مقدمة
هل تحتاج الشمس إلى تعريف؟! وهل نحتاج إلى إثبات أن هذا الضوء الذي يملأ الآفاق مصدره الشمس؟!
ذلك شأن حديث المنزلة المشهور المتواتر؛ ولولا أن المقصود هو جملة التوثيق سداً لأفواه المعرضين والمتعصبين، الذين لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يتخلقوا بآداب الحلم، لما احتجنا لذكر روايات ومقامات هذا الحديث.
كتب أوردت الحديث
ورد الحديث في كثير من الكتب الحديثية وغيرها، وهنا سنقتصر على عدد من هذه الكتب، وهي:
مسند الإمام زيد بن علي 2- مجموع القاسم بن إبراهيم 3- الأحكام في الحلال والحرام 4- المجموعة الفاخرة 5- مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان 6- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 7- أمالي المرشد بالله 8- صحيح مسلم 9- صحيح البخاري 10- فتح الباري لابن حجر العسقلاني 11- ذخائر العقبى للمحب الطبري 12- مروج الذهب للمسعودي 13- فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 14- مسند أحمد بن حنبل 15 صحيفة علي بن موسى الرضا 16- أمالي الإمام أبي طالب.
وهنا سنتطرق إلى تفصيل هذه الروايات، فنذكرها كما رويت في كتبها:
الكتاب الأول:
المجموع الفقهي والحديثي المسمى بـ(مسند الإمام زيد) (ج1 / ص298) رقم (649):
حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: ((لما حضرت غزوةٌ دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعا زيداً وجعفراً فعرض على جعفرٍ أن يستخلفه على المدينة وأهله فأبى وحلف أنْ لا يتخلف عنه؛ فتركه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم عرض ذلك على زيدٍ فاستعاذه من ذلك فأعاذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم دعاني فذهبت لأتكلم، فقال لي: لا تتكلم حتى أكون أنا الذي آذن لك، فاغرورقت عيناي فلما رأى ما بي أذن لي، فقلت: يا رسول الله خلالٌ ثلاثٌ ما لي منهن غنا، قال: وما ذاك؟ قلت: يا نبي الله، والله ما أملك شيئاً، وما عندي شيءٌ، وما بي غنًا عن سهمٍ أصيبه مع المسلمين فأعود به عليّ وعلى أهل بيتك، وأما الأخرى فما بي غنًا عن أن أطأ موطئاً يغيظ الكفار ولا أقطع وادياً ولا يصيبني ظمأٌ ولا نصبٌ ولا مخمصةٌ في سبيل الله ليكتب الله لي به أجراً حسناً، وأما الثالثة فإني أخاف أن تقول قريشٌ ما أسرع ما خذل ابن عمه ورغب بنفسه عن نفسه)).
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني مجيبٌ في جميع ما قلت، أما ما ترجو من السهم فإنه قد أتانا بهارٌ من فلفلٍ فبعه واستنفع به حتى يرزقك الله عز وجل من فضله، وأما رغبتك في أجر المخمصة والنصب في سبيل الله أفما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وأما قولك أن قريشاً ستقول ما أسرع ما خذل ابن عمه فقد قالوا لي أشد من هذا، قالوا: إني ساحرٌ وكذابٌ فما ضرني ذلك شيئاً)).
الكتاب الثاني:
وفي مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام - (ج2/ ص74):
وما كان في أقواله المشهورة المعلومة فيه، كقوله: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه) . وكقوله: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) . و (أنت قاضي ديني ومنجز وعدي) .
الكتاب الثالث:
وفي كتاب الأحكام للإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم (ج1/ ص38):
وفيه يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
الكتاب الرابع:
وفي المجموعة الفاخرة (ج1/ ص67):
وفيه يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي)).
الكتاب الخامس:
وفي مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي عدة روايات سنوردها هنا، وسيكون ترتيبها على حسب ترتيب نتائج البحث:
(1) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص224 و225 و226 و227):
محمد بن سليمان قال: حدثنا حمدان بن عبيد النوا قال: حدثنا مخول بن إبراهيم النهدي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسن ويحيى بن عبد الله عن أبيهما عن جدهما:
الصحابي: (علي بن أبي طالب عليه السلام)
عن علي بن أبي طالب قال: لما خطب أبو بكر قام ابي بن كعب يوم الجمعة وكان أول يوم من شهر رمضان فقال: يا معشر المهاجرين الذين هاجروا إلى الجنان واتبعوا مرضاة الرحمان واثنى عليهم الله في القرآن ويا معشر الانصار الذين تبوؤا الدار والايمان ويا من أثنى الله عليهم في القرآن تناسيتم أم نسيتم أم بدلتم أم خذلتم أم غيرتم أو عجزتم! ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى طاعتك واجبة على من بعدي كطاعتي في حياتي غير أنه لا نبي بعدي))! أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((أوصيكم بأهل بيتي خيرا فقدموهم ولا تتقدموهم وأمروهم ولا تتأمروا عليهم))! أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((أهل بيتي منازل الهدى والدالون على الله))! أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لعلي: ((يا علي أنت الهادي لمن ضل))! أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((علي المحيي لسنتي ومعلم أمتي والقائم بحجتي وخير من أخلف بعدي وسيد أهل بيتي وأحب الناس إلي طاعته من بعدي كطاعتي على امتي))! أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يول على علي أحدا منكم و ولّاه في كل غيبته عليكم! أو لستم تعلمون أن منزلهما واحد ورحلهما واحد ومتاعهما واحد وأمرهما واحد! أو لستم تعلمون أنه قال: ((إذا غبت عنكم وخلفت فيكم عليا فقد خلفت فيكم رجلا كنفسي))! أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل موته جمعنا في بيت فاطمة ابنته فقال: ((إن الله قد أوحى إلى موسى: أن اتخذ من أهلك أخا فاجعله نبيا وأجعل أهله لك ولدا وأطهرهم من الآفات وأخلعهم من الذنوب. فاتخذ موسى هارون وولده فكانوا ائمة بني إسرائيل من بعده والذي يحل لهم في مساجدهم ما يحل لموسى. الا وإن الله أوحى إلي أن اتخذ عليا أخا اتخذ كموسى هارون أخا، [كما اتخذ موسى هارون أخا] واتخذ ولده ولدا فقد طهرتهم كما طهرت ولد هارون. الا إني ختمت بك النبيين فلا نبي بعدي فهم الائمة الهادية! أفما تفقهون؟ أفما تبصرون؟ أما تسمعون ؟ ضربت عليكم الشهاب فكأن مثلكم مثل رجل في سفر اصابه عطش شديد حتى خشي أن يهلك فلقي رجلا هاديا بالطريق فسأله عن الماء فقال: أمامك عينان إحداهما مالحة والاخرى عذبة فإن اصبت المالحة ضللت وهلكت وإن اصبت العذبة هديت ورويت. فهذا مثلك أيتها الامة المهملة كما زعمت وأيم الله ما أهملك لقد نصب لكم علما يحل لكم الحلال ويحرم عليكم الحرام فلو اطعتموه ما اختلفتم ولا تدابرتم ولا تقابلتم ولا تبرأ بعضكم من بعض فوالله إنكم بعده لمختلفون في أحكامكم وإنكم بعده لناقضون عهد رسول الله صلى الله عليه وآله سلم وإنكم على عترته لمختلفون متباغضون إن سئل هذا عن غير ما يعلم افتى برأيه وإن سئل هذا عما يعلم ؟ افتى برأيه ولقد هديتم فتحاربتم. وزعمتم أن الاختلاف رحمة ! ؟ هيهات ابى ذلك كتاب الله عليكم يقول الله تبارك وتعالى: ((ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)) [آل عمران/ 105] ثم أخبرنا باختلافهم فقال: ((ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)) [هود/ 119] اي خلقهم للرحمة وهم آل محمد وشيعته سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((يا علي أنت وشيعتك على الفطرة وسائر الناس منهم براء)) فهلا قبلتم من نبيكم كيف وهو يخبركم بانتكاصكم وينهاكم عن صدكم عن خلاف وصيه وأمينه ووزيره وأخيه ووليه أطهركم قلبا وأعلمكم علما وأقدمكم إسلاما وأعظمكم غناء عن رسول الله صلى الله عليه وآله أعطاه تراثه وأوصاه بعدته واستخلفه على أمته ووضع سره عنده فهو وليه دونكم وأحق به منكم أكتعين شهيد الصديقين وأفضل المتقين وأطوع الامة لرب العالمين سلموا عليه بخلافة المؤمنين في حيات سيد المسلمين وخاتم المرسلين وقد أعذر من أنذر وادي النصيحة من وعظ وبصر من عمى وتعاشى ردى فقد سمعتم كما سمعنا ورويتم كما روينا وشهدتم كما شهدنا.
(2) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص 249 و250 و251)
قال محمد بن سليمان: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا عبادة بن زياد قال: حدثنا كادح بن جعفر العابد. وحدثنا علي بن رجاء بن صالح قال: حدثنا الحسن بن الحسين العرني أيضا عن كادح عن عبد الله بن لهيعة المصري عن عبد الرحمان بن زياد الافريقي عن مسلم بن يسار:
الصحابي: (جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنه)
عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: لما قدم علي على رسول الله صلى الله عليه وآله بفتح خيبر قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لولا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في المسيح ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملا إلا أخذوا التراب من تحت قدميك ومن فضل طهورك فاستشفوا به ولكن حسبك بأن تكون مني وأنا منك ترثني وارثك وأنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وأنك تبرئ ذمتي وتقاتل على سنتي وأنك غدا في الآخرة أقرب الناس مني وأنك غدا على الحوض خليفتي وأنك أول من يرد الحوض علي وأنك أول من يكسى معي وأنك أول داخل الجنة من أمتي وأن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي اشفع لهم ويكونون غدا في الجنة جيراني وأن حربك حربي وأن سلمك سلمي وأن سرك سري وأن علانيتك علانيتي وأن سريرة صدرك كسريرتي وأن ولدك ولدي وأنك تنجز عداتي وأنك على الحق ليس من الامة أحد يعدلك ندي وأن الحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك وأن الايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي وأنه لم يرد على الحوض مبغض لك ولن يغيب محب لك غدا عني حتى يرد الحوض معك يا علي)). قال: فخر علي ساجداً ثم قال: الحمد لله الذي أنعم علي بالإسلام وعلمني القرآن وحببني إلى خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين إحسانا منه إليَّ وفضلا منه علَيَّ. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ((يا علي لولا أنت لم يعرف المؤمنون بعدي)).
(3) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1 / ص301 و302)
حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان الكوفي قال: حدثنا خضر بن ابان الهاشمي وأحمد بن حازم الغفاري ومحمد بن منصور المرادي قالوا: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن سعد الخفاف عن عطية العوفي:
الصحابي: (محدوج بن زيد الذهلي)
عن محدوج بن زيد الذهلي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آخى بين المسلمين ثم أخذ بيد علي فوضعها على صدره ثم قال: ((يا علي أنت اخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) ثم قال: ((أما علمت يا علي أن أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي فادني فأقوم عن يمين العرش في ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة ثم يدعى بأبينا إبراهيم فيقوم عن يمين العرش فيكسى حلة خضراء من حلل الجنة ثم يدعى بالنييين والمرسلين بعضهم على أثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش في ظله فيكسون حللا خضرا من حلل الجنة. الا وإني اخبرك يا علي أن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة ثم ابشرك يا علي أن أول من يدعى به من أمتي يوم القيامة يدعى بك لقرابتك مني ومنزلتك من ربي فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين، آدم و جميع من خلق الله من الانبياء والرسل يستظلون بظل لوائي يوم القيامة فتسير باللواء والحسن بن علي عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش فتكسى حلة خضراء من حلل الجنة ثم ينادي مناد من عند العرش: يا محمد نعم الاب أبوك وهو إبراهيم ونعم الاخ أخوك وهو علي. ألا وإني أبشرك يا علي أنك تكسى إذا كسيت وتحيا إذا حييت وتدعى إذا دعيت)).
(4) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1 / ص354 و355 و356)
محمد بن سليمان قال: حدثنا أبو أحمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك الكوفي عن علي بن قادم الكوفي قال: حدثنا الاعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس قال:
الصحابية: (أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها)
قلت لام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنك لتكثرين من (ال) قول الطيب في علي بن ابي طالب دون نساء النبي صلى الله عليه وآله فهل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله في علي شيئا لم يسمعه غيرك ؟ قالت: يا ابن عباس أما ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو أكثر مما أقدر أن أخبرك به ولكني أخبرك من ذلك بما يكفيك ويشفيك سمعته يقول في علي قبل موته بجمعة فإن زاد على جمعة فلن يزيد على عشرة أيام وهو يقول في بيتي قبل أن يتحرك إلى بيت عائشة وقبل أن يقطع الطواف على نسائه فدخل علي بن ابي طالب فسلم حفيا توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورد عليه معلنا كالمسرور بأخيه المحب له ثم قبض على يده فقال: أعلي؟. قال: نعم يا رسول الله. قال: ((يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة)). وبكى علي ولا يرفع بصره تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قالت أم سلمة: فقلت: يا رسول الله إلى من تكلنا وإلى من توصي بأمرنا ؟ قال: ((أكلكم إلى العزيز الغفار كما دعوتكم إليه وأوصي بكم إلى هذا ـ واشار إلى علي ـ
يا أم سلمة هذا هو الوصي على الاموات من أهل بيتي والخليفة على الاحياء في الدنيا وهو قريني في الجنة كما هو أخي في الدنيا وهو معي في الدرجة العليا.
اسمعي يا أم سلمة قولي واحفظي وصيتي واشهدي وأبلغي أن عليا هذا أخي في الدنيا والآخرة نيط لحمه بلحمي ودمه بدمي مني ابنتي فاطمة ومنه ومنها ولداي الحسن والحسن وعلي أخي وابن عمي ورفيقي في الجنة وهو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.
يا أم سلمة علي سيد كل مسلم إذ كان أولهم إسلاما وولي كل مسلم إذ كان اسبقهم إلى الايمان.
يا أم سلمة علي معدن كل علم إذ لم يتلوث بالشرك منذ كان.
يا أم سلمة علي يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بعدي.
يا أم سلمة قال لي جبرئيل يوم عرفة بعرفات: ((يا محمد إن الله باهى بكم في هذا اليوم فغفر لكم عامة وباها بعلي خاصة وعامة)).
يا أم سلمة علي إمامكم فاقتدوا به وأحبوه بعدي كحبي وأكرموه لكرامتي ما قلت هذا لكم من قبلي ولكن أمرت أن اقوله.
ثم قالت أم سلمة: يكفيك هذا يا ابن عباس ؟ فقلت: بلى يكفيني.
ثم قال ابن عباس: أما الناكثون فقوم بايعوا عليا بالمدينة ونكثوا بيعته بالبصرة والقاسطون عندنا هم معاوية واصحابه والمارقون أهل النخلة والنهروان.
قال ابن قادم: هذا الحديث سمعته عن الاعمش في سنة مائة وثمان وأربعين وكان عنده الحسن وابن عياش فقال الحسن: لم اسمع في الكوفة حديثا مثل هذا.
(5) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1 / ص458 و459)
محمد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن منصور المرادي قال: حدثنا عبادة بن زياد قال: حدثنا كادح بن جعفر العابد عن عبد الله بن لهيعة المصري عن عبد الرحمان بن زياد الافريقي عن مسلم بن يسار:
الصحابي: (جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنه)
عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: لما قدم علي على رسول الله صلى الله عليه وآله بفتح خيبر قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ((لولا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قال النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملا إلا أخذوا التراب من تحت قدميك ومن فضل طهورك فاستشفوا به ولكن حسبك بأن تكون مني وأنا منك وترثني وأرثك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
(6) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص471 و472)
حدثنا محمد بن منصور عن عباد بن يعقوب عن علي بن هاشم عن فطر بن خليفة عن عبد الله بن شريك: عن عبد الله بن رقيم قال: خرجت في ركب إلى المدينة فلقينا
الصحابي: (سعد بن مالك)
سعد بن مالك فقال: كونوا عراقيين كونوا كوفيين قال: وكنت من ادنى القوم إليه فقلت: إنا قوم كوفيون فقال: كيف تركتم الناس ؟ قال: قلت: بخير عن اي شأنهم تسأل ؟ قال: سمعتم صاحبكم - يعني عليا - يقول في شيئا ؟ فقلت: أما أن يشتمك فلا ولكن سمعته يقول: " اتقوا فتنة الاخينس" فقال: خنس الرجال كثير فقال: ؟ لا أزال أحب ذلك الرجل بعد ثلاث رأيتهن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
بعث النبي أبا بكر ببراءة فلما بلغ بعض الطريق بعث عليا فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تجد في نفسك فإنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني)).
قال: وسد النبي أبواب المسجد وأسكنه فيه فقال له العباس: يا رسول الله سددت أبوابنا وأسكنت عليا وهو من أحدثنا سنا ؟ ! فقال له النبي: ((ما أنا بالذي سددت أبوابكم وما أنا بالذي اسكنته)).
قال: وخرج النبي صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك وخلف عليا في أهله فقال: يا رسول الله أتخلفني وتخرج ؟ فقال (له): ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
(7) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص499)
محمد بن سليمان قال: حدثني محمد بن منصور قال: حدثنا عبادة بن زياد قال: حدثنا كادح بن جعفر العابد عن عبد الله بن لهيعة المصري عن عبد الرحمان بن زياد الافريقي عن مسلم بن يسار:
الصحابي: (جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنه)
عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
(8) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص501)
حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن سعد الخفاف عن عطية العوفي:
الصحابي: (محدوج بن زيد الذهلي)
عن محدوج بن زيد الذهلي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: ((يا علي أنت أخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
(9) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي - (ج1/ ص501)
حدثنا محمد بن منصور عن الحكم بن سليمان قال: أخبرنا محمد بن فضيل عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي:
الصحابي: (أبي سعيد الخدري)
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)).
(10) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1 / ص502)
حدثنا محمد بن منصور عن الحكم بن سليمان عن علي بن هاشم عن محمد بن عبد الله:
الصحابي: (سعد بن أبي وقاص)
عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)).
الصحابية: (أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها)
وقال سعد قلت لام سلمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى؟ قالت: أما مرة واحدة فلا، ولكن سمعته مرارا.
(11) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص502)
حدثنا محمد بن منصور عن عثمان بن ابي شيبة عن جعفر بن عون عن موسى الجهني: عن فاطمة ابنة علي قالت:
الصحابية (أسماء بنت عميس رحمها الله)
أخبرتني اسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)).
(12) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص503)
حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا جبارة بن المغلس عن إبراهيم بن ابي إسحاق عن صفوان بن عمرو عن سعيد بن المسيب:
الصحابي: (سعد بن أبي وقاص)
عن سعد بن ابي وقاص قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
(13) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص507 و508)
حدثنا محمد بن منصور عن عباد بن يعقوب عن علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن ابي رافع: عن عون بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه: قال: كنا جلوسا في بمسجد رسول الله صلى الله عليه وآله عام حج معاوية بن ابي سفيان ومعي عبد الله بن عباس وسعد بن ابي وقاص و عبد الله بن عمر فأتانا معاوية فسلم وقعد إلينا فاشمأز منه ابن عباس حين قعد إليه حتى عرف ذلك معاوية فقال له: يا ابن عباس كأنك مشمئز مني كأنك واجد عليّ أن طلبت بدم أمير المؤمنين عثمان وكنت أحق من طلب بدمه وأقواهم عليه؟
فقال له ابن عباس: وبما أنت أحق الناس؟
قال: أليس ابن عمي قتل وهو أمير المؤمنين؟
فقال ابن عباس: فهذا - وأشار إلى ابن عمر - أحق بالأمر منك قد قتل أبوه وهو خليفة - يعني ابن عمر - فقال له معاوية: قتل أباه مشرك وقتل ابن عمي المسلمون. فقال ابن عباس: فذاك اشر إذن.
قال: ثم التفت معاوية إلى سعد بن ابي وقاص فقال: يا سعد ما منعك أن تقاتل معي وتخرج إذ طلبت بدم أمير المؤمنين ؟
الصحابي: (سعد بن أبي وقاص)
فقال له سعد: أقاتل علي بن ابي طالب وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)).
فقال له معاوية: من سمع هذا معك ؟ فقال سعد: سمعته أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله.
فقال معاوية: قوموا بنا إليها فقمنا جميعا فدخلنا عليها فقال لها سعد: يا أم المؤمنين إني ذكرت لمعاوية أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)). فأنكر ذلك معاوية وقال: من سمعه معك فذكرتك فهل سمعت ذاك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
فقالت أم سلمة: أما مرة واحدة فلا ولكن سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله مرارا.
فقال معاوية لسعد أنت أظلم وأقل عذرا إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله وآله وسلم فلم تخرج إليه ولم تقاتل معه ولم تنصره فلو سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله لم أقاتله.
(14) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص508)
محمد بن منصور عن عباد عن محمد بن سليمان الاصبهاني عن عمرو بن قيس عن عكرمة بن خالد:
الصحابي: (سعد بن أبي وقاص)
عن سعد بن ابي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي في غزوة تبوك وخلفه: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)).
(15) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص509)
حدثنا محمد بن منصور عن عباد عن سعيد بن خثيم عن حرام بن عثمان عن أبي جابر وابي عتيق:
الصحابي: (جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه)
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: ((أما ترضى أنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
(16) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص509)
محمد بن منصور عن جبارة بن المغلس عن سعاد؟ عن الحسن بن عطية بن سعد العوفي قال: حدثني أبي عطية:
الصحابي: (أبي سعيد الخدري)
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن ابي طالب حين غزا غزوة تبوك: ((تخلف في أهلي؟)) فقال علي: ما تطاوعني نفسي أن أتخلف بعدك! قال: ((بلى فتخلف في أهلي)) قال: ما تطاوعني نفسي أن أتخلف بعدك! فقال: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) قال: بلى. فتخلف.
(17) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص510)
حدثنا محمد بن منصور عن جبارة بن المغلس عن إبراهيم بن ابي إسحاق: عن جعفر بن محمد
التابعي: (الإمام الباقر عليه السلام)
عن ابيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
(18) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص510)
حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الاحماني عن قيس بن الربيع عن سعد الخفاف عن عطية العوفي:
الصحابي: (محدوج بن زيد الذهلي)
عن محدوج بن زيد الذهلي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
(19) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص511)
محمد بن منصور عن عباد عن عمرو بن ثابت عن موسى الجهني عن فاطمة ابنة علي
الصحابية: (أسماء بنت عميس رحمها الله)
عن اسماء ابنة عميس قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)).
(20) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص512)
محمد بن منصور عن عباد عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن جده
الصحابي: (علي بن أبي طالب عليه السلام)
عن علي بن أبي طالب قال: خلفني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام غزوة تبوك على أهله فلما سار لبست سلاحي وخرجت حتى لحقته فقلت: يا رسول الله ما خلفتني في غزاة قط ولا مخرج غيرها؟ فقال لي النبي صلى الله عليه وآله: ((أما ترضى أن تكون خليفتي في أهلي وأكون خليفتك في أهلك! أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
(21) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص512)
حدثنا محمد بن منصور عن إسماعيل بن موسى عن زافر بن سليمان عن إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن ثعلبة:
الصحابي (سعد بن أبي وقاص)
عن سعد بن ابي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلف عليا في أهله ثم لحق به فقال له النبي: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
(22) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص512 و513)
محمد بن منصور عن عثمان بن ابي شيبة عن محمد بن الحسن الاسدي عن عبد العزيز بن ابي سلمة الماجشون عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب قال: أخبرني إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص
الصحابي (سعد بن أبي وقاص)
عن ابيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة. قال (سعيد): فلم ارض بقول إبراهيم حتى لقيت سعد بن ابي وقاص فقلت له: أنت سمعت هذا من رسول الله؟ قال: نعم وإلا فاصطكتا.
(23) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص513)
حدثنا محمد بن منصور عن غندر عن شعبة عن الحكم، عن مصعب بن سعد
الصحابي (سعد بن أبي وقاص)
عن سعد قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وآله عليا في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان؟ قال: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))
(24) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص513)
حدثنا محمد بن منصور عن عثمان عن عفان عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال:
الصحابي (سعد بن أبي وقاص)
قلت لسعد: إني اريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه؟
قال: لا تفعل يا ابن أخي إذا علمت أن عندي علما فسلني عنه ولا تهابني.
فقلت: قول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي حين خلفه على المدينة في غزوة تبوك؟
فقال سعد: نعم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا بالمدينة في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في الخالفة النساء والصبيان؟
قال: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)) قال: بلى يا رسول الله، قال سعد: فادبر عليٌّ مسرعا كأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع.
(25) مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص514)
محمد بن منصور عن عثمان بن وكيع عن فضيل بن مرزوق عن عطية بن سعد
الصحابي (أبي سعيد الخدري)
عن ابي سعيد أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))
وهناك المزيد من الروايات لحديث المنزلة في كتاب المناقب لمحمد بن سليمان رحمه الله فليراجع
الكتاب السادس:
شرح نهج البلاغة (المنقح) (ج5/ ص247 و248 و249)
قال نصر: وحدثنا عمرو بن سعد، وعمرو بن شمر، عن جابر، عن أبى جعفر، قال: قام على عليه السلام فخطب الناس بصفين فقال: الحمد لله على نعمه الفاضلة على جميع من خلق، من البر والفاجر، وعلى حججه البالغة على خلقه من أطاعه فيهم ومن عصاه، إن يرحم فبفضله ومنه، وإن عذب فبما كسبت أيديهم، وإن الله ليس بظلام للعبيد.
أحمده على حسن البلاء، وتظاهر النعماء، وأستعينه على ما نابنا من أمر الدنيا والآخرة، وأتوكل عليه وكفى بالله وكيلا.
ثم إنى أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، ارتضاه لذلك، وكان أهله، واصطفاه لتبليغ رسالته، وجعله رحمة منه على خلقه، فكان علمه فيه رؤوفا رحيما، أكرم خلق الله حسبا، وأجملهم منظرا، وأسخاهم نفسا، وأبرهم لوالد، وأوصلهم لرحم، وأفضلهم علما، وأثقلهم حلما، وأوفاهم لعهد، وآمنهم على عقد، لم يتعلق عليه مسلم ولا كافر بمظلمة قط، بل كان يظلم فيغفر، ويقدر فيصفح حتى مضى صلى الله عليه وسلم مطيعا لله صابرا على ما أصابه، مجاهدا في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وسلم، فكان ذهابه أعظم المصيبة على أهل الارض: البر والفاجر، ثم ترك فيكم كتاب الله يأمركم بطاعة الله، وينهاكم عن معصيته، وقد عهد إلى رسول الله عهدا فلست أحيد عنه، وقد حضرتم عدوكم، وعلمتم أن رئيسهم منافق، يدعوهم إلى النار، وابن عم نبيكم معكم، وبين أظهركم، يدعوكم إلى الجنة وإلى طاعة ربكم، والعمل بسنة نبيكم، ولا سواء من صلى قبل كل ذكر، لم يسبقني بصلاة مع رسول الله أحد، وأنا من أهل بدر، ومعاوية طليق [وابن طليق].
والله إنا على الحق وإنهم على الباطل، فلا يجتمعن على باطلهم وتتفرقوا عن حقكم حتى يغلب باطلهم حقكم، ((قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم)) [التوبة/ 14]، فإن لم تفعلوا يعذبهم بأيدي غيركم.
فقام أصحابه، فقالوا: يا أمير المؤمنين، انهض بنا إلى عدونا وعدوك إذا شئت، فو الله ما نريد بك بدلا، بل نموت معك، ونحيا معك.
فقال لهم: والذي نفسي بيده، لنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أضرب بين يديه بسيفي هذا، فقال: ((لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي)) وقال لي: ((يا على أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) ((وموتك وحياتك يا علي معي))، والله ما كذب ولا كذبت، ولا ضل ولا ضللت ولا ضل بي ولا نسيت ما عهد إلي، وإني على بينة من ربي وعلى الطريق الواضح، ألفظه لفظا.
ثم نهض إلى القوم، فاقتتلوا من حين طلعت الشمس حتى غاب الشفق الاحمر، وما كانت صلاة القوم في ذلك اليوم إلا تكبيرا.
الكتاب السابع:
الأمالي الشجرية (ج1/ ص109)
قال: أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن مرثد البوشجي، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا إسماعيل بن صبيح، قال: حدثنا أبو إدريس عن محمد بن المنكدر
الصحابي (جابر بن عبد الله رضي الله عنه)
عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنته)).
الكتاب الثامن:
صحيح مسلم (ج12/ ص127)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ كُلُّهُمْ عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْمَاجِشُونِ وَاللَّفْظُ لِابْنِ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا يُوسُفُ أَبُو سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ
الصحابي (سعد بن أبي وقاص)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: ((أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي))
قَالَ سَعِيدٌ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَ بِهَا سَعْدًا فَلَقِيتُ سَعْدًا فَحَدَّثْتُهُ بِمَا حَدَّثَنِي عَامِرٌ فَقَالَ أَنَا سَمِعْتُهُ فَقُلْتُ آنْتَ سَمِعْتَهُ فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ فَقَالَ نَعَمْ وَإِلَّا فَاسْتَكَّتَا.
صحيح مسلم (ج12/ ص128)
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عن
الصحابي (سعد بن أبي وقاص)
قَالَ: خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَقَالَ ((أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي))
صحيح مسلم (ج12/ ص129)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ قَالَا حَدَّثَنَا حَاتِمٌ وَهُوَ ابْنُ إِسْمَعِيلَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ
الصحابي (سعد بن أبي وقاص)
فَقَالَ أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَلَنْ أَسُبَّهُ لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ ادْعُوا لِي عَلِيًّا فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ } دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي.
الكتاب التاسع:
صحيح البخاري (ج12/ ص42)
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدٍ قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ
الصحابي (سعد بن أبي وقاص)
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى
صحيح البخاري (ج13/ ص325)
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ
الصحابي (سعد بن أبي وقاص)
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ وَاسْتَخْلَفَ عَلِيًّا فَقَالَ أَتُخَلِّفُنِي فِي الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ قَالَ: أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي.
الكتاب العاشر:
فتح الباري شرح صحيح البخاري لإبن حجر العسقلاني (ج11/ ص5)
قَوْله : ( أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُون مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُون مِنْ مُوسَى )
أَيْ نَازِلًا مِنِّي مَنْزِلَة هَارُون مِنْ مُوسَى ، وَالْبَاء زَائِدَة . وَفِي رِوَايَة سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ سَعْد " فَقَالَ عَلِيّ : رَضِيت رَضِيت " أَخْرَجَهُ أَحْمَد ، وَلِابْنِ سَعْد مِنْ حَدِيث الْبَرَاء وَزَيْد بْن أَرْقَم فِي نَحْو هَذِهِ الْقِصَّة " قَالَ : بَلَى يَا رَسُول اللَّه ، قَالَ : فَإِنَّهُ كَذَلِكَ " وَفِي أَوَّل حَدِيثهمَا أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ لِعَلِيٍّ " لَا بُدّ أَنْ أُقِيم أَوْ تُقِيم ، فَأَقَامَ عَلِيّ فَسَمِعَ نَاسًا يَقُولُونَ : إِنَّمَا خَلَّفَهُ لِشَيْءٍ كَرِهَهُ مِنْهُ ، فَاتَّبَعَهُ فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ " الْحَدِيث ، وَإِسْنَاده قَوِيّ . وَوَقَعَ فِي رِوَايَة عَامِر بْن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص عِنْد مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَة لِسَعْدٍ : مَا مَنَعَك أَنْ تَسُبّ أَبَا تُرَاب؟ قَالَ: أَمَا مَا ذَكَرْت ثَلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَلَنْ أَسُبّهُ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيث وَقَوْله: " لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَة رَجُلًا يُحِبّهُ اللَّه وَرَسُوله وَقَوْله: " لَمَّا نَزَلَتْ ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) دَعَا عَلِيًّا وَفَاطِمَة وَالْحَسَن وَالْحُسَيْن فَقَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي. وَعِنْد أَبِي يَعْلَى عَنْ سَعْد مِنْ وَجْه آخَر لَا بَأْس بِهِ قَالَ لَوْ وُضِعَ الْمِنْشَار عَلَى مَفْرِقِي عَلَى أَنْ أَسُبّ عَلِيًّا مَا سَبَبْته أَبَدًا
الكتاب الحادي عشر:
ذخائر العقبى للطبري (ج1 / ص58)
الصحابي (عمر بن الخطاب)
وعن عمر رضى الله عنه قال كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة إذ ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منكب علي بن أبى طالب فقال: ((يا على أنت أول المؤمنين إيمانا وأنت أول المسلمين إسلاما وأنت منى بمنزلة هارون من موسى)).
ذخائر العقبى للطبري (ج1/ ص63)
عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلى: ((أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدى)) أخرجه البخاري ومسلم.
وعنه قال خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله خلفتني في النساء والصبيان؟, فقال: ((أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدى)) خرجه مسلم وأبو حاتم.
وفى رواية أخرجها ابن إسحق أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما نزل الجرف طعن رجال من المنافقين في أخرة على وقالوا: إنما خلفه استثقالا فخرج علي فحمل سلاحه حتى أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجرف فقال: يا رسول الله ما تخلفت عنك في غزاة قط قبل هذه قد زعم ناس من المنافقين أنك خلفتني استثقالا؟ قال: ((كذبوا ولكن خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في أهلي أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا نه لا نبي بعدي)).
الكتاب الثاني عشر:
مروج الذهب (ج1/ ص354)
وحدث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، عن محمد بن حميد الرازي، عن أبي مجاهد، عن محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، قال: لما حج معاوية طاف بالبيصَ ومعه سعد، فلما فرغ انصرف معاوية إلى دار الندرَة، فأجلسه معه على سريره، ووَقَعَ معاوية في علي وشَرَعَ في سَبَّه، فزحف سعد ثم قال: "أجلستني معك على سريرك ثم شرعت في سب علي، واللهّ لأن يكون فيَّ خصلة واحدة من خصال كانت لعلي أحب إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.
واللّه لأن أكون صهراً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن لي من الولد ما لعلي أحب إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.
والله لأن يكون رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، قال لي ما قاله يوم خيبر ((لأعطيَنَّ الراية غداً رجلاً يحبه اللّه ورسوله ويحب اللهّ ورسوله ليس بِفَرَّار، يفتح اللهّ على يديه)) أحب إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.
واللهّ لأن يكون رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال لي ما قال له في غزوة تبوك: ((ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) أحبُّ إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، وأيم الله لا دخلت لك داراً ما بقيت، ثم نهض".
الكتاب الثالث عشر:
فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (ج1/ ص435)
حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي ، قثنا وكيع قثنا فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي
الصحابي (أبي سعيد الخدري)
عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي)).
فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (ج2 / ص437)
حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الرزاق قال : أنا معمر ، عن قتادة ، وعلي بن زيد بن جدعان ، قالا : نا ابن المسيب قال : حدثني ابن لسعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال : فدخلت على سعد فقلت : حديث حدثته عنك ، حدثنيه حين استخلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا على المدينة ، قال : فغضب سعد وقال : من حدثك به ؟ فكرهت أن أخبره أن ابنه حدثنيه فيغضب عليه ، ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليا على المدينة ، فقال علي : يا رسول الله ، ما كنت أحب أن تخرج وجها إلا وأنا معك ، فقال: ((أوما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي)).
فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (ج2/ ص438)
حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي ، نا سفيان بن عيينة ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)) ، قيل لسفيان : ((غير أنه لا نبي بعدي)) ، قال : نعم .
فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (ج2/ ص484)
حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي ، قثنا محمد بن جعفر ، نا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت إبراهيم بن سعد يحدث ، عن سعد ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي : ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى))
فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل - (ج2/ ص485)
حدثنا عبد الله قال : حدثني أبي ، قثنا أبو سعيد قال : نا سليمان بن بلال حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن ، عن عائشة بنت سعد ، عن أبيها ، أن عليا خرج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى جاء ثنية الوداع ، وعلي يبكي يقول : تخلفني مع الخوالف؟ فقال : ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا النبوة)).
فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (ج3 / ص19)
حدثنا إبراهيم ، حدثنا حجاج بن المنهال قال : نا حماد ، يعني : ابن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب قال : قلت لسعد بن مالك : إني أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه ، قال : فقال : لا تفعل يا ابن أخ ، إذا علمت أن عندي علما فسلني عنه ولا تهبني ، فقلت: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي حين خلفه في المدينة في غزوة تبوك ، فقال علي: يا رسول الله ، تخلفني في الخالفة في النساء والصبيان ؟ قال : ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)) قال : بلى ، فرجع مسرعا كأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع .
فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (ج3/ ص63)
حدثنا عبد الله قثنا حسين بن محمد الذارع قثنا عبد المؤمن بن عباد قال : نا يزيد بن معن ، عن عبد الله بن شرحبيل
الصحابي (زيد بن أبي أوفى)
عن زيد بن أبي أوفى قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده ، فذكر قصة مؤاخاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ، فقال علي ، يعني للنبي صلى الله عليه وسلم : لقد ذهبت روحي ، وانقطعت ظهري ، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من سخط علي ، فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((والذي بعثني بالحق ، ما أخرتك إلا لنفسي ، فأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي)) ، قال : وما أرث منك يا رسول الله ؟ قال : ((ما ورث الأنبياء قبلي))، قال : وما ورث الأنبياء قبلك ؟ قال : ((كتاب الله ، وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصر في الجنة ، مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي ـ ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ ((إخوانا على سرر متقابلين)) ، المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض)).
فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (ج3/ ص70)
حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي ، نا أبو نعيم الفضل بن دكين ، نا الحسن بن صالح بن حي ، عن موسى الجهني ، عن فاطمة بنت علي ،
الصحابية (أسماء بنت عميس)
عن أسماء بنت عميس ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه ليس بعدي نبي)).
وهناك غير هذه الروايات في كتاب الفضائل.
الكتاب الرابع عشر:
مسند أحمد بن حنبل -(ج22/ ص387)
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ
الصحابي (أبو سعيد الخدري)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ ((أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي))
مسند أحمد بن حنبل (ج29/ ص160)
حَدَّثَنَا شَاذَانُ أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ
الصحابي (جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنْ يُخَلِّفَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا يَقُولُ النَّاسُ فِيَّ إِذَا خَلَّفْتَنِي قَالَ فَقَالَ: ((مَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ)) أَوْ ((لَا يَكُونُ بَعْدِي نَبِيٌّ))
مسند أحمد بن حنبل (ج55/ ص34)
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ فَقَالَ لَهَا رَفِيقِي أَبُو سَهْلٍ كَمْ لَكِ قَالَتْ سِتَّةٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً قَالَ مَا سَمِعْتِ مِنْ أَبِيكِ شَيْئًا قَالَتْ
الصحابية (أسماء بنت عميس)
حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ ((أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ))
الكتاب الخامس عشر:
صحيفة علي بن موسى الرضا (ج1/ ص73 و74)
وبإسناده قال حدثني أبي عن علي بن الحسين قال حدثتني أسماء بنت عميس قالت قبلت جدتك فاطمة بالحسن والحسين فلما ولد الحسن جاء النبي فقال يا أسماء هات ابني فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَآلهِ وسَلَّمَ) وقال يا أسماء أ لم أعهد إليكم ألا تلفوا المولود في خرقة صفراء فلففته في خرقة بيضاء ودفعته إليه فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم قال لعلي بأي شي ء سميت ابني هذا قال علي ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله وقد كنت أحب أن أسميه حربا فقال النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَآلهِ وسَلَّمَ) وأنا لا أسبق باسمه ربي عز وجل فهبط جبريل (ع) فقال يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك علي منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك فسم ابنك هذا باسم ابن هارون فقال النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَآلهِ وسَلَّمَ) وما اسم ابن هارون يا جبريل قال شبر فقال النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَآلهِ وسَلَّمَ) لساني عربي قال سمه الحسن قالت أسماء فسماه الحسن فلما كان يوم سابعه عق عنه النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَآلهِ وسَلَّمَ) بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذ كبش وحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقا وطلى رأسه بالخلوق ثم قال يا أسماء الدم فعل الجاهلية قالت أسماء فلما كان بعد حول من مولد الحسن ولد الحسين فجاء النبي فقال يا أسماء هلمي هات ابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ووضعه في حجره وبكى قالت أسماء قلت فداك أبي وأمي مم بكاءك قال من ابني هذا قلت إنه ولد الساعة قال يا أسماء تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي ثم قال يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنها قريبة عهد بولادة ثم قال لعلي بأي شيء سميت ابني هذا قال (ع) ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله وقد كنت أحب أن أسميه حربا فقال رسول الله (صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَآلهِ وسَلَّمَ) ما كنت لأسبق باسمه ربي عز وجل فأتاه جبريل (ع) فقال الجبار يقرأ عليك السلام ويقول علي منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك سم ابنك هذا باسم ابن هارون قال (ع) وما اسم ابن هارون قال شبير فقال (صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَآلهِ وسَلَّمَ) لساني عربي قال سمه حسين فسماه الحسين ثم عق عنه يوم سابعه بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذ كبش وحلق رأسه وتصدق بوزن شعره ورقا وطلى رأسه بالخلوق ثم قال الدم فعل الجاهلية.
الكتاب السادس عشر:
أمالي أبي طالب (ع) (ج1/ ص45 و46)
حدثنا محمد بن عمر الدينوري، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد السني، قال: حدثني محمد بن جرير، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن المعلى بن زياد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن الحكم، عن مصعب بن سعد
الصحابي (سعد بن أبي وقاص)
عن أبيه، قال، قال لي معاوية: أتحب علياً؟ قال، قلت: وكيف لا أحبه، وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، يقول له: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي)) ولقد رأيته بارز يوم بدر، وهو يُحَمْحِم كما يحمحم الفرس، ويقول:
بازلُ عامين حَدِيثُ سني ... سنحنح الليل كأني جني
ثم قال: لمثل هذا ولدتني أمي، فما رجع حتى خضب سيفه دماً.
أمالي أبي طالب (ع) (ج1 / ص72)
أخبرنا أبي رحمه اللّه، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن سَلاَّم، قال: أخبرنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن راشد، قال: حدثنا أبو معمر، عن عبد الله بن شريك العامري، عن أبيه، عن جندب بن عبد الله الأزدي،
الصحابي الصادق المصدق (أبو ذر الغفاري رضي الله عنه)
قال: شهدت أبا ذر رضي اللّه عنه وهو آخذ بحلقة باب الكعبة، يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، يقول لسلمان حين سأله: من وصيك؟ فقال: ((وصيي وأعلم من أخلف بعدي: علي بن أبي طالب)).
وسمعته يقول حين أخرج الناس من المسجد، وأسكن علياً: ((إن علياً مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))، ثم قال: رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: ((ألا إن رجالاً وَجِدوا من إسكاني علياً، وأخراجهم بل اللّه أسكنه وأخرجهم)).
تعليقات على حديث المنزلة
مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي (ج1/ ص510)
محمد بن منصور عن عباد بن يعقوب عن سلم بن وضاح قال: كنا عند محمد بن عبد الله فسأله معلى بن سليمان عن قول النبي صلى الله عليه وآله " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " اي شيء أراد به ؟ قال: (أراد به أن) يطاع من بعده كما يطاع النبي في حياته.
الغارة السريعة لردع الطليعة (ج1/ ص553)
قال ـ يريد عبد الله بن الإمام الهادي القاسمي ـ ورواه الهادي عليه السلام في الأحكام، والقاسم في الكامل المنير، والمؤيد بالله، والحسن بن يحيى في الجامع الكافي، قال: - أي الحسن بن يحيى - وهذا خبر مشهور تلقته الأُمة من غير تواطؤ، وقال المنصور بالله القاسم بن محمد: وهو متواتر مجمع على صحته.
مجمع الفوائد للإمام مجد الدين المؤيدي (ج1/ ص205)
الحمد لله وحده، قد اعترف هؤلاء الحفَّاظ بوجه دلالة النصوص على الخلافة كما يقوله أهل البيت عليهم السلام ومن وافقهم، وما ذكروه من وفاة هارون عليه السلام لا يصلح شبهة فضلاً عن حجة، فإن موته قبل موسى عليه السلام لا يؤثر في استحقاقه لخلافته قطعاً وشركته في الأمر، والمعلوم بالنص القرآني حيث جعله شريكه في أمره، وحيث كان أحق الخلق بمقامه، أنه لو عاش لكان هو خليفته، وقد نزل علياً عليه السلام في هذا الاستحقاق وفي هذه الفضيلة منزلته، وهو لفظ عام بدلالة الاستثناء، وقد أكد كونه في جميع منازله باستثنائه للنبوة، وقد دل دلالة قاطعة أنه لو كان بعده صلى الله عليه وآله نبي لكان علي نبياً، فكيف يجوز أن يستحق مقامه صلى الله عليه وآله وسلم غيره، وهذا واضح، ولعمر الله إن مثل ذلك لا يخفى على هؤلاء النُّظَّار، ولكن لِهَوى النفوس سريرة لا تعلم.
والحق أبلج والبرهان متضح .... وبيننا محكم التنزيل والسور
مجمع الفوائد للإمام مجد الدين المؤيدي (ج1/ ص272)
وكخبر المنزلة الذي قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيه: (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيء بعدي )). وقد استوفينا طرق روايته وغيره، وأوضحت _أنه صلى الله عليه وآله وسلم قاله لعلي عليه السلام في اثني عشر مقاماً لا في غزوة تبوك فحسب_ في لوامع الأنوار وقد رواه جميع أهل الصحاح والسنن وغيرهم، واعترف ابن حجر بدلالته على الإمامة كما تقوله الشيعة، قال: لولا أن هارون مات قبل موسى عليهما السلام، وقد أجيب عليه بما فيه كفاية، وأن ذلك لا يمت إلى الدلالة بصلة إذ الفرض بيان الاستحقاق لجميع منازله من موسى لا أن يكون كهارون من كل وجه، ومن منازله أنه أحق بالأمر وأفضل الأمة إلى غير ذلك مما أفاده عموم المنزلة لدلالة الاستثناء، ولأنها جنس مضاف وهي من صيغ العموم كما قرر في الأصول إلى غير ذلك من الأخبار النبوية كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((وهو وليكم من بعدي )) وغير ذلك من سائر الدلالات والإشارات مما لا يحاط به كثرة كتاباً وسنة ولعمر الله إنها لا تخفى على أمثال هؤلاء العلماء، ولكن كما قيل:
نعرف الحق ثم نعرض عنه… ونراه ونحن عنه نميل
لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار للإمام مجد الدين المؤيدي (ج1/ من ص96 إلى ص100)
[الكلام على خبر المنزلة ـ مخرجوه ـ تواتره]
هذا، وقد نزل الله سيد الوصيين، وأخا سيد النبيين، من ابن عمه سيد المرسلين، ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ بمنزلة نفسه كما نطق به الذكر المبين، وبمنزلة هارون من موسى، على لسان المصطفى، - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -، كما تواترت به الأخبار عند جميع المسلمين، وهو قوله ـ صلوات الله عليه وعلى آله وسلامه ـ: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) هكذا رواه الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي عن آبائه ـ صلوات الله عليهم ـ.
وقال الإمام الهادي إلى الحق القويم، يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم - عليهم الصلاة والتسليم -: وفيه يقول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))، وفي ذلك دليل على أنه قد أوجب له ما كان يجب لهارون مع موسى، ما خلا النبوة؛ وهارون - صلوات الله عليه - فقد كان يستحق مقام موسى، وكان شريكه في كل أمره، وكان أولى الناس بمقامه، إلى آخر كلامه.
وآل محمد ـ صلوات الله عليهم ـ من قَبْل الإمامين الأعظمين ومن بعدهما وما بينهما، مجمعون على ذلك، محتجون بما هنالك.
وأما سائر فرق الأمة، فقال الإمام الحجة، المنصور بالله عبد الله بن حمزة (ع): فيه من الكتب المشهورة عند المخالفين أربعون إسناداً، من غير رواية الشيعة، وأهل البيت. انتهى.
وقال الحاكم: هذا حديث المنزلة، الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرجته بخمسة آلاف إسناد. انتهى.
ورواه ابن أبي شيبة، ورواه في مسند أحمد بعشرة أسانيد، ومسلم من فوق سبع طرق، ورواه البخاري، في صحيحيهما، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم صاحب المستدرك، والطبراني، والخطيب، والعقيلي، والشيرازي، وابن النجار.
وعلى الجملة، الأمر كما قال الإمام الحجة، عبد الله بن حمزة (ع): والخبر مما علم ضرورة، انتهى.
قال السيد الإمام الحسين ابن الإمام (ع) في شرح الغاية بعد سياق رواياته من كتب المحدثين: واتفق الجميع على صحته، حتى صار ذلك إجماعاً منهم.
قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حد التواتر.
[الرواة من الصحابة لحديث المنزلة]
قال ابن الإمام: وقد رواه عدد كثير من أصحاب رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، منهم: علي، وعمر، وسعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة، وابن عباس، وابن جعفر، ومعاوية، وجابر بن عبدالله، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، ومالك بن الحويرث، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس؛ وأخرجه ابن المغازلي في مناقبه عن سعد بن أبي وقاص من اثني عشر طريقاً، وعن أنس وابن عباس وابن مسعود، ومعاوية بن أبي سفيان. انتهى.
قلت: وقد ساق الإمام المنصور بالله (ع)، في الشافي طرقه من كتب العامة، بما فيه كفاية؛ وفي إحدى الطرق المسندة ما نصه: سأل رجل معاوية عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فإنه أعلم.
إلى قوله: قولك فيها أحب إلي من قول علي.
فقال: بئس ما قلت ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلاً كان رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ يُغِرُّ العلم غراً، ولقد قال له رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي))؛ ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيأخذ عنه؛ ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه شيء قال: هاهنا علي.
قم لا أقام الله رجليك.
ومحى اسمه من الديوان.
ومناقبٌ شهدَ العدوُّ بفضلها .... والحق ما شهدت به الأعداءُ
إلى قول الإمام (ع): وما ظهر منه من تعظيم علي (ع)، فبلطف من الله؛ لتكون الحجة عليه وعلى أتباعه؛ فما عذره عند الله في سب رجل هذه حاله. انتهى.
هذا، وقد تكرر من رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ البيان، بكون أمير المؤمنين (ع) منه بمنزلة هارون من موسى بن عمران (ع)، بالأفعال والأقوال، في مقامات جامعة كثيرة، ومقالات واسعة غزيرة.
[فائدة في دلالة الاستثناء على العموم]
وهذا الكلام الشريف النبوي، قد أوجب لسيد الوصيين، من سيد النبيين، كل منزلة كانت لهارون من موسى ـ صلوات الله عليهم وسلامه ـ إلا ما استثناه وهو النبوة؛ والاستثناء دليل العموم؛ إذ هو الإخراج من الحكم، والإرادة لما هو داخل بمقتضى الدلالة، فهو قرينة عدم الإرادة، ولا يرد عليه الاستثناء المنقطع؛ إذ هو خلاف الأصل بالاتفاق، ولا الاستثناء من المحصور بالعدد، ولام العهد؛ إذ موجب الدخول قد حصل في المحصور بالحصر فلا عموم.
وأما ما لا حصر فيه فلا يدخل حتى يصح إخراجه إلا بالشمول، فثبت العموم كما قرر ذلك أرباب التحقيق في محله من الأصول، والله ولي التوفيق.
وأيضاً هذه الصيغة مفيدة للعموم وضعاً؛ إذ هي جنس مضاف إلى معرّف، وقد فَهِمَ عموم المنازل، واستحقاق أعلا المناقب وأعظم الفضائل، أعلامُ الأئمة وعلماء الأمة في الأواخر والأوائل.
ومنها: الشركة في الأمر، كما هو نص الكتاب، وورد في السنة الشريفة في أشرف خطاب.
ومن الأدلة التي يعلم بها قصد العموم: ما ذكرناه سابقاً من تكرر وروده، في مقامات صدوره ووروده.
قال الإمام الحجة، المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع)، جواباً على صاحب الخارقة، لما قال: إنه (ع) استخلف علياً على المدينة، كما استخلف موسى هارون على قومه عند خروجه إلى الطور: والجواب: أنا لم نستدل بسبب استخلافه على المدينة.
إلى قوله: والعمومات لا يجوز قصرها على الأسباب، فإذا كان هكذا فالسبب الذي أورده لا يؤثر في الدليل على وجه من الوجوه، وعلى أن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، لم يقل هذا القول لأمير المؤمنين (ع) في ذلك الوقت فقط؛ بل أتت الروايات أنه قاله في مواطن كثيرة، وأحوال مختلفة، حتى روى بالإسناد يبلغ به ابن عباس، قال: بينما النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ قاعداً، إذ أقبلت فاطمة تبكي؛ ونسق الحديث بطوله إلى أن قال لها النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((أما ترضين أن علياً مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
ومنها في رواية أخرى عن ابن عباس: أن النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم - قال لأم سلمة: ((يا أم سلمة، هذا لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى؛ يا أم سلمة، هذا أخي في الدنيا وقريني في الجنة، تزول الجبال الراسيات ولا يزول عن دينه)).
ومنها: أنه قال ذلك يوم خيبر.
وذكر الصاحب الجليل كافي الكفاة أن النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -، ذكر ذلك في تسعة مواضع؛ فعلمنا أن الاعتبار بعموم اللفظ؛ لأن روايته غير مقصورة على سبب واحد.
إلى قوله: هي مطلقة من غير مراعاة سبب، وعلى أن علياً (ع) ذكر ذلك يوم الشورى من غير سبب، وفي رواية الفقيه: رواه بعد قتل عثمان، فوجب أن يكون الاعتبار بعموم اللفظ. انتهى.
[مقامات خبر المنزلة]
ونشير ـ بإعانة الله تعالى ـ إلى تعيين ما تيسر من مقامات الخبر؛ لبيان ذلك، ولما يتضمن كل مقام من الحجج والدلائل؛ وإن كانت فضائله - صلوات الله عليه - بحراً ليس له ساحل؛ ولقد أحسن صاحب الهمزية حيث يقول:
كل لفظ له ابتدأت به استو .... عب أخبار الفضل منه ابتداء
والترتيب هذا في الذكر لا في الوقوع.
فالأول: ما تقدم في تبوك.
الثاني والثالث: ما أشار إليهما الإمام (ع)، في خبري فاطمة وأم سلمة ـ رضوان الله عليهما ـ؛ وقد رُويا عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بطرق كثيرة.
الرابع: ما رواه ابن عباس ـ أيضاً رضي الله عنهما ـ، أنه قال: قال عمر بن الخطاب: كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب، فإني سمعت رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ يقول في علي ثلاث خصال، لأن يكون لي واحدة منهن، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس:
كنت أنا، وأبو بكر، وأبو عبيدة بن الجراح، ونفر من أصحاب رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -، والنبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ متكئ على علي بن أبي طالب، حتى ضرب بيده على منكبيه، ثم قال: ((ياعلي أنت أول المؤمنين إيماناً، وأولهم إسلاماً))، ثم قال: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وكذب عليَّ من زعم أنه يحبني ويبغضك))، أخرجه الحسن بن بدر في ما رواه الخلفاء، والحاكم في الكنى، والشيرازي في الألقاب، وابن النجار؛ أفاده ابن الإمام (ع) في شرح الغاية.
قال ـ أيده الله ـ في التخريج: فكيف يقول عمر: أحب إلي مما طلعت...إلخ؟ وقد شارك علياً من هو دون عمر عند الناس.
وقال في موضع آخر: وقد استخلف النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، كثيراً من الصحابة عند مغيبه على المدينة.
إلى قوله: ولم يرو في أحد منهم عن النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، ما روي في علي من المنزلة؛ فلو لم يكن المراد إلا الاستخلاف على المدينة حال غيبته ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، لم يكن لتخصيص علي وجه؛ إذ قد شاركه البقية من الصحابة، ولم يكن لقول عمر....إلخ، وكذا قول سعد: لن أسب علياً مهما ذكرت خصالاً؛ وعدّ منها قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((أنت مني بمنزلة هارون، إلخ)).
قلت: وكذا إيراد أمير المؤمنين (ع) له في مقامات الاحتجاج، كما في خبر المناشدة.
وقول علي بن الحسين (ع): ما خالف علياً أحد فسعد ولا رشد؛ وكيف لا يكون كذلك وهو من محمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ بمنزلة هارون من موسى (ع)؟! رواه الإمام المنصور بالله (ع) بسنده إلى الباقر عن أبيه (ع).
وقول علي بن الحسين أيضاً: فمن هذا الذي هو من رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ بمنزلة هارون من موسى؟!! وهل كان في بني إسرائيل بعد موسى مثل هارون؟...إلخ، رواه عنه محمد بن سليمان من ثلاث طرق.
وقول شعبة بن الحجاج: فهارون أفضل أمة موسى، فيكون علي (ع) أفضل من كل أمة محمد ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، صيانة لهذا النص الصريح الصحيح ـ يعني خبر المنزلة ـ، رواه الكنجي، واستدل به جميع العترة المطهرة، الإمام الأعظم زيد بن علي فمن بعده ـ صلوات الله عليهم ـ على الإمامة كما ذلك معلوم.
هذا، وكذا قول الحسن البصري فيه ـ صلوات الله عليه ـ: ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع: ايتمانه على براءة، وما قال له في غزاة تبوك؛ فلو كان غير النبوة شيء يفوته لاستثناه، وقول النبي - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -: ((الثقلان كتاب الله وعترتي))، وأنه لم يُؤمّر عليه أمير قط، وقد أُمّرت الأمراء على غيره؛ رواه في شرح النهج مع رواية أخرى عن الحسن ذكر منها براءته عن الانحراف، وفيها: ما أقول فيه؟ كانت له السابقة، والفضل، والعلم، والحكمة، والفقه، والرأي، والصحبة، والنجدة، والبلاء، والزهد، والقضاء، والقرابة؛ إن علياً كان في أمره علياً، رحم الله علياً، وصلى عليه.
قال الراوي: فقلت: يا أبا سعيد، تقول: صلى عليه لغير النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم؟.
فقال: رحِّم على المؤمنين إذا ذكروا، وصل على النبي وآله؛ وعلي خير آله.
قلت: هو خير من حمزة وجعفر؟.
قال: نعم.
قلت: وخير من فاطمة وابنيها؟.
قال: نعم، والله إنه خير آل محمد كلهم، ومن يشك أنه خير منهم، وقد قال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((وأبوهما خير منهما)).
إلى قوله: وقد قال ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ لفاطمة: ((زوجتك خير أمتي)) فلو كان في أمته خير منه لاستثناه؛ ولقد آخى رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ بين أصحابه، فآخا بين علي ونفسه، فرسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ خير الناس نفساً، وخيرهم أخاً.
إلى قوله: يا ابن أخي، احقن دمي من هؤلاء الجبابرة.
رواه ابن أبي الحديد عن الشيخ أبي جعفر الإسكافي قال: ووجدته في كتاب الغارات لإبراهيم بن هلال الثقفي. انتهى.
وهذا شيء عرض، ولنا فيه غرض.
قال ـ أيده الله ـ: كرر النبي ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ ذكر ذلك، في مواطن ويقول لعلي: ((أما ترضى)) وكيف يرضيه بأمر قد شاركه فيه من هو دونه؟ إن هذا لبين، وإنما العناد لاحيلة له.
وعلى أصل الفقيه، يكون قوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((أما ترضى))..إلخ أي: أما ترضى أن تكون بمنزلة ابن أم مكتوم وسائر الصحابة؟!!
وكيف يرجع علي راضياً مستبشراً حتى أنه رجع ساعياً، ورؤي غبار قدميه ساطعاً، من شدة عدوه، كما في حديث أخرجه أحمد بن حنبل عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن مالك؛ ومحمد بن سليمان الكوفي كذلك؛ لأنه قد حصل له منزلة ابن أم مكتوم ونحوه؟!!
إن هذا من تحريف من قلبه مختوم، وعند الله تجتمع الخصوم. انتهى.
الخامس: في المقام الأعظم، والأمر المقدم، وذلك سبب نزول آية الولاية، ومن ألفاظ الرواية، ما رواه الإمام الحجة، المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) في الشافي مسنداً، قال: بينما عبدالله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ جالس على شفير زمزم يقول: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، إذ أقبل رجل معتم بعمامة، فجعل ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ لا يقول: قال رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، إلا وقال الرجل: قال رسول الله، فقال له ابن عباس: سألتك بالله من أنت؟
قال: فكشفَ العمامة عن وجهه وقال: يا أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري، أبو ذر الغفاري؛ سمعتُ رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ بهاتين وإلا فصمتا، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا، يقول: ((علي قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله)) أما إني صليت مع رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ يوماً من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء؛ وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله - صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم -، فلم يعطني أحد شيئاً؛ وكان علي راكعاً، فأومأ إليه بخنصره اليمنى، وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبي صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم، فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: ((اللهم إن موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي، أشدد به أزري، وأشركه في أمري؛ فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا } [القصص:35]، اللهم، وأنا محمد نبيك وصفيك، اللهم، فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي، علياً اشدد به أزري)).
قال أبو ذر: فما استتم رسول الله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ الكلمة، حتى نزل عليه جبريل (ع)، من عند الله، فقال: يا محمد، اقرأ.
قال: وما أقرأ؟
قال: اقرأ: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)} [المائدة]. انتهى.
رواه (ع) من تفسير الثعلبي، ورواه الحاكم الحسكاني عن أبي ذر.
وروى ما في هذا الحديث من الدعاء بزيادة ((وأشركه في أمري)) محمد بن سليمان بسنده إلى أسماء بنت عميس، عنه صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم.
وأخرجه عنها أحمد بن حنبل؛ ذكره الأمير في شرح التحفة؛ أفاده في التخريج.
قلت: وروى الإمام (ع) نحو حديث أبي ذر عن ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه: ((واجعل لي وزيراً من أهلي، علياً اشدد به أزري، وأشركه في أمري)) ولم يذكر آية الولاية، وقال عقيب الدعاء: فأنزل الله تعالى على نبيه: {إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)} [مريم]، إلى قول الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ: ((إن القرآن أربعة أرباع، فربع فينا أهل البيت خاصة، وربع حلال، وربع حرام، وربع فرائض وأحكام)).
والله أنزل في علي كرائم القرآن. انتهى.
رواه في الشافي مسنداً.
ورواه ابن المغازلي، والفقيه حميد الشهيد، والحاكم الحسكاني، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
وقد ذكرت الكلام على هذه الآية الشريفة، وغيرها من الآيات والأخبار والآثار، في التحف الفاطمية ، شرح الزلف الإمامية، نفع الله تعالى بها بما فيه بلاغ لأولي الأبصار، فما أعدت الكلام هنا فيه على ما ذكر هنالك؛ فلأجل إفادة لم تسبق، أو لانسياق البحث إلى ذلك، والله ولي التوفيق، إلى أقوم طريق.
قال الإمام الحجة، المنصور بالله عبد الله بن حمزة (ع) في الشافي بعد ذكر الأسانيد: فقد اتفق الخاصة والعامة، على أن المراد بالآية علي بن أبي طالب (ع)؛ وهذا نص صريح في صحة إمامته (ع)، ووجوب خلافته عقيب الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ بلا فصل؛ لأنه رتب الولاية ثلاث مراتب: لله سبحانه، وللرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ، وللمتصدق بخاتمه وهو راكع، وذلك علي بن أبي طالب (ع)، فهو الولي النافذ التصرف في الأمة؛ كما يقال: هذا ولي المرأة وولي اليتيم.
إلى قوله: وقد شرك سبحانه مع ولايته وولاية رسوله ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ ثالثاً، وعينه تعييناً جلياً، وأشار إليه بإيتاء الزكاة في الركعة، إشارة متفقاً عليها من الخاص والعام، فثبت له من فرض الولاية، ما ثبت لله تعالى ولرسوله على كافة خلق الله تعالى. انتهى.