شاءت العناية الإلهية أن يحظى حديث الغدير بنقلٍ قلَّ أن يوجد له نظير، فقد ﺯاﺩت طرقه ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻓﻲ النقل واﻟﺘﻮاﺗﺮ، ﻭﺑﻠﻎ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﻭاﻟﺠﻼء والشهرة، ﻓﻼ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ولا تردد؛ وما ذلك إلا ليكون للباحثين الصادقين بداية الطريق للوصول إلى معرفة الحق وسلوك سبيل النجاة.
ﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﻤزة: ﻻ ﻳﻮﺟﺪ قطُّ ﻧﻘﻞٌ ﺑﻄﺮقٍ ﺑﻘﺪﺭ ﻫﺬﻩ اﻟﻄﺮﻕ؛ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ أصلاً ﻣﺘﺒﻌﺎً ﻭﻃﺮﻳﻘﺎً ﻣﻬﻴﻌﺎً.[اﻹﻣﺎﻡ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﻤﺰﺓ، اﻟﺸﺎﻓﻲ، ج1/ ص117].
ولذلك فقد سلَّم بثبوته علماء المسلمين، ونصُّوا على تواتره، وألَّفوا فيه الكتب، بل إنَّه صار من ضروريَّات الدين، وصار التشكيك في ثبوته كالتشكيك في المسلَّمات.
ﻗال الهادي بن إبراهيم الوزير عليه السلام: ﻣَﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺧﺒﺮ اﻟﻐﺪﻳﺮ، ﻓﻘﺪ ﺃﻧﻜﺮ ﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ؛ ﻷﻧﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷﺧﺒﺎﺭ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮﺓ ﺻﺤﺔ ﺧﺒﺮ اﻟﻐﺪﻳﺮ، ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ﻭﺣﻨﻴﻦ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷﺧﺒﺎﺭ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮﺓ، ﻛﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻜﺔ ﻭﺷﺒﻬﻬﺎ، ﻓﻤﻦ ﻧﺎﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺧﺒﺮ اﻟﻐﺪﻳﺮ، ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺟﻮاﺑﺎً؛ ﻷﻧﻪ ﺳﻮﻓﺴﻄﺎﻱ.[الهادي الوزير، نهاية التنويه ص78].
ومع كل هذا نرى من يشكك في تواتر حديث الغدير، ويدعي بأنه مما لا يُستدل به على إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام؛ وذلك أن هذا الحديث آحادي، ومسألة الإمام لا تكفي فيها الأحاديث الأحادية، وإنما تحتاج إلى أدلة قطعية؛ إذ لا بد فيها من اليقين؛ وبلا شك أن هذا التشكيك لا يصدر إلا ممن لم يتتبع طرق الحديث، أما من يتتبع طرق الحديث فسيعلم يقينا أنه متواتر ومقطوع بصدوره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورواه عنه الجمع الغفير من الصحابة، بل هو في أعلى درجات التواتر.
وهنا سننقل بعض من صرَّح من العلماء المشتغلين بعلم الحديث بتواتره:
★ شمس الدين الذهبي
قال في تاريخ الإسلام: ومعنى هذا التشيع حب علي وبغض النواصب، وأن يتخذه مولى، عملاً بما تواتر عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: «من كنت مولاه فعلي مولاه».[الذهبي، تاريخ الإسلام، ج14/ ص338].
وقال في سير أعلام النبلاء: هذا حديث حسن، عال جداً، ومتنه فمتواتر.[الذهبي، سير أعلام االنبلاء، ج8/ ص335].
وقال في تذكرة الحفاظ رأيت مجلدا من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق.[الذهبي، تذكرة الحفاظ، ج2/ ص203].
وقال في سير أعلام النبلاء أيضاً: جمع طرق حديث غدير خم، في أربعة أجزاء، رأيت شطره، فبهرني سعة رواياته، وجزمت بوقوع ذلك.[الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج14/ ص277].
★ ابن كثير الدمشقي
قال نقلاً عن الذهبي: وصدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاله، وأما: اللهم وال من والاه فزيادة قوية الإسناد.[ابن كثير، البداية والنهاية، ج5/ ص214].
★ جلال الدين السيوطي
أورد حديث الغدير في كتابين له خصصهما لذكر الأحاديث المتواترة، هما:
1- كتاب الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة ﻋﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎً.
2- كتاب الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة.
ونقل حكم السيوطي على حديث الغدير بالتواتر عدد من المحدثين؛ منهم:
1- العلامة المناوي في التيسير.[المناوي، التيسير بشرح الجامع الصغير، ج2/ ص442].
2- العلامة العزيزي في السراج المنير.[العزيزي، السراج المنير، ج3/ ص360].
3- ابن حمزة الحراني في البيان والتعريف.[ابن حَمْزَة الحسيني، البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف، ج2/ ص230].
★ العجلوني في كشف الخفاء
قال: رواه الطبراني وأحمد والضياء في المختارة عن زيد بن أرقم وعلي وثلاثين من الصحابة بلفظ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فالحديث متواتر أو مشهور.[العجلوني، كشف الخفاء، ج2/ ص274].
★ الزبيدي في لقط اللآلئ المتناثرة
عده في كتابه هذا من المتواتر، وقال: رواه واحد وعشرون صحابياً.[الزبيدي، لقط اللآلئ المتناثرة، ص205].
★ الكتاني في نظم المتناثر
ذكره عن خمسة وعشرين صحابياً، وقال: وممن صرح بتواتره أيضاً المناوي في التيسير نقلاً عن السيوطي وشارح المواهب اللدنية، وفي الصفوة للمناوي.[الكتاني، نظم المتناثر، ص195].
★ ابن الجزري محمد بن محمد الدمشقي الشافعي
قال: هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة ، متواتر عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وهو متواتر أيضاً عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رواه الجم الغفير ، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا إطلاع له في هذا العلم .
ثم أورد أسماء سبعة وعشرين صحابياً ممن رووا الحديث.[ابن الجزري، مناقب الأسد الغالب علي بن أبي طالب، ص12].
★ ضياء الدين المقبلي
قال: ومن شواهد ذلك ما ورد في حق علي كرم الله وجهه في الجنة وهو على حدته متواتر معنى، ومن أوضحه معنى وأشهره رواية حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه وفي بعض رواياته زيادة: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وفي بعض زيادة: وانصر من نصره واخذل من خذله وطرقه كثيرة جداً، ولهذا ذهب بعضهم إلى أنّه متواتر لفظاً فضلاً عن المعنى.
ثم قال نعم فإن كان مثل هذا معلوماً وإلَّا فما في الدنيا معلوم. [اﻟﻤﻘﺒﻠﻲ، اﻷﺑﺤﺎﺙ اﻟﻤﺴﺪﺩﺓ، ص244].
★ زين الدين المُناوي الشافعي
صرح بتواتره في كتاب الصفوة، وقال في فيض القدير عند شرح الحديث نقلاً عن السيوطي وقال المصنف: حديث متواتر.[المناوي، فيض القدير، ج6/ ص217].
★ الملا علي القارئ
قال في المرقاة: والحاصل أنَّ هذا حديث صحيح لا مرية فيه ، بل بعض الحفاظ عدَّه متواتر، إذ في رواية لأحمد أنَّه سمعه من النبي صلى الله عليه وآله ثلاثون صحابياً وشهدوا به لعلي لمَّا نوزع أيام خلافته.[علي القاري، المرقاة في شرح المشكاة، ج5/ ص568].
★ أبو القاسم الفضل بن محمد
نقل كلامه وأقره تلميذه ابن المغازلي الشافعي فقال:
قال أبو القاسم الفضل بن محمد: هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحو من مائة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة، تفرد علي عليه السلام بهذه الفضيلة، ليس يشركه فيها أحد.[ابن المغازلي، مناقب علي، ج1/ ص71].
★ الألباني
قال بعد أن ذكر بعض طرق الحديث:
ذكرت وخرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام علىأسانيدها بصحة الحديث يقيناً، وإلا فهي كثيرة جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، قال الحافظ ابن حجر: منها صحاح ومنها حسان وجملة القول أن حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه، بل الأول منه متواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلم كما ظهر لمن تتبع أسانيده وطرقه، وما ذكرت منها كفاية.[ناصر الدين الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، ج4/ ص343].
★أبو حامد محمد الغزالي
قال: ﻟﻜﻦ أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع، وهو يقول:((من كنت مولاه فعلي مولاه)). فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مولى.[أبو حامد الغزالي، ﺳﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ص10].
★ اﺑﻦ اﻷﻣﻴﺮ اﻟﺼﻨﻌﺎﻧﻲ
قال: وحديث الغدير متواتر عند أكثر أئمة الحديث، ثم قال عده الشيخ المجتهد نزيل حرم الله ضياء الدين صالح بن مهدي المقبلي في الأحاديث المتواترة التي جمعها في أبحاثه، وهو من أئمة العلم والتقوى والإنصاف، ومع إنصاف الأئمة بتواتره فلا يمل بإيراد طرقه بل يتبرك ببعض منها.[الصنعاني، الروضة الندية، ص187].
ﻭﻗﺎﻝ في توضيح الأفكار: وأخرجه أئمة لا يأتي عليهم العد عن جماعة من الصحابة وقد عده أئمة من المتواتر.[الصنعاني، توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار، ج1/ ص219].
وقال: ومن ذلك أي المتواتر حديث من كنت مولاه فعلي مولاه فإن له مائة وخمسين طريقاً، قال العلامة المقبلي بعد سرد بعض طرق هذا الحديث ما لفظه: فإن لم يكن هذا معلوماً فما في الدنيا معلوم، وجعل هذا الحديث في الفصول من المتواتر لفظاً وكذلك حديث المنزلة وهو قوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى.." الحديث، وعدها ابن الإمام في شرح الغاية من المتواتر معنى، وأقر الجلال كلام الفصول في تواتر حديث الغدير ولم يسلمه في حديث المنزلة وإنما قال: إنه صحيح مشهور لا متواتر.[ابن الأمير الصنعاني، إجابة السائل شرح بغية الآمل، ص99].
وقال في كتابه إسبال المطر: قال الحاكم أبو سعيد: "حديث الموالاة، وحديث غدير خم رواه جماعة من الصحابة وتواتر النقل به حتى دخل في حد التواتر".
وذكر محمد بن جرير: حديث غدير خم وطرقه من خمسة وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه "كتاب الولاية" وصنف الذهبي جزءا في طرقه وحكم بتواتره، وذكر أبو العباس ابن عقدة - حديث غدير خم من مائة وخمسين طريقا وأفرد له كتاباً.[ابن الأمير الصنعاني، إسبال المطر، ص199].
★ مجموعة من المحققين لكتاب المطالب العالية
وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه" حديث متواتر، نص على تواتره عدد من الأئمة الكرام منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله، فقد قال في الفتح (7/ 93)، وأما حديث: "من كنت مولاه فعلي مولاه" فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب.
وكذا قال القسطلاني في المواهب اللدنية (3/ 365).
ونقله المناوي في فيض القدير (6/ 218)، عن الحافظ ابن حجر.
وذكره الكناني في نظم المتناثر (194)، كتاب المناقب (232)، وذكر أن السيوطي رحمه الله أورده في الأزهار من حديث عدد من الصحابة رضي الله عنهم، وسقاهم، وزاد عليهم فبلغوا خمسة وعشرين صحابيا قال: وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي رضي الله عنه لما نوزع أيام خلافته.
والحاصل أن الحديث متواتر فيكون حديث جابر رضي الله عنه صحيحا لغيره لشواهده، والله أعلم.[مجموعة من الباحثين في رسالة جامعية تنسيق د سعد الشثري الناشر دار العاصمة، بحاشية المطالب العالية محققاً، ج16/ ص96].
★ الحاكم الجشمي
قال: ﻭﺣﺪﻳﺚ اﻟﻤﻮاﻻﺓ ﻭﻏﺪﻳﺮ ﺧﻢ ﻗﺪ ﺭﻭاﻩ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻭﺗﻮاﺗﺮ اﻟﻨﻘﻞ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻮاﺗﺮ.[اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﺠﺸﻤﻲ، تنبيه الغافلين ص105].
★ سبط ابن الجوزي الحنفي
قال: اتَّفق علماء السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي من حجة الوداع، في الثامن عشر من ذي الحجة، جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرون ألفاً، وقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) الحديث، نص على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة.[سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص30].
★ محمد بن محمد الغزي في إتقان ما يحسن
قال: متواتر ومشهور.[إتقان ما يحسن، ج2/ ص621].
★ محمد مبين
قال في وسيلة النجاة: وأكثر الأحاديث المذكورة في هذا الباب من المتواترات كحديث: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى »، وحديث: «أنا من علي وعلي مني، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».[محمد مبين، وسيلة النجاة، ص104].
★ شعيب الأرنؤوط
قال في تعليقه على مسند أحمد:
قوله " من كنت مولاه فعلي مولاه " لها شواهد كثيرة تبلغ حد التواتر.[مسند احمد، تحقيق شعيب الارنؤوط، ج1/ ص330].
★ الشيخ حامد بن علي بن إبراهيم بن عبد الرحمن العمادي
عدَّه في الأحاديث المتواترة، ويرويه كما - قال في أول كتابه - من عشرة مشايخ فأكثر نقلا عن الترمذي والبزار وأحمد والطبري وأبي نعيم وابن عساكر وابن عقدة وأبي يعلى.[حامد العمادي، الصلاة الفاخرة، ص 49].
★ شهاب الدين أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق الحضرمي
قال: وأما حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه. فتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من رواية نحو ستين شخصاً.[أبو الفيض الحضرمي، تشنيف الآذان، ص108].