الشاعر: الحسن بن علي الهبل
حَتّامَ عَنْ جَهْلٍ تَلُومُ
مَهْلاً فَإنَّ اللَّوم لُومُ
طَرْفي الَّذي يَشْكُو السُّهادَ
وقلْبيَ المضْنَى الْكَليمُ
إنَّ الشَّقا فيِ الحُبِّ عِنْدَ الـ
ـعَاشِقينَ هُوَ النعيمُ
مَا الحُبُّ إلاَّ مُقْلَةٌ
عَبْراءُ أو جِسْمٌ سَقيمُ
وبَلاَبلٌ بَينَ الجوانحِ
لا تَنَامُ ولا تُنيمُ
يا مَنْ أُكَتِّمُ حبَّه
واللهُ بي وبه عليمُ
ما لي وما لِلوائِمي
أَعَليكَ ذُو عَقْلٍ يلومُ؟
يا هَلْ تُراه يَعُودُ لِي
بكَ ذلكَ الزَّمن القديمُ؟
وهَنيُّ عَيْشٍ بالِلّوى
لَوْ أَنَّ عَيْشَ هنىً يَدُومُ
و"بِرَامةٍ" إذ نِلْتُ مِنْ
وَصْلِ الأحبّةِ مَا أَرومُ
يا حبّذا تِلكَ الرّبوعُ
وحبّذا تِلكَ الرسومُ
يا تَاركينَ بِمُهجتي
شرراً يذُوبُ لَه الجحيمُ
طَالَ المِطال ولم يهبَّ
لِصِدْقِ وعدِكمُ نَسيمُ
مَطْلُ الغَنيِّ غريمَهُ
حاشاكمُ خُلقٌ ذميمُ
أيَخافُ طُولَ المطْلِ مَنْ
أهْلُ الغَريِّ لَهُ غَريمُ؟!
بأبِي وبِيْ ذاكَ المحـ
ـلُّ ومَنْ بتُربَتِهِ مُقيمُ
يا ليتَ شعري هَلْ إلى
تلكَ المواطن لِي قدومُ؟
ومَتى أنالُ بِهنّ مِنْ
تَعْفير خدّي ما أرومُ؟
ومَتَى أرَانِي خادِماً
بإزاءِ تُربتِه أقومُ؟
حيَّاك قبراً بالغَريّ
مِن الحيا هطلٌ سَجومُ
يا قبرُ فيك المرتضَى
والسيّدُ السَّندُ الكريمُ
فيكَ الوصيُّ أخو النّبي
المخْتَارِ والنَّبَأُ العظيمُ
فيكَ النَّجاةُ من الرَّدى
فيكَ الصِّراطُ المسْتَقيمُ
فيكَ المؤازرُ والمؤاخِي
والمواسي والحَميمُ
فيكَ الشَّجاعةُ والنَّدَى
والعِلْمُ والدّينُ القَويمُ
فِيكَ المكَارمُ والعُلاَ
والمجدُ والشرفُ الصميمُ
فيكَ الإِمامةُ والزَّعامـ
ـةُ والكرامة لا تَريمُ
فيكَ الذي يُشفى بتُربِ
نِعالِه الطَّرفُ السَّقيمُ
فيكَ الّذي لَو أنصفَتْ
لهَوتْ لِمَصْرعِهِ النّجومُ
فيكَ الّذي كانَتْ تُحـ
ـاذرُ بأسَهُ الصّيدُ القرومُ
فيكَ الّذي كانت تخفّ
لِهولِ موقفِهِ الحُلومُ
فيكَ الخصيمُ عَنِ المُهَيْـ
ـمنِ" يومَ تجتمعُ الخصومُ
لِمُحبِّهِ دارُ البَقا
ولِمَنْ يُعاديهِ الجحيمُ
مَنْ ذا سواهُ لِهَذه
وَلِتِلْكَ في الأُخرى قَسيمُ
عَجَباً لقومٍ أخَّرُوهُ
وقَدَّمُوا الِّرجْسَ اللئيمُ
صَرَفتهُ أرباب الشّقَا
عَمَّا حَبَاهُ بهِ العَليمُ
لَمْ تُرْعَ تِلكَ المكرماتُ
وذلك السَّبقُ القديمُ
خُذْها - أميرَ المؤمنين-
كما زَهَا الدرُّ النَّظيمُ
كالرَّوضِ باكرَه الحيا
وتَخطّرتْ فيهِ النّسيمُ
عَذراء لم يَفْتضَّها
أَهْل الحجازِ ولا تميمُ
مِن مُخْلِصٍ لكَ لم تُخالجـ
ـهُ الشّكوكُ ولا الوهومُ
واعْذِرْ فَكلَّ مُفَوَّهٍ
لَسِنٍ بحقّكَ لا يقومُ
مَنْ ذا يَفِي بعَظيم حَقِّـ
ـكَ؟ إنّهُ الحقُّ العَظيمُ
فأَجِزْهُ واقْبَلْ عُذرَهُ
فالعُذرُ يقْبَلُه الكريمُ
واشفعْ لَهُ إذْ لَيْسَ يَنْفَعُـ
ـهُ الصَّديقُ ولا الحميمُ
فَعَسَاه يَظْفَرُ مِنْ رِضى
رَبِّ الأَنام بِما يَرومُ