.
 
04-42-2019

¤واقعة الغدير¤

عزم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الخروج للحج في السنة العاشرة من الهجرة النبوية المباركة، فأذن في الناس للحج، فسارع الناس يأتمون به في حجته تلك والتي تسمى بـ"حجة الوداع"، واجتمع إليه خلق كثير، فخرج صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة وسار معه أهل بيته، وعامة المهاجرين والأنصار؛ وكان الإمام علي عليه السلام لا يزال في اليمن، فلحق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة ليحج معه. فحجَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحجَّ معه الناس، فبلغ عدد من حج تلك السنة 124 ألفاً، وقيل: 120 ألفاً، وقيل: غير ذلك. وعندما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناسكه، انصرف راجعاً إلى المدينة، فلما وصل إلى غدير خم - وهو مكان قرب الجحفة، جنوب المدينة، تتشعب فيه طرق الحجاج، وكان ذلك يوم الخميس 18 من ذي الحجة، قبل وفاته صلى الله عليه وآله وسلم بشهرين - نزل عليه جبرائيل عليه السلام بقوله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}.[المائدة:67] هنا أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحجاجَ الذين معه بالتوقف، وأمر بانتظار المتأخرين ورد من تقدم، حتى عاد الفائت ووصل المتأخر، فنادى بالصلاة جامعة، وكان يوماً شديد الحر يضع الرجل بعض ردائه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرتين، فصلى بالناس الظهر، ثم قام فيهم خطيباً، فحمد الله تعالى، وأثنى عليه، ووعظ، وذكر، ثم قال: «أما بعد، ألا يا أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل، فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله تعالى، واستمسكوا به» فحث على كتاب الله، ورغب فيه ثم قال: «وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي)).[أحمد بن حنبل، مسند أحمد مخرجاً، ج4/ ص366]. ثم قال: «ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى، قال: «ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد علي، فقال: «من كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال: «له هنيئا يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن، ومؤمنة».[أحمد بن حنبل، مسند أحمد مخرجا، ج4/ ص281]. ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلغ الشاهد الغائب، وأقبل المسلمون يهنئون أمير المؤمنين علياً عليه السلام. عند ذلك نزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي}.[المائدة:3] هنا نلاحظ أن حادثة الغدير قد اشتملت على عدة نصوص مهمة في آخر مراحل النبوة؛ من هذه النصوص: ¤ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بالثقلين كتاب الله وأهل بيته. ¤ أنه صلى الله عليه وآله وسلم خصص علياً بأنه مولى المؤمنين قائلاً: «من كنت مولاه، فعلي مولاه». ¤ الدعاء لمن ناصر علياً بالنصر ومن والاه بالتولي من الله. ¤ الدعاء لمن خذل علياً بالخذلان ومن عاداه بالمعاداة من الله

;

04-55-2019

شاءت العناية الإلهية أن يحظى حديث الغدير بنقلٍ قلَّ أن يوجد له نظير، فقد ﺯاﺩت طرقه ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻓﻲ النقل واﻟﺘﻮاﺗﺮ، ﻭﺑﻠﻎ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﻭاﻟﺠﻼء والشهرة، ﻓﻼ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ولا تردد؛ وما ذلك إلا ليكون للباحثين الصادقين بداية الطريق للوصول إلى معرفة الحق وسلوك سبيل النجاة.
 ﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﻤزة: ﻻ ﻳﻮﺟﺪ قطُّ ﻧﻘﻞٌ ﺑﻄﺮقٍ ﺑﻘﺪﺭ ﻫﺬﻩ اﻟﻄﺮﻕ؛ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ أصلاً ﻣﺘﺒﻌﺎً ﻭﻃﺮﻳﻘﺎً ﻣﻬﻴﻌﺎً.[اﻹﻣﺎﻡ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﻤﺰﺓ، اﻟﺸﺎﻓﻲ، ج1/ ص117].
ولذلك فقد سلَّم بثبوته علماء المسلمين، ونصُّوا على تواتره، وألَّفوا فيه الكتب، بل إنَّه صار من ضروريَّات الدين، وصار التشكيك في ثبوته كالتشكيك في المسلَّمات.
ﻗال الهادي بن إبراهيم الوزير عليه السلام:  ﻣَﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺧﺒﺮ اﻟﻐﺪﻳﺮ، ﻓﻘﺪ ﺃﻧﻜﺮ ﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ؛ ﻷﻧﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷﺧﺒﺎﺭ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮﺓ ﺻﺤﺔ ﺧﺒﺮ اﻟﻐﺪﻳﺮ، ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ﻭﺣﻨﻴﻦ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷﺧﺒﺎﺭ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮﺓ، ﻛﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻜﺔ ﻭﺷﺒﻬﻬﺎ، ﻓﻤﻦ ﻧﺎﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺧﺒﺮ اﻟﻐﺪﻳﺮ، ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺟﻮاﺑﺎً؛ ﻷﻧﻪ ﺳﻮﻓﺴﻄﺎﻱ.[الهادي الوزير، نهاية التنويه ص78].
ومع كل هذا نرى من يشكك في تواتر حديث الغدير، ويدعي بأنه مما لا يُستدل به على إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام؛ وذلك أن هذا الحديث آحادي، ومسألة الإمام لا تكفي فيها الأحاديث الأحادية، وإنما تحتاج إلى أدلة قطعية؛ إذ لا بد فيها من اليقين؛ وبلا شك أن هذا التشكيك لا يصدر إلا ممن لم يتتبع طرق الحديث، أما من يتتبع طرق الحديث فسيعلم يقينا أنه متواتر ومقطوع بصدوره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورواه عنه الجمع الغفير من الصحابة، بل هو في أعلى درجات التواتر.
وهنا سننقل بعض من صرَّح من العلماء المشتغلين بعلم الحديث بتواتره:
★ شمس الدين الذهبي
قال في تاريخ الإسلام: ومعنى هذا التشيع حب علي وبغض النواصب، وأن يتخذه مولى، عملاً بما تواتر عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: «من كنت مولاه فعلي مولاه».[الذهبي، تاريخ الإسلام، ج14/ ص338].
وقال في سير أعلام النبلاء: هذا حديث حسن، عال جداً، ومتنه فمتواتر.[الذهبي، سير أعلام االنبلاء، ج8/ ص335].
وقال في تذكرة الحفاظ رأيت مجلدا من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق.[الذهبي، تذكرة الحفاظ، ج2/ ص203].
وقال في سير أعلام النبلاء أيضاً: جمع طرق حديث غدير خم، في أربعة أجزاء، رأيت شطره، فبهرني سعة رواياته، وجزمت بوقوع ذلك.[الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج14/ ص277].

★ ابن كثير الدمشقي
قال نقلاً عن الذهبي: وصدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاله، وأما: اللهم وال من والاه فزيادة قوية الإسناد.[ابن كثير، البداية والنهاية، ج5/ ص214].

★ جلال الدين السيوطي 
أورد حديث الغدير في كتابين له خصصهما لذكر الأحاديث المتواترة، هما:
1- كتاب الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة ﻋﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎً.
2- كتاب الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة.
ونقل حكم السيوطي على حديث الغدير بالتواتر عدد من المحدثين؛ منهم:
1- العلامة المناوي في التيسير.[المناوي، التيسير بشرح الجامع الصغير، ج2/ ص442].
2- العلامة العزيزي في السراج المنير.[العزيزي، السراج المنير، ج3/ ص360].
3- ابن حمزة الحراني في البيان والتعريف.[ابن حَمْزَة الحسيني، البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف، ج2/ ص230].

★ العجلوني في كشف الخفاء
قال: رواه الطبراني وأحمد والضياء في المختارة عن زيد بن أرقم وعلي وثلاثين من الصحابة بلفظ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فالحديث متواتر أو مشهور.[العجلوني، كشف الخفاء، ج2/ ص274].

★ الزبيدي في لقط اللآلئ المتناثرة
عده في كتابه  هذا من المتواتر، وقال: رواه واحد وعشرون صحابياً.[الزبيدي، لقط اللآلئ المتناثرة، ص205].

★ الكتاني في نظم المتناثر
ذكره عن خمسة وعشرين صحابياً، وقال: وممن صرح بتواتره أيضاً المناوي في التيسير نقلاً عن السيوطي وشارح المواهب اللدنية، وفي الصفوة للمناوي.[الكتاني، نظم المتناثر، ص195].

★ ابن الجزري محمد بن محمد الدمشقي الشافعي
قال: هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة ، متواتر عن أمير المؤمنين علي  رضي الله عنه وهو متواتر أيضاً عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رواه الجم الغفير ، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا إطلاع له في هذا العلم .
ثم أورد أسماء سبعة وعشرين صحابياً ممن رووا الحديث.[ابن الجزري، مناقب الأسد الغالب علي بن أبي طالب، ص12].

★ ضياء الدين المقبلي
قال: ومن شواهد ذلك ما ورد في حق علي كرم الله وجهه في الجنة وهو على حدته متواتر معنى، ومن أوضحه معنى وأشهره رواية حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه وفي بعض رواياته زيادة: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وفي بعض زيادة: وانصر من نصره واخذل من خذله وطرقه كثيرة جداً، ولهذا ذهب بعضهم إلى أنّه متواتر لفظاً فضلاً عن المعنى.
ثم قال نعم فإن كان مثل هذا معلوماً وإلَّا فما في الدنيا معلوم. [اﻟﻤﻘﺒﻠﻲ، اﻷﺑﺤﺎﺙ اﻟﻤﺴﺪﺩﺓ، ص244].

★ زين الدين المُناوي الشافعي
صرح بتواتره في كتاب الصفوة، وقال في فيض القدير عند شرح الحديث نقلاً عن السيوطي وقال المصنف: حديث متواتر.[المناوي، فيض القدير، ج6/ ص217].

★ الملا علي القارئ
 قال في المرقاة: والحاصل أنَّ هذا حديث صحيح لا مرية فيه ، بل بعض الحفاظ عدَّه متواتر، إذ في رواية لأحمد أنَّه سمعه من النبي صلى الله عليه وآله ثلاثون صحابياً وشهدوا به لعلي لمَّا نوزع أيام خلافته.[علي القاري، المرقاة في شرح المشكاة، ج5/ ص568].

★ أبو القاسم الفضل بن محمد
 نقل كلامه وأقره  تلميذه ابن المغازلي الشافعي فقال:  
قال أبو القاسم الفضل بن محمد: هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحو من مائة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة، تفرد علي عليه السلام بهذه الفضيلة، ليس يشركه فيها أحد.[ابن المغازلي، مناقب علي، ج1/ ص71].


★ الألباني
قال بعد أن ذكر بعض طرق الحديث:
ذكرت وخرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام علىأسانيدها بصحة الحديث يقيناً، وإلا فهي كثيرة جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، قال الحافظ ابن حجر: منها صحاح ومنها حسان وجملة القول أن حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه، بل الأول منه متواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلم كما ظهر لمن تتبع أسانيده وطرقه، وما ذكرت منها كفاية.[ناصر الدين الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، ج4/ ص343].

★أبو حامد محمد الغزالي
قال: ﻟﻜﻦ أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع، وهو يقول:((من كنت مولاه فعلي مولاه)). فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مولى.[أبو حامد الغزالي، ﺳﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ص10].

★ اﺑﻦ اﻷﻣﻴﺮ اﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ 
قال: وحديث الغدير متواتر عند أكثر أئمة الحديث، ثم قال عده الشيخ المجتهد نزيل حرم الله ضياء الدين صالح بن مهدي المقبلي في الأحاديث المتواترة التي جمعها في أبحاثه، وهو من أئمة العلم والتقوى والإنصاف، ومع إنصاف الأئمة بتواتره فلا يمل بإيراد طرقه بل يتبرك ببعض منها.[الصنعاني، الروضة الندية، ص187].
ﻭﻗﺎﻝ في توضيح الأفكار: وأخرجه أئمة لا يأتي عليهم العد عن جماعة من الصحابة وقد عده أئمة من المتواتر.[الصنعاني، توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار، ج1/ ص219].
وقال: ومن ذلك أي المتواتر حديث من كنت مولاه فعلي مولاه فإن له مائة وخمسين طريقاً، قال العلامة المقبلي بعد سرد بعض طرق هذا الحديث ما لفظه: فإن لم يكن هذا معلوماً فما في الدنيا معلوم، وجعل هذا الحديث في الفصول من المتواتر لفظاً وكذلك حديث المنزلة وهو قوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى.." الحديث، وعدها ابن الإمام في شرح الغاية من المتواتر معنى، وأقر الجلال كلام الفصول في تواتر حديث الغدير ولم يسلمه في حديث المنزلة وإنما قال: إنه صحيح مشهور لا متواتر.[ابن الأمير الصنعاني، إجابة السائل شرح بغية الآمل، ص99].
وقال في كتابه إسبال المطر: قال الحاكم أبو سعيد: "حديث الموالاة، وحديث غدير خم رواه جماعة من الصحابة وتواتر النقل به حتى دخل في حد التواتر". 
وذكر محمد بن جرير: حديث غدير خم وطرقه من خمسة وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه "كتاب الولاية" وصنف الذهبي جزءا في طرقه وحكم بتواتره، وذكر أبو العباس ابن عقدة - حديث غدير خم من مائة وخمسين طريقا وأفرد له كتاباً.[ابن الأمير الصنعاني، إسبال المطر، ص199].

★ مجموعة من المحققين لكتاب المطالب العالية 
وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه" حديث متواتر، نص على تواتره عدد من الأئمة الكرام منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله، فقد قال في الفتح (7/ 93)، وأما حديث: "من كنت مولاه فعلي مولاه" فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب.
وكذا قال القسطلاني في المواهب اللدنية (3/ 365).
ونقله المناوي في فيض القدير (6/ 218)، عن الحافظ ابن حجر.
وذكره الكناني في نظم المتناثر (194)، كتاب المناقب (232)، وذكر أن السيوطي رحمه الله أورده في الأزهار من حديث عدد من الصحابة رضي الله عنهم، وسقاهم، وزاد عليهم فبلغوا خمسة وعشرين صحابيا قال: وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي رضي الله عنه لما نوزع أيام خلافته.
والحاصل أن الحديث متواتر فيكون حديث جابر رضي الله عنه صحيحا لغيره لشواهده، والله أعلم.[مجموعة من الباحثين في رسالة جامعية تنسيق د سعد الشثري الناشر دار العاصمة، بحاشية المطالب العالية محققاً، ج16/ ص96].

★ الحاكم الجشمي
قال: ﻭﺣﺪﻳﺚ اﻟﻤﻮاﻻﺓ ﻭﻏﺪﻳﺮ ﺧﻢ ﻗﺪ ﺭﻭاﻩ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﺗﻮاﺗﺮ اﻟﻨﻘﻞ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻮاﺗﺮ.[اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﺠﺸﻤﻲ، تنبيه الغافلين ص105].

★ سبط ابن الجوزي الحنفي 
قال: اتَّفق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي من حجة الوداع، في الثامن عشر من ذي الحجة، جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرون ألفاً، وقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) الحديث، نص على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة.[سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص30].

★ محمد بن محمد الغزي في إتقان ما يحسن
قال: متواتر ومشهور.[إتقان ما يحسن، ج2/ ص621].
★ محمد مبين
 قال في وسيلة النجاة: وأكثر الأحاديث المذكورة في هذا الباب من المتواترات كحديث: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى »، وحديث: «أنا من علي وعلي مني، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».[محمد مبين، وسيلة النجاة، ص104].

★ شعيب الأرنؤوط
قال في تعليقه على مسند أحمد: 
قوله " من كنت مولاه فعلي مولاه " لها شواهد كثيرة تبلغ حد التواتر.[مسند احمد، تحقيق شعيب الارنؤوط، ج1/ ص330].

★ الشيخ حامد بن علي بن إبراهيم بن عبد الرحمن العمادي
عدَّه في الأحاديث المتواترة، ويرويه كما - قال في أول كتابه - من عشرة مشايخ فأكثر نقلا عن الترمذي والبزار وأحمد والطبري وأبي نعيم وابن عساكر وابن عقدة وأبي يعلى.[حامد العمادي، الصلاة الفاخرة، ص 49].

★ شهاب الدين أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق الحضرمي
قال: وأما حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه. فتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من رواية نحو ستين شخصاً.[أبو الفيض الحضرمي، تشنيف الآذان، ص108].
 

;

04-23-2019

بلغ حديث الغدير في تواتره درجة لم تبلغها غيره من الأحاديث والأخبار؛ كيف لا؟! وقد زادت طرقه عن المائة والسبعين طريقاً، وروي عمَّا يقارب الثلاثين صحابياً؛ ومن أجل هذا لم يستطع الكثير ـ ممَّن لا يفضل الإمام علي عليه السلام، ولا يقول بوصيته ـ ردَّ هذا الحديث أو تكذيبه، ولكنَّ حيلهم لم تنقطع فأخذوا يتأولون الحديث ويخرجونه إلى غير طريقه، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يُرِد ـ بقوله: (فعلي مولاه) ـ الولايةَ العامة التي هي بمعنى الطاعة لولي أمر المسلمين، فتثبت بذلك الوصية للإمام علي عليه السلام، ولكنهم عدلوا عن هذا القول فقالوا: إن معنى الولاية هنا هي المحبة فقط، فيكون المقصود من الحديث هو أن نحب الإمام علي عليه السلام، وليس المقصود الوصاية بالإمارة والخلافة والإمامة.
وهنا سنبحث ونناقش عمَّ إذا كان حديث الغدير دليلاً على خلافة ووصاية الإمام علي عليه السلام، وأن معنى الولاية فيه هي الطاعة والسيادة، أم أن المقصود من الحديث هو المحبة فقط؟!
أولاً: مقام حديث الغدير
من المعلوم أن حديث الغدير كان له مقام تميز به عن غيره من الأحاديث، فقد روي في كتب التأريخ والحديث وغيرها من كتب المسلمين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان بغدير خم نزلت عليه الآية: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ.. } [المائدة:67]، فاستوقف الرسول صلوات الله عليه وعلى آله الناس وقام فيهم خطيباً، ثمَّ أخذ بيد علي عليه السلام ورفعها، حتى رأى بعضهم بياض إبطه؛ ثم قال: ((ألست أولى بكم من أنفسكم؟)). قالوا: اللهم نعم. فقال: ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله)).
فإذا كان المقام هكذا، فعلينا أن نلاحظ أمرين مهمين:
1- أي فريضة وأي أمر واجب كان له هذا الخطر وهذا القدر من الأهمية حتى يستوقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس ولا ينتظر حتى يبلغ وجهته، فيقوم خطيباً في ذلك الجمع الكبير، لم يكن هذا لأي فريضة، لا للصلاة التي هي الفارقة بين الإيمان والكفر، ولا للصوم الذي هو جنة من النار، ولا لغيرها من الفرائض المفترضة التي لا يتم إيمان المرء إلا بالتزامها، فإذا كان كذلك فلا بد أن هذا الأمر أعظم وأخطر من كل هذه الفرائض، ولا يمكن أن يكون هذا الأمر هو أن يؤمر الناس بمحبة الإمام علي عليه السلام فقط، فهذا لا يستحق أن يستوقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس ليقوم فيهم خطيبا، وخصوصا أنه وجب بالأحاديث العامة حب المؤمن ومناصرته ولا شك أن الإمام علي عليه السلام داخل في هذه الأحاديث، فلماذا إذاً حديث الغدير؟! لن نجد جواباً لهذه التساؤلات إلا أن يكون الأمر الذي يستحق كل هذا الاهتمام هو الأمر الذي به يقام الدين، وتطبق الشرائع، وهو الخلافة وإمارة المسلمين، فيكون الإمام علي عليه السلام هو الخليفة وهو الإمام المفترضة طاعته.
2- ورد في الحديث سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ألست أولى بكم من أنفسكم؟)، فكان جوابهم: اللهم نعم. وهو موافق لقوله تعالى: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم..}[الأحزاب:6]. ومن المتفق عليه عند المسلمين أن ولاية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليست مجرد محبته، وأن ولايته لا تتم إلا بطاعته والتزام أمره، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يقول: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)، قد قدم قوله: (ألست أولى بكم من أنفسكم؟)، فلا شك أنه أراد أن تكون ولاية الإمام علي عليه السلام كولايته هو، وإلا فما الفائدة من تقديمه لهذا السؤال وهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى؟!
ثانيا: معاني لفظة "مولى"
اعلم أن أكثر ما قيل أو وجد في لفظة مولى أنها تحتمل عشرة معان:
أولها: الأولى وذلك ثابت في اللغة, ذكر ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى في تفسير قوله تعالى: {فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير}. [الحديد:15] قال معنى مولاكم: أي هي أولى بكم على ما جاء في التفسير، هذا وليس أبو عبيدة متهماً بالتقصير في علم اللغة، ولا مظنونا به الميل إلى أمير المؤمنين عليه السلام بل هو معدود في جملة الخوارج.
وقد شاركه في هذا التفسير ابن قتيبة، ومعلوم أنه لا ميل له إليه بل هو مائل عنه، إلا أنه لو علم أن الحق في غيره لقاله.
وذكر المبرد في الكامل [ج3/ص1410]: أن الولي هو الأحق والأولى، قال: ومثله المولى.
ثانيها: مالك الرق, قال تعالى: {وهو كلا على مولاه}: أي مالك رقه، وهو ظاهر.
ثالثها: المعتِق، وهذا واضح.
رابعها: المعتَق، وهذا واضح أيضاً.
خامسها: ابن العم, قال تعالى: {وإني خفت الموالي من ورائي}، يعني بني العم، ومنه قول الفضل بن العباس العباسي:
مهلا بني عمنا مهلا موالينا ... لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
سادسها: الناصر, قال الله تعالى: {فإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه.. }[التحريم:4]: أي ناصره.
وقال تعالى: {ذلك بأن الله مولى الذين ءامنوا وأن الكافرين لا مولى لهم}. [محمد:11]، يريد لا ناصر لهم.
سابعها: المتولي المتضمن الجريرة، وتحوز الميراث، قد ذكره بعض الناس.
ثامنها: الحليف, قال الشاعر:
موالي حلف لا موالي قرابة...
وقال آخر:
كانوا موالي حلف يطلبون به ... فأدركوه وما ملوا وما وهنوا
تاسعها: الجار, قال الشاعر:
مولى اليمين ومولى الجار والنسب ...
عاشرها: الإمام السيد المطاع

قال الإمام المنصور عبد الله بن حمزة عليه السلام في الشافي: "وهذه المعاني التسعة بعد الأَولَى إذا تؤمل المعنى فيها وجد راجعا إلى معنى "الأَولَى"؛ لأن مالك الرق لما كان أولى بتدبير عبده من غيره كان مولاه دون غيره. والمعتِق لما كان أولى بميراث المعتَق من غيره كان لذلك مولاه، والمعتَق لما كان أولى بمعتِقه في تحمل جريرته وألصق به من غيره كان لذلك مولاه، وابن العم لما كان أولى بالميراث ممن بعد عن نسبه وأولى بنصرة ابن عمه من الأجنبي كان مولاه لأجل ذلك، والناصر لما اختص بالنصرة فصار بها أولى كان من أجل ذلك مولى، والمتولي المتضمن الجريرة لما ألزم نفسه ما يلزم المعتِق كان بذلك أولى ممن لم يقبل الولاء، وصار به أولى بميراثه فكان لذلك مولى، والحليف لاحق في معناه بالمتولي فلهذا السبب كان مولى، والجار لما كان أولى بنصرة جاره ممن بعد من داره، وأولى بالشفعة في عقاره؛ فلذلك صار مولى. والإمام السيد المطاع لما كان بتدبير الرعية، وملك التصرف عليهم وطاعتهم له مما يماثل الواجب بملك الرق كان لذلك مولى؛ فصارت جميع هذه المعاني كما ترى ترجع إلى معنى الوجه الأول، وتكشف عن صحة معناه على الوجه الذي ذكرناه في حقيقته، ووصفناه". 
وإذا ثبت ذلك فإنه يفيد معنى الإمامة؛ لأنا لا نعني بقولنا فلان إمام إلا أنه أولى من غيره بالتصرف على الكافة في أمور مخصوصة، وبتنفيذ أحكام معلومة.[انظر ينابيع النصيحة]
الخلاصة:
فإذا كان لحديث الغدير هذه القيمة؛ حتى اهتم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الاهتمام، وإذا ثبت بما قدمنا أن معنى الولاية في الحديث هي الخلافة والرئاسة، فلن يكون أمام المتأولين إلا أن يسلموا أن الإمام علياً عليه السلام هو الوصي والخليفة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالنص الذي لا يشوبه شك ولا تعتريه شبهة، وأنه السيد المطاع الذي تجب الولاية له، فينصر الله ناصره، ويخذل خاذله، ولن يكون لعدوه من دون الله ولياً ولا نصيراً.
 

;

04-28-2019

لكثرة الطرق التي روي بها حديث الغدير، فقد أفرد له بعض حفاظ الحديث كتباً مستقلة، أوردوا فيها الطرق والأسانيد المختلفة لهذا الحديث، وصنفوا في ذلك المصنفات؛ وممن صنَّف في ذلك:  
¤ الحافظ  محمد بن جرير الطبري "صاحب التأريخ والتفسير"
له كتاب الولاية جمع فيه طرق الحديث من نيف وسبعين طريقاً في مجلدين ضخمين، رد فيه على بعض معاصريه الذين أنكروا صحة حديث الغدير، وأتى فيه من الطرق ما يدل على تواتر الحديث.
قال الذهبي: رأيت مجلداً من طرق الحديث لابن جرير، فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق.[الذهبي، تذكرة الحفاظ، ج2/ ص713].
وقال الذهبي: جمع طرق حديث غدير خم، في أربعة أجزاء، رأيت شطره، فبهرني سعة رواياته، وجزمت بوقوع ذلك.[الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج14/ ص277].
وقال ابن كثير: وقد اعتنى بأمر هذا الحديث [يعني حديث الغدير] أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ فجمع فيه مجلدين أورد فيهما طرقه وألفاظه.[ابن كثير، البداية والنهاية، ج5/ ص208].
وقال ابن كثير: وقد رأيت له كتاباً جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين، وكتاباً جمع فيه طريق حديث الطير.[ابن كثير، البداية والنهاية، ج11/ ص147].
¤ الحافظ أبو العباس ابن عقدة
جمع طرق الحديث في كتاب خاص من مائة وخمس طرق، عن أكثر من سبعين صحابياً.
قال ابن حجر: وأما حديث:((من كنت مولاه فعلي مولاه))، فقد أخرجه الترمذي، والنسائي، وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان.[ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، ج7/ ص74].
وقال أيضاً: وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر وصححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس بن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر.[ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج7/ ص339].
وقال القسطلاني: وطرق هذا الحديث كثيرة جداً، استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان.[القسطلاني، المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، ج2/ص684].
¤ الحافظ الذهبي
 انبهر لكثرة طرق الحديث فجمع طرقه في كتاب منفرد وجزم بوقوعه، وقد قال:  وأما حديث: "من كنت مولاه ... " فله طرق جيدة وقد أفردتُ ذلك أيضاً. أي بكتاب.[الذهبي، تذكرة الحفاظ، ج3/ ص1043].
وقال أيضاً: قد جمعتُ طرق حديث الطير في جزء، وطرق حديث: (من كنت مولاه)، وهو أصح. [الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج17/ ص169].
¤ الحافظ الدارقطني، أبي الحسن علي بن عمر
قال الكنجي: جمع الدارقطني طرقه في جزء، وجمع الحافظ ابن عقدة كتاباً مفرداً فيه.[الكنجي، كفاية الطالب، الباب الأول، ص60].
¤ الحاكم الحسكاني
وقد قال: وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب "دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة" من تصنيفي في عشرة أجزاء.[الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، ج1/ ص252].
¤ أبوسعيد الركاب مسعود بن ناصر السجستاني
خصص له كتاب "الدراية في حديث الولاية"، وقد رواه من مائة وعشرين طريقاً، ويقال أنه في سبع عشر جزءاً، وأنه يروي حديث الغدير ب‍ـ1300 إسناد.
قال السمعاني في معجم شيوخه، في ترجمة شيخه أبي بكر الحسن بن يعقوب النيسابوري ـ تلميذ السجستاني ـ هذا: «كان شيخاً فاضلاً نظيفاً، مليح الخط... وكان قد كتب الحديث الكثير بخطه، رأيت كتاب الولاية لأبي سعيد مسعود بن ناصر السجزي، وقد جمعه في طرق هذا الحديث: «من كنت مولاه، فعلي مولاه» بخطه الحسن المليح.[عبدالكريم السمعاني، المنتخب من معجم شيوخ السمعاني، ص684].
¤ أبو بكر الجعابي 
له كتاب "من روى حديث غدير خم"، وقد رواه من مائة وخمس وعشرين طريقاً.
 

;

04-31-2019

من الحفاظ وأهل الحديث من أورد خبر الغدير ضمن مؤلفاتهم، مع ذكر طرقه، ومن رواه من الصحابة؛ منهم:
o النَّسائي
أخرجه في عدة مواضع من كتبه "السنن الكبرى" و"خصائص أمير المؤمنين" و"فضائل الصحابة" من نيف وعشرين طريقاً.

o الإمام أحمد بن حنبل
روى الحديث بألفاظ مختلفة بطرق كثيرة مبثوثة في المسند والفضائل، وقد ذكروا أنها بلغت نحواً من أربعين طريقاً.

o الحافظ أبو القاسم ابن عساكر
أخرجه في كتابه "تاريخ دمشق" وﺗﺘﺒﻊ ﻃﺮﻗﻪ ﻓﻲ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﺭﻗﺔ، ﻓﺒﻠﻎ ﻋﺪﺩ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ الذين رواه عنهم ﻧﻴﻔﺎً ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ صحابياً من نحو مائة وثلاثين طريقاً.[انظر تاريخ دمشق ج42 من ص205 إلى ص236].

قال ابن كثير في سياق حديثه عمن روى الحديث وكذلك الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر أورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة.[ابن كثير، البداية والنهاية، ج5/ ص208].

o اﺑﻦ ﺣﺠﺮ اﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲ
ذكره ﻓﻲ ﺗﺨﺮﻳﺠﻪ لأﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﻜﺸﺎﻑ، ﻋﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎً؛ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ؛ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﺳﻤﺎء ﺃﻓﺮاﺩﻫﻢ، ﻏﻴﺮ اﻟﺠﻤﻠﺔ ﻣﺜﻞ، اﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ، ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ، ﺟﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺭﺟﻼ.[الكافي الشاف من تخريج أحاديث الكشاف مطبوع بذيل الكشاف ص96].

o نور الدين الهيثمي
أورده في كتابه مجمع الزوائد من خمسة وعشرين طريقاً.[انظر مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج9/ ص103 وما بعدها وفي مواضع أخرى].

o ابن المغازلي الشافعي
أخرجه في كتابه "مناقب علي بن أبي طالب" من ستة عشر طريقاً.[انظر مناقب علي بن أبي طالب، ج1/ ص44 إلى ص66].

o اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ اﻟﻜﻮﻓﻲ
ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻗﺐ بطرق كثيرة ورفع اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻔﺮﻋﺎً ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ الله ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻌﺸﺮﺓ، ﻭﻣﺘﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﻭاﺣﺪ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﻭاﺣﺪ، ﻭﻓﻴﻪ ﺯﻳﺎﺩاﺕ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺁﺧﺮﻩ.[ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ اﻟﻜﻮﻓﻲ، كتاب اﻟﻤﻨﺎﻗﺐ ج1/ ص365 إلى ج2/ ص455].

o شمس الدين الجزري الشافعي
روى حديث الغدير وأفرد في إثبات تواتره كتابه "أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب" أثبت فيه تواتر حديث الغدير، ورواه من ثمانين طريقاً.[ابن الجزري، أسنى المطالب. ج1/ ص39].
وقال: هذا حديث حسن صحيح من وجوه كثيرة تواتر عن أمير المؤمنين علي، وهو يتواتر أيضاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، رواه الجم الغفير عن الجم الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم، ثم أورد أسماء سبعة وعشرين صحابياً ممن رووا الحديث.[ابن الجزري، مناقب الأسد الغالب علي بن أبي طالب لابن الجزري، ص12].

o ابن أبي عاصم
رواه في كتابيه "السنَّة" من نحو واحد وثلاثين طريقاً.[ابن أبي عاصم، السنة ومعها ظلال الجنة للألباني،ج2/ ص604، ومواضع أخرى].

o أبو القاسم الطبراني
أخرجه في معاجمه الثلاثة في عدة مواضع من نيف وأربعين طريقاً.

o جمال الدين الزيعلي
أورده في كتابه "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشّاف" من ستة وخمسين طريقاً.[الزيلعي، تخريج أحاديث الكشاف، ج2/ ص234 إلى ص244 سورة النحل الحديث التاسع، رقم 681].

o أبو بكر الآجرّيَّ
أخرجه في كتاب "الشريعة" من عشرين طريقاً.[الآجري، الشريعة، ج4/ ص2043، وما بعدها].

o اﻟﺴﻴﺪ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ اﻹﻣﺎﻡ القاسم بن محمد عليهم اﻟﺴﻼﻡ
أورده ﻓﻲ اﻟﻬﺪاﻳﺔ ﻋﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎً ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ، ﻏﻴﺮ اﻟﺠﻤﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻃﺮﻕ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼﻡ.[الإمام الحسين بن القاسم بن محمد، هداية العقول إلى غاية السؤول، ج2/ ص45].

ومن الحفاظ من اكتفى بذكر عدد الطرق معبراً بذلك عن قوة هذا الحديث وتواتره؛ منهم:
o ابن الأمير الصنعاني
قال: ومن ذلك حديث: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))، فإن له مائة وخمسين طريقاً.[ابن الأمير الصنعاني، إجابة السائل شرح بغية الآمل، ص99].

ﻭﻗﺎﻝ أيضاً: وأخرجه أئمة لا يأتي عليهم العد عن جماعة من الصحابة، وقد عده أئمة من المتواتر.[الصنعاني، توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار، ج1/ ص219].

o السيد محمد ابراهيم الوزير
نقلوا عنه القول بأن له مائة وخمسين طريقاً؛ ففي تعليق هداية العقول إلى غاية السؤول [ج2/ ص30]- نقلاً عن  العلامة السيد عبداللّه بن علي الوزير، في طبق الحلوى تأريخه ‏المعروف عن السيد محمد بن إبراهيم- أن حديث "من كنت مولاه‏" له مائة وخمسون طريقاً، لكن لم يعرف كل ذلك ‏من حفاظ الحديث إلا الأفراد.

o ابن شاهين
قال: وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحو مائة نفس، وفيهم العشرة، وهو حديث ثابت، لا أعرف له علة، تفرد عليٌّ بهذه الفضيلة، لم يشركه فيها أحد.[ابن شاهين، شرح مذاهب أهل السنة، ص104].

o أبو القاسم الفضل بن محمد
نقل عنه ابن المغازلي قوله: هذا حديث صحيح عن  رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحو من مائة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة، تفرد علي عليه السلام بهذه الفضيلة، ليس يشركه فيها أحد.[ابن المغازلي، مناقب علي لابن المغازلي، ج1/ ص71].

o الحافظ أبو علي العطّار الهمداني
قال عنه علوي بن طاهر الحداد: أنهى طرق الحديث إلى مائتين وخمسين طريقاً وكان يقول أروي هذا الحديث على مائتين وخمسين طريقاً.[علوي الحداد، القول الفصل، ج1/ ص445].

o أبو المعالي الجويني "إمام الحرمين أستاذ أبي حامد"
قال: رأيت مجلداً في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم مكتوبا عليه: المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون.[القندوزي، ينابيع المودة، ج1/ ص35].

o القسطلاني
قال: وطرق هذا الحديث كثيرة جداً، استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان.[القسطلاني، المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، ج2/ ص684].

o اﺑﻦ ﺣﺠﺮ الهيتمي
قال: وطرقه كثيرة جدا ومن ثم رواه ستة عشر صحابياً، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابياً.[ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، ج1/ ص106].

o البدخشاني
قال: فإنَّ الحديث كثير الطرق جدَّاً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وقد نصَّ الذهبي على كثير من الطرق بالصحَّة، ورواه من الصحابة عدد كثير.[البدخشاني، نزل الأبرار، ص51، ص52].

o أحمد محمد شاكر
قال في تعليقه على الحديث في مسند أحمد: وأما متن الحديث فإنه صحيح ورد من طرق كثيرة.[أحمد بن حنبل، مسند أحمد، ج2/ ص56].

o الأرنؤوط
قال: لكن متن الحديثِ صحيح، ورد من طرق كثيرة تزيد على ثلاثين صحابياً، قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" [ج8/ ص335]: متنه متواتر.[أحمد بن حنبل، مسند أحمد، ج2/ ص71].
والحاصل أن من يتابع طرق حديث الغدير، يحصل له القطع والجزم بصدوره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وذلك لتواتره وكثرة طرقه.
 

;

04-33-2019

بالرغم من أن حديث الغدير قد فاق غيره من الأحاديث تواتراً، وفاض عليهن طرقاً وإسناداً، إلا أننا نجد من يشكك في مصداقية هذا الخبر النبوي، متجاهلاً لكل أسانيده الجليلة عدداً، والرفيعة قدراً، وغاضاً بصره عن حجم رواته ومخرجيه؛ ومن أولئك ابن حزم الذي يقول: وأما ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) فلا يصح من طريق الثقات أصلاً.[ابن حزم، الفصل في الملل والأهواء والنحل، ج4/ ص116].
وهناك من ذهب إلى ما ذهب إليه ابن حزم؛ وإذا قرأ الباحث المنصف كلامهم وتضعيفاتهم، سيجدهم يتعللون بعلات تنمُّ عن تعصب أو جهل، كنظرهم إلى بعض طرق الحديث الضعيفة وتعميمهم الحكم بالضَّعف عليه، متغافلين عن طرق الحديث الأخرى والكثيرة الصحيحة، أو تعللهم بأن الحديث لم يرد في صحيح البخاري ومسلم، مع أنه قد ورد في غيرهما من الصحاح والكتب المعتمدة وأن العلماء لا زالوا ينوهون أن البخاري ومسلم لم يستوعبا كل الأحاديث الصحيحة.
ومن أجل هذا فإننا هنا - زيادة على ما تقدم- سنذكر بعض علماء الحديث المشهورين والمعتمدين في هذا الجانب، ونورد نصوصهم على صحة الحديث، وردود بعضهم على من ضعفه؛ ليرى المنصف أن ما قاله أولئك لم يكن إلا  لتعصب أو جهل وتقصير في تتبع طرق الحديث؛ وإلا فإن حديث الغدير من أكثر الأحاديث تواتراً عند جميع المسلمين، بل قل أن يُنقل حديث كنقل حديث الغدير؛ وإليكم كلام بعض علماء أهل السنة في تصحيحه:
1) الترمذي
(هذا حديث حسن صحيح).[الترمذي، سنن الترمذي ج5/ ص633].

2) الحاكم الحسكاني
صحح عدة  طرق في المستدرك، منها حديث بريدة الأسلمي وزيد بن أرقم، وقال فيه كل واحد منهما: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. [الحاكم الحسكاني، المستدرك على الصحيحين، ج4/ ص195، ص196].

3) ابن حجر الهيتمي
وبيانه أنه حديث صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة جدا ومن ثم رواه ستة عشر صحابيا وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته كما مر وسيأتي وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده بأن عليا كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقول بعضهم إن زيادة اللهم وال من والاه الخ موضوعة مردود فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيرا منها.[ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، ج1/ ص106].

4) شمس الدين الذهبي في عدة مواضع
قال: وقال غندر: حدثنا شعبة، عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: « من كنت مولاه فعلي مولاه ». هذا حديث صحيح.[الذهبي، تاريخ الإسلام، ج3/ ص629].

وقال: وقد جمعتُ طرق حديث الطير في جزء، وطرق حديث: (من كنت مولاه) وهو أصح.[الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج17/ ص169].

وذكره بطرق شتى في تلخيص المستدرك وصحح غير واحد منها.[التلخيص ضمن المستدرك على الصحيحين للحاكم، ج3/ ص613].

5) الألباني
قال: إسناده صحيح على شرط البخاري.[الألباني، السلسلة الصحيحة، ج4/ ص331].

وقال: فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث وبيان صحته أنني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية، قد ضعف الشطر الأول من الحديث، و أما الشطر الآخر، فزعم أنه كذب! و هذا من مبالغته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ويدقق النظر فيها.[الألباني، السلسلة الصحيحة، ج4/ ص249].وفي عدة مواضع أخرى منه.

6) ابن كثير
قال في عدة مواضع: قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وهذا حديث صحيح.
وقال: إسناد جيد رجاله ثقات على شرط السنن، وقد صحح الترمذي بهذا السند حديثاً في الريث.[ابن كثير، البداية والنهاية ج5/ ص209، ص212].

7) ابن حجر العسقلاني
وأما حديث: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) فقد أخرجه الترمذي والنسائي، وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب.[ابن حجر العسقلاني، فتح الباري لابن حجر، ج7/ ص74].

ورواه في تهذيب التهذيب في مواضع بعدة طرق وقال وقد جمعه بن جرير الطبري في مؤلف فيه أضعاف من ذكر وصححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس بن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر.[ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج7/ ص339].

8) النووي
وأما قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه" فحديث صحيح.[النووي، فتاوى النووي، ص252].

9) ابن حبان
أخرجه في صحيحه.[ابن حبان، صحيح ابن حبان، ج15/ ص375].

10) الشوكاني
قال: إسناده رجاله ثقات.[الشوكاني، در السحابة، ص145].

11) الحافظ نور الدين الهيثمي
في عدة مواضع فقال: رواه البزار، ورجاله ثقات.[نور الدين الهيثمي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج9/ ص107].
وقال في ص104: ورجال أحمد ثقات.
رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة، وهو ثقة.
______________________________________________

12) علي القاري
والحاصل أن هذا حديث صحيح لا مرية فيه، بل بعض الحفاظ عده متواتراً؛ إذ في رواية لأحمد أنه سمعه من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ثلاثون صحابياً.[الملا على القاري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج9/ ص3937].
وقال أيضاً في ص3944: وأقل مرتبته أن يكون حسنا فلا التفات لمن قدح في ثبوت هذا الحديث، وأبعد من رده بأن عليا كان باليمن لثبوت رجوعه منها وإدراكه الحج مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم.

13) القسطلاني
قال: وطرق هذا الحديث كثيرة جداً، استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان.[القسطلاني، المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، ج2/ ص684].

14) ابن المغازلي
قال: قال أبو القاسم الفضل بن محمد: هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو من مائة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة.[ابن المغازلي، مناقب علي لابن المغازلي، ج1/ ص71].

15) السمناني
قال: وهذا حديث متَّفق على صحَّته.[علاء الدين السمناني، العروة لأهل الخلوة، ص422].

16) الألوسي
قال: وكذا رواه النسائي بإسناد جيد قوى رجاله كلهم ثقات، وروي بإسناد آخر تفرد به، وقال الذهبي: إنه صحيح.[الألوسي، روح المعاني، ج3/ ص360].

17)  ابن شاهين
قال: وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحو مائة نفس، وفيهم العشرة، وهو حديث ثابت، لا أعرف له علة. تفرد علي بهذه الفضيلة، لم يشركه فيها أحد.[ابن شاهين، شرح مذاهب أهل السنة، ص103].

18) الطحاوي
قال: وقد وجدنا بحمد الله ونعمته في ذلك حديثا صحيح الإسناد يخبر أن ذلك القول الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بغدير خم إنما كان في رجوعه إلى المدينة من حجه لا في خروجه منها إلى حجه.[الطحاوي، شرح مشكل الآثار، ج5/ ص16].
قال أبو جعفر: فهذا الحديث صحيح الإسناد, لا طعن لأحد في أحد من رواته.[الطحاوي، شرح مشكل الآثار، ج5/ ص18].

19) ابن عبد البر
قال بعد ذكر حديث المؤاخاة وحديثي الراية والغدير: هذه كلها آثار ثابتة.[ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج3/ ص1100].

20) الكنجي الشافعي
قال بعد ذكر الحديث من طرق أحمد: أقول، هكذا أخرجه في مسنده وناهيك به راويا بسند واحد وكيف وقد جمع طرقه مثل هذا الإمام. وروى بإسناده عن المحاملي ثم قال: قلت: هذا حديث مشهور حسن روته الثقات، وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض حجة في صحة النقل.[الكنجي الشافعي، كفاية الطالب، ص15].

21) الحوت
حديث: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". رواه أصحاب السنن غير أبي داود ورواه أحمد وصححوه، وروي بلفظ: " من كنت وليه فعلي وليه "، رواه أحمد والنسائي والحاكم، وصححه.[الحُوت، أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب، ص285].

22) ابن الجزري
قال: هذا حديث حسن صحيح من وجوه كثيرة.
وقال أيضاً: رواه الجمّ الغفير عن الجم الغفير، و لا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم.[ابن الجزري، أسنى المطالب، ج1/ ص39].

23) المَلَطي، جمال الدين
قال: يؤيده الحديث الصحيح أنه كان هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم في رجوعه إلى المدينة من حجه.[المَلَطي، المعتصر من المختصر من مشكل الآثار، ج2/ ص301].

24) نور الدين الحلبي
قال: وهذا حديث صحيح ورد بأسانيد صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في صحته.[نور الدين الحلبي، السيرة الحلبية، ج3/ ص384].

25) ميرزا محمد البدخشي
هذا حديث صحيح مشهور، ولم يتكلم في صحته إلا متعصب جاحد لا اعتبار بقوله، فإن الحديث كثير الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وقد نص الذهبي على كثير من طرقه بالصحة، ورواه من الصحابة عدد كثير.[ميرزا محمد البدخشي، نزل الأبرار، ص21].

26) الصبان الشافعي
بعد رواية الحديث: رواه عن النبي ثلاثون صحابياً، وكثير من طرقه صحيح أو حسن.[الصبان الشافعي، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار، ص153].

27) أحمد محمد شاكر
قال في تعليقه على الحديث في مسند أحمد: وأما متن الحديث فإنه صحيح ورد من طرق كثيرة.[أحمد بن حنبل، مسند أحمد، ج2/ ص56].

28) الأرنؤوط
قال في تعليقه على الحديث في مسند أحمد: لكن متن الحديثِ صحيح ورد من طرق كثيرة تزيد على ثلاثين صحابياً، قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ص8/ ج335: متنه متواتر.[أحمد بن حنبل، مسند أحمد، ج2/ ص71].

;