبَا طالب فجَلس فِي حِجره، وقال: (يَا جد لا أُحب غيرَه).
فَقال عبد المطلب: "سُبحان الله مَا أردتُ يا عبد مناف غَيرَك للذي كَان بَينكَ وبَين أبيه, وَكان عَبْد الله وأبو طَالب والزبير وأم حكيم وأروى وعاتكة أمهم واحدة فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران من بني مخزوم وذلك الذي عَنىَ عبد المطلب".

مواقف للنبي قبل البعثة
ـ اشترك في حلف الفضول الذي شُكل لنصرة المظلومين.
ـ كان ينفر من عبادة الأصنام والذبح لها ويتعجب من أعمال المشركين ويستنكرها, ويهجرهم عند ذلك, ولذا كان يذهب إلى غار حراء.
ـ التعبد في غار "حراء", وكان يبقى فيه شهراً كاملاً في كل سنة.
ـ شارك النبي في بناء الكعبة, وحين اختلفت قريش فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه, حكَّمت رسول الله, فحكم بأن يضعوا الحجر الأسود في ثوب, ثم تحمل كل قبيلة بطرف من الثوب, فرضوا بحكمه, ثم وضع الحجر الأسود في مكانه بيديه الشريفتين صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.
ـ كان النبي معصوماً قبل البعثة وبعدها من الكبائر والصغائر الذميمة.
ـ كان النبي يتعبد الله تعالى بالتوحيد والذكر والتفكر وبما كان عليه نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام مثل الحج والطواف وغيرها.
ـ كان النبي قبل البعثة إذا حج يقف بجبل "عرفة", وكانت قريش تقف "بمزدلفة".

زواج النبي بأم المؤمنين خديجة بنت خويلد
تزوّجها وهي ابنَة (40) سنَة، وعُمره صلوات الله عَليه وعلى آله (25) سنَة، ولم يتزوّج عليهَا حتّى ماتَت، وكانَت قد تزوّجت قبلَ ذلك عتيق بن عائذ بن مخَزوم، ثمّ تزوّجت أبا هالة بن النبّاش التّميمي، فولدَت لأبي هالة هِنداً.

عام الحزن
توفيت خديجة رضوان الله عليها وأبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكافله وناصره قبل الهجرة بثلاث سنوات, فسمى رسول الله ذلك العام عام الحزن.

أولاد رسول الله
ـ القَاسم، وبه يُكْنى، وهُو أكبر أولاده، توفي القاسم بعد النبوة في مكة المكرمة
ـ زَينب
ـ عَبدالله وهو الطّيب، ويُقال: الطّاهر، وُلِدَ بَعد النبوة ومَات صغيراً.
ـ أم كلثوم.
ـ فَاطمة توفيت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بستّة أشهُر وعمرها (28) سنَة، وقيل: أقل من ذلك وهُو الأصَحّ، وفي بعض الرّوايات أنّها أصغَر بنات النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله
ـ رقية وهؤلاء أولاد رسول الله من خديجَة بنت خويلد سلام الله عَليها.
ـ إبراهيم ولد في المدينَة وأمه ماريّة القبطيّة.
 

قصّة سُويد بن الحَارث مع رسول الله 
روي أنّ النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله عندمَا عادَ من الطّائف أتاه سُويد بن الحَارث وهُو من أشراف الطّائف، فقالَ له النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله: ((يَا سُويد انزعَ عَن عِبادَة الأصنَام، يَا سويد إنّ رَجُلاً مِن قَومِك يُقال لَه "عَوف" تَلسعه رتيلاء ـ وهي العنكبوت الكبيرة ـ فَيمُوت عِندَ المسَاء)). 
فرجَع سُويدٌ إلى قَومِه، فلمّا كَان وَقت المَساء لَسعَت ذَلكَ الرّجل رتيلاء فَقتلته، فَأقبَل سُويد إلى النّبي صلى الله عليه وآله وسلم مُسلمَاً, واشتدّ إسلامُه عَلى أهل مكة واعتَابُوا، وانصرَف سُويد يُريد الطّائف، فَبعث أبو سُفيان بن حَرب بغلامٍ له أسود يدعى رَيحان، خَلفَه ليَقتُله، فخرَج ولَحِقَ سُويداً بعَقبَة الطّائف، فدلّى عَليه حَجَراً فقتلَه رحمَة الله عليه, فقَال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((مَا لِرَيحَانَ قَطعَ الله يَده عَاجلاً))، فَاستقبَلَه جَمَل بمكّة لبني عوف فالتقمَ يَده اليُمنى حتّى قطعَها مِنَ المِرفَق، ولَم يُرَ قادمه حتّى مَات.

وفاة عبدالله والد النبي رضي الله عنه
مات عبد الله ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بطن أمه ابن أربعة أشهر، وقيل خمسَة أشهُر، وكان عُمر عبدالله (20) سنَة، وقيل: (19) سنةً.
وتوفي عبدالله في المدينة المنورة عند أخواله من بني النجار.
ورثته زوجته أمنة بنت وهب
عفا جانب البطحاء من ابن هاشم * * وجاور لحدا خارجا في الغماغم 
دعته المنايا بغتة فأجابها * * وما تركت في الناس مثل ابن هاشم 
عشية راحوا يحملون سريره * * يعاوره أصحابه في التزاحم
فإن يك غالته المنايا وريبها * * فقد كان معطاء كثير التراحم
قال محمد بن عمر الأسلمي رحمه الله تعالى: ترك عبد الله أم أيمن وخمسة أجمال وقطعة من غنم فورث ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيه.
وفاة آمنة بنت وهب أم النبي رضوان الله عليها
توفيت أم النبي وعمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (6) سنين, وكانت وفاتها في منطقة الأبْواء الواقعة بين مكة والمدينة أثناء عودتها من زيارة أخواله من بني النجار. 

من هي فاطمة بنت أسد؟
 فاطمَة بنت أسَد، هي أمّ الإمَام علي بن أبي طَالب (ع)، وقد عاش رسول الله في طفولته بعد وفاة أمه في رعايتها وأغدقت عليه من حنانها, وكانت له أماً بعد وفاة أمه, ولهذا عندما توفيت فاطمة بنت أسد كفّنها رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله في عمامتِه، وصلى عليها مكبراً (40) تكبيرة, ونزلَ في قبرهَا، و اضطجعَ في قبرهَا، ثمّ وضعها في اللّحد، ثمّ قرأ عليها آيَة الكُرسي، وقَال صلوات الله عَليه وعلى آله: ((اللهم اجعل من بين يديها نوراً، ومن خلفها نوراً وعن يمينها نوراً، وعن شمالها نوراً، اللهم املأ قلبها نوراً)).
وعندما كبّر عليها (40) تكبيرَة سألوه عن ذلك، فقال صلوات الله عَليه وعلى آله: ((كَان خَلفِي أربعُون صَفاً مِن الملائكة فَكبّرت لكلّ صَفٍّ تَكبيرَة))، وقالَ: ((إنّي كُنت يتيماً في حِجرِهَا فَأحسَنَتْ إليّ)) .

جد النبي عبدالمطلب في وجه أبرهة الحبشي
روي أن أبرَهَة عندما عزم على هدم الكعبة المشرفة, فلما صار على مسيرة يوم من مكة دعا برجل يقال له: "الأسود بن مقصود"، وأمره أن لا يترك لأهل مكة ثَاغِيَةً [أي شاة] ولا رَاغِيةً [أي ناقة] إلاّ اسْتَاقها.
فأقبل الأسود واستاق في ذلك (200) بعير لعبد المطلب، فبلغ عبد المطلب فخرج مع ابنه عبد الله ودخل عسكر أبرهة, فلقي رجلاً يقال له "ذو نفرٍ"، فاستعان به.
فقال له: مَا أقدر على شيء غير أن سائِس الفيل الأعظم صديق لي، فأنا أسأله تسهيل الإذن لك.
فقال عبدالمطلب: افعل.
فذهب إلى أنيس الحاجب، فقال له: إن هذا القادم من مكة سيد أهلها، ومطعم الناس بالسهل والوحش في قلال الجبال.
فدخل أنيس على أبرهة، فأذن لعبد المطلب في الدخول، فأقبل مع ابنه والفيل الأعظم واقف على الباب، فلما جاز عبد الله نظر الفيل إلى وجهه فخر ساجداً، فعجب من ذلك أنيس ومن على الباب.
فقال قس: لا تعجبوا من سجوده فإنه لم يسجد له، ولكن سجد للنور الذي في وجهه، وهو نور نبي عرفناه في الإنجيل.
ودخل عبد المطلب وابنه، فلما رآه أبرهة، نزل عن سريره، وجلس على بساط وأجلسهما معه.
وكان عبد المطلب وسيماً جسيماً، يهابه من رآه, فكره أن تراه الحبشة على سرير ملكه.
ثم كلم أبرهة فيما استاقوا له، فتبسم أبرهة وقال للترجمان: أخبره أنه لما دخل ملأ قلبي من هيبته، وظننته ذا عقل، إني إنما سرت لتخريب هذا البيت الذي هو شرفه ويكلمني في أباعره!
فقال عبدالمطلب: إن هذا البيت بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم عليه السلام وقد كاده غيره في الزمن الأول فكفى الله كيدهم، وله رب، وأما الإبل فأنا ربها.
فَلَمّا انْصَرَفُوا عَنْهُ انْصَرَفَ عَبْدُ الْمُطّلِبِ إلَى قُرَيْشٍ ، فَأَخْبَرَهُمْ الْخَبَرَ ، وَأَمَرَهُمْ بِالْخُرُوجِ مِنْ مَكّةَ ، وَالتّحَرّزِ فِي شَعَفِ الْجِبَالِ وَالشّعَابِ تَخَوّفًا عَلَيْهِمْ مِنْ مَعَرّةِ الْجَيْشِ ثُمّ قَامَ عَبْدُ الْمُطّلِبِ ، فَأَخَذَ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ ، وَقَامَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَدْعُونَ اللّهَ ويستنصرونه عَلَى أَبْرَهَةَ وَجُنْدِهِ فَقَالَ عَبْدُ الْمُطّلِبِ وَهُوَ آخِذٌ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ: 
لَاهُمّ إنّ الْعَبْدَ يَمْنَعُ ... رَحْلَهُ فَامْنَعْ حِلَالَكْ
لَايَغْلِبَنّ صَلِيبُهُمْ ... وَمِحَالُهُمْ غَدْوًا مِحَالَكْ
إنْ كُنْتَ تَارِكَهُمْ وَقِبْلَتَنَا ... فَأَمْرٌ مَا بَدَا لَكْ

بداية نزول الوحي
نزل روح القدس جبريل الأمين عليه السلام إلى رسول الله يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، وفي بعض السير أنه في شهر رمضان, وعمره صلوات الله عليه وعلى آله (40) سنة.
وأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة (13) سنة، وفي المدينة (10)، ومات وهو ابن (63) سنة.

رسول الله يجهر بالدعوة
عندما نزل على رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله وسلم قولُ الله تعالى: ((فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ))، وقوله تعالى: ((وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ))؟!.
قال صلوات الله عَليه وعلى آله لعلي بن أبي طالب: ((يَا علي انطلق إلى بَني عبد المطلب، وعَبد شمس، وتميم، ومخزوم، وعدي، وكَعب، ولؤي، فاجمعهم إلى نبي الرّحمة، فإني أريد أن أكلّمهم وأبَلِّغَهم رسَالة رَبّي، وأقيم فيهم وَزيري وناصري لا يتقدّمه ولا يَتأخر عَنه إلاّ ظالم)). 
قال علي بن أبي طالب: "فأمرَ صلى الله عليه وآله وسلم بذبح شاة، فَانطلقتُ وجَمعتهم إليه، وهُم (60) رجلاً يزيدون أو يَنقصون رجلاً، فطعموا وشَبعوا بإذن الله وفضل مِن الطّعام أكثرُه، ثمّ قَال: ((يَا أيّها المَلأ مِن قُريش أتيتكُم بِعزّ الأبَد ومُلك الدّنيا والآخرة، فَأيّكم يُؤازرنُي ويبُايعني على أمري؟)), فَلم يُجيبوه، فقلتُ [أي عَلي بن أبي طَالب] وأَنَا أحدث القَوم سناً: أنَا يَا رَسُول الله. 
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم اشهَد أنّي وَازرته وخالَلْتُه، فَهُو وَزيري وخَليلى وأمينِي ووَصيّي والقَائمُ بَعدي))، فَقامُوا يَقولون لأبي طَالب: قَد ولّى عليك ابنك واتخذَه خَليلاً دونَك.

دور علي بن أبي طالب في الهجرة
ـ نام على فراش رسول الله.
ففي الرواية أن رسو ل الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام: ((نم على فراشي، واتشح ببردي هذا الحضرمي فنم فيه))، وكان رسول الله ينام في بردته تلك إذا نام.
ـ كان يجهز لرسول الله وهو في الغار الطعام والشراب.
ـ واستأجر ثلاث رواحل, للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأبي بكر ولدليلهم.
ـ خلفه رسول الله ليهاجر بأهل رسول الله وينقلهم إلى المدينة.
ـ أمره أن يؤدي عنه أماناته ووصاياه.
أم المؤمنين سَودَة بنت زَمْعَة
 بعد سنة من وفاة أم المؤمنين خديجة رضوان الله عليها تزوج رسول الله بسَودَة بنت زَمْعَة, وهي أول امرأة يتزوجها بعد خديجة عليها السلام.

خط سير الهجرة النبوية
في يوم الجمعة (27 صفر) خرج رسول الله صلوات الله عليه وعلى وآله وسلم من مكة إلى غار ثور, وقعد 3 أيام في الغار, وفي يوم الاثنين (1 ربيع الأول) خرج من الغار متوجهاً إلى المدينة المنورة "يثرب".
وفي يوم الاثنين  (8 ربيع الأول) وصل إلى قباء, على بني عمرو بن عَوف من الأنصَار.
ومكث فيها إلى يوم الجمعة (12 ربيع الأول) وفيه تحول إلى المدينة المنورة.

دخول رسول الله المدينة
دخلَ الرسول الاعظم المدينة المنورة (12) ربيعٍ الأوّل وقت الظهيرة.

خطوات النبي الأولى بعد وصوله المدينة
مكثَ الاثنين والثّلاثاء والأربعَاء والخميس في قبَاء، وأسّس مسَجدهُ هُناك, ثمّ ارتحلَ يوم الجُمعَة راكباً ناقَته فكانَ أشراف المدينَة يستقبلونَه ويطلبونَه أن ينزلَ عندَهم، فكانَ يقولُ: ((خلّوا سبيلَها إنّها مأمورَة))، فتخطّت النّاقَة بيوت الأنصَار من الأوس والخَزرَج حتّى أناخَت حيث مسجدُه صلوات الله عَليه وعلى آله اليَوم، فأسّس مسجدُه (ع) ومسكنَه، وقد كان يقيمُ وقتَها في دار أبي أيّوب الأنصَاري رضوان الله عَليه.
 رسول الله في دار أبي أيوب الأنصاري
 مكث رسول الله في دار أبي أيوب (75) يوماً, حتى انتهى من بناء مسجده (المسجد النبوي) وبنى عند مسجده مسكنه.
النبي يواخي بين الصحابة
في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة وفي بعض الروايات أن المؤاخاة كانت بعد (5) أشهر من الهجرة
آخى النبي بين أصحابه وهذه بعض صور المؤاخاة: 
ـ رسول الله وعلي بن أبي طالب أخوين
ـ حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة أخوين
ـ أبو بكر وخارجة بن زيد أبي زهير الخزرجي أخوين
ـ عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان أخوين
ـ عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك أخوين 
ـ أبو ذر الغفاري والمنذر بن عمرو أخوين
ـ سلمان الفارسي وأبو الدرداء أخوين.

زواج فاطمة الزهراء
زوج رسول الله فاطمة من علي بن أبي طالب في السنة الثانية من الهجرة, وقالَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله: ((إنّما أنَا بَشر مِثلكم أتزوجكم وأزوّجكم إلاّ فاطمَة علَيها السّلام، فإنّه نزل تَزويجها من السماء))، فلمّا زوّج رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله عليّاً بفاطمة عليهما السّلام، قال: ((جَمع الله شَمْلكُمَا، وأسعد جَدَّكما، وأخرَج مِنكُما كَثيراً طيباً))

نزول آية الجهاد
نزلت آية الجهاد ورسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في بيت أبي أيوب الأنصاري قبل أن يستقبل بناء مسجده ومسكنه.
أول سرية في الإسلام
في السنة الأولى أنفذ حمزة بن عبد المطلب ومعه زيد بن حارثة في ثلاثين راكباً في طلب مال لقريش وهي أول سرية كانت، فأصابوا منه بعضه وفاتهم أكثره.

الفرق بين السرية والغزوة والبعث
مجمل ما قام به رسول الله من ذلك: 27 غزوة، و 47 سرية، 12 بِعْثَة.
الغزوة: هي المعركة التي خرج فيها رسول الله 
السرية: هي التي المعركة التي لم يخرج فيها رسول الله بل أمَّرَ فيها أحد الصحابة
البعث: هو التي لم يحضر فيها النبي بنفسه لكن الفرق بينها وبين السرية أن السرية خروج للقتال والبعث خروج للدعوة.

غزوات النبي 
الغزوات التي وقع فيها قتال
بدر العظمى في رمضان 2هـ, وفيها استشهد عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف
غزوة بني قينقاع ( لم يذكرها في المصابيح)
أحد في شوال 3هـ, فيها استشهد أسدُ الله الحمزة بن عبد المطلب، و(70) من الشهداء الأبرار رضوان الله وسلامه عليهم، وظهر للوصي ذو الفقار.
جلاء بني النضير, في 4هـ (ذكرها في التحف)
الخندق، "يوم الأحزاب"
بنو قريظة في شوال مِنْ سنة أربع ( وحكي في التحف أنها في الخامسة
بنو المصطلق يوم المريسيع
 بنو لحيان في شعبان 5هـ
 خيبر من سنة ست ( في التحف السابعة)
 يوم الفتح في شهر رمضان 8هـ 
 حنين وحصار أهل الطائف في شوال من سنة 8هـ.
الغزوات التي لم يقع فيها قتال:
غزوة الأبواء
ذو العشيرة
 يوم بدر الموعد
غزوة غطفان
غزوة قرقرة الكدري 
غزوة بواط
غزوة بحران 
الحديبية السادسة
وتبوك 
 حمراء الأسد

الرسول يقدم أهله في كل معركة
قال الإمام محمد بن زيد بن علي بن الحسين: "ما لقي رسول الله جيشاً إلاّ بدأ بأهله، ولا بعث بعثاً إلاّ قدم أهل بيته".
يقول الإمام علي بن أبي طالب: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله) إذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَأَحْجَمَ النَّاسُ، قَدَّمَ أَهْلَ بَيْتِهِ فَوَقَى بِهِمْ أَصَحَابَهُ حَرَّ السُّيُوفِ وَالاْسِنَّةِ، فَقُتِلَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْر، وَقُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُد، وَقُتِلَ جعفر يَوْمَ مُؤْتَةَ"[نهج البلاغة /ص591].

شجاعة النبي الأعظم
قال الإمام علي في شجاعة رسول الله: " كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ"[نهج البلاغة / ص520].
فريضة الحج
في السنة (6) للهجرة نزلت فريضة الحج.

رحيل رسول الله إلى الرفيق الأعلى
عن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن أبيه عن جده عن أبيه عبد الله بن الحسن عليه السلام قال: لما نزلت سورة ?إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ...? إلى آخرها، قال رسول الله: ((نُعِيَت إليّ نفسي))، وعرف اقتراب أجله ، فدخل منزله، ودعا فاطمة -عليها السلام- فوضع رأسه في حجرها ساعة، ثم رفع رأسه وقال: ((يا فاطمة، يا بنية، أشعرت أن نفسي قد نعيت إليّ))، فبكت فاطمة عند ذلك حتى قطرت دموعها على خد رسول الله، فرفع رأسه ونظر إليها، فقال: ((أما إنكم المستضعفون المقهورون بعدي، فلا تبكين يابنية، فإني قد سألت ربي أن يجعلك أول من يلحق بي من أهلي، وأن يجعلك سيدة نساء أمتي، ومعي في الجنة، فأُجِبْت إلى ذلك))، فتبسمت فاطمة عليها السلام عند ذلك، ونساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينظرنَ إليها حين بكت وتبسمت، فقال بعضهن: ما شأنك يا فاطمة، تبكين مرة وتبتسمين مرة؟
فقال رسول الله: ((دعن ابنتي))، فلما مضى النصف من صفر سنة إحدى عشرة، جعل رسول الله يجد الوجع والثقل في جسده حتى اشتد به الوجع في أول شهر ربيع الأول، واجتمع إليه أهل بيته ونساؤه، فلما رأت فاطمة أباها قد ثقل دعت الحسن والحسين، فجلسا معها إلى رسول الله، ووضعت خدّها على خد رسول الله، وجعلت تبكي حتى أخضلت لحيته ووجهه بدموعها، فأفاق صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد كان أغميَ عليه، فقال لها: ((يا بنية لقد شققت على أبيك))، ثم نظر إلى الحسن والحسين عليهما السلام فاستعبر بالبكاء، وقال: ((اللهم إني أستودعكهم وصالح المؤمنين، اللهم إن هؤلاء ذريتي أستودعكهم وصالح المؤمنين))، ثم أعاد الثالثة، ووضع رأسه.
فقالت فاطمة: واكرباه لكربك يا أبتاه.
فقال لها صلى الله عليه وآله وسلم: ((لاكرب على أبيك بعد اليوم))

لحظة الوداع
في يوم الإثنين، ربيع الأول سنة 11هـ شخص رسول الله بنظره فقال: "اللهم الرفيق الأعلى".
وقال الفضل لعلي: يا أبا الحسن، أغمض عين رسول الله وضمّ فاه، فوضع علي يده على فم رسول الله وقد خرجت نفسه من كف علي، فردها إلى لحيته وأراد أن يغمض عينيه، فأبصر عينيه قد غُمضتا، وضُم فوه، ويداه ورجلاه مبسوطتان، فإذا جبريل عليه السلام قد ولي ذلك منه، وهو في وسط البيت يسمعون حسَّه ولا يرونه.
علي بن أبي طالب يغسل رسول الله
عن ابن عباس، أن رسول الله لما اشتدت عليه علته وحُجِب عنه الرجال ثلاثاً، وخلا به النساء، فلما كان في اليوم الرابع فتح عينيه، وقال: ((ويحكن ادعون لي حبيبي وثمرة فؤادي)).
فقالت حفصة: ادعوا عمر، فدعي، ثم قال: ((ويحكن ادعونّ لي حبيبي وثمرة فؤادي)).
فقالت عائشة: ادعوا له أبا بكر، فدعي له.
فقال: ((ويحكن ادعونَّ لي حبيبي وثمرة فؤادي)).
فقالت فاطمة عليها السلام: ادعوا له زوجي علي بن أبي طالب، ما أراه يدعو غيره.
فدعي، فلما نظر إلى علي جَذبه، فاعتنقه وقبله، بين عينيه ثم قال: ((السلام عليك يا أبا الحسن فإنك لا تراني بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة))، ثم قال: ((أفتقبل وصيتي وتقضي دَيني وتنجز عداتي))؟
قال: نعم .
قال له: ((يا أبا الحسن، إذا أنا مت فاغسلني أنت، فإنه لا ينظر أحد إلى جسد محمد غيرك إلاّ ذهب بصره، وليكن من ينقل إليك الماء من أهل بيتي مشدود العين فإذا فرغت من غسلي فكفني بثوبين أبيضين وبحبرة يمانية)).
قال الراوي: فجعل علي عليه السلام يغسل رسول الله في قميصه ولم ينزع عنه القميص، والفضل بن العباس مشدود العين ينقل عليه الماء، وعلي يقول: أرحني أرحني قطعت وتيني إني أجد شيئاً، 
فيقول علي عليه السلام: فوالذي بعثه بالحق نبياً ما هممت أن أقلبه إلا قُلب لي، فعلمت أن الملائكة تعينني على غسله.
الصلاة على رسول الله
قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم لعلي بن أبي طالب: ((يا سبحان الله إذا فرغتم من شأني فأمهلوني على شفير قبري ساعة، فأول من يصلي علي رب السماوات والأرض، والصّلاة من الله الرحمة، ثم جبريل، ثم ميكائيل، وملائكة سماء سماء، فإذا فرغتم من ذلك فأمهلوني قليلاً، ثم يتقدم أهل بيتي فليصل عليّ الأقرب فالأقرب بغير إمام، ثم ألحدوني في لحدي، واحثوا عليّ التراب، وأوصيكم بالوصية العظمى بفاطمة والحسن والحسين خيراً)).
قبر رسول الله
حُفِر لرسول الله قبر فألحد لحداً، وأتى "ثوبان" مولى رسول الله بقطيفة حمراء كانت أُهديت لرسول الله من الإسكندرية، ففرشها في قبر رسول الله.
أين دفن رسول الله
ودفن صلى الله عليه وآله وسلم في حجرته المباركة في موضع وفاته.

 

;

31-29-2019

*مولده
ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل سنة 571م، و882 من تأريخ الإسكندر ذي القرنين عليه السلام.
لم تكن ليلة ميلاد الهدى محمد صلوات الله عليه وعلى آله كسائر الليالي، ولا يوم مولده كبقية الأيام, بل كان يوماً استثنائياً على مستوى العالم والكون, فهو يومٌ فارقٌ بين الظلمة والنور، والحق والباطل، والهدى والضلال.
لقد ولد صلوات الله عليه وعلى آله في أيمن طالع، فَقَدِمَ قدومُ الغيث إلى الأرض المجدبة, وأطل فجره بعد ليل أليل من الجاهلية, مؤذناً بتمزيق ظلام الشرك والباطل بنور الحق والخير والإسلام.
وقد سئل صلى الله عليه وآله وسلم عن صوم يوم الاثنين فقال: ((يومٌ ولدتُ فيه، ويومٌ بُعثت فيه، ويومٌ أُنزل عليَّ فيه)).
وقد قالت أمُّه آمنة عن حمله وولادته: "إني حملتُ به فوالله ما حملت حملاً قط كان أخفَّ منه عليّ ولا أيسر، ثم رأيت حين حملته أنه خرج مني نور أضاء منه أعناق الإبل ببصرى، أو قالت: قصور بصرى، ثم وضعته حين وضعت, فوالله مَا وقع كما يقع الصبيان، لقد وقع معتمداً بيده على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء".
ومن مزيد إكرام الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن ولد نظيفاً مختوناً مسروراً, ووقع على الأرض ساجداً رافعاً رأسه إلى السماء, قد خرج منه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب.
وحقيقٌ بيومٍ ولد فيه المصطفى صلى الله عليه وآله سلم أن يُتَّخَذ عيداً؛ بل أفضل الأعياد, وأن تفرح بقدومه الأنام، فهو من نعم الله العظيم، وبذلك فليفرح المؤمنون, ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.
ولما ولد صلى الله عليه وآله وسلم اضطربت الأصنام ونكست، وانطفأت نار المجوس، وقوِّضت الشياطين، وسمع تكبير عالٍ يقول: الله أكبر الله أكبر رب محمد المصطفى و إبراهيم المجتبى، ألا إن ابن آمنة الغراء قد ولد وقد انكشفت عنا سحائبُ الغمَّة إلى الرحمة، ثم اضطربت الأصنام وخرت على وجوهها.

*النبي في البادية
بعد مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قَدِمَتْ حليمةُ السعدية في نسوة من بني سعد بن بكر يلتمسن الرضاع بمكة، فأخذتْ كل واحدة منهن رضيعاً، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم من نصيب حليمة، وما أن حملته حتى بدأت بركته تصب عليها وعلى زوجها، وقد قالت في ذلك: "فخرجنا [يعني من مكة]، فما زال يزيدنا الله في كل يوم خيراً حتى قدمنا والبلاد سنهة، فلقد كان رعاؤنا يسرحون ثم يروحون فتروح أغنام بني سعد جياعاً، وتروح غنمي شباعاً حُفْلاً، فنحتلب ونشرب، فيقولون: مَا شأن غنم الحارث بن عبد العزى وغنم حليمة تروح شباعاً بطاناً حُقلاً، وتروح غنمكم بشرٍ جياعاً؟! ويلكم اسرحوا حيث تسرح رعاتهم فيسرحون معهم فما ترجع إلاَّ جياعاً كما كانت".
قالت حليمة: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشب شباباً مَا يشبهه أحد من الغلمان، يشب في اليوم شباب الغلام في الشهر وفي الشهر شبابه في السنة.

*طفولته
بقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة مع أمِّه آمنة بنت وهب، فلمَّا بلغ سنَّ السادسة قدمتْ به أمُّه المدينة لزيارة قبر والده عبدالله والذي توفي ورسول الله في بطن أمِّة، وماتت أمُّه آمنة في أثناء عودتهم إلى مكة بمنطقة الأبواء، ودُفنت هناك، ليتربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك في كنف جدِّه عبدالمطلب، وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظلِّ الكعبة، وكان بنوه يجلسون حوله حتى يخرج إليهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأتي وهو غلام فيجلس عليه فيأخذه أعمامه ليؤخروه, فيقول لهم عبد المطلب: دعوا ابني فوالله إن له لَشأنا.
ولما حضرت عبدالمطلب الوفاة، وكان عمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذٍ ثمان سنين، فجمع بنيه وبناته، وأوصاهم به، وقضى عبد لمطلب نحبه، وكفل رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم عمُّه أبو طالب وزوجته فاطمةُ بنت أسد بن هاشم أم علي عليه السلام.
ولما بلغ سنَّ التاسعة خرج مع عمِّه أبي طالب إلى الشام، وفي الطريق كان ما كان من قصة بحيرى النصراني مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وحضر صلى الله عليه وآله وسلم في صغره مع أعمامه حرب الفجار قبل أن يبلغ مبالغ الرجال.
وهكذا بقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع عمِّه أبي طالب حتى قام أتمَّ قيام، ونشأ أعظم نشأة، وألطافُ الله ورعايته تحوطه من كل جانب.

*شبابه
اشتغل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شبابه بالتجارة مع خديجة رضي الله عنها، وكان قد عُرِف بالأمانة والصدق وكمال الخلق حتى حكَّمته قريشٌ عند اختلافها فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه عند بناء الكعبة، فحكم بحكمٍ أرضى الجميع، وشارك في إعادة بناء الكعبة.
وكان صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة يذهب إلى غارِ حراء لتعبد الله سبحانه وتعالى، وينعزل بنفسه عن المشركين، ويبقى فيه شهراً كاملاً من كل سنة، وكان ينفر عن الأصنام وعبادتها والذبح لها وما يلحق بذلك من الشرك.
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يتعبد الله تعالى بالتوحيد والذكر والتفكر وبما بقي من دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام مثل الحج والطواف وغيرها.
وخلال هذه الفترة اشترك صلى الله عليه وآله وسلم في حلف الفضول الذي شكِّل لنصرة المظلومين.
ولما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنَّ الخامسة والعشرين تزوج من خديجة رضي الله عنها.

*النبي بعد البعثة
نزل روح القدس جبريل الأمين عليه السلام بالوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، وفي بعض السير أنه في شهر رمضان, وعمره صلوات الله عليه وعلى آله (40) سنة.
وبعدها أقام صلوات الله عليه وعلى آله بمكة (13) سنة يدعوا الناس إلى عبادة الله وحده، فكانت دعوته في الثلاث السنوات الأولى سرَّاً لعشيرته، فقد أمره الله تعالى بقوله: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، ثم نزل قول الله تعالى:{فاصدع بما تؤمر..}، فجهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة.
وبسبب ذلك لاقى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشدَّ الأذى من مشركي قريش وعتاولتهم، ولم يُؤمن معه إلا قلَّة من الناس المستضعفين، فصبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن معه على ذلك، حتى فُرض عليهم الحصار في شعب بني هاشم، الذي استمر قرابة ثلاث سنوت، وعُذِّب من عذِّب من أصحابه، كبلال بن رباح، وعمار بن ياسر، وأبيه ياسر وأمِّه سميَّة.
وفي السنة العاشرة من البعثة النبوية كان وفاة زوجته المعينة له خديجة رضي الله عنها، ثم توفي في نفس السنة عمُّه المحامي عنه أبو طالب رضوان الله عليه، ليكون ذلك العام هو عام الحزن كما سُمِّي، وليزيد بعد ذلك مؤاذاة مشركي قريش له صلى الله عليه وآله وسلم.
ولما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلَّة المؤمنين، واضطهادهم، وضعف الاستجابة للدعوة، عزم صلوات الله عليه وعلى آله على الخروج إلى الطائف لدعوة أهلها إلى الإسلام، ولكن لم يلقَ منهم إلا تسليط صبيانهم ومجانينهم وسفهائهم عليه، فعاد صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة، ليلتقي بعد ذلك بحجاج بيت الله الوافدين من شتَّى البلدان، ويكلمهم عن دين الله سبحانه وتعالى، ويدعوهم إلى الدخول في الإسلام، حتى استجاب له نفر من أهل يثرب، وبايعوه البيعة الأولى (بيعة العقبة الأولى)، ثم عادوا إلى قومهم لينذروهم ويدعمهم إلى دين الإسلام، فجاؤوا في العام القادم وقد زاد عددهم، فبايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيعة العقبة الثانية، ولما عادوا إلى المدينة أرسل معهم صلى الله عليه وآله وسلم سفيره مصعب بن عمير؛ ليعلمهم أمور دينهم، وينشر دعوة الإسلام، فكان سبباً في إسلام سكان المدينة من الأوس والخزرج قاطبة.

*هجرة النبي
بعد أن أسلم أهل يثرب، وصاروا أنصاراً لدين الله، عزم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الهجرة إلى المدينة المنورة، فأعد لذلك العدة واستخلف علياً عليه السلام على الأمانات التي كانت عنده، وأمره بالمبيت في فراشه، فخرج صلى الله عليه وآله وسلم هو وأبو بكر متخفيين، فلما علمت قريش بخروجهما أرسلت خلفهما، ووعدت بجائزة عظيمة لمن يأتي بمحمد، ولكن رعاية الله وحفظه كانت تحوطهما، فقد حدثت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم العديد من المعجزات في هذه الهجرة، كما حدث لخيل سراقة بن مالك، وقصته مع صاحبه في غار ثور، وما كان من نسج العنكبوت على الغار، ووضع الحمامة لبيضها عليه، وغيرها من المعجزات.

*النبي في المدينة
بعد أيام من المسير وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة ليستقبله أهلها بالفرح والسرور والاحتفال، فكان أول عمل قام به صلى الله عليه وآله وسلم بناء المسجد النبوي الشريف، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار.
ومن المدينة المنورة بدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خوض المعارك مع مشركي قريش وغيرهم ممن يكيدون للمسلمين، ونشر دين الإسلام إلى أنحاء الأرض، وأقام العدل، وجسَّد الحكم الإلهي، فراسل ملوك الفرس والروم ومصر والبحرين وغيرها، كما راسل زعماء القبائل، فآمن من آمن، وجحد من جحد.
وخلال هذه السنوات فتح صلى الله عليه وآله وسلم مكة المكرمة، وكسر شوكة المشركين، وأرغم أنوف اليهود في المدينة وخيبر وغيرها، وخضعت له الكثير من البلدان، ودخل الناس في دين الله أفواجاً.
وفي السنة العاشرة من الهجرة النبوية حج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حجةَ الوداع، فخطب في الحجيج خطبة دونتها كتب التأريخ، وفي عودته من هذه الحجة استوقف الناس في منطقة غدير خمٍّ؛ ليكمل الدين، ويتم النعمة، ويعلن ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام.

*وفاة النبي
رجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد حجة الوداع إلى المدينةِ المنورة، فأقام بها بقية ذي الحجة والمحرم والنصف من صفر لا يشتكي شيئاً، ثم ابتدأ به الوجع الذي توفي فيه صلى الله عليه وآله وسلم.
جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجد الوجع والثقل في جسده حتى اشتد به الوجع في أول شهر ربيع الأول، واجتمع إليه أهل بيته ونساؤه، فلما رأت فاطمة أباها قد ثقل دعت الحسن والحسين، فجلسا معها إلى رسول الله، ووضعت خدّها على خد رسول الله، وجعلت تبكي حتى أخضلت لحيته ووجهه بدموعها، فأفاق صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان أغميَ عليه، فقال لها: ((يا بنية لقد شققت على أبيك))، ثم نظر إلى الحسن والحسين عليهما السلام فاستعبر بالبكاء، وقال: ((اللهم إني أستودعكهم وصالح المؤمنين، اللهم إن هؤلاء ذريتي أستودعكهم وصالح المؤمنين))، ثم أعاد الثالثة، ووضع رأسه.
فقالت فاطمة: واكرباه لكربك يا أبتاه.
فقال لها صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا كرب على أبيك بعد اليوم))
فقبض الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم صبح يوم الاثنين من شهر ربيع الأول سنة 63 من عام الفيل، و23 من البعثة، و11 من الهجرة، وكان عمره 63 سنة، ودفن صلى الله عليه وآله وسلم في حجرته المباركة في موضع وفاته.
"فكان مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته وهجرته ودخلوله المدينةَ ووفاته يوم الاثنين".

فصلوات الله وسلامه على خاتم النبيين، وسيد المرسلين، أبي الطيب والطاهر والقاسم، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، صلاةً وسلاماً لا منتهي لعددهما، ولا غاية لأمدهما.

 

;

31-37-2019

(1)
خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أهل الطائف يدعوهم إلى الإسلام؛ وإلى عبادة الله الواحد، فلاقاه أهلها بالصدِّ وسفهوه، وكذبوه، وسلطوا عليه سفهاءهم وصبيانهم، فرجموه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه، بعد ذلك ناداه ملك من الملائكة، ﻓﺴﻠﻢ عليه، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻥَّ اﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﻗﻮﻝ ﻗﻮﻣﻚ ﻟﻚ، ﻭقد ﺑﻌﺜﻨﻲ ﺭﺑﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﻟﺘﺄﻣﺮﻧﻲ ﺑﺄﻣﺮﻙ، ﻓﻤﺎ ﺷﺌﺖ، ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﻃﺒﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻷﺧﺸﺒﻴﻦ، عند ذلك ﻘﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآله ﻭﺳﻠﻢ: ((ﺑﻞ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺻﻼﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ شيئاً)).
وروى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه شقاً شديداً وقالوا: لو دعوت عليهم، فقال: ((إنِّى لم أبعث لعاناً ولكني بعثت داعياً ورحمة، اللهم اهدِ قومي فإنَّهم لا يعلمون))
مرَّ أعرابيٌ ورسولُ الله يُقبِّلُ ولديه الحسن والحسين، فقال الأعرابي: إنَّ لي عشرة من الأبناء ما قَبَّلتُ واحداً منهم، فقال له النبي الرحيم صلى الله عليه وآله وسلم: ((وما أدراني لعل الله نزع الرحمة من قلبك)).
قال رجلٌ لرسول الله: اعدل فإنَّ هذه قسمة ما أريد بها وجه الله, فلم يزده في جوابه أنٍْ بين له ما جهله, فقال: ((ويحك فمن يعدل إن لم أعدل ؟ خبت وخسرت إن لم أعدل)).
استعز بأمامة بنت أبي العاص فبعثت زينب بنت رسول الله إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم تقول له: إن ابنتي قد استعز بها فبعث إلى ابنته: ((لله ما أخذ وله وما أبقى))، واستعزت الثانية، فبعثت إليه: إن ابنتي قد استعز بها، فبعث إلى ابنته: ((لله ما أخذ وله ما أبقى))، ثم كانت الثالثة، فجاءها النبي صلى الله عليه وآله وسلم, فأخرجت الصبية إليه فإذا نفسها تقعقع في صدرها ومع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ناس من أصحابه فذرفت عيناه حتى قبض على لحيته ففطن بهم وهم ينظرون إليه, فقال: ((ما لكم تنظرون ؟)), قالوا: يا رسول الله رأيناك رققت, قال : (( رحمة الله يضعها الله عز و جل حيث يشاء وإنما يرحم الله غدا من عباده الرحماء))
(2)
كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله يجلس بين أصحابه كأحدهم، حتى إنَّ الغريب إذا جاء كان يسأل: أيُّكم رسول الله؟
أرسل الله ﻣﻠﻜﺎً ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﻣﻌﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ اﻟﻤﻠﻚ ﻟﺮﺳﻮﻝ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ﺇﻥ الله ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺨﻴﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺒﺪاً ﻧﺒﻴﺎً، ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻠﻜﺎً ﻧﺒﻴﺎً، ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭآله ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻴﺮ ﻟﻪ، ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺃﻥ ﺗﻮاﺿﻊ، ﻓﻘﺎﻝ ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻻ، ﺑﻞ ﺃﻛﻮﻥ ﻋﺒﺪاً ﻧﺒﻴﺎً، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﺃﻛﻞ ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻣﺘﻜﺌﺎً ﺣﺘﻰ ﻟﻘﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ))
وروى أبو أمامة: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم متوكئاَ على عصا فقمنا له، فقال: ((لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً، وقال: إنَّما أنا عبد آكلُ كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد)).
وعن عائشة: ما ضرب رسول الله خادماً قط ولا امرأة, ولا ضرب بيده شيئاً الا أن يجاهد في سبيل الله, وما خير بين شيئين الا كان أحبهما إليه أيسرهما الا أن يكون إثماً, ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه حتى تنتهك حرمات الله فينتقم لله عز وجل.
(3)
جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفار قريش, فقال لهم: ((ﺃﺭﺃﻳﺘﻜﻢ ﻟﻮ ﺃﺧﺒﺮﺗﻜﻢ ﺃﻥ ﺧﻴﻼً ﺑﺎﻟﻮاﺩﻱ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺮ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻛﻨﺘﻢ ﻣﺼﺪﻗﻲ؟))، ﻗﺎﻟﻮا: ﻧﻌﻢ، ﻣﺎ ﺟﺮﺑﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻻ ﺻﺪﻗﺎً، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻧﺬﻳﺮ ﻟﻜﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻋﺬاﺏ ﺷﺪﻳﺪ)).
(4)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهل مكة يوم فتح مكة: ((يا قريش ما تظنون أني فاعل بكم))، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء)).
(5)
أعطى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ﺭﺟﻼً مالاً ﻓﺮﺟﻊ اﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﻗﻮﻣﻲ ﺃﺳﻠﻤﻮا ﻓﺈﻥ ﻣﺤﻤﺪاً ﻳﻌﻄﻲ ﻋﻄﺎء من ﻻ ﻳﺨﺸﻰ اﻟﻔﺎﻗﺔ.
جاءه رجل فسأله فقال ما عندي شيء ولكن ابتع علىَّ فإذا جاءنا شيء قضيناه، فقال له عمر بن الخطاب: ما كلفك الله ما لا تقدر عليه، فكره النبي صلى الله عليه وآله سلم ذلك القول من عمر، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا، فتبسَّم صلى الله عليه وآله وسلم وعرف البِشرُ في وجهه وقال بهذا أمرت.
في الرواية أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان معه عشرة دراهم، فأتاه صاحب بز، فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم, فخرج وهو عليه فإذا رجل من الأنصار، فقال : يا رسول الله اكسني قميصاً كساك الله من ثياب الجنة، فنزع الرسول الأعظم القميص فكساه إياه، ثم رجع الرسول الرحيم صلى الله عليه وآله وسلم إلى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصاً بأربعة دراهم وبقي معه درهمان، فاذا هو بجارية في الطريق تبكي فقال: ((ما يبكيك ؟))، فقالت: يا رسول الله دفع إلي أهلي درهمين أشتري بهما دقيقاً فهلكا، فدفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليها الدرهمين الباقيين، ثم ولَّت وهي تبكي فدعاها، فقال: ((ما يبكيك وقد أخذت الدرهمين؟)), قالت: أخاف أن يضربوني، فمشى صلى الله عليه وآله وسلم معها إلى أهلها، فسلم، فعرفوا صوته ثم عاد فسلم ثم عاد فسلم ثم عاد فثلث فردوا، فقال: ((أسمعتم أول السلام؟))، قالوا: نعم لكن أحببنا أن تزيدنا من السلام, فما أشخصك بأبينا وأمنا؟، فقال صلوات الله عليه وآله: ((أشفقت هذه الجارية أن تضربوها))، قال صاحبها: فهي حُرَّةٌ لوجه الله لممشاك معها, فبشرهم نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم بالخير والجنة, ثم قال: ((لقد بارك الله في العشرة كسا الله نبيه قميصاً ورجلاً من الأنصار قميصاً وأعتق الله منها رقبة وأحمد الله هو الذي رزقنا هذا بقدرته)).
(6)
اﻟﺘﻔﺖ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذات مرة ﺇﻟﻰ جبل ﺃٌﺣُﺪ ﻭﻗﺎﻝ: ((ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺣُﺪا ﻳﺘﺤﻮﻝ ﻵﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺫﻫﺒﺎً ﺃﻧﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﺃﻣﻮﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﻣﻮﺕ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﻣﻨﻪ ﺩﻳﻨﺎﺭاﻥ ﺃﺭﺻﺪﻫﻤﺎ ﻟﺪﻳﻦ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ))
(7)
ﻛﺎﻥ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ﻳﺮﻛﺐ اﻟﻔﺮﺱ، ﻭاﻟﺒﻌﻴﺮ، ﻭاﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻭاﻟﺒﻐﻠﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ اﻟﺤﻴﺎء، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫا ﻛﺮﻩ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﺮﻑ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ اﻟﺴﺘﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺗﻮﻛﻠﻪ، ﻭﻳﻜﺜﺮ اﻟﺬﻛﺮ، ويديم اﻟﻔﻜﺮ، ﻭﻳﻘﻞ اﻟﻠﻐﻮ.
(8)
وﻣﺎ ﻋﺎﺏ صلى الله عليه وآله وسلم ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻗﻂ، بل كان ﺇﻥ اﺷﺘﻬﺎﻩ ﺃﻛﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺸﺘﻬﻪ ﺗﺮﻛﻪ، ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎﻡ اﻟﻤﺒﺎﺡ ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻒ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ.
(9)
وكان ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻬﺪﻳﺔ ﻭﻳﻜﺎﻓﺊ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻭكان ﻳﺨﺼﻒ ﻧﻌﻠﻴﻪ ﻭﻳﺮﻗﻊ ﺛﻮﺑﻪ، ﻭﻳﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻳﺤﻠﺐ ﺷﺎﺗﻪ، ﻭﻳﺨﺪﻡ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ اﻟﻨﺎﺱ ﺗﻮاﺿﻌﺎً، ﻳﺠﻴﺐ اﻟﺪاﻋﻲ ﻣﻦ ﻏﻨﻲ ﺃﻭ ﻓﻘﻴﺮ، ﺃﻭ ﺩﻧﻲء ﺃﻭ ﺷﺮﻳﻒ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﺟﻨﺎﺋﺰﻫﻢ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻣﺮﺿﺎﻫﻢ، ﻭﻻ ﻳﺤﻘﺮ ﻓﻘﻴﺮاً ﻟﻔﻘﺮﻩ، ﻭﻻ ﻳﻬﺎﺏ ﻣﻠﻜﺎً ﻟﻤﻠﻜﻪ.
(10)
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﺗﺒﺴﻤﺎً، ﻳﻤﺰﺡ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻻ ﺣﻘﺎً، ﻭﻻ ﻳﺠﻔﻮ ﺃﺣﺪاً، ﻭﺇﺫا ﺗﻜﻠﻢ فأنه يتكلم ﺑﻜﻼﻡ ﺑﻴٍّﻦ ﻓﺼﻞ، ﻳﺤﻔﻈﻪ ﻣﻦ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻳﻌﻴﺪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺛﻼﺛﺎ ﺇﺫا ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻬﻢ ﻋﻨﻪ، ﻭﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ، ﻭﻗﺪ ﺟﻤﻊ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻣﻜﺎﺭﻡ اﻷﺧﻼﻕ ﻭﻣﺤﺎﺳﻦ اﻷﻓﻌﺎﻝ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎﺗﺒﺘﻪ ﺗﻌﺮﻳﻀﺎً، ونصحه تلميحاً، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺮﻓﻖ ﻭﻳﺤﺚ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭينهى ﻋﻦ اﻟﻌﻨﻒ، ﻭﻳﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻔﻮ ﻭاﻟﺼﻔﺢ.
(11)
جاء إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفدٌ من النجاشي، فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخدمهم بنفسه، فقال له أصحابه: نكفيك يا رسول الله خدمتهم، فقال النبي الوفي صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين وأحب أن أكافئهم))
اشترى رسول الله من أحد الباعة شيئاً وبقي للبائع بعض دراهم، فانتظره النبي صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ثلاث ليالٍ، وكان يذهب فيقيم في مكانه الذي غادره فيه، حتى لا يضل فلا يهتدي إليه، فيضيع حقه الثابت له.
(12)
عن أنس بن مالك: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد غليظ الحاشية، فجبذه أعرابي بردائه جبذة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقه، ثم قال: يا محمد احمل لى على بعيريَّ هذين من مال الله الذى عندك فإنك لا تحمل لى من مالك ولا من مال أبيك، فسكت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: ((المال مال الله وأنا عبده))، ثم قال: ((ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بى))، قال الأعرابي: لا، فقال النبي الإنسان: ((لم؟))، قال الأعرابي: لأنك لا نكافي بالسيئة السيئة، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير وعلى الآخر تمر.
(13)
قال ابن إسحاق: حدثني عبدالملك بن عبدالله بن أبي سفيان الثقفي وكان واعية قال: قدم رجل من إراش - قال ابن هشام: ويقال: إراشة - بإبل له مكة فابتاعها منه أبو جهل فمطله بأثمانها، فأقبل الإراشي حتى وقف على ناد من قريش ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ناحية المسجد جالس، فقال: يا معشر قريش من رجل يؤديني على أبي الحكم بن هشام فإنِّي رجل غريب ابن سبيل وقد غلبني على حقي؟، قال: فقال له أهل ذلك المجلس: أترى ذلك الرجل الجالس - لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يهزؤون به لما يعلمون ما بينه وبين أبي جهل من العداوة - اذهب إليه فإنه يؤديك عليه، فأقبل الإراشي حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا عبدالله إن أبا الحكم بن هشام قد غلبني على حق لي قبله، وأنا رجل غريب ابن سبيل، وقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يؤديني عليه يأخذ لي حقي منه فأشاروا لي إليك، فخذ لي حقي منه يرحمك الله، قال: انطلق إليه وقام معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فلما رأوه قام معه، قالوا لرجل ممن معهم: اتبعه فانظر ماذا يصنع.
قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى جاءه فضرب عليه بابه، فقال: من هذا؟ قال: محمد فاخرج إليَّ، فخرج إليه وما في وجهه من رائحة قد انتقع لونه، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أعطِ هذا الرجل حقه، قال: نعم لا تبرح حتى أعطيه الذي له، قال: فدخل فخرج إليه بحقه فدفعه إليه 
قال: ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال للإراشي: الحق بشأنك، فأقبل الإراشي حتى وقف على ذلك المجلس فقال: جزاه الله خيراً فقد والله أخذ لي حقي، قال: وجاء الرجل الذي بعثوا معه، فقالوا: ويحك ماذا رأيت؟، قال: عجباً من العجب والله ما هو إلا أن ضرب عليه بابه فخرج إليه وما معه روحه، فقال له: أعط هذا حقه، فقال: نعم لا تبرح حتى أخرج إليه حقه، فدخل فخرج إليه بحقه فأعطاه إياه 
قال: ثم لم يلبث أبو جهل أن جاء، فقالوا له: ويلك ما لك؟!، والله ما رأينا مثل ما صنعت قط، قال: ويحكم والله ما هو إلا أن ضرب علي بابي وسمعت صوته فملئت رعباً ثم خرجت إليه وإن فوق رأسه لفحلاً من الإبل ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحلٍ قط، والله لو أبيت لأكلني.
(14)
تصدى غوث بن الحارث ليفتك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو نائم تحت شجرة قائلاً، والناس قائلون فلم ينتبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وهو قائم، والسيف مصلت على رأسه في يد الرجل، وهو يقول: ما يمنعك مني؟ فقال عليه وآله السلام بقلب مؤمن ولسان صادق: الله، فسقط السيف من يد الرجل، فأخذه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ما يمنعك مني؟ فقال كن خير آخذ, فعاد غوث بن الحارث إلى قومه وهو يقول: جئتكم من عند خير الله.
(15)
وصفت بلاغته أم معبد فقالت: اذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، حلو المنطق, فصل لا نزر ولا هذر، وكان منطقه خرزات نظم يتحدرن.

;

31-46-2019

 

[الصلوات الإبراهيمية]
-قال زيد بن علي عليه السلام: عدهن في يدي علي بن الحسين عليه السلام، وقال علي بن الحسين: عدَّهُنَّ في يدي الحسين بن علي عليه السلام، وقال الحسين بن علي: عَدَّهُنَّ في يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ عليه السلام، وقال علي بن أبي طالبٍ: عدهن في يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((عدهن في يدي جبريل عليه السلام. وقال جبريل عليه السلام: هكذا نزلت بهن من عند رب العزة عز وجل: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَتَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَتَحَنَّنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَحَنَّنْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص323]

[تحريم الغناء]
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام أنه قال: ((بئس البيت بيتٌ لا يعرف إلا بالغناء، وبئس البيت بيتٌ لا يعرف إلا بالفسوق والنياحة)).
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أول من تغنى إبليس لعنه الله ثم زمر ثم حدا ثم ناح)).
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إياكم والغناء فإنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر)).
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كسب البغي والمغنية حرامٌ)). )).[مسند الإمام زيد(ع)، ص317]

[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر] 
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((أول ما تغلبون عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأيديكم ثم بألسنتكم ثم بقلوبكم، فإذا لم ينكر القلب المنكر ويعرف المعروف نكس فجعل أعلاه أسفله)). 
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم)). 
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا قدست أمةٌ لا تأمر بمعروفٍ، ولا تنهى عن منكرٍ، ولا تأخذ على يد الظالم، ولا تعين المحسن، ولا ترد المسيء عن إساءته)). )).[مسند الإمام زيد(ع)، ص313]

[الاستغفار]
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه ثم مات غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ورمل عالجٍ)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص312]
-روى الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه شكى إليه رجلٌ بعض ما يكون، فقال له: ((أين أنت عن الاستغفار))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من ختم يومه يقول عشر مراتٍ أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم إلا غفر الله له ما كان منه في يومه، أو قالها في ليلٍ إلا غفر الله له ما كان منه في ليلته)).[كتاب الأحكام ج2/ص521]
-روى الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((من خرج من عينيه مقياس ذبابٍ دموعاً من خشية الله أمنه الله يوم الفزع الأكبر)).[درر الأحاديث النبوية، ص43]

[جزاء الآخرة حصيلة العمل في الدنيا]
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((ما من يومٍ يمر على ابن آدم إلا ينادى: يا ابن آدم اعمل في اليوم أشهد لك يوم القيامة، واصحب الناس بأي خلقٍ شئت يصحبوك بمثله)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص312]

[فضل الوالدين]
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلٌ؛ فقال: يا رسول الله من أحق الناس مني بحسن الصحبة وبالبر؟ 
قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك.
قال: ثم من؟ قال: أمك.
قال: ثم من؟ قال: أبوك.
قال: ثم من؟ قال: أقاربك أدناك أدناك)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص309]

[جزاء التكافل والتعاون بين المؤمنين]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن جعفر بن محمدٍ عن أبيه عن آبائه عليهم السلام, قال: ((من قضى لمؤمنٍ حاجةً قضى الله له حوائج كثيرةً، إحداهن الجنة، ومن نفس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا، نفس الله عنه كرباً يوم القيامة، ومن أطعمه من جوعٍ أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه من عطشٍ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً كان في ضمان الله ما بقي عليه من ذلك الثوب سلكٌ، والله لقضاء حاجة المؤمن أفضل من صوم شهرٍ واعتكافه)).[كتاب الأحكام ج2/ص528]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن من أوجب المغفرة إدخالك السرور على قلب أخيك المسلم)).[كتاب الأحكام ج2/ص528]

[في العلاج]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة نفرٍ فسأل أكبرهم: ما اسمك؟ 
فقال: اسمي وائلٌ أو قال: آفلٌ.
فقال: بل اسمك مقبلٌ.
فقال: يا رسول الله إنا أهل بيتٍ نعالج بأرضنا هذا الطب، وقد جاء الله تعالى بالإسلام فنحن نكره أن نعالج شيئاً إلا بإذنك.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى لم ينزل داءً إلا وقد أنزل له دواءً إلا السأم والهرم فلا بأس أن تسقوا دواءكم ما لم تسقوا معنتاً.
فقلت: يا رسول الله وما المعنت؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: الشيء الذي إذا استمسك في البطن قتل فليس ينبغي لأحدكم أن يشربه ولا أن يسقيه)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص307]

[قيمة النظافة]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((كانت جاريةٌ خلاسيةٌ تلقط الأذى من مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: توفيت، ثم قال لذلك: رأيت لها الذي رأيت، رأيت كأنها في الجنة تلقط من ثمرها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أخرج أذًى من المسجد كانت له حسنةٌ، والحسنة بعشرة أمثالها، ومن أدخل أذًى في مسجدٍ كان ذلك عليه سيئةً والسيئة بواحدةٍ)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص306]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من تناول من وجه أخٍ له أذًى فأراه إياه كانت له حسنتان وإن لم يره إياه كانت له حسنةٌ)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص306]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرد بعيره، فقلت ألا أكفيك؟ فأبى علي وقال: يا علي ألا أخبرك أن لك بكل قرادٍ تنزعه حسنةٌ والحسنة بعشرة أمثالها)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص306]

[السبعة الذين يظلهم الله]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((سبعةٌ تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله:
شاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات حسبٍ وجمالٍ إلى نفسها فقال إني أخاف الله رب العالمين، ورجلٌ خرج من بيته فأسبغ الطهور ثم مشى إلى بيتٍ من بيوت الله عز وجل ليقضي فريضةً من فرائض الله تعالى فهلك فيما بينه وبين ذلك، ورجلٌ خرج حاجاً أو معتمراً إلى بيت الله تعالى، ورجلٌ خرج مجاهداً في سبيل الله عز وجل، ورجلٌ خرج ضارباً في الأرض يطلب من فضل الله عز وجل ما يكف به نفسه ويعود به على عياله، ورجلٌ قام في جوف الليل بعدما هدأت العيون فأسبغ الطهور، ثم قام إلى بيتٍ من بيوت الله عز وجل فهلك فيما بينه وبين ذلك)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص305]

[الذين لعنهم رسول الله فلعنهم الله] 
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لعنت سبعةً فلعنهم الله تعالى وكلُّ نبي مجاب الدعوة: الزائد في كتاب الله تعالى، والمكذب بقدر الله تعالى، والمخالف لسنني، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمتسلط بالجبروت ليعز ما أذل الله ويذل ما أعز الله، والمستحل ما حرم الله، والمستأثر على المسلمين بفيئهم مستحلا له)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص293]

[بر الوالدين وصلة الأرحام]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((بر الوالدين وصلة الرحم واصطناع المعروف زيادةٌ في الرزق وعمارةٌ في الديار، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص304]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن من تعظيم إجلال الله أن تجل الأبوين في طاعة الله)).[كتاب الأحكام ج2/ص527]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام أنه قال: ((من أحب أن يملأ له في عمره، ويبسط له في رزقه، ويستجاب له الدعاء، ويدفع عنه ميتة السوء، فليطع أبويه في طاعة الله عز وجل، وليصل رحمه، وليعلم أن الرحم معلقةٌ بالعرش تأتي يوم القيامة لها لسانٌ طلقٌ ذلقٌ تقول: اللهم صل من وصلني، اللهم اقطع من قطعني، قال: فيجيبها الله تعالى إني قد استجبت دعوتك، فإن العبد قائمٌ يرى أنه لبسبيل خيرٍ حتى تأتيه الرحم فتأخذ بهامته فتذهب به إلى أسفل دركٍ من البلاء بقطيعته إياها كان ذلك في دار الدنيا)).[كتاب الأحكام ج2/ص527]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي بن أبي طالبٍ عليه السلام قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المنبر فقال: ((يا أيها الناس، إن جبريل أتاني فقال: يا محمد، من أدرك أبويه أو أحدهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين)).[كتاب الأحكام ج2/ص527]

[نص بيعة الصحابة لرسول الله] 
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنا نبايعه على السمع والطاعة في المكره والمنشط، وفي اليسر والعسر، وفي الأثرة علينا، وأن نقيم ألسنتنا بالعدل، ولا تأخذنا في الله لومة لائمٍ، فلما كثر الإسلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: ألحق فيها وأن تمنعوا رسول الله وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم، قال: فوضعتها والله على رقاب القوم فوفى بها من وفى وهلك بها من هلك)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص292]

[دعاء زيارة القبور]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام أنه كان يقول إذا دخل المقبرة: ((السلام على أهل الديار من المسلمين والمؤمنين أنتم لنا فرطٌ وإنا لكم لاحقون، إنا إلى الله راغبون، وإنا إلى ربنا لمنقلبون)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص292]

[دعاء دخول السوق]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: إذا دخلت السوق فقل: ((بسم الله وتوكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك من يمينٍ فاجرةٍ، وصفقةٍ خاسرةٍ، ومن شر ما أحاطت به أو جاءت به السوق)). [مسند الإمام زيد(ع)، ص283]

[القرآن وفضل حملته]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((إن صاحب القرآن يسأل عمَّا يسأل عنه النبيون إلا أنه لا يسأل عن الرسالة)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((تعلموا القرآن، وتفقهوا به، وعلموه الناس، ولا تستأكلوهم به؛ فإنه سيأتي قومٌ من بعدي يقرأونه ويتفقهون به يسألون الناس لا خلاق لهم عند الله عز وجل)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام أنه قال: ((من قرأ القرآن وحفظه فظن أن أحداً أوتي مثل ما أوتي فقد عظم ما حقر الله وحقر ما عظم الله تعالى)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]

[أخلاق حسنة وأخرى قبيحة]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف، ويبغض البذي الفاحش الملح الملحف)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]

[قبح البطالة]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كفى بالمرء إثماً أن يكون كلا وعيالاً على المسلمين)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]

[مرتبة العلماء]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدولُه، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص278]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم، وأنه يستغفر لطالب العلم من في السموات ومن في الأرض حتى حيتان البحر وهوام البر، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص278]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله تعالى لا يرفع العلم بقبضٍ يقبضه، ولكن يقبض العلماء بعلمهم فيبقى الناس حيارى في الأرض فعند ذلك لا يعبأ الله بهم شيئاً)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص279]

[زيارة المؤمنين]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن سلمان الفارسي -رحمة الله عليه- أنه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زائراً لأناسيةٍ من أهل اليمن كانوا بايعوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الإسلام، فدخل عليهم فجعل يصافحهم واحداً واحداً، فلما خرجنا قال: ((يا سلمان، ألا أبشرك))، قلت: بلى يارسول الله، فقال: ((ما من مسلمٍ يخرج من بيته زائراً لإخوةٍ له من المسلمين إلا خاض في رحمة الله، وشيعه سبعون ألف ملكٍ، حتى إذا التقوا وتصافحوا كانوا كاليدين التي تغسل إحداهما الأخرى، وغفر لهم ماسلف وأعطوا ما سألوا)).[كتاب الأحكام ج2/ ص523]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يقول: ((أنا شفيعٌ لكل أخوين تحابا في الله من مبعثي إلى يوم القيامة)).[كتاب الأحكام ج2/ ص530]

[الكرم والبخل]
-روى الإمام الهادي عليه السلام, قال: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((السخاء شجرةٌ أصلها في الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن أخذ بغصنٍ منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة، والبخل شجرةٌ نابتةٌ في النار وأغصانها في الدنيا، فمن أخذ بغصنٍ منها قاده ذلك الغصن إلى النار)).[كتاب الأحكام ج2/ ص536]

[ضمانة نبوية بالجنة]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((الحياء من الإيمان، ولا إيمان لمن لا حياء له)).[درر الأحاديث النبوية ص54]
🍀وقال الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة، أوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم، واصدقوا إذا حدثتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وصلوا أرحامكم)).[درر الأحاديث النبوية ص54]

[عقوبة معاونة الظلمة]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن أبي جعفرٍ محمد بن علي عليه السلام أنه كان يروي ويقول: ((إذا كان يوم القيامة جعل سرادق من نارٍ، وجعل فيه أعوان الظالمين، وتجعل لهم أظافير من حديدٍ يحكون بها أبدانهم، حتى تبدو أفئدتهم، ويقولون ربنا ألم نعبدك؟ فيقال: بلى، ولكنكم كنتم أعواناً للظالمين)).[درر الأحاديث النبوية ص52]
-روى الإمام الهادي عليه السلام, قال: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من جبى درهمًا لإمامٍ جائرٍ كبه الله في النار على منخريه)).[درر الأحاديث النبوية ص52]

[حقوق الجار]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا أن رجلاً أتى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشكو جاره، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((اطرح متاعك على الطريق، فطرحه، فجعل الناس يمرون فيلعنونه؛ إذ ألجأ جاره إلى ذلك، قال: فجاء إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا رسول الله، ما لقيت من الناس، قال: وما لقيت منهم؟ قال: يلعنوني، قال: قد لعنك الله قبل الناس، قال: فإني لا أعود يا رسول الله، قال: فجاء الذي شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ارفع متاعك فقد أمنت وكفيت)).[درر الأحاديث النبوية ص49]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه أنه قال: حدثنا أبو سهلٍ سعد بن سعيدٍ، عن الفضل، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((ما يؤمن))، قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((رجلٌ لا يأمن جاره بوائقه)).[درر الأحاديث النبوية ص49]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((البر وحسن الجوار، زيادةٌ في الرزق وعمارةٌ للديار)).[درر الأحاديث النبوية ص49]
-وروى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن الحسن بن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ما آمن بالله))، قالوا: من يا رسول الله؟, قال: ((من بات شبعانٌ وجاره جائعٌ وهو يشعر)).[درر الأحاديث النبوية ص48]

[عقوبة حافظ القرآن إذا لم يعمل به]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يأتي القرآن يوم القيامة وله لسانٌ طلقٌ ذلقٌ قائلاً مصدقاً، وشفيعاً مشفعاً، فيقول: يا رب جمعني فلانٌ عبدك في جوفه؛ فكان لا يعمل في بطاعتك، ولا يجتنب في معصيتك، ولا يقيم في حدودك، قال: فيقول: صدقت؛ فتكون ظلمةٌ بين عينيه وأخرى عن يمينه، وأخرى عن شماله، وأخرى من خلفه تبتزه هذه وتدفعه هذه حتى تذهب به إلى أسفل دركٍ في النار.
قال: ويأتي فيقول: يا رب جمعني فلانٌ عبدك في جوفه؛ فكان يعمل في بطاعتك، ويجتنب في معصيتك، ويقيم في حدودك، فيقول: صدقت، فيكون له نوراً يصدع ما بين السماء والأرض حتى يدخل الجنة، ثم يقال له: اقرأ وارق فلك بكل حرفٍ درجةٌ في الجنة حتى تساوي النبيين والشهداء هكذا وجمع بين المسبحة والوسطى)).[كتاب الأحكام ج2/ص526]

;