.
 
12-05-2020

وهو من الأذكار والأدعية المخصوصة ببعض أيام شهر رجب، دعاء الاستفتاح، وهو المشهور والمعروف بدعاء أم داوود، وهو مما رواه أئمة أهل البيت عليهم السلام وعلماؤهم وعلماء الشيعة، وغيرهم من علماء الأمة، وطرقه متعددة، فقد رواه الحاكم الحسكاني في فضائل شهر رجب رجب، ورواه الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة عليه السلام ورواه غيرهما بأسانيد متعددة إلى فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم بن الحسين قالت:
لما قتل أبو جعفر الدوانيقي عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، بعد أن قتل ابنيه محمداً وإبراهيم، حَمَلَ ابني داوود بن الحسين من المدينة
مُكَبَّلاً [بالحديد مع بني عمه الحسنيين إلى العراق]
فغاب عني حيناً في العراق، وكان هناك مسجوناً لم أسمع له خبراً، فانقطع عني خبره، وعمي أثره، وكنت أدعو الله وأتضرع إليه وأسأله خلاصه، وأسأل وأستعين بإخواني من الزهاد والعباد، وأهل الجد والإجتهاد والعبادة معاونتي بالدعاء، وأسألهم أن يدعوا الله لي أن يجمع بيني وبين ولدي قبل موتي، فكانوا يفعلون ولا يقصرون في ذلك، وكان يصل إليّ أنه قد قُتل، ويقول قوم لا، قد بني عليه أسطوانة مع بني عمه، فتعظم مصيبتي، واشتد حزني، ولا أرى لدعائي إجابة، ولا لمسألتي نُجحاً، فضاق بذلك ذرعي، وكبر سني، ورَقَّ عظمي، وصرت إلى حد اليأس من ولدي، لضعفي وانقضاء عمري
قالت: فدخلت يوماً على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه أعوده في مرض نزل به، فسألته عن حاله ودعوت له 
فقال: يا أم داوود ما فعل داوود؟، وكنت أرضعته بلبن بعض نسائه 
وفي رواية: وكنت أرضعته بلبنه
وقلت: داود محتبس في العراقفلما ذكره لي بكيت
فقلت: جعلت فداك وأين داوود؟، وقد فارقته منذ مدة طويلة وهو مسجون بالعراق، وقد انقطع عني خبره، ويئست من الاجتماع معه، وإني لشديدة الشوق إليه، والتلهف عليه، وأنا أسألك الدعاء له فإنه أخوك من الرضاعة
قال: وأين أنت من دعاء الإستفتاح، وإنه الدعاء الذي تفتح له أبواب السماء، ويُلقى صاحبُه بالإجابة من ساعته، وليس لصاحبه عند الله إلا الإجابة والجنة 
قلت: وكيف لي بذلك ؟
قال: يا أم داوود، قد دنا الشهر العظيم رجب، وهو شهر مسموع فيه الدعاء، فصومي ثلاثة أيام، ثالث عشر ورابع عشر وخامس عشر، ثم اغتسلي في اليوم الثالث، وصلي صلاة الزوال ثمان ركعات، تحسنين قنوتهن، ثم تصلين الظهر، وبعد الظهر ركعتين، ثم بعد الركعتين ثمان ركعات، ثم تصلي العصر، واستقبلي القبلة:
واقرأي الحمد مائة مرة، وقل هو الله أحد مائة مرة، 
[وآية الكرسي عشر مرات]، واقرأي سورة الأنعام، 
[وبني إسرائيل (الإسراء)]، وسورة الكهف، [ولقمان]
، ويس، والصافات، وحم السجدة (فصلت)، وحم عسق (الشورى)، وحم الدخان، وسورة الفتح، [والواقعة]
، وتبارك الذي بيده الملك، [ونون]، وإذا السماء انشقت وما بعدها إلى الختم [آخر القرآن]
فإذا فرغت من ذلك فقولي:
صَدَقَ اللهُ الْعَظيمُ، الَّذي لا اِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، ذُو الْجَلالِ وَالإكْرامِ، [الرَّحْمنُ الرَّحيمُ]، الْحَليمُ الْكَريمُ، الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّميعُ [الْعَليمُ]الْبَصيرُ [الْخَبيرُ، شَهِدَ اللهُ أنَّهُ لا اِلهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَاُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ]، وَبَلَّغَتْ رُسُلُهُ 
[الْكِرامُ]
رِسَالَاتِهِ، وَأنَا عَلى ذلِكَ مِنَ الشّاهِدينَ 
اَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الْمَجْدُ، [وَلَكَ الْعِزُّ]، وَلَكَ الْفَخْرُ، [وَلَكَ الْقَهْرُ]، وَلَكَ النِّعْمَةُ، وَلَكَ الْعَظَمَةُ، وَلَكَ الرَّحْمَةُ، وَلَكَ الْمَهابَةُ، وَلَكَ السُّلْطانُ، [وَلَكَ الْبَهاءُ]، وَلَكَ الإمْتِنانُ، وَلَكَ التَّسْبيحُ، وَلَكَ التَّقْديسُ، وَلَكَ التَّهْليلُ، وَلَكَ النُّوْرَيْنِ، وَلَكَ التَّكْبيرُ، وَلَكَ ما يُرى، وَلَكَ ما لا يُرى، وَلَكَ ما فَوْقَ السَّمواتِ الْعُلى، وَلَكَ ما تَحْتَ الثَّرى، [وَلَكَ الأرَضُونَ السُّفْلى]، وَلَكَ الآخِرَةُ وَالأُولى، وَلَكَ ما تَرْضى بِهِ مِنَ الثَّناءِ، وَلَكَ الْحَمْدِ، وَلَكَ الشُّكرِ، وَلَكَ النَّعْماءِ 
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَبْرَائيلَ أمينِكَ عَلى وَحْيِكَ، وَالْقَوِيِّ عَلى أمْرِكَ، وَالْمُطاعِ في سَمواتِكَ، وَمَحالِّ كَراماتِكَ، وَالْمُتَحَمِّلِ لِكَلِماتِكَ، وَالنّاصِرِ لأنْبِيائِكَ، والْمُدَمِّرِ لِأعْدائِكَ 
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى ميكائيلَ مَلَكِ رَحْمَتِكَ، وَالْمَخْلُوقِ لِرَأْفَتِكَ، وَالْمُسْتَغْفِرِ [الْمُعينِ] لِأَهْلِ طاعَتِكَ 
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى إِسْرافيلَ حامِلِ عَرْشِكَ، وَصاحِبِ الصُّورِ الْمُنْتَظِرِ لأمْرِكَ، الْوَجِلِ الْمُشْفِقِ مِنْ خيفَتِكَ 
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى حَمَلَةِ الْعَرْشِ الطّاهِرينَ، وَعَلى السَّفَرَةِ الْكِرامِ الْبَرَرَةِ [الطَّيِّبينَ]، وَعَلى مَلائِكَتِكَ الْكِرامِ [الْكاتِبينَ، وَعَلى مَلائِكَةِ الْجِنانِ، وَخَزَنَةِ النّيرانِ، وَمَلَكِ الْمَوْتِ وَالأعْوانِ]، يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ 
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى أبِينَا آدَمَ بَديعِ فِطْرَتِكَ، الَّذي كَرَّمْتَهُ بِسُجُودِ مَلائِكَتِكَ، وَإبَاحَةِ جَنَّتَكَ 
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى أمِّنا حَوّاءَ الْمُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجْسِ، 
[الْمُصَفّاةِ مِنَ الدَّنَسِ، الْمُفَضَّلَةِ مِنَ الإنْسِ]، الْمُتَرَدِّدَةِ بَيْنَ مَحالِّ الْقُدْسِ 
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى هابيلَ وَشَيْثٍ، وَاِدْريسَ وَنُوحٍ، وَإِبْراهيمَ وَمُوسى وَهارُونَ، وَيُوشَعَ وَالْخِضْرِ وَذِي الْقَرْنَيْنِ، وَيُونُسَ وإلْياسَ وَالْيَسَعَ، وَذِي الْكِفْلِ وَلُوطٍ، وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ، وَزَكَرِيّا وَيَحْيى، وَأشْعِيا وَإرْمِيا، وَهُودٍ وَصالِحٍ، وَإسْماعيلَ وَإسْحاقَ وَيَعْقُوبَ [وَيُوسُفَ]، وَلُقْمانَ وَالأسْباطِ، وَشُعَيْب وَأيُّوبَ، وَطالُوتَ وَجِرْجيسَ، وَدانِيالَ وَعُزَيْرٍ، وَعيسى وَشَمْعُونَ، وَالْحَوارِيّينَ وَالأتْباعِ، [وَميشا وَتُورَخَ وَمَتّى وَحَيْقُوقَ وَخالِد وَحَنْظَلَةَ]
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، [وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد]، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّد وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَما صَلَّيْتَ [وَرَحِمْتَ] وَبارَكْتَ عَلى إبْرهيمَ وَعَلَى آلِ اِبْرهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ 
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَعَلَى السُّعَداءِ وَالشُّهَداءِ وَأئِمَّةِ الْهُدى، 
[اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى]الأبْدالِ وَالأوْتادِ، وَالسُّيّاحِ وَالْعُبّادِ، [وَالْمُخْلِصينَ] وَالْصَّالِحِيْنَ وَالزُّهّادِ، وَأَهْلِ الجِدِّ وَالإجْتِهادِ، وَاخْصُصْ مُحَمَّداً وَأهْلَ بَيْتِهِ بِأفْضَلِ صَلَواتِكَ وَ [أجْزَلِ]
كَراماتِكَ، وَبَلِّغْهُ [رُوحَهُ وَجَسَدَهُ] مِنّي تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَزِدْهُ فَضْلاً وَشَرَفاً وَكَرَماً، حَتّى تُبَلِّغَهُ أعْلى دَرَجاتِ أهْلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ، وَالأفاضِلِ الْمُقَرَّبينَ 
اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى مَنْ صَلَّيْتُ وعلَى َمَنْ لَمْ أُصَلِّ، 
[وعَلى مَنْ سَمَّيْتُ وَمَنْ لَمْ اُسَمِّ] مِنْ مَلائِكَتِكَ وَأنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأهْلِ طاعَتِكَ، وَأوْصِلْ صَلَواتي اِلَيْهِمْ وَإلى أرْواحِهِمْ، وَاجْعَلْهُمْ إخْواني فيكَ وَأَعْواني عَلى دُعائِكَ 
اَللّهُمَّ إنّي أسْتَشْفِعُ بِكَ إلَيْكَ، وَ بِكَرَمِكَ اِلى كَرَمِكَ، وَبِجُودِكَ إِلى جُودِكَ، وَبِرَحْمَتِكَ إِلى رَحْمَتِكَ، وَبِأهْلِ طاعَتِكَ إلَيْكَ 
اللَّهُمَّ وَأساَلُكَ بِكُلِّ ما سَأَلَكَ بِهِ كُلُّ واَحِدٍ مِنْهُمْ، مِنْ مَسْأَلَة شَريفَة غَيْرِ مَرْدُودَة، وَبِما دَعَوْكَ بِهِ مِنْ دَعْوَةٍ مُجابَةٍ غَيْرِ مُخَيَّبَة 

يَا أللهُ يَا رَحْمنُ يا رَحيمُ، يَا حَكِيمُ يا كَريمُ، يا عَلِيمُ 
[يا عَظيمُ]، يا جَليلُ يا جَميلُ، يا كَفيلُ يا وَكيلُ يا مُقيلُ، يا مُجيرُ يا خَبيرُ يا مُنيلُ، يا مُزِيلُ يَا مُحِيلُ، [يا مُنيرُ يا مُبيرُ يا مَنيعُ يا مُديلُ]، يا كَبيرُ يا قَديرُ، [يا بَصيرُ]، يا نَصِيرُ يا شَكُورُ، يا بَرُّ [يا طُهْرُ]يا طاهِرُ، [يا قاهِرُ يا ظاهِرُ يا باطِنُ]، يا ساتِرُ [يا مُحيطُ يا مُقْتَدِرُ]، يا حَفيظُ [يا مُتَجَبِّرُ]، يا قَريبُ يا وَدُودُ، يا حَميدُ [يا مَجيدُ]، يا مُبْدِئُ يا مُعيدُ يا شَهيدُ، يا حَسَنُ يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ، يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ، يا قابِضُ يا باسِطُ، يا هادي [يا مُرْسِلُ]، يا مُرْشِدُ يا مُسَدِّدُ يا مُعْطي، يا مانِعُ يا دافِعُ [يا رافِعُ]، يا باقي [يا واقي 
[يا خَلاّقُ، يا وَهّابُ يا تَوّابُ، يا فَتّاحُ يا نَفّاحُ يا مِرْبَاحُ [يَا مُرْتاحُ]، يا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاح، [يا نَفّاعُ]يا رَؤوفُ يا عَطُوفُ، يا كَافِي يا شَافِي يا مُعافِي يا وَافِي، 
[يا مُكافي يا وَفِيُّ]، يا مُهَيْمِنُ يا عَزيزُ يا جَبّارُ يا مُتَكَبِّرُ، يا سَلامُ يا مُؤْمِنُ يا مُهَيمنُ، يا أَحَدُ يا صَمَدُ، [يا نُورُ يا مُدَبِّرُ]، يا فَرْدُ يا وِتْرُ]، يا قُدُّوسُ يا ناصِرُ يا مُؤنِسُ، يا باعِثُ يا وارِثُ، يا عالِمُ يا حاكِمُ، [يا بادي يا مُتَعالي]
، يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ، يا مُسَلِّمُ يا مُسْتَجِيبُ [يا مُتَحَّبِّبُ]
، يا قائِمُ يا دائِمُ، يا عَليمُ يا حَكيمُ، يا جَوادُ يا بارُّ [يا سارُّ]يا سَتَّارُ، [يا عَدْلُ]يا عَادِلُ يا فاصِلُ، يا دَيّانُ يا حَنّانُ يا مَنّانُ، [يا سَميعُ يا بَديعُ، يا خَفيرُ يا مُعينُ، يا ناشِرُ يا غافِرُ، يا قَديمُ يا مُسَهِّلُ يا مُيَسِّرُ، يا مُميتُ يا مُحْيي، يا نافِعُ يا رازِقُ يا مُقْتَدِرُ، يا مُسَبِّبُ يا مُغيثُ، يا مُغْني يا مُقْني، يا خالِقُ يا راصِدُ يا واحِدُ، يا حاضِرُ يا جابِرُ يا حافِظُ يا شَديدُ يا غِياثُ يا عائِدُ يا قابِضُ]، يا مَنْ عَلا فَاسْتَعْلى فَكانَ بِالْمَنْظَرِ الأعْلى، يا مَنْ قَرُبَ فَدَنى، وَبَعُدَ فَنَأى، وَعَلِمَ السِّرَّ وَأخْفى، يا مَنْ إلَيْهِ التَّدْبيرُ وَلَهُ الْمَقاديرُ، وَيا مَنِ الْعَسيرُ عَلَيْهِ [سَهْلٌ] يَسيرٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى ما يَشاءُ قَديرٌ، يا مُرْسِلَ الرِّياحِ، يا فالِقَ الإصْباحِ، يا باعِثَ الأرْواحِ، يا ذَا الْجُودِ وَالسَّماحِ، يا رادُّ ما [قَدْ]
فاتَ، يا مُنشِرَ الأمْواتِ، [يا جامِعَ الشَّتاتِ، يا رازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِساب، وَيا فاعِلَ ما يَشاءُ، كَيْفَ يَشاءُ]
، وَيا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيُّ حينَ لا حَيَّ، يا حَيُّ يا مُحْيِيَ الْمَوْتى، يا حَيُّ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ، بَديعُ السَّماواتِ وَالأرْضِ 
يا إلهي [وَسَيِّدي]
صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، 
[وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد،]
كَما صَلَّيْتَ [وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ] عَلى إبْرهيمَ وَعلى آلِ إبْرهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، وَارْحَمْ ذُلِّي وَانْفِرادي، وَفاقَتي 
[وَفَقْري وَوَحْدَتي] وَخُضُوعي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَاعْتِمادي عَلَيْكَ، وَتَضَرُّعي إلَيْكَ، أدْعُوكَ دُعاءَ الْخاضِعِ الذَّليلِ الْخاشِعِ، الْخائِفِ المُسْتَجِيرِ مِنْ عَذَابِ السعيرِ، الْمُشْفِقِ الْبائِسِ الفَقِيرِ، الْمَهينِ الحَقِيرِ، [الْجائِعِ الْفَقيرِ، الْعائِذِ 
[الْمُسْتَجيرِ]، العائِدِ الْمُقِرِّ بِذَنْبِهِ، الْمُسْتَغْفِرِ مِنْ سَيِّئَتِهِ، [الْمُسْتَكينِ لِرَبِّهِ]، دُعاءَ مَنْ أَسْلَمْتَهُ نَفسُهُ [ثَقَتُهُ]، وَرَفَضَتْهُ أحِبَتُّهُ، وَعَظُمَتْ فَجيعَتُهُ، دُعاءَ ضَعيفٍ حَزينٍ [مَهينٍ]
، بائِس مُسْتَكين [بِكَ مُسْتَجير]
اللّهُمَّ وَأساَلُكَ بِأنَّكَ مَلِكٌ مُقْتَدِرٌ، وَأنَّكَ عَلَى ما تَشاءُ مِنْ أمْرٍ يَكُونُ، وَأنَّكَ عَلى مَا تَشاءُ قَديرٌ 
وَأسألُكَ بِحُرْمَةِ [هذَا]الشَّهْرِ الْحَرامِ، والمَشْعَرِ الحَرَامِ، [وَالْبَيْتِ الْحَرامِ]، وَالْبَلَدِ الْحَرامِ، [وَالرُّكْنِ وَالْمَقامِ]، وَالْمَشاعِرِ الْعِظامِ، [وَبِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّد عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ]، وبِقَبْرِ نَبِيِّك عليهِ السَّلامُ، يا مَنْ وَهَبَ لآدَمَ شِيْثاً، وَلإبْراهيمَ إسْماعيلَ وَاِسْحاقَ، وَيا مَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلى يَعْقُوبَ، وَيا مَنْ كَشَفَ بَعْدَ الْبَلاءِ ضُرَّ أيُّوبَ، يا مَنْ رَدَّ مُوسى عَلى أُمِّهِ، وَيَا زائِدَ الْخِضْرِ في عِلْمِهِ، وَيا مَنْ وَهَبَ لِداوُدَ سُلَيْمانَ، وَلِزَكَرِيّا يَحْيى، وَلِمَرْيَمَ عيسى، يا حافِظَ بِنْتِ شُعَيْبٍ، وَيا كافِلَ وَلَدِ [أُمِّ] مُوسى، أساَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلى سَيدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيدِنَا مُحَمَّدٍ، وَأنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبي كُلَّها، وَتُجيرَني مِنْ عَذابِكَ، وَتُوجِبَ لي رِضْوانَكَ، وَأَسْأَلُكَ [أمانَكَ] وَإحْسانَكَ وَغُفْرانَكَ وَحَنَانَكَ [وَجِنانَكَ]، وَأساَلُكَ أنْ تَفُكَّ عَنّي كُلَّ حَلْقَة بَيْني وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذيني، وَتَفْتَحَ لي كُلَّ بَابٍ، وَتُلَيِّنَ لي كُلَّ صَعْبٍ، وَتُسَهِّلَ عَلَيَّ كُلَّ عَسَيرٍ، وَتُخْرِسَ عَنّي لِسَانَ كُلِّ ناطِقٍ بِشَرٍّ، وَتَكْبِتَ عَنّي كُلَّ باغ، وَتَمْنَعَ عَنِّي كُلَّ ظالِم، وَتَكُفَّ عَنّي كُلَّ عَدُوٍّ لي وَحاسِد، وَتَكْفِيَني كُلَّ عائِقٍ [يَحُولُ بَيْني وَبَيْنَ حاجَتي، وَ] يُحاوِلُ أنْ يُفَرِّقَ بَيْني وَبَيْنَ طاعَتِكَ، وَيُثَبِّطَني عَنْ عِبادَتِكَ، يا مَنْ ألْجَمَ الْجِنَّ الْمُتَمَرِّدينَ، وَقَهَرَ عُتاةَ الشَّياطينِ، وَأذَلَّ رِقابَ الْمُتَجَبِّرينَ، وَرَدَّ كَيْدَ الْمُتَسَلِّطينَ عَنِ الْمُسْتَضْعَفينَ 
أساَلُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلى ما تَشاءُ، وَتَسْهيلِكَ لِما تَشاءُ 
[كَيْفَ تَشاءُ]أنْ تَجْعَلَ قَضاءَ حاجَتي فيما تَشاءُ 
ثم اسجدي على الأرض، وعفري خدك، وقولي:
اللّهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ، وَلَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، فَارْحَمْ ذُلّي وَانْفِرَادِي وَفَاقَتِي، [وَاجْتِهادِي وَتَضَرُّعي، وَمَسْكَنَتي وَفَقْري إلَيْكَ يا رَبِّ]
واجتهدي أن تسفح عيناك، ولو بقدر رأس إبراة، فإن ذلك أثر الإجابة، واحفظي ما علَّمتُك، واحترزي أن تعلميه من يدعو به بغير حق، فإن فيه اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى 
فلو أن السموات والأرض كانتا رتقا، والبحار من دونهما، وكانت ذلك من وراء حاجتك لسهل الله تعالى الوصول لك إلى ذلك، ولو أن الجن والإنس أعداؤك لكفاك الله تعالى مؤنتهم، وذلل لك رقابهم، إن شاء الله تعالى 
قالت فاطمة بنت عبد الله: فكتبت الدعاء وانصرفت، ودخل شهر رجب، ففعلت كما أمرني، ثم رقدت، فلما كان آخر الليل رأيت في نومي كأن كل من صليت عليه من الملائكة والنبيين والشهداء والصالحين، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يا أم داوود أبشري، فكل من ترين أعوانك وإخوانك، وكلهم يستغفرون لك، ويبشرونك بنجح حاجتك، وأبشري فإن الله عز وجل يحفظ ولدك ويرده عليك 
قالت: فانتبهت من منامي، فما لبثت إلا مسافة الطريق من العراق إلى المدينة للراكب المجد، حتى قدم علي داوود، فسألته عن حاله، فقال:
إني كنت محبوساً في أضيق حبس، وأثقل قيد حديد، فما ذلك في النصف من رجب رأيت في المنام كأن الدنيا فتقت لي، فرأيتك على حصير صلاتك، وحولك رجال رؤوسهم فيالسما وأرجلهم في الأرض، عليهم ثياب خضر، يسبحون الله تعالى حولك، فقال رجل منهم حين الوجه، نظيف الثياب، طيب الرائحة، خلته جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا ابن العجز الصالحة، أبشر فقد استجاب الله تعالى لأمك فيك دعائها 
فانتبهت ورسول أبي الدوانيق على الباب، فأدخلت عليه في جوف الليل، فأمر بفك الحديد عني، والإحسان إلي، وأمر لي بخمسين ألف درهم، وخرجت من يومي 
قالت: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: أيدعى بهذا الدعاء في غير رجب؟ 
قال: يوم عرفة، وإن وافق ذلك يوم الجمعة لم يفرغ صاحبه منه حتى يغفر الله له، وفي كل شهر إذا أراد ذلك صام أيام البيض، ويدعو به في آخره كما وصفت

;

09-23-2020

مقدمة
يأتي شهر رجب الأصب من كل عام؛ ليجدد للأمة الإسلامية مناسباتها العطرة، ويذكرها بعظمائها الخالدين في ذاكرة التأريخ ووجدان المسلمين، فما كادت ذكرى جمعة رجب المباركة تنقضي حتى أقبلت علينا ذكرى مولد أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؛ وبهذه المناسبة الجليلة في قلوب المسلمين فإنه يسر شبكة الثقلين الثقافية أن تقدم لكم مجموعة من الآثار التي تكشف بعضاً من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.

* تميزه
عن عبدالله بن عباسٍ رضي الله عنه، قال: (كان لعلي بن أبي طالبٍ رضوان الله عليه خصالٌ ليست لأحدٍ غيره: كان أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي كان معه لواءه في كل زحفٍ، وهو الذي صبر معه يوم المهراس أي يوم أحدٍ وانهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره).[تيسير المطالب، ص38 ــ المستدرك، ج4/ ص198]

* يا علي إن الله قد زينك
 •عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي، إن اللَّه قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها، هي زينة الأبرار، الزهد في الدنيا، جعلك لا ترزأ من الدنيا شيئاً، ولا ترزأ الدنيا منك شيئاً، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً)).[لوامع الأنوار، ج1/ ص139 ــ حلية الأولياء، ج1/ ص71]

* مؤاخاة النبي له
 •عن ابن عمرٍ، قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين المؤمنين فقام علي عليه السلام فقال: يا رسول الله، كلهم يرجع إلى أخٍ غيري؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أما ترضى أن تكون أخي))؟
قال: بلى. قال: ((فأنا أخوك في الدنيا والآخرة)).[تيسير المطالب ص62 ــ وبمعناه في الترمذي، ج5/ ص3720]

* صاحب لواء المصطفى
 •عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: كسرت زند علي عليه السلام يوم أحدٍ وفي يده لواء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتحاماه المسلمون أن يأخذوه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ضعوه في يده الشمال فإنه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة)).[تيسير المطالب ص62ــ وحمله للواء النبي يوم القيامة موجود في جامع الحديث للسيوطي ج31/ ص158]

* أول الناس إسلاماً
 عن عفيف الكندي، قال: كنت امرءاً تاجراً فوالله إني لعند العباس بن عبد المطلب إذ خرج رجلٌ من خباءٍ قريبٍ منه فنظر إلى الشمس فلما مالت قام يصلي، ثم خرجت امرأةٌ من ذلك الخباء فقامت خلفه تصلي، ثم خرج غلامٌ حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه يصلي.
قال أبو العباس الحسني: وفي حديثٍ آخر، عن يمينه فقلت للعباس: من هذا؟
قال: هذا محمدٌ بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي.
قلت: فمن هذه المرأة؟
قال: هذه خديجة بنت خويلدٍ.
فقلت: من هذا الفتى؟
قال: علي بن أبي طالبٍ ابن عمه. قلت: ما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي وهو أنه يزعم أنه نبي وأنه تفتح له كنوز كسرى وقيصر ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه. [تيسير المطالب، ص56 ــ وبمعناه في المعجم الكبير للطبراني، ج12/ ص480]

* أول الناس صلاة مع رسول الله
 •قال الإمام علي عليه السلام: أنا عبد الله وأخو رسوله صلى الله عليه و سلم، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب، صليت قبل الناس لسبع سنين.[سنن ابن ماجه ج1/ ص44]

* تربيته للحسن والحسين
 •عن عاصمٍ، عن زر، قال: كنت مع علي عليه السلام بالكوفة في سكة التمارين فانتهى إلى تمارٍ فقال: يا تمار كيف تزن تمرك؟ فقال: كذا وكذا شيئاً لم يرضه، فأتى آخر فسأله فقال: شيئاً لم يرضه، فانتهى إلى آخر فقال: كيف تزن تمرك يا تمار؟! فقال: كذا وكذا شيئاً، رضيه فدفع إليه الدراهم وقال: زنها وأرجح فإنا كذلك نزن معشر أهل بيت النبوة، واعلم أن الوفاء والصدقة لا ينقصان من مالٍ على حالٍ، قال: فوزن له، وقال ناولنيه حتى أحمله، قال: فقال له التمار: يحمله غلامي عنك.
فقال: لا، لا يأكله الحسن والحسين (عليهما السلام) ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويحمله غلامك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من خصف نعله ورقع ثوبه وحلب شاته، وحمل بضاعته إلى أهله، فقد برئ من الكبر)).[تيسير المطالب، ص37]

* منزلة هارون
 •عن أنسٍ بن مالكٍ، قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى غزوة تبوكٍ استخلف علياً عليه السلام على المدينة وما هناك فقال المنافقون عن ذلك: إن محمداً قد شنئ ابن عمه ومله. فبلغ ذلك علياً عليه السلام فشد رحله وخرج من ساعته فهبط جبريل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخبره جبريل بقول المنافقين في علي عليه السلام وخروج علي للحاق به فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منادياً فنادى بالتعريس في مكانهم، قال: ففعلوا، ثم جاءوا إليه يسألونه عن نزوله في غير وقت التعريس، فأخبرهم بما أتاه جبريل عليه السلام عن الله عز وجل وأخبرهم بأن الله عز وجل أمره أن يستخلف علياً عليه السلام بالمدينة.

قال: فركب قومٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلقوه فما راموا مواضعهم إلا وقد طلع علي عليه السلام مقبلاً، قال: فتلقاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ماشيًا وتبعه الناس فصافحه رجلاً رجلاً ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحوله الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: ((ما أقبل بك إلينا يا ابن أبي طالبٍ؟)) قال: فقص عليه القصة من قول المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي ما كان خلفتك إلا بأمر الله، وما كان يصلح لما هناك غيرى وغيرك، أما ترضى يا ابن أبي طالبٍ أن أكون استخلفتك كما استخلف موسى هارون؟ أما والله إنك مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي)).[تيسير المطالب ص59 / وروى هذا الحديث بألفاظ عدة مسلم في صحيحه (ج7/ ص119) وأحمد في فضائل الصحابة (ج2/ ص566) وغيرهم.

* علي مع الحق
 •وعن شهر بن حوشب، قال: كنت عند أم سلمة إذ استأذن رجلٌ فقيل له: من أنت؟ قال: أنا أبو ثابتٍ مولى علي.
فقالت أم سلمة: مرحباً بك يا أبا ثابتٍ ادخل، فدخل فرحبت به، ثم قالت له: يا أبا ثابتٍ، أين طار قلبك حين طارت القلوب مطايرها؟
فقال: تبع علي بن أبي طالبٍ عليه السلام. فقالت: وفقت، والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)).[تيسير المطالب ص44 / روى حديث ((علي مع الحق..)) البغدادي في تاريخ بغداد (ج6/ ص312) والهيثمي في مجمع الزوائد (ج3/ ص288)]

 •عن جابرٍ بن عبد الله بن أبي يحيى، عن أبيه قال: قال علي عليه السلام: والله ما كذبت ولا كذبت ولا نسيت ما عهد إلي، وإني لعلى بينةٍ من ربي بينها لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم فبينها لي، وإني لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطاً.[تيسير المطالب، ص61]

* من سره أن يحيا حياتي
 •عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من يريد أن يحيا حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي عدني ربي فليتولَّ علي بن أبي طالب فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة)).[المستدرك ج4/ ص223]

* حب علي من حب النبي
 •عن عوف بن أبي عثمان النهدي قال: قال رجل لسلمان ما أشد حبك لعلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من أحب عليَّاً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني)).[المستدرك ج4/ ص225/ قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه].

* علي سيد المسلمين
 •قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أوحي إلي في علي ثلاث أنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين)).[المستدرك، ج4/ ص235/ قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه]

* علمه
 •عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب)).[المستدرك، ج4/ ص221]
 •وسئل أمير المؤمنين عليه السلام عن نفسه فقال: إياها أردتم، كنت إذا سكت ابتدأت، وإذا سألت أعطيت، وإن ما بين هاتين الدفتين - يعني الجنبين- لعلماً جماً.[تيسير المطالب ص69]
 •قال أبو الدرداء: العلماء ثلاثةٌ: رجلٌ بالشام يعني نفسه، ورجلٌ بالكوفة يعني ابن مسعودٍ، ورجلٌ بالمدينة - يعني علياً عليه السلام-؛ فالذي بالشام يسأل الذي بالكوفة والذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة والذي بالمدينة لا يسأل أحداً.[تيسير المطالب، ص41]

* علمه بما نزل من الوحي على النبي
 •عن علي عليه السلام، قال: ((ما دخل عيني نومٌ ولا غمض حتى علمت في ذلك اليوم ما نزل به جبريل عليه السلام حلالٌ أو حرامٌ، أو سنةٌ أو كتابٌ، أو أمرٌ أو نهيٌ، وفيمن نزل أو فيما نزل)).[تيسير المطالب ص68]

* سد أبواب الصحابة غير باب علي
 •عن زيد بن أرقم قال: كانت لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبواب شارعة في المسجد فقال يوماً: سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قال: فتكلم في ذلك ناس فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحمد الله و أثنى عليه ثم قال: ((أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أمرت بشيء فاتبعته)).[المستدرك، ج4/ ص218]

* شجاعته
 •روي أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام قيل له: يا أمير المؤمنين، إنك رجلٌ مطلٌوبٌ فلو ركبت الخيل في الحرب فقال: أنا لا أفر عن من كر ولا أكر على من فر والبغلة تزجيني. [تيسير المطالب ص60]

* علامة الإيمان
 •عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((لا يحب علياً إلا مؤمنٌ، ولا يبغضه إلا منافقٌ)).[تيسير المطالب، ص66]

 •عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: والذي فلق الحب وذرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه و سلم إليَّ: ((أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق)).[صحيح بن حبان، ج15/ ص367]

 •عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: لم نزل نعرف المنافقين ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببغضهم لعلي بن أبي طالبٍ (عليه السلام).[تيسير المطالب ص39]

* تزويج الله له بفاطمة
 •عن علي (عليهم السلام)، قال: خطب النبي (رسول الله) صلى الله عليه وآله وسلم حين زوج فاطمة من علي عليه السلام فقال:((الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود لقدرته، المطاع لسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في سمائه وأرضه، ثم إن الله عز وجل أمرني أن أزوج فاطمة من علي (عليه السلام) فقد زوجته على أربعمائة مثقالٍ فضةً إن رضي بذلك علي؛ ثم دعا بطبقٍ فيه بسرٌ فقال: انتهبوا فبينا ننتهب، إذ دخل علي عليه السلام، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي أعلمت أن الله عز وجل أمرني أن أزوجك فاطمة؟ فقد زوجتكها على أربعمائةٍ مثقالٍ فضةً إن رضيت، فقال علي عليه السلام: رضيت بذلك عن الله تعالى وعن رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: جمع الله شملكما وأسعد جدكما وأخرج منكما كثيراً طيباً)).[تيسير المطالب، ص42]

* حديث الراية
 •عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم خيبر: ((لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه))، قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام فأعطاه إياها وقال: ((امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك)). قال: فسار علي شيئاً ثم وقف ولم يلتفت فصرخ: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)).[صحيح مسلم، ج7/ ص121]

* تبليغ سورة براءة
 •عن أبي سعيد أو أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر، فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي عليه السلام فعرفه فأتاه فقال: ما شأني؟ قال: خير إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثني ببراءة، فلما رجعنا انطلق أبو بكر فقال: يا رسول الله ما لي؟ قال: ((خير أنت صاحبي في الغار غير أنه لا يبلغ غيري أو رجل مني - يعني عليَّاً-)).[صحيح بن حبان، ج15/ ص16]

* حديث المناشدة
 •عن أبي الطفيل قال: قال علي: أنشد الله كل امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم لما قام فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول: ((ألستم تعلمون أني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ؟)) قالوا: بلى يا رسول الله قال: ((من كنت مولاه فإن هذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) فخرجت وفي نفسي من ذلك شيء فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له فقال: قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ذلك له.[صحيح بن حبان، ج15/ ص375]

* فارس العرب
 •قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: ((يا علي أنت فارس العرب، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين، وأنت أخي ومولى كل مؤمن وسيف الله الذي لا يخطئ، وأنت رفيقي في الجنة)).[صحيفة الرضا، ص275، تيسير المطالب، ص57]

* مبارزة يوم بدر
 •عن قيسٍ بن عبادٍ، قال: سمعت أبا ذر يقسم قسماً أن {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}[الحج:19] نزلت في الذين برزوا يوم بدرٍ، علي، والحمزة، وعبيدة بن الحارث، وفي عتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة. [تيسير المطالب، ص61]

* علي مني وأنا منه
 •عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه: عن جده (ابي رافع) قال: لما قتل علي بن ابي طالب اصحاب الاولوية يوم " أحد " أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جماعة من مشركي قريش قال: فقال لعلي: ((احمل عليهم)) ثم ابصر جماعة (أخرى) من مشرگي قريش فقال: ((احمل عليهم)) فحمل علي عليهم فقتل عمرو بن عبد الله الجمحي ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة (أخرى) من مشركي قريش فقال لعلي: ((احمل عليهم)) قال: فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل شيبة بن مالك أحد بنى عامر بن لوي قال: فقال جبرئيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن هذه لهي المواساة. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنه مني وأنا منه)). فقال جبرئيل: وأنا منكما. وسمعوا أصواتا: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.[مناقب أمير المؤمنين للكوفي، ج1/ص491]

* برز الإيمان كله
 •جاء في الحديث المرفوع: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذلك اليوم: حين برز (علي) إليه: ((برز الايمان كله إلى الشرك كله)).[مناقب أمير المؤمنين للكوفي ج1/ص223/ وروى هذا الحديث الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل]

* دولته العادلة
 •عن الشعبي، قال: وجد علي بن أبي طالبٍ عليه السلام درعاً له عند نصراني فأقبل به إلى شريحٍ يحاكمه، قال: فجاء علي عليه السلام حتى جلس إلى جنب شريحٍ فقال: هيه يا شريح، لو كان خصمي مسلماً ما جلست إلا معه ولكنه نصراني، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا كنتم وإياهم في طريقٍ فصيروهم إلى مضايقه، وصغروهم كما صغر الله بهم من غير أن تطغوا))، ثم قال علي عليه السلام: هذه الدرع درعي لم أبع ولم أهب.
فقال شريحٌ للنصراني: ما تقول فيما يقول أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)؟

فقال النصراني: ما الدرع إلا درعي وما أمير المؤمنين عندي بكاذبٍ.

فالتفت شريحٌ إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين هل من بينةٍ؟
قال: فضحك علي عليه السلام وقال: أصاب شريحٌ مالي من بينةٍ. فقضى بها للنصراني.
قال: فمشى خطىً، ثم رجع فقال: أما أنا فأشهد أن هذه أحكام الأنبياء أمير المؤمنين يمشي إلى قاضيه وقاضيه يقضي عليه، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله؛ الدرع والله درعك يا أميرالمؤمنين تبعت الجيش وأنت منطلقٌ إلى صفين فجررتها من بعيرك الأورق.

فقال علي عليه السلام: أما إذا أسلمت فنهبها لك. وحمله على فرسٍ. قال الشعبي: فأخبرني من رآه يقاتل مع علي عليه السلام الخوارج. [تيسير المطالب، ص45]

* يا عمار.. فاسلك وادي علي
 •عن علقمة بن قيسٍ والأسود بن يزيد قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري، قلنا: يا أبا أيوب، إن الله عز وجل أكرمك بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم إذ أوحى إلى راحلته فبركت على بابك، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضيفاً لك فضيلةً من الله فضلك بها، فأخبرنا، عن مخرجك مع علي بن أبي طالبٍ؟
قال أبو أيوب: فإني أقسم لكما لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معي في هذا البيت الذي أنتما فيه وما في البيت غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلي جالسٌ عن يمينه، وأنا جالسٌ عن يساره، وأنس بن مالكٍ قائمٌ بين يديه إذ تحرك الباب، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا أنس انظر من في الباب، فخرج أنس ونظر وقال: يا رسول الله هذا عمارٌ. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إفتح لعمارٍ الطيب المطيب. ففتح أنسٌ الباب فدخل عمارٌ فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرحب به، ثم قال: يا عمار إنه سيكون من بعدي في أمتي هناتٌ حتى يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضاً، وحتى يتبرأ بعضهم من بعضٍ، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع، عن يميني يعني علي بن أبي طالبٍ (صلوات الله عليه) فإن سلك الناس وادياً وسلك علي وادياً فاسلك وادي علي وخل عن الناس، يا عمار إن علياً لا يردك عن هدى ولا يدلك على ردى، يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله عز وجل)).[ تيسير المطالب، ص51]

 

;

07-20-2020

مقدمة

قَدِمَ الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى اليمن مبعوثاً لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ لتبليغ دعوة الإسلام، فسارعت همدان في الاستجابة له، وأسلمت قاطبة في يومِ واحد، ومن حينها كان ارتباط اليمنيين بالإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ثم ذريته الطاهرة من بعده ارتباطَ ولاء واتباع. 

 

أهل اليمن والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم 

تعتبر قبيلة همدان كبرى قبائل اليمن وتتفرع منها بكيل وحاشد ويام وغيرها، وكانت قبل الإسلام كغيرها من قبائل الجزيرة العربية تعيش حالة الكفر وعبادة الأصنام. 

وحين بزغ نور الإسلام وبدأ النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغ الرسالة وفد على مكة حاجاً من اليمن قيسُ بن نمط الأرحبي وهو على الجاهلية كما ذكر الهمداني، فدخل قيس على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((هل عند قومك من منعة؟)) قال له قيس: نحن أمنع العرب وقد خلفت في الحيِّ فارساً مطاعاً يُكنَّى أبا يزيد واسمه قيس بن عمرو فاكتب إليه حتى أوافيك أنا وهو. 
رجع قيس بن نمط إلى اليمن كما ذكر في الإصابة ج2/ ص304، ثم عاد إلى مكة فوجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد هاجر إلى المدينة، وبحسب رواية الإصابة أن قيس عاد إلى اليمن ولم يفد بعدها على رسول الله صلى عليه وآله وسلم إلا في حجة الوداع. 

إسلام قبيلة همدان 
في السنة التاسعة من الهجرة وفدت جماعة من همدان على رأسهم مالك بن النمط، وذلك أثناء عودة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من غزوة تبوك، فأسلموا وولَّى النبيُ صلى الله عليه وآله وسلم مالك بن النمط على من أسلم من قومه، ثم بعث بعد ذلك خالد بن الوليد ليدعوا سائر همدان إلى الإسلام.[الرحيق المختوم ص446]. 
بقي خالد بن الوليد في اليمن ستة أشهر فلم يفلح في إقناع قبائل همدان للدخول في الإسلام، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام إلى همدان عامة، يقول الصحابي الجليل البراء بن عازب رضوان الله عليه: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام فكنت فيمن سار معه، فأقام عليه ستة أشهر لا يجيبونه إلى شيء، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وأمره أن يقفل خالداً ومن معه، فإن أراد أحد ممن كان مع خالد بن الوليد أن يعقب معه تركه. 
قال البراء: فكنت فيمن عقب معه؛ فلما انتهينا إلى أوائل اليمن، بلغ القوم الخبر، فجمعوا له، فصلى بنا عليٌّ الفجر، فلما فرغ صفنا صفاً واحداً، ثم تقدم بين أيدينا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأسلمت همدان كلُّها في يوم واحد، وكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما قرأ كتابه خرَّ ساجداً، ثم جلس، فقال: ((السلام على همدان، السلام على همدان!)) ثم تتابع أهل اليمن على الإسلام. 
هذه الرواية رواها: [الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج2/ ص85 ــ ابن الأثير, الكامل في التاريخ، ج1/ ص350 ــ التدوين في أخبار قزوين، ج1/ ص308 ــ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج1/ ص355 ــ تاريخ ابن خلدون، ج2/ ص55 ــ ابن كثير، البداية والنهاية، ج5/ ص121ـ ص105 ــ عيون الأثر ج2/ ص358 ــ مسند الروياني ج1/ ص218 ــ سيرة ابن كثير ج4/ ص201 ــ الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج3/ ص1121 ــ سبيل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ج6/ ص 235ـ 427 ــ وغيرها من كتب السيرة والأثر والتاريخ]. 

وهذه الرواية تدل على الآتي: 
1. أن همدان أسلمت جميعها في يوم واحد، وذلك حين وفد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام إليهم، وإن كان قد أسلم قبل ذلك أفراد معدودون منها. 
2. أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استبشر بإسلامهم، وسجد شكراً لله تعالى، وقال: ((السلام على همدان, السلام على همدان، السلام على همدان)) 
3. أن إسلام قبيلة همدان في ذلك اليوم كان سبباً لإسلام بقية القبائل اليمنية وهذا يعني على أن قدوم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام إلى اليمن كان سبباً لإسلام أهل اليمن جميعاً، ويدل على ذلك قول البراء بن عازب رضي الله عنه: ثم تتابع أهل اليمن على الإسلام. 

أهل اليمن والإمام علي عليه السلام 

بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورحيله إلى الرفيق الأعلى، وقيام أمير المؤمنين علي عليه السلام بالخلافة سنة 35هـ كان اليمنيون وخاصة قبيلة همدان في مقدمة المبايعين لأمير المؤمنين والمجاهدين بين يديه، قال الطبري: وقال أبو عمر: وبايع له أهل اليمن بالخلافة يوم قتل عثمان، ثم إنهم قدموا عليه يهنونه بالخلافة. 
فأول من قدم عليه رفاعة بن وائل الهمداني في قومه من همدان، وقدم عليه كيسون بن سلمة الجهني في قومه من جهينة، ورويبة بن وبر البجلي في بجيلة... ولقد كانوا يسيرون الليل مع النهار ولا يفترون من السير للمسارعة إلى بيعة الإمام علي عليه السلام. 

ولما خاض الإمام علي عليه السلام معاركه مع الناكثين والقاسطين والمارقين شكل اليمنيون في جيش الإمام علي عليه السلام النسبة الأكبر، فكانت همدان وحمير سُبُعَاً عليهم سعيد بن قيس الهمداني , وكانت مذحج والأشعريون سُبُعَاً عليهم زياد بن النضر الحارثي، وكان على طي عدي بن حاتم الطائي, وكانت قيس عيلان وعبد القيس سبعاً عليهم سعد بن مسعود الثقفي, وكانت كندة وحضرموت وقضاعة ومهرة سبعاً عليهم حجر بن عدي الكندي، وكانت الأزد وبجيلة وخثعم والأنصار سبعا عليهم مخنف بن سليم الأزدي، وكانت بكر بن وائل وتغلب، وسائر ربيعة- غير عبد القيس- سبعاً عليهم وعلة بن محدوج الذهلي، كانت قريش وكنانة وأسد، وتميم وضبة والرباب ومزينة سبعاً عليهم معقل بن قيس الرياحي، فشهد هؤلاء الجمل وصفين والنهروان وهم هكذا كما يقول في أنساب الأشراف ج2/ ص235-236. 

لقد كان اليمنيون موضع ثقة أمير المؤمنين علي عليه السلام، فقد كان أكثر عماله وقضاته من أهل اليمن، فقد استعمل عليه السلام عدداً منهم ولاة وقضاة على الأمصار؛ ومنهم: 
1 ـ قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري على مصر 
2- مالك بن الحارث الأشتر النخعي على مصر 
3- عثمان بن حنيف الأنصاري على البصرة 
4- مالك بن كعب الأرحبي الهمداني على البهقباذات 
5- قرظة بن كعب الأنصاري على الكوفة 
6- سليمان بن صرد الخزاعي على جبل 
7- الأشعث بن قيس الكندي على أذربيجان 
8- الأسود بن قطنة الأنصاري على حلوان 
9- عبدالرحمن بن أبزي الخزاعي على خراسان 
10- قدامة بن عجلان الأزدي على كسكر 
11- أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري على الكوفة 
12 ـ هانئ بن هوذة بن عبد يغوث النخعي على الكوفة 
13- حذيفة بن اليمان العبسي على المدائن 
14- يزيد بن قيس الأرحبي على المدائن 
15- أبو أيوب الأنصاري على المدينة 
16- أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري على مكة 
17- سعيد بن نمران الهمداني على اليمن 
18- عبدالله بن عبد المدان الحارثي على اليمن 
19- عبدالله بن شُبيل الأحمسي على آذربيجان 
20- مخنف بن سليم الأزدي على أصفهان 
21- المنذر بن الجارود العبدي على اصطخر 
22- النعمان بن عجلان الزرقي الأنصاري على البحرين 

ولأجل هذا الدور البارز لليمنيين في مناصرة أمير المؤمنين عليه السلام وإخلاصهم له وجهادهم بين يديه، أثنى كرم الله وجهه عليهم بقصيدته المشهورة التي ختمها بقوله: 
فلو كنت بواباً على باب جنة *** لقلت لهمدان ادخلوا بسلام [الفتوح لابن أعثم ج3ص31 , تاريخ دمشق ج9ص233 , العمدة في محاسن الشعر وآدابه ج1ص34] 
وقال فيهم عليه السلام في بعض معاركه: ((يا معشر همدان أنتم درعي ورمحي، وما نصرتم إلا الله ورسوله، وما أجبتم غيره)) [وقعة صفين ص437 ــ شرح نهج البلاغة ج8/ ص78 ــ الفتوح لابن أعثم ج/ 3ص31]. 

فإذا كان هذا حال اليمنيين في استجابتهم للإسلام طوعا ومسارعتهم في نصرة أمير المؤمنين عليه السلام، فلا يليق بهم إلا أن يكونوا أوفياء لأهل بيت نبيهم الأكرم صلى الله عليه وعليهم على مر العصور وتوالي الأزمان؛ كيف لا؟! وقد سمعوه صلى الله عليه وآله وسلم يوصي الأمة بأهل بيته كما رواه مسلم في صحيحه، ج4/ ص2408: ((وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)). 

 

أهل اليمن والإمام الحسين عليه السلام 

وبالفعل كانوا كذلك؛ فحين عزم الإمام الحسين بن علي عليه السلام التوجه إلى العراق نصحه عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن يذهب إلى اليمن، وقال له: فإن بها شيعة أبيك. 
ولكن إصرار أهل الكوفة على الإمام الحسين بن علي بأن يقدم إليهم حال دون مجيئه إلى اليمن، فتوجه عليه السلام إلى الكوفة، وكان أول الوافدين عليه عبدالرحمن بن عبدالله الأرحبي، وقد ذكرت كتب التاريخ أنه قتل معه عليه السلام من اليمنيين أربعة وخمسون رجلاً، وهم: أبو ثمامة عمرو الصائدي، وبرير بن خضير الهمداني، وعابس بن شبيب الشاكري، وشوذب بن عبد الله الهمداني، وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي، وسيف بن الحرث الهمداني، ومالك بن عبد الله الهمداني، وعمار بن أبي سلامة الدالاني، وحبش بن قيس النهمي، وزياد بن عمرو الصائدي، وسوار بن أبي جمير الهمداني، وهمام بن سلمة القانصي، وعمرو بن عبد الله الجندعي، وهانئ بن عروة المذحجي، وجنادة بن الحرث المدحجي، وابن واضح الرومي علام جناد، وبريد بن معقل المذحجي ونافع بن هلال الجملي وجياد بن الحرث السليماني والحجاج بن مسروق الجعفي، وبدر بن معقل الجعفي، ومعشر بن مالك الجعفي، وسويد بن عمرو الجعفي، وجندب بن حجير الخولاني، وبشر بن عمرو الحضرمي، والحارث بن أمرئ القيس الكندي، وأبو الشعثاء يزيد بن زياد الكندي، ومهاجر بن أوس الكندي، وسلمان بن مضارب الكندي، وزاهر الكندي، ومجمع بن عبد الله العائذي, وعائذ بن مجمع العائذي، وحمد بن العائذي، وزهير بن القين البجلي، وسلمان بن مضارب البجلي، وسويد بن عمرو الخثعمي، وعبد الله بن بشر الخثعمي، ومسلم بن كثير الأزدي، ورافع بن عبدالله مولى مسلم، والقاسم بن حبيب الأزدي، وزهير بن سليم الأزدي، والحلاس بن عمرو الأزدي، والنعمان بن عمرو الأزدي، وخالد بن عمرو الأزدي، وعمارة بن صلخب الأزدي، وحنظلة بن أسعد الشبامي، وعمرو بن قرظة الأنصاري، وعبد الرحمن بن عبد الرب الأنصاري، ونعيم بن عجلان الأنصاري، وجنادة بن الحارث الأنصاري، وسعد بن الحارث الأنصاري، وعمرو بن جنادة الأنصاري، والحتوف بن الحارث الأنصاري. 

 

أهل اليمن والإمام الهادي عليه السلام

ولم يزل أهل اليمن على محبتهم لأهل البيت عليهم السلام في كل المواقف واللحظات، وقد دللوا على ذلك في منعطفات التاريخ المختلفة؛ ولقد عاشت اليمن في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري صراعات وحروب وكانت ممزقة بين "آل يعفر" في شبام و"بني زياد" من طرف العباسية في تهامة و"المناخي" و"الدعام" و"ابن جفتم" مبعوث العباسي المعتضد من بغداد، وما زاد الوضع سوءاً ظهور فرقة جديدة خارجة عن الإسلام معلنة بالكفر والإلحاد عرفت بـ"القرامطة" تقودها شخصيتان: علي بن الفضل القرمطي في "المذيخرة"، ومنصور بن حوشب في "مسور". 

وفي ظل تناحر هذه القوى سبحت اليمن في نهر من الدم، فثكلت النساء، ويتم الأولاد، حينها لم يجد اليمنيون حلاً للخروج من ذلك الوضع المأساوي إلا بالاستعانة برجل من أهل البيت عليهم السلام، هو أعلم أهل زمانه وأعظمهم ديناً، ملتزمين بذلك حديث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي رواه الإمام أبي طالب عليه السلام في أماليه: ((إن عند كل بدعة تكون من بعدي يُكاد بها الإسلام، ولياً من أهل بيتي موكلاً، يذب عنه، يعلن الحق وينوره، ويرد كيد الكائدين؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار، وتوكلوا على اللَّه)). 

فراسل أبو العتاهية الهمداني أحد ملوك اليمن الإمامَ الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي عليهم السلام، والذي كان مقيماً في المدينة المنورة، وتعبيراً عن أهمية الأمر وخطورته كلف أبو العتاهية لحمل رسالته إلى الإمام وفداً رفيع المستوى من وجاهات اليمن، وتضمنت الرسالة الطلب من الإمام الهادي أن يقدم إلى اليمن ليبايعوه، وتعهد أبو العتاهية للإمام الهادي بتسلم الأمر له, وبَذَلَ له المواثيق على الوفاء والنصرة [الزركلي، الأعلام، ج8/ ص141]. 

ويعدُّ قدوم الإمام الهادي عليه السلام إلى اليمن حدثاً فارقاً في التاريخ اليمني، ولقد وفى اليمنيون للإمام الهادي ونصروه وخرجت اليمن ببركته من ذلك الواقع المظلم، وتلاشت تلك الدويلات المتناحرة، ويكفي هنا أن نذكر تطهير الإمام الهادي لليمن من فتنة علي بن الفضل القرمطي ومن مذهبه الباطل الذي عرف بمذهب القرامطة بعد أن كان قد انتشر في معظم أنحاء البلاد، وقد صدق القائل: لليمن نعمتان نعمة الإمام الهادي ونعمة القاضي جعفر بن عبدالسلام البهلولي؛ فلولا الإمام الهادي لكانت اليمن قرمطية، ولولا القاضي جعفر لكانت مطرفية. 

وهنا نقول لمن يتساءل: ماذا حقق الإمام الهادي ومقدمه لليمنيين؟: 
إن نظرةً صادقة في الواقع تشهد لليمنيين بتمسكهم بتعاليم الإسلام وتسامحهم وغيرتهم على الدين ونبلهم وكرمهم وشجاعتهم ورفضهم للغزاة والمحتلين عبر التاريخ حتى أصبحت اليمن مقبرة الغزاة؛ كل هذا يعود إلى بركة الإمام الهادي والأئمة من بعده رضوان الله وسلامه عليهم.

;

31-58-2019

آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، أمُّ النبي صلوات الله عليه وآله وسلم، غفل عنها التاريخ كثيراً، وضاعت سيرتها وأخبارها بين ركام الزمان، حتى لو جئت تسأل مسلماً عن آمنة بنت وهب لم تجده يعرف أكثر من كونها أمَّ النبي، ويشترك في ذلك العالم والمتعلم والباحث والأمِّي؛ وكأنَّ هناك إرادة لإخفائها وتغييبها عن وعي وثقافة المسلمين.
وبرغم ذلك التغييب الشديد لشخصية أمِّ النبي، إلا أن هناك أخباراً عنها عاندتْ عوامل الإخفاء والتغييب، وفرضتْ نفسها في صفحات التاريخ، وإن كانت قليلة، وقد جمعناها لكم في هذه السطور.
* كريمة من كرائم قريش
هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، ويلتقي نسبها مع والد النبي عبدالله في كلاب بن مرة، وهي ترجع إلى "بني زهرة"، وكانت أواصر الود والقرابة بين بني هاشم وبني زهرة متينة، ولهذا كانت صلة الصهارة بينهم عامرة، فتزوج عبدالمطلب بـ"هالة بنت وهيب بن عبد مناف" وهي ابنة عمِّ آمنة، وقد أنجبت لعبدالمطلب حمزة وصفية، فكانت القرابة بين حمزة والنبي من ثلاثة: عمُّ النبي وابن بنت عمِّ أمِّه وأخوه من الرضاعة.
وأمُّ آمنة هي برَّة بنت عبد العزى بن عبد الدار بن قصي بن كلاب، ومن هنا حظيت آمنة بالنسب الرفيع من قبل أبيها ومن قبل أمها، وقد كان أبوها سيد بني زهرة وصاحب الأمر والنهي فيهم، وفيه يقول الشاعر:
يا وهب يا بن الماجدين زُهْرَة
سُـدت كـلاباً كلــها ابن مُــرَّة
بحســــبٍ زاكٍ وأمٍّ حُــــــــرَة

* زَهرة قريش
نشأت آمنة بنت وهب في أسرة عريقة النسب، مشهودةٍ بالشرف والأدب، وما زالت تترعرع في بيت سيد بني زهرة وهب بن عبد مناف حتى صارت أشرف امرأة في قريش، وأعلاهن موضعاً، وأكرمهن نسباً، وكانت تُعْرَف "بزهرة قريش"، وقد عُرِفت بالبيان، والأدب، والعفة، وكل خلق رفيع وطبعٍ شريف، وقد روي عنها من الأدب ما رثت به زوجها عبدالله:
عفا جانب البطحاء من ابن هاشم * * وجاور لحداً خارجاً في الغماغم 
دعتْهُ المنايا بغتةً فأجابها * * وما تركت في الناس مثلَ ابن هاشم 
عشية راحوا يحملون سريره * * يعاوره أصحابه في التزاحم
فإن يكُ غالته المنايا ورَيْبُها * * فقد كان معطاءً كثير التراحم

* زواج عبدالله بآمنة
اشتغل عبدالمطلب بحفر زمزم وليس له من الولد إلا الحارث، وكانت قريش تعيِّره بذلك، فنذر لله تعالى إن وهبه عشرة أولاد أن ينحر أحدهم عند الكعبة، فرزقه الله بعشرة أولاد كان آخرهم عبدالله، وظل الأولاد العشرة يترقبون اسم الذبيح، فكان السهم على عبدالله، فما كان من عبدالمطلب إلا أن قدَّمه للذبح إيفاءً بالنذر، لكنَّ الله فداه بمائةٍ من الإبل، والقصة معروفة في كتب السير، ثم مرت الأيام وشاءت عناية الله أن يشرق نور الحق في آفاق البشرية، وأن يخرج ذلك النور من أشرف الأصلاب وأكرم الترائب، فاختار الله أن يكون من أطهر شخصين في قريش، وأكرم بشرين في العرب عبدِالله الذبيح وزهرةِ قريش آمنة بنت وهب، فذهب عبدالمطلب بابنه عبدالله إلى ديار بني زهرة؛ ليخطب له أكرم امرأة في قريش، فتم الزواج وعقد القران، وجرت مراسيم الزواج بعيدة عن كل فحش أو غوغاء، وهي مراسيم تليق بأسرتي الزوجين الكريمين.

* سمات آمنة الغراء
كانت آمنة تحوطها عناية الله وترقبها أنظار الدنيا، ولقد منحها الله صفات الفضل والكمال بما خوَّلها أن تكونَ أمَّ أعظمِ مخلوقٍ في هذا الوجود، فكانت مثالاً للصبر والنبل والعفاف، بَتُولَ زمانِها، وعذراء أوانها، ولقد ضَرَبَتْ في مراحل حياتها القليلة أروعَ دروس الصبر والجهاد بقلب استوعب كل ما رافق ميلاد وطفولة منقذ البشرية من إرهاصات وتحديات، لم يكن قلب آمنة وهي تشاهد آيات الله ترعى صغيرها بالضعيف أو المهزوز، بل كانت تتلقى كل تلك المجريات الغريبة والخارجة عن المألوف بالحكمة والتحمل والتسليم لأمر الله.

* رحلة عبدالله إلى المدينة
سكنت آمنة مع عبدالله في بيت والده عبدالمطلب فيما يعرف بشعب بني هاشم، لكن حياتها مع عبدالله لم تدمْ طويلاً، فقد خرج شاب مكة وابن سيدها إلى يثرب؛ ليجلب لقومه التمر، ويَذكر بعضُ المؤرخين أن عبدالله خرج إلى غَزَّةَ في قافلة تجارية لقريش، فمرض والد النبي وهو في ديار أخوال أبيه من بني النجار في يثرب، فوافاه الأجل هناك، وكأن مائة ناقة لم تَفْدِهِ لجلالة قدره ليعمر طويلاً، وإنما أخَّر الله أجله لينال شرف أبوَّة أطهر بشر في هذا الوجود.
نعم لقد غادر عبدالله زوجته وجنينها المبارك إلى الملكوت الأعلى، وعمره 19 سنة أو تزيد، ولم يكن لمولوده القادم في بطن أمِّه إلا أربعة أشهر كما تفيد بعض الروايات؛ لتتحمل بعده زوجته الغراء مسئولية رعاية ولده القادم، صابرة على فراق زوجها الذي لم تُمْضِ معه إلا أياماً معدودات، تاركةً زينة الدنيا، واهبةً حياتها في خدمة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
لقد اختلفت المصادر التاريخية في تحديد مدة بقاء عبدالله مع آمنة، فذكر بعضهم أنها "ثلاثة أيام"، وبعضهم أنها "ثلاثة أشهر"، والآخر أنها "أربعة أشهر إلى خمسة أشهر" وهو الأقرب، كما اختلفوا في المدة التي فصلت عبدالله من يوم فِدَاه عن الذبح إلى يوم زواجه، والأكثر أنها "سَنَة".

* آمنة أمُّ النبي الصابرة
كانت آمنة تسمع نداءات السماء أثناء حملها وولادتها تخبرها أن وليدها له شأن عظيم، ولقد شاهدت بأمِّ عينيها ألطاف الله وهي ترعاه صلى الله عليه وآله وسلم، فلم تَحْمِلْ به كما تحمل النساء، فقد كانت تحدِّث عن نفسها أنها لم تجد شيئاً من الثقل، ولا اعتراها بسببه تبرم ولا ملل، ﻓﺒﻘﻲ ﻓﻲ بطنها ﺗﺴﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ، ﻻ ﺗﺸﻜﻮ وجعاً ﻭﻻ ﺭﻳﺤﺎً ﻭﻻ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﺽ ﻟﻠﻨﺴﺎء ﺫﻭاﺕ اﻟﺤﻤﻞ.
وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ: "ﺃﺗﺎﻧﻲ ﺁﺕٍ ﺣﻴﻦ مرَّ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻲ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ، ﻓﻮﻛﺰﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻡ ﺑﺮﺟﻠﻪ, ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﻳﺎ ﺁﻣﻨﺔ إنك ﻗﺪ ﺣﻤﻠﺖ ﺑﺨﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻓﺈﺫا ﻭﻟﺪﺗِﻴﻪ فسمِّيه ﻣﺤﻤﺪاً ﻭاﻛﺘﻤﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻚ".
أما عن حديث الولادة فقد قالت رضوان الله عليها: "ﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬﻧﻲ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﻨﺴﺎء، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻲ، ﺫﻛﺮ ﻭﻻ ﺃﻧﺜﻰ، ﻭﺇﻧﻲ ﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻓﺴﻤﻌﺖ ﻭَﺟْﺒَﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺃﻣﺮاً ﺷﺪﻳﺪاً ﻓﻬﺎﻟﻨﻲ، ﻭﺫﻟﻚ ـ ﻳﻮﻡ اﻹﺛﻨﻴﻦ ـ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻛﺄﻥ ﺟﻨﺎﺡ ﻃﻴﺮ ﻗﺪ ﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﻓﺆاﺩﻱ، ﻓﺬﻫﺐ ﻋﻨﻲ اﻟﺮﻋﺐ ﻭﻛﻞ ﻭﺟﻊ، ﺛﻢ ﺭﺃﻳﺖ ﻧﺴﻮﺓ كالنخل ﻃﻮﻻً ﻛﺄﻧﻬﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎﻑ يحدقن ﺑﻲ، ﻓﺒﻴﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺠﺐ ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﻭاﻏﻮﺛﺎﻩ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻋﻠﻤﻦ ﺑﻲ هؤلاء ﻓﺎﺷﺘﺪ ﺑﻲ اﻷﻣﺮ ﻓﺄﺧﺬﻧﻲ اﻟﻤﺨﺎﺽ ﻓﻮﻟﺪﺕ ﻣﺤﻤﺪاً، ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻄﻨﻲ ﺩُرْتُ ﻓﻨﻈﺮتُ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺈﺫا ﺃﻧﺎ ﺑﻪ ﺳﺎﺟﺪ ﻗﺪ ﺭﻓﻊ ﺇﺻﺒﻌﻴﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻛﺎﻟﻤﺘﻀﺮﻉ اﻟﻤﺒﺘﻬﻞ".
كان كل شيء يحكي لآمنة أن هذا المولود له شأن عظيم، وهو ما دفع بالأم الصابرة لدخول معركة حمايته ورعايته الرعاية التي تليق به، فضمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حضنها، وأغدقت عليه من حنانها ترى في وليدها ملجأها الوحيد وتكليفها الأكبر.
لقد كانت آمنة الصابرة الكريمة هي القائمة على تربية وليدها، الراضية بحكم ربها من دون أن يعرف عنها تبرُّمٌ أو ملل، كما كانت المجاهدةَ في سبيل الوفاء والإخلاص والتربية لوليدها، الحفيظةَ الأمينةَ لما استودع الله عندها.

* وفاة آمنة
حين بلغ النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله من العمر ست سنوات قررت أمُّه أنْ تأخذه إلى يثرب لزيارة قبر والده، وأخذت معها جاريتها أمَّ أيمن، فقطعتْ به الفيافي والقفار في رحلة العشق والوفاء، راغبةً أن تعوِّض ولدها المبارك عن فقدان رؤية أبيه بزيارة ضريحه، فظلَّتْ تحدو السير من مكة إلى يثرب، يحدوها الحب، وتصحبها بركات طفلها المبارك حتى وصلت إلى بني النجار حيثُ قبر والده عبدالله.
نفضتْ غبار السفر وجثت حول رمس زوجها تحكي له ست سنوات من الفراق، وتخبره أن مولوده بالقرب منه، وأن كل البشارات تحكي أن له شأناً عظيماً.
لم يكن لها أن تطيل البقاء في يثرب، فقَلْبُ عبدالمطلب لا يطيق فراق حفيده، وهو الذي بلا شك قد أكَّد عليها بذلك، فلم يكن لها وهي سيدة الوفاء إلا أن تشد رحالها، وتشق عباب السفر إلى مكة.
فلما وصلتْ منطقة الأبواء- بين مكة والمدينة- مرضت وفارقت الحياة؛ وهنا تجلت إرادة الله في أن يعيش نبي هذه الأمة ومنقذها يتيم الأمِّ والأب؛ لقد فارقت الأمُّ الحنونة الحياة تاركة صبيها مع جارية أبيه أمِّ أيمن ليواصل رحلة الحرمان والصبر، ولكم أن تتخيلوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو غلام ترحل عنه أمُّه وتتركه وهو منقطع عن الصاحب والقريب، نعم لقد كانت رحلةً قاسية، لكنها عناية الله التي أرادت للأحداث والآلام أن تصقل قلب صفيِّه وحبيبه؛ ليكون قدوة للبشرية في كل شيء، ومثالاً ملهِماً في شتى نواحي الحياة، وهي بلا شك مواساة لكل يتيم في هذه الدنيا، ودرس بليغ لكل محروم في هذه الحياة؛ وهل بعد عناية الله ورعايته يفتقر مخلوق إلى مخلوق؟!
هذه هي آمنة الغراء، قليلة السيرة والأخبار، لكنها كثيرة الأثر، طيبة الذكر، جليلة الخُلق، عظيمة الأمر، وكفاها فخراً وقدراً ومهابة أنها أنجبت صاحب أعظم رسالة في هذا الوجود، وربَّتْ في حجرها أطهر مخلوق في هذا الكون، وما على الأمة التي جهلت حياة أمِّ منقذها ونبيها إلا أن تستدرك نفسها، فحتماً سيرهقها الجهل ويضرُّ بها التجاهل.

;

31-46-2019

 

[الصلوات الإبراهيمية]
-قال زيد بن علي عليه السلام: عدهن في يدي علي بن الحسين عليه السلام، وقال علي بن الحسين: عدَّهُنَّ في يدي الحسين بن علي عليه السلام، وقال الحسين بن علي: عَدَّهُنَّ في يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ عليه السلام، وقال علي بن أبي طالبٍ: عدهن في يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((عدهن في يدي جبريل عليه السلام. وقال جبريل عليه السلام: هكذا نزلت بهن من عند رب العزة عز وجل: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَتَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَتَحَنَّنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَحَنَّنْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص323]

[تحريم الغناء]
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام أنه قال: ((بئس البيت بيتٌ لا يعرف إلا بالغناء، وبئس البيت بيتٌ لا يعرف إلا بالفسوق والنياحة)).
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أول من تغنى إبليس لعنه الله ثم زمر ثم حدا ثم ناح)).
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إياكم والغناء فإنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر)).
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كسب البغي والمغنية حرامٌ)). )).[مسند الإمام زيد(ع)، ص317]

[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر] 
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((أول ما تغلبون عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأيديكم ثم بألسنتكم ثم بقلوبكم، فإذا لم ينكر القلب المنكر ويعرف المعروف نكس فجعل أعلاه أسفله)). 
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم)). 
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا قدست أمةٌ لا تأمر بمعروفٍ، ولا تنهى عن منكرٍ، ولا تأخذ على يد الظالم، ولا تعين المحسن، ولا ترد المسيء عن إساءته)). )).[مسند الإمام زيد(ع)، ص313]

[الاستغفار]
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه ثم مات غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ورمل عالجٍ)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص312]
-روى الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه شكى إليه رجلٌ بعض ما يكون، فقال له: ((أين أنت عن الاستغفار))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من ختم يومه يقول عشر مراتٍ أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم إلا غفر الله له ما كان منه في يومه، أو قالها في ليلٍ إلا غفر الله له ما كان منه في ليلته)).[كتاب الأحكام ج2/ص521]
-روى الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((من خرج من عينيه مقياس ذبابٍ دموعاً من خشية الله أمنه الله يوم الفزع الأكبر)).[درر الأحاديث النبوية، ص43]

[جزاء الآخرة حصيلة العمل في الدنيا]
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((ما من يومٍ يمر على ابن آدم إلا ينادى: يا ابن آدم اعمل في اليوم أشهد لك يوم القيامة، واصحب الناس بأي خلقٍ شئت يصحبوك بمثله)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص312]

[فضل الوالدين]
-روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلٌ؛ فقال: يا رسول الله من أحق الناس مني بحسن الصحبة وبالبر؟ 
قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك.
قال: ثم من؟ قال: أمك.
قال: ثم من؟ قال: أبوك.
قال: ثم من؟ قال: أقاربك أدناك أدناك)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص309]

[جزاء التكافل والتعاون بين المؤمنين]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن جعفر بن محمدٍ عن أبيه عن آبائه عليهم السلام, قال: ((من قضى لمؤمنٍ حاجةً قضى الله له حوائج كثيرةً، إحداهن الجنة، ومن نفس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا، نفس الله عنه كرباً يوم القيامة، ومن أطعمه من جوعٍ أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه من عطشٍ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً كان في ضمان الله ما بقي عليه من ذلك الثوب سلكٌ، والله لقضاء حاجة المؤمن أفضل من صوم شهرٍ واعتكافه)).[كتاب الأحكام ج2/ص528]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن من أوجب المغفرة إدخالك السرور على قلب أخيك المسلم)).[كتاب الأحكام ج2/ص528]

[في العلاج]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة نفرٍ فسأل أكبرهم: ما اسمك؟ 
فقال: اسمي وائلٌ أو قال: آفلٌ.
فقال: بل اسمك مقبلٌ.
فقال: يا رسول الله إنا أهل بيتٍ نعالج بأرضنا هذا الطب، وقد جاء الله تعالى بالإسلام فنحن نكره أن نعالج شيئاً إلا بإذنك.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى لم ينزل داءً إلا وقد أنزل له دواءً إلا السأم والهرم فلا بأس أن تسقوا دواءكم ما لم تسقوا معنتاً.
فقلت: يا رسول الله وما المعنت؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: الشيء الذي إذا استمسك في البطن قتل فليس ينبغي لأحدكم أن يشربه ولا أن يسقيه)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص307]

[قيمة النظافة]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((كانت جاريةٌ خلاسيةٌ تلقط الأذى من مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: توفيت، ثم قال لذلك: رأيت لها الذي رأيت، رأيت كأنها في الجنة تلقط من ثمرها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أخرج أذًى من المسجد كانت له حسنةٌ، والحسنة بعشرة أمثالها، ومن أدخل أذًى في مسجدٍ كان ذلك عليه سيئةً والسيئة بواحدةٍ)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص306]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من تناول من وجه أخٍ له أذًى فأراه إياه كانت له حسنتان وإن لم يره إياه كانت له حسنةٌ)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص306]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرد بعيره، فقلت ألا أكفيك؟ فأبى علي وقال: يا علي ألا أخبرك أن لك بكل قرادٍ تنزعه حسنةٌ والحسنة بعشرة أمثالها)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص306]

[السبعة الذين يظلهم الله]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((سبعةٌ تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله:
شاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات حسبٍ وجمالٍ إلى نفسها فقال إني أخاف الله رب العالمين، ورجلٌ خرج من بيته فأسبغ الطهور ثم مشى إلى بيتٍ من بيوت الله عز وجل ليقضي فريضةً من فرائض الله تعالى فهلك فيما بينه وبين ذلك، ورجلٌ خرج حاجاً أو معتمراً إلى بيت الله تعالى، ورجلٌ خرج مجاهداً في سبيل الله عز وجل، ورجلٌ خرج ضارباً في الأرض يطلب من فضل الله عز وجل ما يكف به نفسه ويعود به على عياله، ورجلٌ قام في جوف الليل بعدما هدأت العيون فأسبغ الطهور، ثم قام إلى بيتٍ من بيوت الله عز وجل فهلك فيما بينه وبين ذلك)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص305]

[الذين لعنهم رسول الله فلعنهم الله] 
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لعنت سبعةً فلعنهم الله تعالى وكلُّ نبي مجاب الدعوة: الزائد في كتاب الله تعالى، والمكذب بقدر الله تعالى، والمخالف لسنني، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمتسلط بالجبروت ليعز ما أذل الله ويذل ما أعز الله، والمستحل ما حرم الله، والمستأثر على المسلمين بفيئهم مستحلا له)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص293]

[بر الوالدين وصلة الأرحام]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((بر الوالدين وصلة الرحم واصطناع المعروف زيادةٌ في الرزق وعمارةٌ في الديار، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص304]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن من تعظيم إجلال الله أن تجل الأبوين في طاعة الله)).[كتاب الأحكام ج2/ص527]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام أنه قال: ((من أحب أن يملأ له في عمره، ويبسط له في رزقه، ويستجاب له الدعاء، ويدفع عنه ميتة السوء، فليطع أبويه في طاعة الله عز وجل، وليصل رحمه، وليعلم أن الرحم معلقةٌ بالعرش تأتي يوم القيامة لها لسانٌ طلقٌ ذلقٌ تقول: اللهم صل من وصلني، اللهم اقطع من قطعني، قال: فيجيبها الله تعالى إني قد استجبت دعوتك، فإن العبد قائمٌ يرى أنه لبسبيل خيرٍ حتى تأتيه الرحم فتأخذ بهامته فتذهب به إلى أسفل دركٍ من البلاء بقطيعته إياها كان ذلك في دار الدنيا)).[كتاب الأحكام ج2/ص527]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي بن أبي طالبٍ عليه السلام قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المنبر فقال: ((يا أيها الناس، إن جبريل أتاني فقال: يا محمد، من أدرك أبويه أو أحدهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين)).[كتاب الأحكام ج2/ص527]

[نص بيعة الصحابة لرسول الله] 
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنا نبايعه على السمع والطاعة في المكره والمنشط، وفي اليسر والعسر، وفي الأثرة علينا، وأن نقيم ألسنتنا بالعدل، ولا تأخذنا في الله لومة لائمٍ، فلما كثر الإسلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: ألحق فيها وأن تمنعوا رسول الله وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم، قال: فوضعتها والله على رقاب القوم فوفى بها من وفى وهلك بها من هلك)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص292]

[دعاء زيارة القبور]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام أنه كان يقول إذا دخل المقبرة: ((السلام على أهل الديار من المسلمين والمؤمنين أنتم لنا فرطٌ وإنا لكم لاحقون، إنا إلى الله راغبون، وإنا إلى ربنا لمنقلبون)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص292]

[دعاء دخول السوق]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: إذا دخلت السوق فقل: ((بسم الله وتوكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك من يمينٍ فاجرةٍ، وصفقةٍ خاسرةٍ، ومن شر ما أحاطت به أو جاءت به السوق)). [مسند الإمام زيد(ع)، ص283]

[القرآن وفضل حملته]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((إن صاحب القرآن يسأل عمَّا يسأل عنه النبيون إلا أنه لا يسأل عن الرسالة)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((تعلموا القرآن، وتفقهوا به، وعلموه الناس، ولا تستأكلوهم به؛ فإنه سيأتي قومٌ من بعدي يقرأونه ويتفقهون به يسألون الناس لا خلاق لهم عند الله عز وجل)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام أنه قال: ((من قرأ القرآن وحفظه فظن أن أحداً أوتي مثل ما أوتي فقد عظم ما حقر الله وحقر ما عظم الله تعالى)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]

[أخلاق حسنة وأخرى قبيحة]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف، ويبغض البذي الفاحش الملح الملحف)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]

[قبح البطالة]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كفى بالمرء إثماً أن يكون كلا وعيالاً على المسلمين)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص281]

[مرتبة العلماء]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدولُه، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص278]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم، وأنه يستغفر لطالب العلم من في السموات ومن في الأرض حتى حيتان البحر وهوام البر، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص278]
-روى الإمام زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله تعالى لا يرفع العلم بقبضٍ يقبضه، ولكن يقبض العلماء بعلمهم فيبقى الناس حيارى في الأرض فعند ذلك لا يعبأ الله بهم شيئاً)).[مسند الإمام زيد(ع)، ص279]

[زيارة المؤمنين]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن سلمان الفارسي -رحمة الله عليه- أنه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زائراً لأناسيةٍ من أهل اليمن كانوا بايعوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الإسلام، فدخل عليهم فجعل يصافحهم واحداً واحداً، فلما خرجنا قال: ((يا سلمان، ألا أبشرك))، قلت: بلى يارسول الله، فقال: ((ما من مسلمٍ يخرج من بيته زائراً لإخوةٍ له من المسلمين إلا خاض في رحمة الله، وشيعه سبعون ألف ملكٍ، حتى إذا التقوا وتصافحوا كانوا كاليدين التي تغسل إحداهما الأخرى، وغفر لهم ماسلف وأعطوا ما سألوا)).[كتاب الأحكام ج2/ ص523]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يقول: ((أنا شفيعٌ لكل أخوين تحابا في الله من مبعثي إلى يوم القيامة)).[كتاب الأحكام ج2/ ص530]

[الكرم والبخل]
-روى الإمام الهادي عليه السلام, قال: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((السخاء شجرةٌ أصلها في الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن أخذ بغصنٍ منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة، والبخل شجرةٌ نابتةٌ في النار وأغصانها في الدنيا، فمن أخذ بغصنٍ منها قاده ذلك الغصن إلى النار)).[كتاب الأحكام ج2/ ص536]

[ضمانة نبوية بالجنة]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((الحياء من الإيمان، ولا إيمان لمن لا حياء له)).[درر الأحاديث النبوية ص54]
🍀وقال الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((اضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة، أوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم، واصدقوا إذا حدثتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وصلوا أرحامكم)).[درر الأحاديث النبوية ص54]

[عقوبة معاونة الظلمة]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن أبي جعفرٍ محمد بن علي عليه السلام أنه كان يروي ويقول: ((إذا كان يوم القيامة جعل سرادق من نارٍ، وجعل فيه أعوان الظالمين، وتجعل لهم أظافير من حديدٍ يحكون بها أبدانهم، حتى تبدو أفئدتهم، ويقولون ربنا ألم نعبدك؟ فيقال: بلى، ولكنكم كنتم أعواناً للظالمين)).[درر الأحاديث النبوية ص52]
-روى الإمام الهادي عليه السلام, قال: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من جبى درهمًا لإمامٍ جائرٍ كبه الله في النار على منخريه)).[درر الأحاديث النبوية ص52]

[حقوق الجار]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا أن رجلاً أتى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشكو جاره، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((اطرح متاعك على الطريق، فطرحه، فجعل الناس يمرون فيلعنونه؛ إذ ألجأ جاره إلى ذلك، قال: فجاء إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا رسول الله، ما لقيت من الناس، قال: وما لقيت منهم؟ قال: يلعنوني، قال: قد لعنك الله قبل الناس، قال: فإني لا أعود يا رسول الله، قال: فجاء الذي شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ارفع متاعك فقد أمنت وكفيت)).[درر الأحاديث النبوية ص49]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه أنه قال: حدثنا أبو سهلٍ سعد بن سعيدٍ، عن الفضل، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((ما يؤمن))، قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((رجلٌ لا يأمن جاره بوائقه)).[درر الأحاديث النبوية ص49]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((البر وحسن الجوار، زيادةٌ في الرزق وعمارةٌ للديار)).[درر الأحاديث النبوية ص49]
-وروى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن الحسن بن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ما آمن بالله))، قالوا: من يا رسول الله؟, قال: ((من بات شبعانٌ وجاره جائعٌ وهو يشعر)).[درر الأحاديث النبوية ص48]

[عقوبة حافظ القرآن إذا لم يعمل به]
-روى الإمام الهادي عليه السلام: بلغنا عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يأتي القرآن يوم القيامة وله لسانٌ طلقٌ ذلقٌ قائلاً مصدقاً، وشفيعاً مشفعاً، فيقول: يا رب جمعني فلانٌ عبدك في جوفه؛ فكان لا يعمل في بطاعتك، ولا يجتنب في معصيتك، ولا يقيم في حدودك، قال: فيقول: صدقت؛ فتكون ظلمةٌ بين عينيه وأخرى عن يمينه، وأخرى عن شماله، وأخرى من خلفه تبتزه هذه وتدفعه هذه حتى تذهب به إلى أسفل دركٍ في النار.
قال: ويأتي فيقول: يا رب جمعني فلانٌ عبدك في جوفه؛ فكان يعمل في بطاعتك، ويجتنب في معصيتك، ويقيم في حدودك، فيقول: صدقت، فيكون له نوراً يصدع ما بين السماء والأرض حتى يدخل الجنة، ثم يقال له: اقرأ وارق فلك بكل حرفٍ درجةٌ في الجنة حتى تساوي النبيين والشهداء هكذا وجمع بين المسبحة والوسطى)).[كتاب الأحكام ج2/ص526]

;