تفسير آية المباهلة
في هذه الآية التي تسمى آية المباهلة ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻋﻴﺴﻰ اﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺃﺑﻄﻞ ﻗﻮﻝ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻗﺎﻝ " ﻓﻤﻦ ﺣﺎﺟﻚ ﻓﻴﻪ " ﺃﻱ ﻓﻤﻦ ﺟﺎﺩﻟﻚ في عيسى ، بعدما ﺟﺎءﻙ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ، ﻣﻦ ﺑﻌﺪما ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻥ اﻟﺤﻖ مانزل وهو أنه مثل آدم خلقه من غير أب ، ﻓﻤﻦ ﺣﺎﺟﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﺎﻥ اﻟﺤﻖ ، ﻓﻘﻞ ﺗﻌﺎﻟﻮا ﻧﺪﻉ لكي نتباهل لكي يعرف الصادق من الكاذب، ويكون دعائنا ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺩﻋﺎء اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻌﻨﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺫﺑﻴﻦ ﻧﺪﻉ ﻧﺤﻦ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺃﺑﻨﺎءﻧﺎ ﻭﺃﺑﻨﺎءﻛﻢ ﻭﻧﺴﺎءﻧﺎ ﻭﻧﺴﺎءﻛﻢ ﻭﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺛﻢ ﻧﺒﺘﻬﻞ ، ﻧﺪﻉ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺫﺑﻴﻦ ﺩﻋﺎء ﻻ ﻳﺮﺩ ﻓﻨﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ﻭاﻟﺘﺴﺒﻴﺐ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻌﻨﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺫﺑﻴﻦ ، ﻓﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - " ﻓﻤﻦ ﺣﺎﺟﻚ " ﺧﻄﺎﺏ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ صلى الله عليه وآله ﻭﻗﻮﻟﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - " ﻓﻘﻞ ﺗﻌﺎﻟﻮا ﻧﺪﻉ " ﺃﻱ ﻓﻘﻞ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ : ﺗﻌﺎﻟﻮا ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ اﻟﻤﺠﺎﺩﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻴﺴﻰ ﻧﺪﻉ ﻧﺤﻦ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺃﺑﻨﺎءﻧﺎ ﺃﻱ اﻟﺤﺴﻦ ﻭاﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﺃﺑﻨﺎءﻛﻢ ﺃﻱ ﺃﺑﻨﺎء اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ اﻟﻤﺠﺎﺩﻟﻴﻦ ونساءنا أي فاطمة الزهراء ونساؤكم من النصارى وأنفسنا أي الإمام علي عليه السلام وأنفسكم أيها النصارى من ترونه كأنفسكم.
وفي ﻫﺬا دليل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﺤﺴﻦ ﻭاﻟﺤﺴﻴﻦ اﺑﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ صلى الله عليه وآله وسلم وعليا نفس الرسول وكنفسه وفاطمة كذلك ،وفي اختصاص هؤلاء بالإحضار من النبي للمباهلة للدلالة على مزية هؤلاء دون غيرهم بهذه الفضيلة الشريفة و ﻟﻴﺒﻴﻦ ﻣﻨﺰﻟﺘﻬﻢ، ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺃﻣﺘﻪ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻭﻳﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﻞ ﻭﺗﻨﺒﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻔﻀﻞ ﻟﻬﻢ والكرامة.
فائدة ذكر الأبناء والنساء
ﻗﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﻜﺸﺎﻑ : ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﻋﺎﺅﻩ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ﺇﻻ ﻟﻴﺘﺒﻴﻦ اﻟﻜﺎﺫﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﻣﻦ ﺧﺼﻤﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻣﺮ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﻪ، ﻭﺑﻤﻦ ﻳﻜﺎﺫﺑﻪ؛ ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺿﻢ اﻷﺑﻨﺎء ﻭاﻟﻨﺴﺎء؟
ﻗﻠﺖ: ﺫﻟﻚ ﺁﻛﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻻﻟﺔ، ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﺤﺎﻟﻪ، ﻭاﺳﺘﻴﻘﺎﻧﻪ ﺑﺼﺪﻗﻪ، ﺣﻴﺚ اﺳﺘﺠﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﻳﺾ ﺃﻋﺰﺗﻪ، ﻭﺃﻓﻼﺫ ﻛﺒﺪﻩ، ﻭﺃﺣﺐ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ، ﻟﺬﻟﻚ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﻳﺾ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻪ؛ ﻭﻋﻠﻰ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻜﺬﺏ ﺧﺼﻤﻪ، ﺣﺘﻰ ﻳﻬﻠﻚ ﺧﺼﻤﻪ، ﻣﻊ ﺃﺣﺒﺘﻪ ﻭﺃﻋﺰﺗﻪ، ﻫﻼﻙ اﻻﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺇﻥ ﺗﻤﺖ اﻟﻤﺒﺎﻫﻠﺔ.
ﻭﺧﺺ اﻷﺑﻨﺎء ﻭاﻟﻨﺴﺎء ﻷﻧﻬﻢ اﻷﻫﻞ ﻭﻟأنهم ألصق ﺑﺎﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻓﺪاﻫﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﺣﺎﺭﺏ ﺩﻭﻧﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺘﻞ ، ﻭﻗﺪﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ، ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻔﺲ لينبه ﻋﻠﻰ ﻟﻄﻒ ﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﻭﻗﺮﺏ ﻣﻨﺰﻟﺘﻬﻢ ﻭﻟﻴﺆﺫﻥ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﻘﺪﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻔﺲ ﻣﻔﺪﻭﻥ ﺑﻬﺎ، ﻭﻓﻴﻪ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻭاﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﻧﺒﻮﺓ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﻭ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﻭاﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺟﺎﺑﻮا ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻓﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻻ ﺷﺊ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻜﺴﺎء –ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼﻡ- ﻭﻓﻴﻪ ﺣﺠﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺇﻧﺎﻓﺔ ﻣﺤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﺪاﻩ ﻷﻧﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺼﺪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ.
قصة آية المباهلة وسبب نزولها
ذكر الحاكم الجشمي في كتاب تنبيه الغافلين [ 44 - 45]
ﺇﻥ ﻭﻓﺪ ﻧﺠﺮاﻥ ﺧﺮﺟﻮا ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻢ ﺑﻀﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﺷﺮاﻓﻬﻢ، ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻔﺮ ﻳﺘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ اﻟﻌﺎﻗﺐ ﻭﻫﻮ ﺃﻣﻴﺮﻫﻢ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﻣﺸﻮﺭﺗﻬﻢ، ﻭﻋﻦ ﺭﺃﻳﻪ ﻳﺼﺪﺭﻭﻥ، ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻛﻨﺪﻩ، ﻭﺃﺑﻮ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻋﻠﻘﻤﺔ، ﻭﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ، ﻭﻣﻌﻪ ﺃﺧﻮﻩ ﻛﺮﺯ، ﻭﺃﺑﻮ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﺃﺳﻘﻔﻬﻢ ﻭﺣﺒﺮﻫﻢ، ﻭﺇﻣﺎﻣﻬﻢ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﻣﺪاﺭﺳﻬﻢ، ﻭﻟﻪ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﺪﺭ ﻭﻣﻨﺰﻟﺔ ﻗﺪ ﺷﺮﻓﻪ ﻣﻠﻚ اﻟﺮﻭﻡ، ﻭاﺗﺨﺬﻭا ﻟﻪ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻭﻭﻟﻮﻩ، ﻭاﻟﺴﻴﺪ ﻭﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺭﺣﻠﺘﻬﻢ، ﻭﻓﺼﻠﻮا ﻣﻦ ﻧﺠﺮاﻥ ﻭﺃﺧﻮ ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺎﺭﺙ ﻋﻠﻰ ﺑﻐﻠﺔ ﻟﻪ ﻓﻌﺜﺮﺕ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺗﻌﺲ ﺃﻻ ﺑﻌﺪ ـ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺧﻮﻩ ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺎﺭﺙ: ﺑﻞ ﺗﻌﺴﺖ ﺃﻧﺖ ﺃﺗﺸﺘﻢ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺇﻧﻪ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻳﻤﻨﻌﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻌﻪ، ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﻫﺬا ﻣﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺷﺮﻓﻨﺎ اﻟﻘﻮﻡ ﻭﺃﻛﺮﻣﻮﻧﺎ، ﻭﺃﺑﻮا ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻻ ﺧﻼﻓﻪ، ﻭﻟﻮ اﺗﺒﻌﺘﻪ ﻟﻨﺰﻋﻮا ﻛﻞ ﻣﺎﺗﺮﻯ ﻓﺄﻋﺮﺽ ﻋﻨﻪ ﺃﺧﻮﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻻﻳﺜﻨﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻨﺎﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺪﻡ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻳﺴﻠﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺧﻮﻩ ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺎﺭﺙ: ﻣﻬﻼ ﻳﺎﺃﺧﻲ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﺎﺯﺣﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﺎﺯﺣﺎ، ﺛﻢ ﻣﺮ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﻄﻦ ﺭاﺣﻠﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ:
ﺇﻟﻴﻚ ﺗﻌﺪﻭا ﻗﻠﻘﺎ ﻭﺿﻴﻨﻬﺎ .... ﻣﻌﺘﺮﺿﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﺟﻨﻴﻨﻬﺎ
ﻣﺨﺎﻟﻔﺎ ﺩﻳﻦ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺩﻳﻨﻬﺎ
ﻓﺄﺗﻮا اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺒﺮﻛﻮا ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ، ﻓﺘﻘﺪﻡ اﻷﺳﻘﻒ،
ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻤﺮاﻥ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﻩ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﻙ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻌﻴﺴﻰ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﻩ؟ ﻓﺴﻜﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﻮﺣﻲ، ﻓﻬﺒﻂ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﺑﻬﺬﻩ اﻵﻳﺎﺕ: {ﺇﻥ ﻣﺜﻞ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻛﻤﺜﻞ ءاﺩﻡ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻦ ﺗﺮاﺏ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﻦ ﻓﻴﻜﻮﻥ اﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻓﻼ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺘﺮﻳﻦ}
، ﻓﻘﺮﺃﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻨﺰﺃ اﻷﺳﻘﻒ، ﺛﻢ ﺩﻕ ﺑﻪ ﻓﻐﺸﻲ ﻋﻠﻴﻪ، ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺗﺰﻋﻢ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺃﻭﺣﻰ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻦ ﺗﺮاﺏ ﺃﺗﺠﺪ ﻫﺬا ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻚ، ﻭﻻﻧﺠﺪﻩ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻨﺎ، ﻭﻻﺗﺠﺪﻩ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻫﺆﻻء ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻗﺎﻝ : ﻓﻬﺒﻂ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺑﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ: {ﻓﻤﻦ ﺣﺎﺟﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺟﺎءﻙ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻘﻞ ﺗﻌﺎﻟﻮا ﻧﺪﻉ ﺃﺑﻨﺎءﻧﺎ ﻭﺃﺑﻨﺎءﻛﻢ ﻭﻧﺴﺎءﻧﺎ ﻭﻧﺴﺎءﻛﻢ ﻭﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺛﻢ ﻧﺒﺘﻬﻞ ﻓﻨﺠﻌﻞ ﻟﻌﻨﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺫﺑﻴﻦ}
ﻗﺎﻟﻮا: ﺃﻧﺼﻔﺖ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﻓﻤﺘﻰ ﻧﺒﺎﻫﻠﻚ؟
ﻗﺎﻝ: ﻏﺪا ﺇﻥ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﻮا، ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺋﻴﺲ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ اﻧﻈﺮﻭا ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ، ﻓﺈﻥ ﻫﻮ ﺧﺮﺝ ﻏﺪا ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﺒﺎﻫﻠﻮﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺬاﺏ، ﻭﺇﻥ ﻫﻮ ﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ، ﻓﻼ ﺗﺒﺎﻫﻠﻮﻩ، ﻓﺈﻧﻪ ﻧﺒﻲ، ﻭﻟﺌﻦ ﺑﺎﻫﻠﻨﺎﻩ ﻟﻨﻬﻠﻜﻦ، ﻭﻗﺎﻟﺖ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ: ﻭاﻟﻠﻪ ﺇﻧﺎ ﻟﻨﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻭﻟﺌﻦ ﺑﺎﻫﻠﻨﺎﻩ ﻟﻨﻬﻠﻜﻦ، ﻭﻻﻧﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﻭﻻﻣﺎﻝ،
ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻌﻤﻞ؟ ﻗﺎﻝ اﻷﺳﻘﻒ ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺎﺭﺙ: ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺭﺟﻼ ﻛﺮﻳﻤﺎ ﻧﻐﺪﻭا ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻨﺴﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻠﻨﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﻮا اﺟﺘﻤﻊ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭاﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻭﺑﻌﺚ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻮاﻟﻲ، ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﺑﻜﺮ ﻟﻢ ﺗﺮ اﻟﺸﻤﺲ ﺇﻻ ﺧﺮﺟﺖ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺧﺮﻭﺝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ،
ﻓﺨﺮﺝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭاﻟﺤﺴﻦ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﻗﺎﺑﺾ ﺑﻴﺪﻩ، ﻭاﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ، ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﺧﻠﻔﻪ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻫﻠﻤﻮا ﻓﻬﺆﻻء ﺃﺑﻨﺎءﻧﺎ اﻟﺤﺴﻦ ﻭاﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻭﻫﺆﻻء ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻟﻌﻠﻲ ﻭﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻫﺬﻩ ﻧﺴﺎﺅﻧﺎ ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ،
ثم إن اﻷﺳﻘﻒ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﻷﺭﻯ ﻭﺟﻮﻫﺎ ﻟﻮ ﺳﺄﻟﻮا اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﻞ ﺟﺒﻼ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻷﺯاﻟﻪ ﻓﻼ ﺗﺒﺘﻬﻠﻮا ﻓﺘﻬﻠﻜﻮا ﻭ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ اﻷﺭﺽ ﻧﺼﺮاﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺠﻌﻠﻮا ﻳﺘﺴﺘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻷﺳﺎﻃﻴﻦ، ﻭﻳﺴﺘﺘﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺗﺨﻮﻓﺎ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻼﻋﻨﺔ، ﺛﻢ ﺃﻗﺒﻠﻮا ﺣﺘﻰ ﺑﺮﻛﻮا ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ، ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻮا: ﺃﻗﻠﻨﺎ ﺃﻗﺎﻟﻚ اﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ اﻟﻘﺎﺳﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻗﻴﻠﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺠﻴﺒﻮﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﻭاﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ .
ﻗﺎﻟﻮا: ﻫﺎﺕ .
ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺩﻋﻮﻛﻢ ﺇﻟﻰ اﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺘﻜﻮﻧﻮﻥ ﺇﺧﻮاﻧﻨﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﺎﻟﻨﺎ ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﺎﻋﻠﻴﻨﺎ .
ﻗﺎﻟﻮا: ﻻﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ.
ﻗﺎﻝ: ﺟﺰﻳﺔ ﻧﻔﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺗﺆﺩﻭﻧﻬﺎ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ، ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺻﻐﺮﺓ .
ﻗﺎﻟﻮا: ﻻﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ، ﻓﻬﺎﺕ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ .
ﻗﺎﻝ: اﻟﺤﺮﺏ .
ﻗﺎﻟﻮا: ﻻﻃﺎﻗﺔ ﻟﻨﺎ ﺑﻚ، ﻓﺼﺎﻟﺤﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻔﻲ ﺣﻠﺔ ﺃﻟﻒ ﻓﻲ ﺭﺟﺐ، ﻭﺃﻟﻒ ﻓﻲ ﺻﻔﺮ، ﻭﻋﻠﻰ ﻋﺎﺭﻳﺔ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺩﺭﻋﺎ، ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﺭﻣﺤﺎ، ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﻓﺮﺳﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﻛﻴﺪ، ﻭﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺿﺎﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺆﺩﻳﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﻢ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ((ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻟﻮ ﺑﺎﻫﻠﺘﻬﻢ ﻣﺎﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ اﻷﺭﺽ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ، ﻭﻟﻘﺪ ﺣﺸﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻄﻴﺮ ﻭاﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺱ اﻟﺸﺠﺮ ﻟﻤﺒﺎﻫﻠﺘﻬﻢ))، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺟﻊ ﻭﻓﺪ ﻧﺠﺮاﻥ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ اﻟﺴﻴﺪ، ﻭاﻟﻌﺎﻗﺐ ﺇﻻ ﻳﺴﻴﺮا ﺣﺘﻰ ﺭﺟﻌﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺃﻫﺪﻯ ﻟﻪ اﻟﻌﺎﻗﺐ ﺣﻠﺔ ﻭﻋﺼﺎ ﻭﻗﺪﺣﺎ ﻭﻧﻌﻠﻴﻦ ﻭﺃﺳﻠﻤﺎ)
رواة حديث المباهلة
ﻣﻤﻦ ﺭﻭاﻩ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ (ﻋ) ﻭﺷﻴﻌﺘﻬﻢ (ﺿ):
اﻹﻣﺎﻡ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ: ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻛﺘﺒﻪ ﻭﺭﺳﺎﺋﻠﻪ: ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺜﺒﻴﺖ اﻟﻮﺻﻴﺔ [ 208 - 209]
. ﻭاﻹﻣﺎﻡ اﻟﻬﺎﺩﻱ ﻓﻲ: ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ [ 54]
، ﻭاﻹﻣﺎﻡ اﻟﻤﺮﺷﺪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻲ: اﻷﻣﺎﻟﻲ اﻻﺛﻨﻴﻨﻴﺔ [ 504] ﺭﻗﻢ (662) ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ اﻟﺒﺎﻗﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ
، ﻭاﻹﻣﺎﻡ اﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻲ: اﻟﺸﺎﻓﻲ [ 2/ 336]
، ﻭاﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﺠﺸﻤﻲ ﻓﻲ: ﺗﻨﺒﻴﻪ اﻟﻐﺎﻓﻠﻴﻦ [ 44 - 45]
، ﻭاﻟﺸﻬﻴﺪ ﺣﻤﻴﺪ ﻓﻲ: اﻟﺤﺪاﺋﻖ اﻟﻮﺭﺩﻳﺔ [ 62]
ﻣﻤﻦ ﺭﻭاﻩ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ:
ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ: ﺻﺤﻴﺤﻪ [ 4/ 1871] ﺭﻗﻢ [ (32 - 2404)]
، ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻓﻲ: ﺳﻨﻨﻪ [ 5/ 225] ﺭﻗﻢ (2999) ﻗﺎﻝ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻫﺬاﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﻏﺮﻳﺐ ﺻﺤﻴﺢ
ﻭاﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﺤﺴﻜﺎﻧﻲ ﻓﻲ: ﺷﻮاﻫﺪ اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ [ 1/ 120]
، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ: ﻣﺴﻨﺪﻩ [ 3/ 160] ﺭﻗﻢ (1608)،
ﻭاﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ: اﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ [ 2/ 649] ﺭﻗﻢ (4157)،
ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ: اﻟﺴﻨﻦ اﻟﻜﺒﺮﻯ [ 7/ 101] ﺭﻗﻢ (13392)
وأﻗﺮﻩ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻠﺨﻴﺺ اﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ
ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺠﻮﺯﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﺟﻼء اﻷﻓﻬﺎﻡ ) ﺑﻌﺪ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻵﻝ اﻟﺬﻱ اﺑﺘﺪاﻩ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺔ ( 138 ) : ﻭاﺣﺘﺞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺪﺧﻮﻟﻬﻢ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻭﻻﺩ اﻟﺒﻨﺎﺕ ﺑﺄﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺠﻤﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺧﻮﻝ ﺃﻭﻻﺩ ﻓﺎﻃﻤﺔ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ - ﻓﻲ ﺫﺭﻳﺘﻪ ( ﺻ ) اﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ اﻟﺼﻨﻮﺓ ﻷﻥ ﺃﺣﺪا ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺗﻪ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻘﺐ ﻓﻤﻦ اﻧﺘﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ( ﺻ ) ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﺑﻨﺘﻪ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻓﺎﻃﻤﺔ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺧﺎﺻﻪ
ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻤﺴﻤﻰ ( اﻟﺠﻮاﺏ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺻ 61 ) ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﻓﺪ ﻧﺠﺮاﻥ ﻓﻔﻲ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ ﻗﺎﻝ ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ " ﻓﻘﻞ ﺗﻌﺎﻟﻮا ﻧﺪﻉ ﺃﺑﻨﺎءﻧﺎ ﻭﺃﺑﻨﺎءﻛﻢ ﻭﻧﺴﺎءﻧﺎ ﻭﻧﺴﺎءﻛﻢ ﻭﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺃﻧﻔﺴﻜﻢ " ﺩﻋﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ( ﺻ ) ﻋﻠﻴﺎ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭﺣﺴﻨﺎ ﻭﺣﺴﻴﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ اﻟﻠﻬﻢ ﻫﺆﻻء ﺃﻫﻠﻲ .
ﺫﻛﺮﻩ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ:
اﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ﻭاﻟﺰﻣﺨﺸﺮﻱ ﻭﺃﺑﻮ اﻟﺴﻌﻮﺩ وابن كثير والرازي في مفاتيح الغيب ﻭﺭﻭاﻩ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻓﻲ ( ﺟ 3 ﺻ 312 ) ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩوهو في ﺃﺳﺒﺎﺏ اﻟﻨﺰﻭﻝ ﻟﻠﻮاﺣﺪﻱ ( ﺻ 74 - 75 )
ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺮاﺯﻱ ﺑﻌﺪ ﻧﻘﻞ ﺫﻟﻚ : ﻭاﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻭاﻳﺔ ﻛﺎﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭاﻟﺤﺪﻳﺚ اﻧﺘﻬﻰ .
اطلاق لفظ الأبناء على الحسن والحسين
ومما يستدل به في هذه الآية كون الحسن والحسين ابني رسول الله لأنه قال وأبنائنا ولم يحضر غير الحسن والحسين
وهذه تسمية شرعية خاصة في الحسن والحسين جعلهم النبي صلى الله عليه وآله أبناءه ونذكر هنا بعض الشواهد التي تؤيد ذلك منها
- قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلاَّ ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما)) الحاكم في المستدرك (3/179) رقم (4770).
قال السمهودي في هذا الحديث: في بعض طرقه ورجاله موثوقون إلا شريك، وشريك استشهد به البخاري وروى له مسلم في المتابعات وأخرجه ابن عساكر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أن لكل بني أبٍ عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وعصبتهم وهم عترتي)).
فبين فيه النبي أنه أبوهم وعصبتهم وهو نص صريح كما لا يخفى.
- قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين علي عليه السلام ((أنت أخي وأبو ولدي تقاتل على سنتي)) ذكره في ذخائر العقبى ص 66 فهنا يخبر النبي (ص) الإمام عليا بأنه أبو ولده وهو مما يعني أن الحسن والحسين ولدا رسول الله.
-قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد سئل أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: ((الحسن والحسين)) وكان يقول لفاطمة ((ادعي لي ابنيَّ)) فيشمهما ويضمهما، أخرجه الترمذي عن أنس.
إطلاق النفس على الإمام علي عليه السلام
وفي هذه الآية دلالة واضحة على فضل أمير المؤمنين علي عليه السلام لأنه جعله الله كنفس الرسول وأنهما شيء واحد لا يفترقا بحال من الأحوال .ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وآله ﺃﻓﻀﻞ اﻷﻧﻔﺲ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ اﻟﺨﻠﻖ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺒﻲ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لأنه جعله كنفسه
ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﺲ ﻋﻠﻲ ﻫﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ شواهد عدة منها
-ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬﻱ ﺭﻭاﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ، ﻭﻗﺎﻝ فيه: ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ((ﻋﻠﻲ ﻣﻨﻲ ﻭاﻧﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ , ﻻ ﻳﺆﺩﻱ ﻋﻨﻲ اﻻ اﻧﺎ اﻭ ﻋﻠﻲ )) وهذا الحديث أيضا اﺧﺮﺟﻪ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ((ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ )) ج1 [ ﺻ 92] , ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ صحيحه, ﻭﻫﻮ اﻟﺤﺪﻳﺚ 2531 ﻓﻲ ج6 [ ﺻ 153] من كنز العمال, ﻭﻗﺪ اﺧﺮﺟﻪ اﻻﻣﺎﻡ اﺣﻤﺪ ﻓﻲ ج4 [ ﺻ 164] ﻣﻦ المسند
-ﺭﻭى أحمد بن حنبل ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ (2/ 706): ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻮﻓﺪ ﺛﻘﻴﻒ: ((ﻟﺘﺴﻠﻤﻦ ﺃﻭ ﻷﺑﻌﺜﻦ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺭﺟﻼ ﻣﻨﻲ - ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: ﻋﺪﻳﻞ ﻧﻔﺴﻲ - ﻓﻠﻴﻀﺮﺑﻦ ﺃﻋﻨﺎﻗﻜﻢ، ﻭﻟﻴﺴﺒﻴﻦ ﺫﺭاﺭﻳﻜﻢ، ﻭﻟﻴﺄﺧﺬﻥ ﺃﻣﻮاﻟﻜﻢ)).ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﻓﻤﺎ ﺗﻤﻨﻴﺖ اﻹﻣﺎﺭﺓ ﺇﻻ ﻳﻮﻣﺌﺬ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺃﻧﺼﺐ ﺻﺪﺭﻱ، ﺭﺟﺎء ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻮ ﻫﺬا.ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪ ﻋﻠﻲ، ﻭﻗﺎﻝ: ((ﻫﻮ ﻫﺬا)) ﻣﺮﺗﻴﻦ.
- ﺃﺧﺮج اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻣﺼﻨﻒه (12/ 107)(ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﻌﺘﺮﺗﻲ ﺧﻴﺮا، ﻭﺃﻥ ﻣﻮﻋﺪﻛﻢ اﻟﺤﻮﺽ، ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ، ﻟﺘﻘﻴﻤﻦ اﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻟﺘﺆﺗﻦ اﻟﺰﻛﺎﺓ، ﺃﻭ ﻷﺑﻌﺜﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺭﺟﻼ ﻣﻨﻲ - ﺃﻭ ﻛﻨﻔﺴﻲ - ﻳﻀﺮﺏ ﺃﻋﻨﺎﻗﻜﻢ)).
ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺑﻴﺪ ﻋﻠﻲ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ((ﻫﻮ ﻫﺬا)).