الشاعر: الحسن بن علي الهبل
لحيدرةَ الفضلُ دون الورى
على أقرب النّاسِ والأبعدِ
فَدِنْ بمحبته إنَّ مَنْ
يَدِنْ بمحبته يرشدِ
أخو المصطفى وخدينُ الهدى
وهادي البريّةِ والمهتدي
إذا ما دجت ظُلَمُ المشكلاتِ
جَلّى دُجى ليلها الأسودِ
ومهما يُنادَى لأُكرومَةٍ
فناهيك بالعَلَمِ المفردِ
وحسبُك من فضله أنّه
لغير المهيمن لم يَسجُدِ
وأنّ مَنِ المصطفى صنوهُ
لَفِي ذروةِ الشَّرفِ الأَتلدِ
أبِنْ ليَ مَن فَازَ دون الورى
بنصِّ الإِمامة منْ أحمدِ؟
حباهُ الإِمامةَ من بعدِه
وكانَا مِن النّاسِ في مشهدِ
ومَنْ ذا سواه يُرى قائماً
عَلَى الحوض يَسْقي الوَرى عن يَدِ؟
ومن ذا غدا حبُّه في الورى
دليلاً على شرفِ المولِدِ؟
ونفس الرَّسول بنصِّ الكتاب
وما النّفسُ كالصَّاحب الأبعدِ
ومن نام في مرقد المصطفى
وعَينُ أولي الغدر لم ترقد
وأهوى العُقابُ إلى نَعْلِه
لِيَدْفَعَ عنه أذى الأَسْودِ
وفي "الصوح" من شبّ نار الوغى
وقد أحجَمَ النّاس مِنْ عن يدِ
وَعَمْروٌ غداةَ دَعَا لِلّقا
"أتَيمٌ" لَهُ برزت؟ أم "عَدِي"؟
أبينوا لنا ويلكُم إنّني
أرى الحقّ أبلجَ لِلْمهتدي
حَسَدتمْ عليًّا على فضلِه
ومَنْ نالَ ما نَالَهُ يُحْسَدِ
وخالفتموه بأهوائكمْ
خِلافَ العبيدِ على السيِّدِ
وأنكرتمو مِنْ سَنَا فضلِه
ضياءً أَنَافَ على الفرقِدِ
ولا عارَ للشمس إن أنكرتْ
سَنا ضوئها مُقْلةُ الأرمدِ
فَهَلاَّ وقَدْ رُمْتمُو شأوَهُ
سَبقتم إلى غايةِ السُّؤددِ؟
وهَل جُنُبٌ مِنكمُ غيرهُ
أُحِلَّ لَهُ اللّبثُ في المسْجدِ؟