.
 
26-33-2018

نسب رسول الله الزكي
أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب [واسمه شيبة] بن هاشم [اسمه عمرو] بن عبد مناف بن قُصَي بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لُؤي بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النضر [هو قريش] بن كنانة بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بن إلياس بن مضر بن نَزَار بن معَد بن عدنان.

إرهاصات النبوة
سُئلَ رسُول الله صلوات الله عَليه وعلى آله ما كانَ أوّل بَدء أمرِك؟!.
فقالَ صلوات الله عَليه وعلى آله: ((دَعوَة أبي إبرَاهيم، وَبُشرَى عِيسَى، ورَأت أمّي أنّه خرَج مِنهَا نُورٌ أضَاءت مِنه قُصورُ الشّام)).

الصفَة الخلقية للنّبي العظيم
روى الإمام زيد بن علي, أن أمير المُؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال: ((كَانَ رَسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
 أبيض اللّون, مُشرَباً بحُمرة, أدعج العينين, سَبط الشعر, دقيق العِرْنِين, أسهَل الخَدّين, دَقيق المسرُبة, كَث اللِّحية, كان شعره معَ شحمَة أذنه إذا طَال, كأنّما عُنقه إبريق فضّة, لَه شَعر مِن لبّته إلى سُرّته، يجري كالقضيب، لَم يَكُن في صدره ولا في بطنه شَعر غيرُه، إلا نبذَات في صدرِه, شثن الكَفّ والقَدم, إذا مشى كأنّما يتقلّع مِن صَخر، ويَنحدر في صبب, إذَا التفتَ التفتَ جَميعاً, لَم يكن بالطّويل، ولا العَاجِز اللّئيم, كأنّما عَرَقُه اللؤلؤ، رِيح عَرقه أطيب مِنَ المِسك, لَمْ أرَ قَبلَه ولا بَعدَه مِثلَه صلى الله عليه وآله وسلم)).

مولد النور
ولد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في عام الفيل في شهر ربيع الأول، سنة (571) ميلادية, ـ قبل الهجرة بـ (53) عاماً ـ في عام (882) من تاريخ الإسكندر ذي القرنين عليه السلام.

فضل يوم الاثنين
قالَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله ـ في يومِ مَولدِه ، وقد سُئلَ عن صيامِ يوم الاثنين ـ : ((يومٌ وُلدتُ فِيه، وَيومٌ بُعثتُ فِيه، ويومٌ أُنزِلَ عَليّ فِيه)).
فيوم الاثنين هو اليوم الذي ولد وبعث وهاجر ودخل المدينة وقبض فيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

أخوة النبي من الرضاعة
لرسول الله ستّة أخوة من الرضاعة: أربعَة في مكّة: وهم عمّه الحمزَة بن عَبدالمطّلب، وشريح بن هانئ، وأبو سفيان بن الحارث بن عَبدالمطّلب، وأبو سلمَة بن عبد الأسَد المَخزومي، واثنان في الباديّة: أبو قرّة، وضمرَة بن حليمَة.

أبو طالب كافل النبي
حين حضرت جد النبي عبدالمطلب الوفاة وعمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثَمان سنين جمع بنيه وبنَاته، وهم عشرة بنين وست بنات.
فَقال: يا بَنيّ ويا بناتي، قد اعْتَلَلْتُ عِلَلاً كثيرة فما وجدت كهذه، فَإذا أنا مت ورَصفتم عَليّ الجَنادل وحثوتم علي التراب فأيكم يَكفل حبيبي محمّداً بعدي؟!.
فَمَا مِنهم أحَد إلاّ قال: أنَا أكفله.
فقامَ إليه ابنه الحَارث وقال: يَا أبتاه إنّا لا نَأمَن إذا كَفِلَه أحَدُنا أن لا يرضى محمّدٌ به.
وَقد كان رسول الله دَعاه عبد المطّلب فأجلسه، ثمّ عَرضهم عليه، وقَال: "أيْ بُني إنّي صائر إلى ما صار إليه الذين كَانوا قبلي، فَأيّ وَاحِدٍ مِن عُمومَتك تُحبّ أن يَكفلك، فهؤلاء هُم حُضورٌ , النّسَاء مِنهم والرّجال؟.
 فَجعل يَنظر إليهم في وُجوههم حتى أتى أبَا طالب فجَلس فِي حِجره، وقال: (يَا جد لا أُحب غيرَه).
فَقال عبد المطلب: "سُبحان الله مَا أردتُ يا عبد مناف غَيرَك للذي كَان بَينكَ وبَين أبيه, وَكان عَبْد الله وأبو طَالب والزبير وأم حكيم وأروى وعاتكة أمهم واحدة فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران من بني مخزوم وذلك الذي عَنىَ عبد المطلب".

مواقف للنبي قبل البعثة
ـ اشترك في حلف الفضول الذي شُكل لنصرة المظلومين.
ـ كان ينفر من عبادة الأصنام والذبح لها ويتعجب من أعمال المشركين ويستنكرها, ويهجرهم عند ذلك, ولذا كان يذهب إلى غار حراء.
ـ التعبد في غار "حراء", وكان يبقى فيه شهراً كاملاً في كل سنة.
ـ شارك النبي في بناء الكعبة, وحين اختلفت قريش فيمن يضع الحجر الأسود في مكانه, حكَّمت رسول الله, فحكم بأن يضعوا الحجر الأسود في ثوب, ثم تحمل كل قبيلة بطرف من الثوب, فرضوا بحكمه, ثم وضع الحجر الأسود في مكانه بيديه الشريفتين صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.
ـ كان النبي معصوماً قبل البعثة وبعدها من الكبائر والصغائر الذميمة.
ـ كان النبي يتعبد الله تعالى بالتوحيد والذكر والتفكر وبما كان عليه نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام مثل الحج والطواف وغيرها.
ـ كان النبي قبل البعثة إذا حج يقف بجبل "عرفة", وكانت قريش تقف "بمزدلفة".

زواج النبي بأم المؤمنين خديجة بنت خويلد
تزوّجها وهي ابنَة (40) سنَة، وعُمره صلوات الله عَليه وعلى آله (25) سنَة، ولم يتزوّج عليهَا حتّى ماتَت، وكانَت قد تزوّجت قبلَ ذلك عتيق بن عائذ بن مخَزوم، ثمّ تزوّجت أبا هالة بن النبّاش التّميمي، فولدَت لأبي هالة هِنداً.

عام الحزن
توفيت خديجة رضوان الله عليها وأبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكافله وناصره قبل الهجرة بثلاث سنوات, فسمى رسول الله ذلك العام عام الحزن.

أولاد رسول الله
ـ القَاسم، وبه يُكْنى، وهُو أكبر أولاده، توفي القاسم بعد النبوة في مكة المكرمة
ـ زَينب
ـ عَبدالله وهو الطّيب، ويُقال: الطّاهر، وُلِدَ بَعد النبوة ومَات صغيراً.
ـ أم كلثوم.
ـ فَاطمة توفيت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بستّة أشهُر وعمرها (28) سنَة، وقيل: أقل من ذلك وهُو الأصَحّ، وفي بعض الرّوايات أنّها أصغَر بنات النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله
ـ رقية وهؤلاء أولاد رسول الله من خديجَة بنت خويلد سلام الله عَليها.
ـ إبراهيم ولد في المدينَة وأمه ماريّة القبطيّة.
 

قصّة سُويد بن الحَارث مع رسول الله 
روي أنّ النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله عندمَا عادَ من الطّائف أتاه سُويد بن الحَارث وهُو من أشراف الطّائف، فقالَ له النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله: ((يَا سُويد انزعَ عَن عِبادَة الأصنَام، يَا سويد إنّ رَجُلاً مِن قَومِك يُقال لَه "عَوف" تَلسعه رتيلاء ـ وهي العنكبوت الكبيرة ـ فَيمُوت عِندَ المسَاء)). 
فرجَع سُويدٌ إلى قَومِه، فلمّا كَان وَقت المَساء لَسعَت ذَلكَ الرّجل رتيلاء فَقتلته، فَأقبَل سُويد إلى النّبي صلى الله عليه وآله وسلم مُسلمَاً, واشتدّ إسلامُه عَلى أهل مكة واعتَابُوا، وانصرَف سُويد يُريد الطّائف، فَبعث أبو سُفيان بن حَرب بغلامٍ له أسود يدعى رَيحان، خَلفَه ليَقتُله، فخرَج ولَحِقَ سُويداً بعَقبَة الطّائف، فدلّى عَليه حَجَراً فقتلَه رحمَة الله عليه, فقَال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((مَا لِرَيحَانَ قَطعَ الله يَده عَاجلاً))، فَاستقبَلَه جَمَل بمكّة لبني عوف فالتقمَ يَده اليُمنى حتّى قطعَها مِنَ المِرفَق، ولَم يُرَ قادمه حتّى مَات.

وفاة عبدالله والد النبي رضي الله عنه
مات عبد الله ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بطن أمه ابن أربعة أشهر، وقيل خمسَة أشهُر، وكان عُمر عبدالله (20) سنَة، وقيل: (19) سنةً.
وتوفي عبدالله في المدينة المنورة عند أخواله من بني النجار.
ورثته زوجته أمنة بنت وهب
عفا جانب البطحاء من ابن هاشم * * وجاور لحدا خارجا في الغماغم 
دعته المنايا بغتة فأجابها * * وما تركت في الناس مثل ابن هاشم 
عشية راحوا يحملون سريره * * يعاوره أصحابه في التزاحم
فإن يك غالته المنايا وريبها * * فقد كان معطاء كثير التراحم
قال محمد بن عمر الأسلمي رحمه الله تعالى: ترك عبد الله أم أيمن وخمسة أجمال وقطعة من غنم فورث ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيه.
وفاة آمنة بنت وهب أم النبي رضوان الله عليها
توفيت أم النبي وعمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (6) سنين, وكانت وفاتها في منطقة الأبْواء الواقعة بين مكة والمدينة أثناء عودتها من زيارة أخواله من بني النجار. 

من هي فاطمة بنت أسد؟
 فاطمَة بنت أسَد، هي أمّ الإمَام علي بن أبي طَالب (ع)، وقد عاش رسول الله في طفولته بعد وفاة أمه في رعايتها وأغدقت عليه من حنانها, وكانت له أماً بعد وفاة أمه, ولهذا عندما توفيت فاطمة بنت أسد كفّنها رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله في عمامتِه، وصلى عليها مكبراً (40) تكبيرة, ونزلَ في قبرهَا، و اضطجعَ في قبرهَا، ثمّ وضعها في اللّحد، ثمّ قرأ عليها آيَة الكُرسي، وقَال صلوات الله عَليه وعلى آله: ((اللهم اجعل من بين يديها نوراً، ومن خلفها نوراً وعن يمينها نوراً، وعن شمالها نوراً، اللهم املأ قلبها نوراً)).
وعندما كبّر عليها (40) تكبيرَة سألوه عن ذلك، فقال صلوات الله عَليه وعلى آله: ((كَان خَلفِي أربعُون صَفاً مِن الملائكة فَكبّرت لكلّ صَفٍّ تَكبيرَة))، وقالَ: ((إنّي كُنت يتيماً في حِجرِهَا فَأحسَنَتْ إليّ)) .

جد النبي عبدالمطلب في وجه أبرهة الحبشي
روي أن أبرَهَة عندما عزم على هدم الكعبة المشرفة, فلما صار على مسيرة يوم من مكة دعا برجل يقال له: "الأسود بن مقصود"، وأمره أن لا يترك لأهل مكة ثَاغِيَةً [أي شاة] ولا رَاغِيةً [أي ناقة] إلاّ اسْتَاقها.
فأقبل الأسود واستاق في ذلك (200) بعير لعبد المطلب، فبلغ عبد المطلب فخرج مع ابنه عبد الله ودخل عسكر أبرهة, فلقي رجلاً يقال له "ذو نفرٍ"، فاستعان به.
فقال له: مَا أقدر على شيء غير أن سائِس الفيل الأعظم صديق لي، فأنا أسأله تسهيل الإذن لك.
فقال عبدالمطلب: افعل.
فذهب إلى أنيس الحاجب، فقال له: إن هذا القادم من مكة سيد أهلها، ومطعم الناس بالسهل والوحش في قلال الجبال.
فدخل أنيس على أبرهة، فأذن لعبد المطلب في الدخول، فأقبل مع ابنه والفيل الأعظم واقف على الباب، فلما جاز عبد الله نظر الفيل إلى وجهه فخر ساجداً، فعجب من ذلك أنيس ومن على الباب.
فقال قس: لا تعجبوا من سجوده فإنه لم يسجد له، ولكن سجد للنور الذي في وجهه، وهو نور نبي عرفناه في الإنجيل.
ودخل عبد المطلب وابنه، فلما رآه أبرهة، نزل عن سريره، وجلس على بساط وأجلسهما معه.
وكان عبد المطلب وسيماً جسيماً، يهابه من رآه, فكره أن تراه الحبشة على سرير ملكه.
ثم كلم أبرهة فيما استاقوا له، فتبسم أبرهة وقال للترجمان: أخبره أنه لما دخل ملأ قلبي من هيبته، وظننته ذا عقل، إني إنما سرت لتخريب هذا البيت الذي هو شرفه ويكلمني في أباعره!
فقال عبدالمطلب: إن هذا البيت بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم عليه السلام وقد كاده غيره في الزمن الأول فكفى الله كيدهم، وله رب، وأما الإبل فأنا ربها.
فَلَمّا انْصَرَفُوا عَنْهُ انْصَرَفَ عَبْدُ الْمُطّلِبِ إلَى قُرَيْشٍ ، فَأَخْبَرَهُمْ الْخَبَرَ ، وَأَمَرَهُمْ بِالْخُرُوجِ مِنْ مَكّةَ ، وَالتّحَرّزِ فِي شَعَفِ الْجِبَالِ وَالشّعَابِ تَخَوّفًا عَلَيْهِمْ مِنْ مَعَرّةِ الْجَيْشِ ثُمّ قَامَ عَبْدُ الْمُطّلِبِ ، فَأَخَذَ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ ، وَقَامَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَدْعُونَ اللّهَ ويستنصرونه عَلَى أَبْرَهَةَ وَجُنْدِهِ فَقَالَ عَبْدُ الْمُطّلِبِ وَهُوَ آخِذٌ بِحَلْقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ: 
لَاهُمّ إنّ الْعَبْدَ يَمْنَعُ ... رَحْلَهُ فَامْنَعْ حِلَالَكْ
لَايَغْلِبَنّ صَلِيبُهُمْ ... وَمِحَالُهُمْ غَدْوًا مِحَالَكْ
إنْ كُنْتَ تَارِكَهُمْ وَقِبْلَتَنَا ... فَأَمْرٌ مَا بَدَا لَكْ

بداية نزول الوحي
نزل روح القدس جبريل الأمين عليه السلام إلى رسول الله يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، وفي بعض السير أنه في شهر رمضان, وعمره صلوات الله عليه وعلى آله (40) سنة.
وأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة (13) سنة، وفي المدينة (10)، ومات وهو ابن (63) سنة.

رسول الله يجهر بالدعوة
عندما نزل على رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله وسلم قولُ الله تعالى: ((فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ))، وقوله تعالى: ((وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ))؟!.
قال صلوات الله عَليه وعلى آله لعلي بن أبي طالب: ((يَا علي انطلق إلى بَني عبد المطلب، وعَبد شمس، وتميم، ومخزوم، وعدي، وكَعب، ولؤي، فاجمعهم إلى نبي الرّحمة، فإني أريد أن أكلّمهم وأبَلِّغَهم رسَالة رَبّي، وأقيم فيهم وَزيري وناصري لا يتقدّمه ولا يَتأخر عَنه إلاّ ظالم)). 
قال علي بن أبي طالب: "فأمرَ صلى الله عليه وآله وسلم بذبح شاة، فَانطلقتُ وجَمعتهم إليه، وهُم (60) رجلاً يزيدون أو يَنقصون رجلاً، فطعموا وشَبعوا بإذن الله وفضل مِن الطّعام أكثرُه، ثمّ قَال: ((يَا أيّها المَلأ مِن قُريش أتيتكُم بِعزّ الأبَد ومُلك الدّنيا والآخرة، فَأيّكم يُؤازرنُي ويبُايعني على أمري؟)), فَلم يُجيبوه، فقلتُ [أي عَلي بن أبي طَالب] وأَنَا أحدث القَوم سناً: أنَا يَا رَسُول الله. 
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم اشهَد أنّي وَازرته وخالَلْتُه، فَهُو وَزيري وخَليلى وأمينِي ووَصيّي والقَائمُ بَعدي))، فَقامُوا يَقولون لأبي طَالب: قَد ولّى عليك ابنك واتخذَه خَليلاً دونَك.

دور علي بن أبي طالب في الهجرة
ـ نام على فراش رسول الله.
ففي الرواية أن رسو ل الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام: ((نم على فراشي، واتشح ببردي هذا الحضرمي فنم فيه))، وكان رسول الله ينام في بردته تلك إذا نام.
ـ كان يجهز لرسول الله وهو في الغار الطعام والشراب.
ـ واستأجر ثلاث رواحل, للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأبي بكر ولدليلهم.
ـ خلفه رسول الله ليهاجر بأهل رسول الله وينقلهم إلى المدينة.
ـ أمره أن يؤدي عنه أماناته ووصاياه.
أم المؤمنين سَودَة بنت زَمْعَة
 بعد سنة من وفاة أم المؤمنين خديجة رضوان الله عليها تزوج رسول الله بسَودَة بنت زَمْعَة, وهي أول امرأة يتزوجها بعد خديجة عليها السلام.

خط سير الهجرة النبوية
في يوم الجمعة (27 صفر) خرج رسول الله صلوات الله عليه وعلى وآله وسلم من مكة إلى غار ثور, وقعد 3 أيام في الغار, وفي يوم الاثنين (1 ربيع الأول) خرج من الغار متوجهاً إلى المدينة المنورة "يثرب".
وفي يوم الاثنين  (8 ربيع الأول) وصل إلى قباء, على بني عمرو بن عَوف من الأنصَار.
ومكث فيها إلى يوم الجمعة (12 ربيع الأول) وفيه تحول إلى المدينة المنورة.

دخول رسول الله المدينة
دخلَ الرسول الاعظم المدينة المنورة (12) ربيعٍ الأوّل وقت الظهيرة.

خطوات النبي الأولى بعد وصوله المدينة
مكثَ الاثنين والثّلاثاء والأربعَاء والخميس في قبَاء، وأسّس مسَجدهُ هُناك, ثمّ ارتحلَ يوم الجُمعَة راكباً ناقَته فكانَ أشراف المدينَة يستقبلونَه ويطلبونَه أن ينزلَ عندَهم، فكانَ يقولُ: ((خلّوا سبيلَها إنّها مأمورَة))، فتخطّت النّاقَة بيوت الأنصَار من الأوس والخَزرَج حتّى أناخَت حيث مسجدُه صلوات الله عَليه وعلى آله اليَوم، فأسّس مسجدُه (ع) ومسكنَه، وقد كان يقيمُ وقتَها في دار أبي أيّوب الأنصَاري رضوان الله عَليه.
 رسول الله في دار أبي أيوب الأنصاري
 مكث رسول الله في دار أبي أيوب (75) يوماً, حتى انتهى من بناء مسجده (المسجد النبوي) وبنى عند مسجده مسكنه.
النبي يواخي بين الصحابة
في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة وفي بعض الروايات أن المؤاخاة كانت بعد (5) أشهر من الهجرة
آخى النبي بين أصحابه وهذه بعض صور المؤاخاة: 
ـ رسول الله وعلي بن أبي طالب أخوين
ـ حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة أخوين
ـ أبو بكر وخارجة بن زيد أبي زهير الخزرجي أخوين
ـ عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان أخوين
ـ عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك أخوين 
ـ أبو ذر الغفاري والمنذر بن عمرو أخوين
ـ سلمان الفارسي وأبو الدرداء أخوين.

زواج فاطمة الزهراء
زوج رسول الله فاطمة من علي بن أبي طالب في السنة الثانية من الهجرة, وقالَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله: ((إنّما أنَا بَشر مِثلكم أتزوجكم وأزوّجكم إلاّ فاطمَة علَيها السّلام، فإنّه نزل تَزويجها من السماء))، فلمّا زوّج رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله عليّاً بفاطمة عليهما السّلام، قال: ((جَمع الله شَمْلكُمَا، وأسعد جَدَّكما، وأخرَج مِنكُما كَثيراً طيباً))

نزول آية الجهاد
نزلت آية الجهاد ورسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في بيت أبي أيوب الأنصاري قبل أن يستقبل بناء مسجده ومسكنه.
أول سرية في الإسلام
في السنة الأولى أنفذ حمزة بن عبد المطلب ومعه زيد بن حارثة في ثلاثين راكباً في طلب مال لقريش وهي أول سرية كانت، فأصابوا منه بعضه وفاتهم أكثره.

الفرق بين السرية والغزوة والبعث
مجمل ما قام به رسول الله من ذلك: 27 غزوة، و 47 سرية، 12 بِعْثَة.
الغزوة: هي المعركة التي خرج فيها رسول الله 
السرية: هي التي المعركة التي لم يخرج فيها رسول الله بل أمَّرَ فيها أحد الصحابة
البعث: هو التي لم يحضر فيها النبي بنفسه لكن الفرق بينها وبين السرية أن السرية خروج للقتال والبعث خروج للدعوة.

غزوات النبي 
الغزوات التي وقع فيها قتال
بدر العظمى في رمضان 2هـ, وفيها استشهد عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف
غزوة بني قينقاع ( لم يذكرها في المصابيح)
أحد في شوال 3هـ, فيها استشهد أسدُ الله الحمزة بن عبد المطلب، و(70) من الشهداء الأبرار رضوان الله وسلامه عليهم، وظهر للوصي ذو الفقار.
جلاء بني النضير, في 4هـ (ذكرها في التحف)
الخندق، "يوم الأحزاب"
بنو قريظة في شوال مِنْ سنة أربع ( وحكي في التحف أنها في الخامسة
بنو المصطلق يوم المريسيع
 بنو لحيان في شعبان 5هـ
 خيبر من سنة ست ( في التحف السابعة)
 يوم الفتح في شهر رمضان 8هـ 
 حنين وحصار أهل الطائف في شوال من سنة 8هـ.
الغزوات التي لم يقع فيها قتال:
غزوة الأبواء
ذو العشيرة
 يوم بدر الموعد
غزوة غطفان
غزوة قرقرة الكدري 
غزوة بواط
غزوة بحران 
الحديبية السادسة
وتبوك 
 حمراء الأسد

الرسول يقدم أهله في كل معركة
قال الإمام محمد بن زيد بن علي بن الحسين: "ما لقي رسول الله جيشاً إلاّ بدأ بأهله، ولا بعث بعثاً إلاّ قدم أهل بيته".
يقول الإمام علي بن أبي طالب: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله) إذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَأَحْجَمَ النَّاسُ، قَدَّمَ أَهْلَ بَيْتِهِ فَوَقَى بِهِمْ أَصَحَابَهُ حَرَّ السُّيُوفِ وَالاْسِنَّةِ، فَقُتِلَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْر، وَقُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُد، وَقُتِلَ جعفر يَوْمَ مُؤْتَةَ"[نهج البلاغة /ص591].

شجاعة النبي الأعظم
قال الإمام علي في شجاعة رسول الله: " كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ"[نهج البلاغة / ص520].
فريضة الحج
في السنة (6) للهجرة نزلت فريضة الحج.

رحيل رسول الله إلى الرفيق الأعلى
عن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن أبيه عن جده عن أبيه عبد الله بن الحسن عليه السلام قال: لما نزلت سورة ?إِذَا جَاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ...? إلى آخرها، قال رسول الله: ((نُعِيَت إليّ نفسي))، وعرف اقتراب أجله ، فدخل منزله، ودعا فاطمة -عليها السلام- فوضع رأسه في حجرها ساعة، ثم رفع رأسه وقال: ((يا فاطمة، يا بنية، أشعرت أن نفسي قد نعيت إليّ))، فبكت فاطمة عند ذلك حتى قطرت دموعها على خد رسول الله، فرفع رأسه ونظر إليها، فقال: ((أما إنكم المستضعفون المقهورون بعدي، فلا تبكين يابنية، فإني قد سألت ربي أن يجعلك أول من يلحق بي من أهلي، وأن يجعلك سيدة نساء أمتي، ومعي في الجنة، فأُجِبْت إلى ذلك))، فتبسمت فاطمة عليها السلام عند ذلك، ونساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينظرنَ إليها حين بكت وتبسمت، فقال بعضهن: ما شأنك يا فاطمة، تبكين مرة وتبتسمين مرة؟
فقال رسول الله: ((دعن ابنتي))، فلما مضى النصف من صفر سنة إحدى عشرة، جعل رسول الله يجد الوجع والثقل في جسده حتى اشتد به الوجع في أول شهر ربيع الأول، واجتمع إليه أهل بيته ونساؤه، فلما رأت فاطمة أباها قد ثقل دعت الحسن والحسين، فجلسا معها إلى رسول الله، ووضعت خدّها على خد رسول الله، وجعلت تبكي حتى أخضلت لحيته ووجهه بدموعها، فأفاق صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد كان أغميَ عليه، فقال لها: ((يا بنية لقد شققت على أبيك))، ثم نظر إلى الحسن والحسين عليهما السلام فاستعبر بالبكاء، وقال: ((اللهم إني أستودعكهم وصالح المؤمنين، اللهم إن هؤلاء ذريتي أستودعكهم وصالح المؤمنين))، ثم أعاد الثالثة، ووضع رأسه.
فقالت فاطمة: واكرباه لكربك يا أبتاه.
فقال لها صلى الله عليه وآله وسلم: ((لاكرب على أبيك بعد اليوم))

لحظة الوداع
في يوم الإثنين، ربيع الأول سنة 11هـ شخص رسول الله بنظره فقال: "اللهم الرفيق الأعلى".
وقال الفضل لعلي: يا أبا الحسن، أغمض عين رسول الله وضمّ فاه، فوضع علي يده على فم رسول الله وقد خرجت نفسه من كف علي، فردها إلى لحيته وأراد أن يغمض عينيه، فأبصر عينيه قد غُمضتا، وضُم فوه، ويداه ورجلاه مبسوطتان، فإذا جبريل عليه السلام قد ولي ذلك منه، وهو في وسط البيت يسمعون حسَّه ولا يرونه.
علي بن أبي طالب يغسل رسول الله
عن ابن عباس، أن رسول الله لما اشتدت عليه علته وحُجِب عنه الرجال ثلاثاً، وخلا به النساء، فلما كان في اليوم الرابع فتح عينيه، وقال: ((ويحكن ادعون لي حبيبي وثمرة فؤادي)).
فقالت حفصة: ادعوا عمر، فدعي، ثم قال: ((ويحكن ادعونّ لي حبيبي وثمرة فؤادي)).
فقالت عائشة: ادعوا له أبا بكر، فدعي له.
فقال: ((ويحكن ادعونَّ لي حبيبي وثمرة فؤادي)).
فقالت فاطمة عليها السلام: ادعوا له زوجي علي بن أبي طالب، ما أراه يدعو غيره.
فدعي، فلما نظر إلى علي جَذبه، فاعتنقه وقبله، بين عينيه ثم قال: ((السلام عليك يا أبا الحسن فإنك لا تراني بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة))، ثم قال: ((أفتقبل وصيتي وتقضي دَيني وتنجز عداتي))؟
قال: نعم .
قال له: ((يا أبا الحسن، إذا أنا مت فاغسلني أنت، فإنه لا ينظر أحد إلى جسد محمد غيرك إلاّ ذهب بصره، وليكن من ينقل إليك الماء من أهل بيتي مشدود العين فإذا فرغت من غسلي فكفني بثوبين أبيضين وبحبرة يمانية)).
قال الراوي: فجعل علي عليه السلام يغسل رسول الله في قميصه ولم ينزع عنه القميص، والفضل بن العباس مشدود العين ينقل عليه الماء، وعلي يقول: أرحني أرحني قطعت وتيني إني أجد شيئاً، 
فيقول علي عليه السلام: فوالذي بعثه بالحق نبياً ما هممت أن أقلبه إلا قُلب لي، فعلمت أن الملائكة تعينني على غسله.
الصلاة على رسول الله
قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم لعلي بن أبي طالب: ((يا سبحان الله إذا فرغتم من شأني فأمهلوني على شفير قبري ساعة، فأول من يصلي علي رب السماوات والأرض، والصّلاة من الله الرحمة، ثم جبريل، ثم ميكائيل، وملائكة سماء سماء، فإذا فرغتم من ذلك فأمهلوني قليلاً، ثم يتقدم أهل بيتي فليصل عليّ الأقرب فالأقرب بغير إمام، ثم ألحدوني في لحدي، واحثوا عليّ التراب، وأوصيكم بالوصية العظمى بفاطمة والحسن والحسين خيراً)).
قبر رسول الله
حُفِر لرسول الله قبر فألحد لحداً، وأتى "ثوبان" مولى رسول الله بقطيفة حمراء كانت أُهديت لرسول الله من الإسكندرية، ففرشها في قبر رسول الله.
أين دفن رسول الله
ودفن صلى الله عليه وآله وسلم في حجرته المباركة في موضع وفاته.

 

;

21-13-2018

مع أن البعض يدعي أن الاسم (العلم) لا يدل إلا على تميز مسماه عن غيره إلا أن الحديث حول أسماء الرسول الأكرم يختلف تماماً فلأسماء النبي ميزات وبركات تزيد عن مجرد التمييز, وللوقوف على بعض دلائل أسماء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم نضع بين يدي القراء الكرام هذه الملاحظات: 
"محمد": هو اسم مفعول مشتق من الحمد, يفيد المبالغة والكثرة في الصفات التي يحمد لأجلها ويمدح بها, ولكون المصطفى لا أحد يوازيه في صفاته المحمود عليها فهو يمدح أكثر من غيره, وقد سماه الله تعالى "محمداً" فقد ﻛﺎﻧﺖ أمه ﺁﻣﻨﺔ بنت وهب ـ رضوان الله عليها ـ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺗﻘﻮﻝ: "ﺃﺗﺎﻧﻲ ﺁﺕ ﺣﻴﻦ ﻣﺮ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻲ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ, ﻓﻮﻛﺰﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻡ ﺑﺮﺟﻠﻪ, ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﻳﺎ ﺁﻣﻨﺔ إنك ﻗﺪ ﺣﻤﻠﺖ ﺑﺨﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ, ﻓﺈﺫا ﻭﻟﺪﺗﻴﻪ ﻓﺴﻤﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪاً ﻭاﻛﺘﻤﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻚ", وعلى هذه الرواية تكون التسمية من الله تعالى.


"أحمد": وهو الاسم الذي بشر به عن الله عيسى بن مريم صلى الله عليه يحكي الله لنا قول عيسى صلى الله عليه: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) [سورة الصف/ 6] وأصل لفظة "أحمد" اسم تفضيل مشتق من الحمد واسم التفضيل يشتق من ما يشتق منه التعجب ومن شروطه أن يكون مما يقبل معناه التفاوت وأن ﻻ يكون مبنياً للمفعول فلا يبنى من نحو ضرب بضم أوله وكسر ما قبل آخره فهو صلى الله عليه وآله وسلم من حمد الله أكثر من غيره حمداً بالقول والفعل حمد إيمان راسخ في قلبه تتحول قوالبه طاعة لله مطلقة ومتواصلة وتسليم لله وإسلام للنفس والمال للخالق المتفضل المنعم وبذل للجهد في سبيل إعلاء كلمة الله ودينه حتى أظهره الله وأعلاه وتجلى للناس مدد الله لهذا الدين فهو دين يأبى الله إلا أن يتمه ويظهره (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)[سورة التوبة/ 33] 
فقد كان صلى الله عليه وآله أفضل من حمد الله وعبده من بني آدم عليه السلام خاشعاً لله وعابداً لله في كل وقته ولحظاته "فمحمد" أكثر شخص يستحق الحمد والمدح و"أحمد" من عبد الله وجاهد في سبيله حتى أتاه اليقين.


"البشير" و "النذير": وهما إشارة للآية الكريمة (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۖ ) [سورة البقرة/ 119] وهما على وزن فعيل من أمثلة المبالغة الدالة على الكثرة والكثرة فيها تنوع بشارات في الأقوال وبشارات في الأفعال وبشارات في النتائج والغايات فكان جمال أقواله وأفعاله يعم ويخص فكان بذلك له تأثير في قبول الحق والانقياد لله حتى الإنذارات والتهديدات مصبوغة بالرحمة والبشارة, فهو "البشير" أي المبشر لمن أطاعه بما هو حق من الثواب و"النذير" أي المنذر لمن عصاه بما هو صدق من العقاب وفي البشارة والإنذار ما يقول الرحمن الرحيم (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا) [سورة مريم/ 97] و(لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ) [سورة يس/ 6] (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [سورة الشورى/ 7] فالبشارة والانذار لها دور كبير في استقامة الإنسان ومما ذكر الله عن الأمم السابقين (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ) [سورة الصافات/72 - 74] والإنذار هذا له غاية (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [سورة القصص/ 46].


"الأمين": كان هذا الاسم وصفاً يطلق على رسول الله قبل أن يختاره الله رسولاً للعالمين, ومع غلبة الإطلاق صار علماً, وفيه من المدح ما لا يخفى, كيف لا وهو أحق من يوصف به من البشر, وقد اصطفاه الله وأتمنه بأكبر أمانة وهي تبليغ الدين وحمل الرسالة الإلهية إلى العالمين, فمحمد صلوات الله عليه وعلى آله أمين الله المأمون، وخازن علمه المخزون، وحجة الله يوم الدين، ولقد أدى صلوات الله عليه وعلى آله الأمانة وبلغ الرسالة, واضطلع بهذه المهمة وقام بها أحسن قيام, حتى قال تعالى: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ) [سورة المائدة/ 3].


"الشاهد": وفيه قول الله تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا) [سورة النساء/ 41] ومعنى الآية كيف يكون موقفهم يوم تشهد أنت عليهم ببلاغك، وإعذارك وإتمامك البلاغ، وأنهم قد كذبوك وظلموك، وآذوك، فمعنى "الشاهد" أي شهيد على الأمة بأن الحق بلغهم وللمطيعين منهم بقيامهم بالطاعة وعلى المنكرين والعصاة منهم بإنكارهم وميلهم إلى المعصية, قال تعالى: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ) [سورة النحل/ 89] 
يقول الإمام علي عليه السلام متحدثاً عن بعض أسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أمين وحيه وخاتم رسله، وبشير رحمته، ونذير نقمته" ويقول: "فهو أمينك المأمون، وخازن علمك المخزون، وشهيدك يوم الدين، وبعيثك بالحق ، ورسولك إلى الخلق"
نسأل الله العلي العظيم أن نكون ممن أمن بأمان الأمين واستبشر ببشارات النبي الكريم وتذكر بما أنذر به النذير ذاك أحمد خلق الله لله ومحمد الخصال والخلال والأفعال صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله الذين هم ورثة الكتاب وعيبة علم الرسول والأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين.

 

;

21-02-2018

يحاول بعض الناس أن يشنع على من يقيمون الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف, زاعماً أن ذلك من البدع، ويقيم الدنيا ولا يُقعدها، ويجعل إحياء الموالد سبباً لتضليل الآخرين، واتهامهم بمخالفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهنا سنحاول أن نناقش هذه المسألة، من خلال حوارٍ عفوي هادئ بين شخصيتين افتراضيتين(أحمد وخالد)، سائلين المولى عز وجل أن يبصرنا ويرشدنا إلى أقوم سبيل.
((الحوار))
* خالد: إنَّ الاحتفال بالمولد النبوي بدعة.
- أحمد: ولماذا بدعة؟
* خالد: لأنَّ الرسول(ص) لم يحتفل به، ولم يأمر بالاحتفال به، وكذلك الصحابة والتابعون من بعده.
- أحمد: هل تستطيع أن تُعرِّف لي البدعة؟
* خالد: نعم فالبدعة هي إحداث أمر لم يفعله الرسول(ص) مع تمكنه من فعله.
- أحمد: الرسول (ص) لم يكن يمتلك الكثير من الثياب، ولم يَبنِ القصور، ولم يفعل الكثير من الأشياء التي نفعلها اليوم مع تمكنه من فعلها.
فهل شراؤنا للكثير من الثياب، وبناؤنا للقصور بدعة؟
* خالد: لا لا.. أنا لم أقصد أن البدعة فعل ما لم يفعله الرسول (ص) في أمور الدنيا، وإنما قصدتُ أنها فعل ما لم يفعله الرسول (ص) في الأمور المتعلقة بالدين الإسلامي.
- أحمد: إذا كان ذلك قصدك، فيلزم منه أن من اعتمر 7 مرات فقد ارتكب بدعة لأن النبي لم يفعلها مع قدرتها على ذلك, فهل تقول أن ذلك بدعة؟
 ثم أخبرني هل استخدام الميكرفون في المساجد بدعة؟!
وهل استخدام القنوات التلفزيونية أو الإذاعية؛ لنشر تعاليم الإسلام بدعة؟!
* خالد: لا.. أنا لم أقل أن هذه الأمور بدعة.
- أحمد: ولكن هذه الأمور لم يفعلها الرسول(ص) ولا الصحابة ولا التابعون، وهي مستخدمة في أمور الدين.
* خالد: إذاً فأخبرني ما هي البدعة؟
- أحمد: البدعة هي ما نسب من الأقوال أو الأفعال إلى السنة النبوية وليس منها, وهذا المعنى للبدعة هو ما دل عليه الحديث النبوي "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد", مثال ذلك: أن تقول أن استعمال التلفون من السنة, فهذا القول بدعة, لأننا أحدث أمراً ونسبناه إلى الشرع وهو ليس منه. 
* خالد: إذاً فالمولد ليس بدعةً؛ لأننا لا ندعي أنه من السنة؟!
- أحمد: نعم. وأعظم من ذلك فإنَّ إحياء المولد النبوي موافق لأمر الشارع جلَّ وعلا.
* خالد: وكيف ذلك؟
- أحمد: يقول الله سبحانه وتعالى عن نبيه الكريم: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ركز على كلمة "رحمة"
ويقول الله سبحانه وتعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، فأمرنا الله سبحانه وتعالى بأن نفرح برحمته، ورسول الله (ص) رحمة للعالمين كما في الآية السابقة، ولا شك أن من أعظم الفرح به إقامة الاحتفالات بمناسبة مولده الشريف.
- خالد: وهل توجد فائدة من الاحتفال بالمولد النبوي غير الفرح بولادة الرسول (ص)؟
* أحمد: بالتأكيد، فنحن عندما نحتفل بالمولد النبوي نقوي ارتباطنا ونجدد انتماءنا للرسول (ص)، ونحاول الاقتداء به والاحتذاء بحذوه وذلك من خلال ذكر نُبَذٍ من سيرته وشمائله، وما كان عليه من الخلق العظيم، وذلك تطبيقاً لقول الله سبحانه وتعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
         "فنحن إنما نُحيي المولد لنحيا به"
وأيضاً فللمولد أصل في الشّرع، فإنّه قد أثِر عن النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله أنّه قالَ وقد سُئلَ عن صيامِ يوم الاثنين، فقال: (ذَلك يَومٌ وُلدتُ فِيه وَأنزِلَ عَليّ فِيه) رواه الإمَام المرشد بالله في الأمالي الخميسيّة (ج2/ ص72)، و مسلم في صحيحِه (ج2/ ص818) ومسند أحمد (ج5/ ص296)
*خالد: أشكرك كثيراً أخي أحمد على هذا التوضيح، وجزاك الله خيراً بما بينت لي
-أحمد: العفو؛ وأسأل الله أن يوفقنا لمعرفة الحق وأهله آمين ربِّ العالمين.

 

;

19-20-2018

بسم الله الرحمن الرحيم
النبي الأكرم في كلام الإمام علي عليه السلام

نجد الإمام علي عليه السلام في خطبه ورسائله يمجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويعظمه بما لم يعظمه أحد من المخلوقين, ولم يحفظ لنا التأريخ من كلمات الصحابة حول النبي ما حفظ لعلي بن ابي طالب لا في العدد ولا في البيان , وكل كلمات علي بن ابي طالب رضوان الله عليه في النبي العظيم صلى الله عليه وآله وسلم تنضح بالتعظيم والإجلال التي تكشف عن عمق المعرفة والإيمان لديه برسول البشرية وهنا نحاول أن نسجل بعض تلك الكلمات ..

منبت مبارك 
تحدث الإمام علي عن المنبت الطّيب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: "مُسْتَقَرُّه خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ، ومَنْبِتُه أَشْرَفُ مَنْبِتٍ، فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ، ومَمَاهِدِ السَّلَامَةِ"[نهج البلاغة / 216].

فالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان مستقرّه في الأصلاب الشامخة، وهو خير مستقر, ونبت في أشرف رحم مطهّرة، بل في معدن الكرامة. 

وفي خطبة أخرى: "حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ الله سُبْحَانَه وتَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، فَأَخْرَجَه مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً، وأَعَزِّ الأَرُومَاتِ (الأصول) مَغْرِساً، مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَه، وانْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَه، عِتْرَتُه خَيْرُ الْعِتَرِ، وأُسْرَتُه خَيْرُ الأُسَرِ وشَجَرَتُه خَيْرُ الشَّجَرِ، نَبَتَتْ فِي حَرَمٍ وبَسَقَتْ فِي كَرَمٍ " [نهج البلاغة / 213].
ويقول علي عليه السلام :" خْتَارَهُ مِنْ شَجَرَةِ الاْنْبِيَاءِ، وَمِشْكَاةِ الضِّيَاءِ، وَذُؤَابَةِ الْعَلْيَاءِ، وَسُرَّةِ الْبَطْحَاءِ، وَمَصَابِيحِ الظُّلْمَةِ، وَيَنَابِيعِ الْحِكْمَةِ"[نهج البلاغة /241].

فمن شجرة النبوة ومن خليل الرحمن وأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذي جعل الله في نسله النبوة والحكم والإمامة جاء نبينا محمد صلوات الله عليه وعلى آله, ثم هو كذلك لم يرتبط في آبائه القريبين إلا من أزكى فروع تلك الشجرة الإبراهيمية المباركة من فرع بني هاشم فأسرته خير الأٍسر, " كُلَّمَا نَسَخَ اللهُ الْخَلْقَ فِرْقَتَيْنِ جَعَلَهُ فِي خَيْرِهِمَا، لَمْ يُسْهِمْ فِيهِ عَاهِرٌ، وَلاَ ضَرَبَ فِيهِ فَاجِرٌ" [نهج البلاغة /523]

رعاية الله لنبيه 
وهذا المنبت الطاهر الزكي مع رعاية الله له جعل منه "خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلاً"[نهج البلاغة /232]. 
بل أعظم من ذلك فلقد قرن الله به منذ طفولته ملكاً بل أعظم الملائكة, يقول الإمام علي في ذلك: "ولَقَدْ قَرَنَ الله بِه صلى الله عليه وآله وسلم مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِه يَسْلُكُ بِه طَرِيقَ الْمَكَارِمِ، ومَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَه ونَهَارَه" [نهج البلاغة / 474].
كل هذا ليعده الله ليقوم بمهمة خاتم النبيين وليكون تمام عدة المرسلين.

الصفات الخُلُقية
تلك العناية الإلهية والرعاية الربانية أثمرت في رسول الله كمالاً وقداسة وفضلاً حتى بلغ في الصفات مبلغاً لم يبلغه مخلوق قط, لا من الأنبياء ولا من غيرهم, يقول علي عليه السلام رسول الله في بعض خطبه بقوله: "حَتَّى بَعَثَ اللهُ مُحَمَّداً(صلى الله عليه وآله وسلم)، شَهِيداً، وَبَشِيراً، وَنَذِيراً، خَيْرَ الْبَرِيَّةِ طِفْلاً، وَأَنْجَبَهَا كَهْلاً، أَطْهَرَ الْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً، وَأَجْوَدَ الْمُسْتَمْطَرِينَ دِيمَةً"[نهج البلاغة /232].
وفي خطبة أخرى يصف الإمام عليه السلام تواضع النّبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته اليومية، فيقول: " ولَقَدْ كَانَ صلى الله عليه وآله وسلم يَأْكُلُ عَلَى الأَرْضِ، ويَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ، ويَخْصِفُ بِيَدِهِ نَعْلَهُ، ويَرْقَعُ بِيَدِهِ ثَوْبَهُ، ويَرْكَبُ الْحِمَارَ الْعَارِيَ، ويُرْدِفُ خَلْفَهُ، ويَكُونُ السِّتْرُ عَلَى بَابِ بَيْتِهِ فَتَكُونُ فِيهِ التَّصَاوِيرُ فَيَقُولُ: "يَا فُلَانَةُ - لإِحْدَى أَزْوَاجِهِ - غَيِّبِيهِ عَنِّي، فَإِنِّي إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا وزَخَارِفَهَا"[نهج البلاغة /348].

تضحيته بأهل بيته دون أصحابه 
وفي خطبة يذكر فيها وفاء الرسول وتضحيته في سبيل هداية البشرية ومنجاتها, فهو لم يأت ليعتلي على ظهور الناس, بل جاء لخدمتهم ولنجاتهم, ولهذا كان يقدم أهل بيته في ميادين التضحية, فيقول "وَكَانَ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله) إذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَأَحْجَمَ النَّاسُ، قَدَّمَ أَهْلَ بَيْتِهِ فَوَقَى بِهِمْ أَصَحَابَهُ حَرَّ السُّيُوفِ وَالاْسِنَّةِ، فَقُتِلَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْر، وَقُتِلَ حَمْزَةُ يَوْمَ أُحُد، وَقُتِلَ جعفر يَوْمَ مُؤْتَةَ" [نهج البلاغة /591].

حقيقة الدنيا في عين الرسول

كانت الدنيا كلّها طوع يدي رسول الله, ينال منها ما يريد، ولأنه يعرفها على حقيقتها فقد أعرض عنها ورفضها, وكان ينظر إليها كعرض فانٍ, يصف أمير المؤمنين الدنيا في عين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: "قَدْ حَقَّرَ الدُّنْيَا وصَغَّرَهَا، وأَهْوَنَ بِهَا وهَوَّنَهَا، وعَلِمَ أَنَّ اللهً زَوَاهَا عَنْهُ اخْتِيَاراً، وبَسَطَهَا لِغَيْرِهِ احْتِقَاراً، فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ، وأَمَاتَ ذِكْرَهَا عَنْ نَفْسِهِ، وأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ، لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً، أَوْ يَرْجُوَ فِيهَا مَقَاماً. بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ مُعْذِراً، ونَصَحَ لأُمَّتِهِ مُنْذِراً، ودَعَا إِلَى الْجَنَّةِ مُبَشِّراً، وخَوَّفَ مِنَ النَّارِ مُحَذِّراً"[نهج البلاغة /250].
وفي خطبة أخرى: "أَهْضَمُ أَهْلِ الدُّنْيَا كَشْحاً، وأَخْمَصُهُمْ مِنَ الدُّنْيَا بَطْناً، عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وعَلِمَ أَنَّ اللهً سُبْحَانَهُ أَبْغَضَ شَيْئاً فَأَبْغَضَهُ، وحَقَّرَ شَيْئاً فَحَقَّرَهُ، وصَغَّرَ شَيْئاً فَصَغَّرَهُ. ولَوْ لَمْ يَكُنْ فِينَا إِلَّا حُبُّنَا مَا أَبْغَضَ اللهُ ورَسُولُهُ، وتَعْظِيمُنَا مَا صَغَّرَ الله ورَسُولُهُ، لَكَفَى بِهِ شِقَاقاً لِلهِ، ومُحَادَّةً عَنْ أَمْرِ اللهِ... فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ، وأَمَاتَ ذِكْرَهَا مِنْ نَفْسِهِ، وأَحَبَّ أَنْ تَغِيبَ زِينَتُهَا عَنْ عَيْنِهِ، لِكَيْلَا يَتَّخِذَ مِنْهَا رِيَاشاً، ولَا يَعْتَقِدَهَا قَرَاراً، ولَا يَرْجُوَ فِيهَا مُقَاماً، فَأَخْرَجَهَا مِنَ النَّفْسِ، وأَشْخَصَهَا عَنِ الْقَلْبِ، وغَيَّبَهَا عَنِ الْبَصَرِ. وكَذَلِكَ مَنْ أَبْغَضَ شَيْئاً أَبْغَضَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، وأَنْ يُذْكَرَ عِنْدَهُ"[نهج البلاغة/347ـ349].

أفلح من تأسى برسول الله
إنّ فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه حثٌّ للناس كافة على التأسّي به في نظرتهم إلى هذه الدنيا وما ينالونه منها, ولذا يحثّ الإمام في وصاياه على الاقتداء برسول الله في ذلك: "تَأَسَّ بِنَبِيِّكَ الأَطْيَبِ الأَطْهَرِ صلى الله عليه وآله وسلم فَإِنَّ فِيهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّى، وعَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّى .. وأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ الْمُتَأَسِّي بِنَبِيِّهِ، والْمُقْتَصُّ لأَثَرِهِ... قَضَمَ الدُّنْيَا قَضْماً، ولَمْ يُعِرْهَا طَرْفاً... ولَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم مَا يَدُلُّكُ عَلَى مَسَاوِئِ الدُّنْيَا وعُيُوبِهَا: إِذْ جَاعَ فِيهَا مَعَ خَاصَّتِهِ، وزُوِيَتْ عَنْهُ زَخَارِفُهَا مَعَ عَظِيمِ زُلْفَتِهِ. فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ بِعَقْلِهِ: أَكْرَمَ اللهُ مُحَمَّداً بِذَلِكَ أَمْ أَهَانَهُ، فَإِنْ قَالَ: أَهَانَهُ، فَقَدْ كَذَبَ - واللَّهِ الْعَظِيمِ - بِالإِفْكِ الْعَظِيمِ، وإِنْ قَالَ: أَكْرَمَهُ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ اللهً قَدْ أَهَانَ غَيْرَهُ حَيْثُ بَسَطَ الدُّنْيَا لَهُ، وزَوَاهَا عَنْ أَقْرَبِ النَّاسِ مِنْهُ. فَتَأَسَّى مُتَأَسٍّ بِنَبِيِّهِ، واقْتَصَّ أَثَرَهُ، ووَلَجَ مَوْلِجَهُ، وإِلَّا فَلَا يَأْمَنِ الْهَلَكَةَ، فَإِنَّ الله جَعَلَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم عَلَماً لِلسَّاعَةِ، ومُبَشِّراً بِالْجَنَّةِ، ومُنْذِراً بِالْعُقُوبَةِ. خَرَجَ منَ الدُّنْيَا خَمِيصاً، ووَرَدَ الآخِرَةَ سَلِيماً. لَمْ يَضَعْ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ، وأَجَابَ دَاعِيَ رَبِّهِ. فَمَا أَعْظَمَ مِنَّةَ اللَّهِ عِنْدَنَا حِينَ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ، وقَائِداً نَطَأُ عَقِبَهُ"[نهج البلاغة/347ـ349].
البعثة النبوية المباركة
تطرق الإمام علي عليه السلام في خطبه للبعثة النبوية وتحدث عن ظروفها، وتناول ثمارها التي أعادتها على البشرية, فيقول عليه السلام وهو يصف حال الناس قبل بعثته: "أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وطُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الأُمَمِ، واعْتِزَامٍ مِنَ الْفِتَنِ، وانْتِشَارٍ مِنَ الأُمُورِ، وتَلَظٍّ مِنَ الْحُرُوبِ، والدُّنْيَا كَاسِفَةُ النُّورِ، ظَاهِرَةُ الْغُرُورِ عَلَى حِينِ اصْفِرَارٍ مِنْ وَرَقِهَا، وإِيَاسٍ مِنْ ثَمَرِهَا، واغْوِرَارٍ مِنْ مَائِهَا، قَدْ دَرَسَتْ مَنَارُ الْهُدَى، وظَهَرَتْ أَعْلَامُ الرَّدَى، فَهِيَ مُتَجَهِّمَةٌ لأَهْلِهَا، عَابِسَةٌ فِي وَجْهِ طَالِبِهَا"[نهج البلاغة / 175].
فأحدث النبي ببعثته تحولاً عظيماً في مسار الأمة, يصف الإمام علي ذلك التحول فيقول : "إِنَّ الله بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم ولَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً ولَا يَدَّعِي نُبُوَّةً، فَسَاقَ النَّاسَ حَتَّى بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ، وبَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ، فَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ واطْمَأَنَّتْ صَفَاتُهُمْ"[ نهج البلاغة / 92].
وفي خطبة أخرى: "دَفَنَ الله بِه الضَّغَائِنَ، وأَطْفَأَ بِه الثَّوَائِرَ( العداواة )، أَلَّفَ بِه إِخْوَاناً، وفَرَّقَ بِه أَقْرَاناً، أَعَزَّ بِه الذِّلَّةَ، وأَذَلَّ بِه الْعِزَّةَ"[نهج البلاغة /216]. 
لقد أثمرت جهود رسول الله بالخير على البشرية جمعاء, يقول "ع": " أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَنَجِيبُهُ وَصَفْوَتُهُ، لاَ يُؤَازَى فَضْلُهُ، وَلاَ يُجْبَرُ فَقْدُهُ، أَضَاءَتْ بِهِ الْبِلاَدُ بَعْدَ الضَّلاَلَةِ الْمُظْلِمَةِ، وَالْجَهَالَةِ الْغَالِبَةِ، وَالْجَفْوَةِ الْجَافِيَةِ، وَالنَّاسُ يَسْتَحلُّونَ الْحَرِيمَ، وَيَسْتَذِلُّونَ الْحَكِيمَ، يَحْيَوْنَ عَلَى فَتْرَة، وَيَمُوتُونَ عَلَى كَفْرَةِ!"[نهج البلاغة /322]
ولم يقبض الله نبيه حتى نعم العالم بالخير وافرغ إلى الخلق الهدى, "وقَبَضَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم وقَدْ فَرَغَ إِلَى الْخَلْقِ مِنْ أَحْكَامِ الْهُدَى بِهِ فَعَظِّمُوا مِنْهُ سُبْحَانَهُ مَا عَظَّمَ مِنْ نَفْسِهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُخْفِ عَنْكُمْ شَيْئاً مِنْ دِينِهِ، ولَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً رَضِيَهُ أَوْ كَرِهَهُ إِلَّا وجَعَلَ لَهُ عَلَماً بَادِياً"[نهج البلاغة / 413]

جهاد رسول الله 
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  رجلاً كاملاً في كل شؤون الحياة في الحرب والسلم والولاء والعداوة والمحبة والكراهة، والغضب والرضا, ولذلك حين سعى المشركون إلى استئصال محمد ومشروعه وقادوا الجيوش والحملات لإطفاء نوره نهض عن نفس أبية وخرج في مقدمة الصفوف لمواجهة ذلك العدوان وتلك الحروب وكان يخوض غمارها بنفسه مستمداً تعاليمه وتوجيهاته من الله تعالى عبر وحي السماء، مخططاً عسكرياً لا مثيل له بين القادة الغابرين واللاحقين، يأمرهم بما يجب عليهم، وينهاهم عما يوجب هزيمتهم,  يقول الإمام علي: " وَأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، دَعَا إِلَى طَاعَتِهِ، وَقَاهَرَ أَعْدَاءَهُ جِهَاداً عَنْ دِينِهِ، لاَ يَثْنِيهِ عَنْ ذلِكَ اجْتِماعٌ على تَكْذِيبِهِ، وَالْتمَاسٌ لاِطْفَاءِ نُورِهِ" [نهج البلاغة / 437].
وكما كان أكمل البشر في قيادته العسكرية وبعده الحربي, كانت شجاعة الكل دون شجاعته حتى كان أصحابه يحتمون به عند اشتداد المعركة، يقول الإمام علي عليه السلام: "كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّم، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ"[نهج البلاغة /520].

رثاء الإمام علي للرسول الكريم
لقد كان علي أقرب الناس لرسول الله؛ في كل مراحل ومسيرة الدعوة والرسالة حتى في لحظات وفاته كان إلى جانبه، يقول علي عليه السلام: "ولَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وإِنَّ رَأْسَه لَعَلَى صَدْرِي. ...ولَقَدْ وُلِّيتُ غُسْلَه صلى الله عليه وآله وسلم والْمَلَائِكَةُ أَعْوَانِي، فَضَجَّتِ الدَّارُ والأَفْنِيَةُ، مَلأٌ يَهْبِطُ ومَلأٌ يَعْرُجُ، ومَا فَارَقَتْ سَمْعِي هَيْنَمَةٌ مِنْهُمْ، يُصَلُّونَ عَلَيْه حَتَّى وَارَيْنَاه فِي ضَرِيحِه" [نهج البلاغة /494].

وعن بالغ حزنه على رحيل رسول الله يقول عليه السلام: "بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ والإِنْبَاءِ وأَخْبَارِ السَّمَاءِ. خَصَّصْتَ حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عَمَّنْ سِوَاكَ، وعَمَّمْتَ حَتَّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَوَاءً. ولَوْلَا أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبْرِ، ونَهَيْتَ عَنِ الْجَزَعِ، لأَنْفَدْنَا عَلَيْكَ مَاءَ الشُّؤُوِن وَلَكَانَ الدَّاءُ مُمَاطِلاً وَالكَمَدُ مُحالِفاً وَقَلَّا لَكَ ولَكِنَّهُ مَا لَا يُمْلَكُ رَدُّهُ، ولَا يُسْتَطَاعُ دَفْعُهُ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي أذْكُرْنَاَ عِنْدَ رَبِّكَ وَاجْعَلْنَا مِنْ بَالِكَ"[نهج البلاغة /571]. 

 الإمام علي يعلم الناس الصلاة على رسول الله 
ونختم الحديث بذكر صلاة الإمام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ، ونَوَامِيَ بَرَكَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ والْفَاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ، والْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ والدَّافِعِ جَيْشَاتِ الأَبَاطِيل، والدَّامِغِ صَوْلَاتِ الأَضَالِيلِ، كَمَا حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ قَائِماً بِأَمْرِكَ مُسْتَوْفِزاً فِي مَرْضَاتِكَ غَيْرَ نَاكِلٍ عَنْ قُدُمٍ ولَا وَاه فِي عَزْمٍ، وَاعِياً لِوَحْيِكَ حَافِظاً لِعَهْدِكَ مَاضِياً عَلَى نَفَاذِ أَمْرِكَ حَتَّى أَوْرَى قَبَسَ الْقَابِسِ، وأَضَاءَ الطَّرِيقَ لِلْخَابِطِ، وهُدِيَتْ بِه الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ الْفِتَنِ والآثَامِ، وأَقَامَ بِمُوضِحَاتِ الأَعْلَامِ ونَيِّرَاتِ الأَحْكَامِ، فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ وخَازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ، وشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ وبَعِيثُكَ بِالْحَقِّ، ورَسُولُكَ إِلَى الْخَلْقِ"  [نهج البلاغة /132ـ 133]

;

17-34-2018

الرسول في الحديث النبوي
 (رحمة وتوسعة)
عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: (( أعطيت ثلاثاً رحمةً من ربي وتوسعةً لأمتى: 
في المُكره حتى يرضى, يقول: الرجل يكرهه السلطان حتى يرضى الذي هو عليه من الجور, وفي الخطأ حتى يُتَعَمَّد, وفي النسيان حتى يذكر )).
المصدر/الإمام أبي طالب, الأمالي, (ج1/ ص25)
(من خصائص الرسول)
عن زيد بن علي، عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( أعطيت ثلاثاً لم يعطهن نبي قبلي:
جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وذلك قوله عز وجل: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُواصعيداً طيباً}.
وأحل لي المغنم، ولم يحل للأنبياء قبلي، وذلك قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ}. 
ونصرت بالرعب على مسيرة شهر
وفضلت على الأنبياء بثلاث: 
تأتي أمتي يوم القيامة غراً محجلين معروفين من بين الأمم، 
ويأتي المؤذنون يوم القيامة أطول الناس أعناقاً ينادون بشهادة أن لا إله إلا الله، وإني محمد رسول الله، 
والثالثة: أنه ليس من نبي إلا وهو يحاسب يوم القيامة بذنب غيري لقوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ})).
المصدر/ الإمام أبي طالب, الأمالي, (ج1/ ص25)

(بركة طعام الرسول)
قال الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام: (بلغنا أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقال: له جابر وقيل: أنه أبو طلحة وقد قيل أنهما صنعا كل واحد منهما على حدة طعاماً يكون الصاع ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنهض, فأتاه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجميع من معه، فدخل وأمر بذلك الطعام فوضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتكلم عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بكلام, ثم قال: أئذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم قال: أئذن لعشرة حتى أكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون رجلاً أو ثمانون رجلاً. 
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: كان كلامه صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الطعام دعاء فيه بالبركة)
المصدر/ الإمام الهادي, الأحكام, (ج2 / ص405)
 (زيارة الرسول)
حدثني رجل من بني هاشم كان صواماً قواماً عن أبيه يسنده إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من زارني في حياتي أو زار قبري بعد وفاتي صلت عليه ملائكة الله اثنتي عشرة ألف سنة).
المصدر/ الإمام الهادي, الأحكام, (ج2 / ص520)
 (زيارة الرسول)
روى الإمام الهادي عليه السلام عن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: يا رسول الله ما لمن زارنا؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من زارني حياً أو ميتاً أو زار أباك حياً أو ميتاً أو زار أخاك حياً أو ميتاً، أو زارك حياً أو ميتاً كان حقيقاً على الله أن يستنقذه يوم القيامة)
المصدر/ الإمام الهادي, الأحكام, (ج2 / ص520)
 (زيارة الرسول)
روى الإمام الهادي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: (من زار قبري وجبت له شفاعتي).
المصدر/ الإمام الهادي, الأحكام, (ج2 / ص520)

(سيد ولد آدم)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر)
المصادر/ الإمام الرضا, صحيفة علي بن موسى, ص52 . الإمام زيد بن علي, المسند, ص477 . السيوطي, الدر المنثور, ج6/ ص309 . الحاكم, المستدرك, ج4/ ص18 . ابن ماجه, السنن, ج2/ ص1440. الصبراني, المعجم الوسيط, ج5/ ص202

(فضل الصلاة على النبي وآله)
عن سهل بن سعد، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا أبا طلحة فقام إليه فتلقاه، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، والله إني لأرى السرور في وجهك فقال: أجل أتاني جبريل عليه السلام، آنفاً، فقال: يا محمد، من صلى عليك مرة أو قال واحدة كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات قال محمد بن حبيب: ولا أعلم إلاَّ قال وصلت عليه الملائكة عشر مرات.
المصدر/ المرشد بالله, الأمالي الشجرية, (ج1 / ص233)

(فضل الصلاة على النبي وآله)
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خرج جبريل عليه السلام من عندي آنفاً يخبرني، عن ربه عز وجل ما على الأرض من مسلم صلى عليك واحدة إلاَّ صليت عليه أنا وملائكتي عشراً، فأكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة).
المصدر/ المرشد بالله, الأمالي الشجرية, (ج1/ ص233). أبو نعيم, حلية الأولياء - (ج8/ ص131).

(صلاتكم تبلغني)
عن حسن بن حسن بن علي، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (حيث ما كنتم فصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني).
المصدر/ المرشد بالله, الأمالي الشجرية, (ج1/ ص233).ابن عساكر, تاريخ دمشق, (ج13/ ص61).

(الصلاة على أنبياء الله)
عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا صليتم عليّ فصلوا عليّ وعلى أهلِي وعلى أنبياء الله ورسله الذين كانوا قبلي، فإنهم قد بعثوا كما بعثت)
المصدر/ المرشد بالله, الأمالي الشجرية, (ج1/ ص235) . البغدادي, تاريخ بغداد, (ج8/ ص105) عن أبي هريرة.
(الاصطفاء )
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيْمَ إِسْمَاعِيْلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيْلَ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَة قُرَيْشاً، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ)).
المصدر/ المرشد بالله, الأمالي الإثنينية, (ج1/ ص5) . ابن أبي شيبة, المصنف, (ج7/ ص430)
 (حب النبي  شرط الإيمان )
عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته ، وذاتي أحب إليه من ذاته)
المصدر/ الناصر الأطروش, البساط, (ج1/ ص23) . الطبراني, المعجم الكبير, (ج 6/ ص183).

(لا أفضل من محمد)
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (قال لي جبريل عليه السلام: قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد, وقلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم)
المصادر/ أبو العباس الحسني, المصابيح, (ج1/ ص(98. السيوطي, الجامع الكبير, (ج1/ ص15282)

 (الرحمة المهداة)
عن أبي صالح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما أنا رحمة مهداة)
المصدر/ ابن أبي شيبة, المصنف.  (ج6/ ص325) . الحاكم, المستدرك, (ج1/ ص91).

 (الفاتح الخاتم)
قال النبي صلى الله عليه و سلم عند ذلك إنما بعثت فاتحاً وخاتماً وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه واختصر لي الحديث اختصاراً فلا يهلكنكم المتهوكون 
المصدر/ عبد الرزاق, المصنف (ج6/ص112 )

;