مقدمة
يأتي شهر رجب الأصب من كل عام؛ ليجدد للأمة الإسلامية مناسباتها العطرة، ويذكرها بعظمائها الخالدين في ذاكرة التأريخ ووجدان المسلمين، فما كادت ذكرى جمعة رجب المباركة تنقضي حتى أقبلت علينا ذكرى مولد أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؛ وبهذه المناسبة الجليلة في قلوب المسلمين فإنه يسر شبكة الثقلين الثقافية أن تقدم لكم مجموعة من الآثار التي تكشف بعضاً من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.
* تميزه
عن عبدالله بن عباسٍ رضي الله عنه، قال: (كان لعلي بن أبي طالبٍ رضوان الله عليه خصالٌ ليست لأحدٍ غيره: كان أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي كان معه لواءه في كل زحفٍ، وهو الذي صبر معه يوم المهراس أي يوم أحدٍ وانهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره).[تيسير المطالب، ص38 ــ المستدرك، ج4/ ص198]
* يا علي إن الله قد زينك
•عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي، إن اللَّه قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها، هي زينة الأبرار، الزهد في الدنيا، جعلك لا ترزأ من الدنيا شيئاً، ولا ترزأ الدنيا منك شيئاً، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً)).[لوامع الأنوار، ج1/ ص139 ــ حلية الأولياء، ج1/ ص71]
* مؤاخاة النبي له
•عن ابن عمرٍ، قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين المؤمنين فقام علي عليه السلام فقال: يا رسول الله، كلهم يرجع إلى أخٍ غيري؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أما ترضى أن تكون أخي))؟
قال: بلى. قال: ((فأنا أخوك في الدنيا والآخرة)).[تيسير المطالب ص62 ــ وبمعناه في الترمذي، ج5/ ص3720]
* صاحب لواء المصطفى
•عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: كسرت زند علي عليه السلام يوم أحدٍ وفي يده لواء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتحاماه المسلمون أن يأخذوه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ضعوه في يده الشمال فإنه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة)).[تيسير المطالب ص62ــ وحمله للواء النبي يوم القيامة موجود في جامع الحديث للسيوطي ج31/ ص158]
* أول الناس إسلاماً
عن عفيف الكندي، قال: كنت امرءاً تاجراً فوالله إني لعند العباس بن عبد المطلب إذ خرج رجلٌ من خباءٍ قريبٍ منه فنظر إلى الشمس فلما مالت قام يصلي، ثم خرجت امرأةٌ من ذلك الخباء فقامت خلفه تصلي، ثم خرج غلامٌ حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه يصلي.
قال أبو العباس الحسني: وفي حديثٍ آخر، عن يمينه فقلت للعباس: من هذا؟
قال: هذا محمدٌ بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي.
قلت: فمن هذه المرأة؟
قال: هذه خديجة بنت خويلدٍ.
فقلت: من هذا الفتى؟
قال: علي بن أبي طالبٍ ابن عمه. قلت: ما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي وهو أنه يزعم أنه نبي وأنه تفتح له كنوز كسرى وقيصر ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه. [تيسير المطالب، ص56 ــ وبمعناه في المعجم الكبير للطبراني، ج12/ ص480]
* أول الناس صلاة مع رسول الله
•قال الإمام علي عليه السلام: أنا عبد الله وأخو رسوله صلى الله عليه و سلم، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب، صليت قبل الناس لسبع سنين.[سنن ابن ماجه ج1/ ص44]
* تربيته للحسن والحسين
•عن عاصمٍ، عن زر، قال: كنت مع علي عليه السلام بالكوفة في سكة التمارين فانتهى إلى تمارٍ فقال: يا تمار كيف تزن تمرك؟ فقال: كذا وكذا شيئاً لم يرضه، فأتى آخر فسأله فقال: شيئاً لم يرضه، فانتهى إلى آخر فقال: كيف تزن تمرك يا تمار؟! فقال: كذا وكذا شيئاً، رضيه فدفع إليه الدراهم وقال: زنها وأرجح فإنا كذلك نزن معشر أهل بيت النبوة، واعلم أن الوفاء والصدقة لا ينقصان من مالٍ على حالٍ، قال: فوزن له، وقال ناولنيه حتى أحمله، قال: فقال له التمار: يحمله غلامي عنك.
فقال: لا، لا يأكله الحسن والحسين (عليهما السلام) ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويحمله غلامك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من خصف نعله ورقع ثوبه وحلب شاته، وحمل بضاعته إلى أهله، فقد برئ من الكبر)).[تيسير المطالب، ص37]
* منزلة هارون
•عن أنسٍ بن مالكٍ، قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى غزوة تبوكٍ استخلف علياً عليه السلام على المدينة وما هناك فقال المنافقون عن ذلك: إن محمداً قد شنئ ابن عمه ومله. فبلغ ذلك علياً عليه السلام فشد رحله وخرج من ساعته فهبط جبريل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخبره جبريل بقول المنافقين في علي عليه السلام وخروج علي للحاق به فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منادياً فنادى بالتعريس في مكانهم، قال: ففعلوا، ثم جاءوا إليه يسألونه عن نزوله في غير وقت التعريس، فأخبرهم بما أتاه جبريل عليه السلام عن الله عز وجل وأخبرهم بأن الله عز وجل أمره أن يستخلف علياً عليه السلام بالمدينة.
قال: فركب قومٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلقوه فما راموا مواضعهم إلا وقد طلع علي عليه السلام مقبلاً، قال: فتلقاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ماشيًا وتبعه الناس فصافحه رجلاً رجلاً ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحوله الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: ((ما أقبل بك إلينا يا ابن أبي طالبٍ؟)) قال: فقص عليه القصة من قول المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي ما كان خلفتك إلا بأمر الله، وما كان يصلح لما هناك غيرى وغيرك، أما ترضى يا ابن أبي طالبٍ أن أكون استخلفتك كما استخلف موسى هارون؟ أما والله إنك مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي)).[تيسير المطالب ص59 / وروى هذا الحديث بألفاظ عدة مسلم في صحيحه (ج7/ ص119) وأحمد في فضائل الصحابة (ج2/ ص566) وغيرهم.
* علي مع الحق
•وعن شهر بن حوشب، قال: كنت عند أم سلمة إذ استأذن رجلٌ فقيل له: من أنت؟ قال: أنا أبو ثابتٍ مولى علي.
فقالت أم سلمة: مرحباً بك يا أبا ثابتٍ ادخل، فدخل فرحبت به، ثم قالت له: يا أبا ثابتٍ، أين طار قلبك حين طارت القلوب مطايرها؟
فقال: تبع علي بن أبي طالبٍ عليه السلام. فقالت: وفقت، والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)).[تيسير المطالب ص44 / روى حديث ((علي مع الحق..)) البغدادي في تاريخ بغداد (ج6/ ص312) والهيثمي في مجمع الزوائد (ج3/ ص288)]
•عن جابرٍ بن عبد الله بن أبي يحيى، عن أبيه قال: قال علي عليه السلام: والله ما كذبت ولا كذبت ولا نسيت ما عهد إلي، وإني لعلى بينةٍ من ربي بينها لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم فبينها لي، وإني لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطاً.[تيسير المطالب، ص61]
* من سره أن يحيا حياتي
•عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من يريد أن يحيا حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي عدني ربي فليتولَّ علي بن أبي طالب فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة)).[المستدرك ج4/ ص223]
* حب علي من حب النبي
•عن عوف بن أبي عثمان النهدي قال: قال رجل لسلمان ما أشد حبك لعلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من أحب عليَّاً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني)).[المستدرك ج4/ ص225/ قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه].
* علي سيد المسلمين
•قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أوحي إلي في علي ثلاث أنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين)).[المستدرك، ج4/ ص235/ قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه]
* علمه
•عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب)).[المستدرك، ج4/ ص221]
•وسئل أمير المؤمنين عليه السلام عن نفسه فقال: إياها أردتم، كنت إذا سكت ابتدأت، وإذا سألت أعطيت، وإن ما بين هاتين الدفتين - يعني الجنبين- لعلماً جماً.[تيسير المطالب ص69]
•قال أبو الدرداء: العلماء ثلاثةٌ: رجلٌ بالشام يعني نفسه، ورجلٌ بالكوفة يعني ابن مسعودٍ، ورجلٌ بالمدينة - يعني علياً عليه السلام-؛ فالذي بالشام يسأل الذي بالكوفة والذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة والذي بالمدينة لا يسأل أحداً.[تيسير المطالب، ص41]
* علمه بما نزل من الوحي على النبي
•عن علي عليه السلام، قال: ((ما دخل عيني نومٌ ولا غمض حتى علمت في ذلك اليوم ما نزل به جبريل عليه السلام حلالٌ أو حرامٌ، أو سنةٌ أو كتابٌ، أو أمرٌ أو نهيٌ، وفيمن نزل أو فيما نزل)).[تيسير المطالب ص68]
* سد أبواب الصحابة غير باب علي
•عن زيد بن أرقم قال: كانت لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبواب شارعة في المسجد فقال يوماً: سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قال: فتكلم في ذلك ناس فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحمد الله و أثنى عليه ثم قال: ((أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أمرت بشيء فاتبعته)).[المستدرك، ج4/ ص218]
* شجاعته
•روي أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام قيل له: يا أمير المؤمنين، إنك رجلٌ مطلٌوبٌ فلو ركبت الخيل في الحرب فقال: أنا لا أفر عن من كر ولا أكر على من فر والبغلة تزجيني. [تيسير المطالب ص60]
* علامة الإيمان
•عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((لا يحب علياً إلا مؤمنٌ، ولا يبغضه إلا منافقٌ)).[تيسير المطالب، ص66]
•عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: والذي فلق الحب وذرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه و سلم إليَّ: ((أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق)).[صحيح بن حبان، ج15/ ص367]
•عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: لم نزل نعرف المنافقين ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببغضهم لعلي بن أبي طالبٍ (عليه السلام).[تيسير المطالب ص39]
* تزويج الله له بفاطمة
•عن علي (عليهم السلام)، قال: خطب النبي (رسول الله) صلى الله عليه وآله وسلم حين زوج فاطمة من علي عليه السلام فقال:((الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود لقدرته، المطاع لسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في سمائه وأرضه، ثم إن الله عز وجل أمرني أن أزوج فاطمة من علي (عليه السلام) فقد زوجته على أربعمائة مثقالٍ فضةً إن رضي بذلك علي؛ ثم دعا بطبقٍ فيه بسرٌ فقال: انتهبوا فبينا ننتهب، إذ دخل علي عليه السلام، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي أعلمت أن الله عز وجل أمرني أن أزوجك فاطمة؟ فقد زوجتكها على أربعمائةٍ مثقالٍ فضةً إن رضيت، فقال علي عليه السلام: رضيت بذلك عن الله تعالى وعن رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: جمع الله شملكما وأسعد جدكما وأخرج منكما كثيراً طيباً)).[تيسير المطالب، ص42]
* حديث الراية
•عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم خيبر: ((لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه))، قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام فأعطاه إياها وقال: ((امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك)). قال: فسار علي شيئاً ثم وقف ولم يلتفت فصرخ: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)).[صحيح مسلم، ج7/ ص121]
* تبليغ سورة براءة
•عن أبي سعيد أو أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر، فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي عليه السلام فعرفه فأتاه فقال: ما شأني؟ قال: خير إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثني ببراءة، فلما رجعنا انطلق أبو بكر فقال: يا رسول الله ما لي؟ قال: ((خير أنت صاحبي في الغار غير أنه لا يبلغ غيري أو رجل مني - يعني عليَّاً-)).[صحيح بن حبان، ج15/ ص16]
* حديث المناشدة
•عن أبي الطفيل قال: قال علي: أنشد الله كل امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم لما قام فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول: ((ألستم تعلمون أني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ؟)) قالوا: بلى يا رسول الله قال: ((من كنت مولاه فإن هذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) فخرجت وفي نفسي من ذلك شيء فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له فقال: قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذلك له.[صحيح بن حبان، ج15/ ص375]
* فارس العرب
•قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: ((يا علي أنت فارس العرب، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين، وأنت أخي ومولى كل مؤمن وسيف الله الذي لا يخطئ، وأنت رفيقي في الجنة)).[صحيفة الرضا، ص275، تيسير المطالب، ص57]
* مبارزة يوم بدر
•عن قيسٍ بن عبادٍ، قال: سمعت أبا ذر يقسم قسماً أن {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}[الحج:19] نزلت في الذين برزوا يوم بدرٍ، علي، والحمزة، وعبيدة بن الحارث، وفي عتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة. [تيسير المطالب، ص61]
* علي مني وأنا منه
•عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه: عن جده (ابي رافع) قال: لما قتل علي بن ابي طالب اصحاب الاولوية يوم " أحد " أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جماعة من مشركي قريش قال: فقال لعلي: ((احمل عليهم)) ثم ابصر جماعة (أخرى) من مشرگي قريش فقال: ((احمل عليهم)) فحمل علي عليهم فقتل عمرو بن عبد الله الجمحي ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة (أخرى) من مشركي قريش فقال لعلي: ((احمل عليهم)) قال: فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل شيبة بن مالك أحد بنى عامر بن لوي قال: فقال جبرئيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن هذه لهي المواساة. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنه مني وأنا منه)). فقال جبرئيل: وأنا منكما. وسمعوا أصواتا: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.[مناقب أمير المؤمنين للكوفي، ج1/ص491]
* برز الإيمان كله
•جاء في الحديث المرفوع: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذلك اليوم: حين برز (علي) إليه: ((برز الايمان كله إلى الشرك كله)).[مناقب أمير المؤمنين للكوفي ج1/ص223/ وروى هذا الحديث الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل]
* دولته العادلة
•عن الشعبي، قال: وجد علي بن أبي طالبٍ عليه السلام درعاً له عند نصراني فأقبل به إلى شريحٍ يحاكمه، قال: فجاء علي عليه السلام حتى جلس إلى جنب شريحٍ فقال: هيه يا شريح، لو كان خصمي مسلماً ما جلست إلا معه ولكنه نصراني، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا كنتم وإياهم في طريقٍ فصيروهم إلى مضايقه، وصغروهم كما صغر الله بهم من غير أن تطغوا))، ثم قال علي عليه السلام: هذه الدرع درعي لم أبع ولم أهب.
فقال شريحٌ للنصراني: ما تقول فيما يقول أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)؟
فقال النصراني: ما الدرع إلا درعي وما أمير المؤمنين عندي بكاذبٍ.
فالتفت شريحٌ إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين هل من بينةٍ؟
قال: فضحك علي عليه السلام وقال: أصاب شريحٌ مالي من بينةٍ. فقضى بها للنصراني.
قال: فمشى خطىً، ثم رجع فقال: أما أنا فأشهد أن هذه أحكام الأنبياء أمير المؤمنين يمشي إلى قاضيه وقاضيه يقضي عليه، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله؛ الدرع والله درعك يا أميرالمؤمنين تبعت الجيش وأنت منطلقٌ إلى صفين فجررتها من بعيرك الأورق.
فقال علي عليه السلام: أما إذا أسلمت فنهبها لك. وحمله على فرسٍ. قال الشعبي: فأخبرني من رآه يقاتل مع علي عليه السلام الخوارج. [تيسير المطالب، ص45]
* يا عمار.. فاسلك وادي علي
•عن علقمة بن قيسٍ والأسود بن يزيد قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري، قلنا: يا أبا أيوب، إن الله عز وجل أكرمك بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم إذ أوحى إلى راحلته فبركت على بابك، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضيفاً لك فضيلةً من الله فضلك بها، فأخبرنا، عن مخرجك مع علي بن أبي طالبٍ؟
قال أبو أيوب: فإني أقسم لكما لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معي في هذا البيت الذي أنتما فيه وما في البيت غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلي جالسٌ عن يمينه، وأنا جالسٌ عن يساره، وأنس بن مالكٍ قائمٌ بين يديه إذ تحرك الباب، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا أنس انظر من في الباب، فخرج أنس ونظر وقال: يا رسول الله هذا عمارٌ. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إفتح لعمارٍ الطيب المطيب. ففتح أنسٌ الباب فدخل عمارٌ فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرحب به، ثم قال: يا عمار إنه سيكون من بعدي في أمتي هناتٌ حتى يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضاً، وحتى يتبرأ بعضهم من بعضٍ، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع، عن يميني يعني علي بن أبي طالبٍ (صلوات الله عليه) فإن سلك الناس وادياً وسلك علي وادياً فاسلك وادي علي وخل عن الناس، يا عمار إن علياً لا يردك عن هدى ولا يدلك على ردى، يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله عز وجل)).[ تيسير المطالب، ص51]