.
 
26-08-2018

 

بِسم الله، الحمدُ لله، والصلاّة والسّلام على سيدّنا محمّد مَنْ أوذيَ في الله ولأجل استنقاذِ أمّته ، وعلى أهل بيته الطّيبين الطّاهرين، وبَعد ، فهذه أيّام ربيعٍ الأوّل تُطلّ عَلينَا مَن جَديد تحملُ إلينَا أصناف الأذيّة لأوليَاء الله تعالى ، وللمُؤمنين بُعموم في شتّى الأرض ، شرقها وغربها ، شامها ويمنهَا ، وقد كانَ الدّعاء والصّبر والعمَل منهاجُ من أتت به بشارَة ربيع الأوّل فكان بمولدِه الشّريف إحياءٌ للقيَم وللإنسانيّة وللشّريعَة الإلهيّة الغرّاء وللعزّة والمكنَة من أعداء الله تعالى ، نعَم! لقد كانَ ذلك هُو نبيّنا الأعظَم محمّد بن عَبدالله صلوات الله عَليه وعلى آله ، مَن تحمّل أصناف الأذيّة للقيامِ بهذا الدّين ، وتلكَ الشّرعَة الصّافية بذلك الدّستور العظَيم (القُرآن الكَريم) ، أرسلَه الله تعالى إلى قومٍ لُدٍّ مُشركين ، فامتثَل الرسول صلوات الله عَليه وعلى آله لأمرِ ربّه فقام يُصلّي ويعبدُ الله يدعُو النّاس إلى التّوحيد ، فتصدّى له أبو جَهل وحلفَ باللّات والعزّى لئن رآه يُصلّي حولَ الكعبَة ليطأنّ رقبتَه وليُعفِّرنَ وجَهه في التّراب! ، فهذه أذيّة بالقَول والتّهديد ، ثمّ يأمرُ أبو جَهل أصحابَه بأن يُحضروا سلَا جَزور فيضعُوه على رقبَة النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله وهُو ساجدٌ عندَ الكعبَة ، فيُحضرهُ عقبةَ بن أبي مُعيط لعنهُم الله تعالى ، والسّلا هُو الغشَاء الرّقيق الذي يحيط بمولود النّاقة بما فيه من إفرازَات وسَوائل وهو شبيهٌ بالمشيمَة في المرأة ، والله المُستعان ، وهذا إيذاءٌ بالفِعل وكُبراء ووجهَاء وأشراف قريش يتمايلون ضحكاً ورسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله يسمعُهم ، فكيفَ لو كانَ أحدُنا في مقامِه صلوات الله عَليه وعلى آله!. ثمّ كان ابن مسعود رضي الله عنه يرى ذلكَ ويتحسّر على رسول الله لا يستطيعُ أن يبعدَ عنه السّلا يخاف من بطش قُريشٍ به ، فتأتي فاطمَة الزّهراء عليها السّلام فتبعدُ الأذَى عن أبيهَا ، فيرفعُ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله رأسَه من سجوده فيدعُو الله تعالى على قُريش ، تلك الدّعوة التي قرعَت مسامعَ أصحابهَا ولم تُحرّك فيهم ساكناً فكانَت الإجابَة بأن خرّوا صرّعى يومَ بدر ، فويلُ الظّالم من دُعاء المَظلوم في الله ولَو لم يكُن ذلكَ إلاّ بعدَ حِين ، فهذه الأذيّة التي وقعَت لرسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله مواساة لأهل الفَضل والعِلم الدّاعين إلى الله تعالى مَنْ آذتهُم أقوامُهم فيه جلّ شأنُه ، نعم! وأشدّ من ذلكَ ما جاء في بعض الأخبَار من لَوي عُقبة بن أبي مُعيط الثّوب على عُنق رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله وهُو يُصلّي يخنقُه! حتّى يفكّه النّاس ، نعم! ثمّ أشدّ من ذلك أذيّة الأقَارب بعد كبار القَوم ، وليسَ أشدّ من أذيّة الأقَارب ، منه ما فعلهُ أبو لهَب وزوجتهُ أمّ جَميل حمّالة الحطَب معه صلوات الله عَليه وعلى آله حتّى أنزل الله فيهما سورة كاملَة، وفِي هذا عزاءٌ لمن تحمّل أذيّة أقاربه في سبيل مرضات الله تعالى ، كلّ ذلك والله تعالى يحثّه على الصّبر ، قال جلّ شأنُه : ((وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا)) ، نعم! وقد كان رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله يتألّم من فعل قومِه وأصحابِه حتّى أن يبينُ ذلكَ في وجهه إلاّ أنّه مُستضعفٌ مأمورٌ من الله تعالى ربّه بالصّبر ، قال الله تعالى : ((ولَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)) ، فمَن يظنّ نفسَه من الدّعاة إلى الله تعالى أفضل من نبيّنا محمّد فلا يتأسّى به ولا يتحمّل تبعَات الدّعوة إلى الله تعالى من استهزاء المُستهزئين ، وجَفوة الجافِين ، وجَور الجَائرين ، وتسلّط الظّالمين؟!. ، إنّ ذكرَى نبيّنا الأعظَم صلوات الله عليه وعلى آله تزكيةٌ للنّفوس تقويمٌ وتقييمٌ لهَا ، وأيّامنا كلّها ذكرَىً لهُ وبه صلوات الله عَليه وعلى آله ، نعم! والمقام مقام اختصَار وتذكيرٍ فأكتفي برقم ما مضَى وإلاّ ففي الخاطر الإتيان على مُؤامرَة قومِه على قتلِه صلوات الله عَليه وعلى آله ، وحصارهِم له في الشّعب ، وما فعله أهل الطّائف حتّى سالَ دمُه الشّريف صلوات الله عَليه وعلى آله ، ثمّ ما كان من إخراجهم له مُتخفّياً خائفاً يختبئُ بينَ الأمكنَة ، نعم! ثمّ هو القائل صلوات الله عَليه وعلى آله : ((مَا أوذيَ أحدٌ ما أوذيتُ)) ، فمَن قالَ قد أوذيَتِ الأنبيَاء بأعظَم من أذاه صلوات الله عَليه وعلى آله من التّحريق والبَلاء ؟!. قُلنا : فانظُروا كيفَ ابيضّت عينُ يعقوب لأجل واحدٍ هُو يوسُف الصّديق صلوات الله عَليهما ، ثمّ انظُروا الله تعالى يُخبرُ نبيّه الأعظّم بأنّ ذريّته قتلَى ، وأنّ مصارعَهم شتّى ، وأنّهم مُطرّدين في البلاد كما صحّ في الأخبَار حتّى بكت عينه صلوات الله عَليه وعلى آله قبل موتِه يستحضُر ذلكَ البَلاء وتلك الأذيّة من أمّته ثمّ قولوا صلوات الله على الصّابر في ذات الله نبيّنا الأعظَم محمّد بن عَبدالله وعلى أهل بيته الطّيبين الطّاهرين ، فإنّ في ذلك عزاءً ومواساةً للمَظلومين المُؤذَين في الله ربّ العالمَين ، والحمدلله ، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمّد وآله .

22:44 2019/44/29
11:07 2019/07/24
12:39 2019/39/05
13:40 2019/40/15
12:03 2019/03/25
04:37 2019/37/30
06:17 2019/17/07
16:37 2019/37/13
06:19 2019/19/20
01:38 2019/38/26
06:53 2019/53/03
08:01 2019/01/20
23:18 2019/18/24
05:19 2019/19/27
18:25 2019/25/31
06:27 2019/27/05
13:57 2019/57/07
05:18 2019/18/11
20:43 2019/43/14
18:57 2019/57/20
07:32 2019/32/24
23:55 2019/55/28
22:20 2019/20/01
13:24 2019/24/10
09:38 2019/38/14
18:59 2019/59/18
05:50 2019/50/28
11:23 2019/23/07
05:25 2019/25/12
08:16 2019/16/07
Merziuz
za7LLB http://pills2sale.com/ viagra online
04:28 2020/28/14
dobson
Ln9ugf https://www.quora.com/What-the-top-SEO-keywords-for-essay-you-know/answer/Alan-Smith-1772 write my essay
18:44 2020/44/03
johnan
klAq0Y http://xnxx.in.net/ xnxx videos
15:13 2020/13/12
dobson
kVfEAi https://writemyessayforme.web.fc2.com/
20:53 2020/53/12
dobson
L6HFYp https://writemyessayforme.web.fc2.com/#writemyessay
21:53 2020/53/14
dobson
DhAb7b https://writemyessayforme.web.fc2.com/octavio-paz-essay-day-of-the-dead.html
03:07 2021/07/09
johnanz
QZZ8Ij http://waldorfdollshop.us/ waldorf doll
07:23 2021/23/09
markus
lY3yPd https://beeg.x.fc2.com/
08:16 2021/16/26
المحب الزيدي
صلوات الله عليه وعلى اله وسلم وجزاه عنا وعن امته ماجزت نبيا عن امته ووجعلنا من رفقائه وجيرانه في الجنه اللهم ارزقنا حب محمد وال محمد وارزقنا علمهم وفهمهم وامتنا علا حبهم اللهم املا قلوبنا بصلاه علا النبي واله وجعله ذكرن لنا في كل اوقاتنا
03:13 2021/13/27
markus
x1Hepr https://buyzudena.web.fc2.com/
04:39 2021/39/27
20:33 2024/33/22
اضافة تعليق
*