.
 
16-01-2018

1- ماذا قالَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله في يومِ مَولدِه ، وقد سُئلَ عن صيامِ يوم الاثنين ؟!.

– قال صلوات الله عَليه وعلى آله : ((يومٌ وُلدتُ فِيه، وَيومٌ بُعثتُ فِيه، ويومٌ أُنزِلَ عَليّ فِيه)) .

2- مَا هي قصّة رؤيا عبدالمطّلب جدّ النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله ؟!.

– كانَ عبدالمّطلب رضوان الله عَليه نائماً يَوماً في الحُجرة فانتبه فزعاً مذعوراً. قال العبّاس: فَاتّبعتُه نَحو داره، وأنا يومئذٍ غلام أعقل .

فقالوا: يا أبا الحارث مالك اليوم كالخائف؟

قَال: رَأيت وأنَا نَائم عِند الحجرة كأنّما أُخرِجَ مِنْ ظَهري سِلسلَة بَيضاء لهَا أربعَة أطرَاف ، طَرفٌ بَلغ مَشارق الأرض، وطَرف بلغ مغاربها، وطرَف بلغ أعنان السماء، وطرَف قد جاوز الثرى، فَبين أنَا أنظر إليها إذ صَارت أسرع من طرفة عَين شجرة خضرَاء، لم يرَ الرّاؤون أنوَرَ مِنهَا، و إذا بشخصين بَهيَّين قَد وقفَا عليّ، فقلتُ لأحدهِما: مَنْ أنْت؟!.

قَال: أمَا تعرفني، أنا نَوح نَبي ربّ العَالمين.

فقُلت للآخَر:مَنْ أنت؟!.

قَال: أنَا إبراهيم خَليلُ رَب العَالمين.

فقَالوا له: إن صَدَقتْ رؤياك لَيَخرُجَنّ مِن ظهرك مَنْ يُؤمِنُ بِه أهلُ السّمَاوات وأهَل الأرض.

فَبقي عَبد المطلب زمَاناً، فلمّا كَان يَوماً رجع من قنْصِه في الظّهيرة عطشانَ يَلْهَثُ، فرأى في الحجر ماءً مَعيناً فشَرب مِنه ، ثمّ دَخل عَلى فاطمةَ فَواقعَها، فَحمَلت بعبد الله، وَواقع عبد الله آمنَة فَحملت برسول الله.

3- كيفَ كانَت ولادَة آمنَة لرسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله ؟!.

– قالت آمنَة رضوان الله عَليها : أتَاني آتٍ حِين مرَّ لي مِنْ حَملِي سِتّة أشهُر فَوكزَني في المنَام برجله، وقال لي: يا آمنة إنّك قَد حَملت بِخَير العالمين، فإذا وَلدتيه فسمّيه محمداً واكتمي شأنك. فَكانت تقول: لقَد أخذني مَا يأخذ النساء ولَم يَعلم بي أحد مِن قَومي ذَكرٌ ولا أنثى، وإني لَوَحيدةٌ في المنزل.

قَال: فبقي في بطن أمّه صلى الله عليه وآله وسلم تسعَة أشهُر لا تشكو وَجعاً ولا ريحاً ولا مَا يعرض للنساء ذوات الحمل.

قَالت آمنة: فَسمعتُ وجْبةً عظيمةً وأمراً شديداً، فَهالَني -وذلك يوم الإثنين- فَرأيت كأنّ جَناح طير أبيض قد مسحَ عَلى فؤادي، فذهبَ عَنّي الرّعب وكل وجع، ثمّ رَأيت نِسوَة كالنّخل طُولاً كأنّهن مِن بَنات عَبد منَاف يحْدِقن بي؛ فبينا أنا أعجب وأقول: واغوثَاه مِن أين علِمْن بي هؤلاء، فَاشتد بي الأمر فَأخذَنِي المخَاض فَولدت محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم فَلمّا خَرج من بطني دُرْت فنظرت إليه، فإذا أنا به سَاجِدٌ قَد رَفعَ أصبعَيه إلى السماء كالمُتضرّع المُبتهِل.

4- سُئلَ رسُول الله صلوات الله عَليه وعلى آله ما كانَ أوّل بَدء أمرِك ؟!.

– فقالَ صلوات الله عَليه وعلى آله : ((دَعوَة أبي إبرَاهيم، وَبُشرَى عِيسَى، ورَأت أمّي أنّه خرَج مِنهَا نُورٌ أضَاءت مِنه قُصورُ الشّام)) .

5- عندمَا ماتت أمّ رسول الله صَلوات الله عَليه وعلى آله ، كَم كانَ عمُره ؟!.

– ستّ سَنوات ، وقَد كانَت أمّه قد قدمَت به صلوات الله عَليه وعلى آله إلى أخوالِه من بني النجّار في المدينَة ، فلمّا عادَت ماتَت في الأبواء وهي عائدَةٌ إلى مكّة ، ثمّ كفلَه جدّه عَبدالمطّلب .

6- ما هي قصّة كفَالة أبي طَالب لرسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله ؟!.

– وذلكَ أنّ عبدالمطّلب قبلَ موتِه ، وقد كان عُمّر وعُمِّرَ مَائة وعشرون سنة .

ثمّ حضرته الوفاة ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثَمان سنين فجمع بنيه وبنَاته، وهم عشرة بنين وست بنات.

فَقال: يا بَنيّ ويا بناتي، قد اعْتَلَلْتُ عِلَلاً كثيرة فما وجدت كهذه، فَإذا أنا ِمت ورَصفتم عَليّ الجَنادل وحثوتم علي التراب فأيكم يَكفل حبيبي محمّداً بعدي؟!.

فَمَا مِنهم أحَد إلاّ قال : أنَا أكفله.

فقامَ إليه ابنه الحَارث وقال: يَا أبتاه إنّا لا نَأمَن إذا كَفِلَه أحَدُنا أن لا يرضى محمّدٌ به.

وَقد كان رسول الله دَعاه عبد المطّلب فأجلسه ، ثمّ عَرضهم عليه ، وقَال: أيْ بُني إنّي صائر إلى ماصار إليه الذين كَانوا قبلي، فَأيّ وَاحِدٍ مِن عُمومَتك تُحبّ أن يَكفلك، فهؤلاء هُم حُضورٌ النّسَاء مِنهم والرّجال؟!. فَجعل يَنظر إليهم في وُجوههم حتى أتى أبَا طالب فجَلس فِي حِجره، وقال: يَا جد لا أُحب غيرَه.

فَقال عبد المطلب: سُبحان الله مَا أردتُ يا عبد مناف غَيرَك للذي كَان بَينكَ وبَين أبيه . وَكان عَبْد الله وأبو طَالب والزبير وأم حكيم وأروى وعاتكة أمهم واحدة فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران من بني مخزوم وذلك الذي عَنىَ عبد المطلب.

7 – عندمَا تنبّأ الله نبيّه صلوات الله عَليه وعلى آله ، كَمْ كان عُمر النّبي ؟!.

– أربعونَ سنَة .

8 – كيفَ كانَ جبريلُ عليه السّلام يأتي رسول الله صلوات اللهَ عليه وعلى آله ؟!

– سُئلَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله عن ذلكَ ، فقَال : ((إنّ جِبريل عليه السلام ليَأتِينِي كمَا يَأتي الرّجُل صَاحِبَه فِي ثِيابٍ بِيض مَكفوفة باللؤلؤ واليَاقوت، رَأسه كالحبك، وشَعره كالمُرجان، ولونه كالثّلج، أجلى الجَبين برَّاق الثنّايا، عَليه وشاحان مِن درٍ مَنظوم، جناحَاه أخضرَان ورِجلَاه مَغموسَتان فِي الخُضرَة)) .

9 – ماذا فعلَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله عندمَا نزلَ قولُ الله تعالى : ((فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)) ، ((وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)) ؟!.

– قال صلوات الله عَليه وعلى آله : ((يَا علي انطلق إلى بَني عبد المطلب، وعَبد شمس، وتميم، ومخزوم، وعدي، وكَعب، ولؤي، فاجمعهم إلى نبي الرّحمة، فإني أريد أن أكلّمهم وأبَلِّغَهم رسَالة رَبّي، وأقيم فيهم وَزيري وناصري لا يتقدّمه ولا يَتأخر عَنه إلاّ ظالم)). وأمرَ صلى الله عليه وآله وسلم بذبح شاة، فَانطلقتُ وجَمعتهم إليه، وهُم سِتون رجلاً يزيدون أو يَنقصون رجلاً، فطعموا وشَبعوا بإذن الله وفضل مِن الطّعام أكثرُه، ثمّ قَال: ((يَا أيّها المَلأ مِن قُريش أتيتكُم بِعزّ الأبَد ومُلك الدّنيا والآخرة، فَأيّكم يُوازرنُي ويبُايعني على أمري؟)) فَلم يُجيبوه، فقلتُ [أي عَلي بن أبي طَال] وأَنَا أحدث القَوم سناً: أنَا يَا رَسُول الله. قال: ((اللهم اشهَد أنّي وَازرته وخالَلْتُه، فَهُو وَزيري وخَليلى وأمينِي ووَصيّي والقَائمُ بَعدي))، فَقامُوا يَقولون لأبي طَالب: قَد ولّى عليك ابنك واتخذَه خَليلاً دونَك … إلخ في المَصابيح.

10- ما هي مُعجزَة المَاء في غَزوة تَبوك ؟!.

– شكَى أصحاب رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله العطَش في مسيرهِم إلى تبوك ، فَقال صلوات الله عَليه وعلى آله : اطلبُوا المَاء، فَلم يُصيبوا شيئاً حتّى خافوا على أنفسهم، وقالوا: يَا رسول الله ادع لنَا ربّك. فَنزل جبريل عليه السلام فقال: ((يا محمّد ابحَث بِيدِك الصَّعِيد، وَضعْ قَدميك وإصبَعَيك المُسبِّحَتين وَسمّ)). ففعَل صلّى الله عليه وآله وسلّم فَانبجَس مِن بَين أصابعِه المَاء فَشربُوا ورَووا وسَقَوا دَوابّهم وحَمَلوا منه، فَأُعطِي صلى الله عليه وآله وسلم مَا أعطِيَ مُوسى بن عمران، فازدَاد المُؤمنون إيماناً .

المَصادر :

– المَصابيح في السّيرة ، الحافظ أبو العبّاس الحَسني (ع) .

الكَاظم الزّيدي

 
;

16-48-2018

1– كمَ مكثَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله في دار أبي أيوب الأنصَاري إلى أن تم الانتهَاء من بناء مسجدِه ومسكنِه ؟!.

 من كلامِ الإمَام القاسم بن إبراهيم الرّسي (ع) أنّ المدّة : ((شَهرين وخمسَة عشر يوماً)).

2– متى زوّج رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله فاطمَة الزّهراء ؟!.

 قالَ الإمَام الباقِر (ع) بعد سنَةٍ من الهِجرَة ، وقالَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله : ((إنّما أنَا بَشر مِثلكم أتزوجكم وأزوّجكم إلاّ فاطمَة علَيها السّلام، فإنّه نزل تَزويجها من السماء)) ، فلمّا زوّج رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله عليّاً بفاطمة عليهما السّلام ، قال : ((جَمع الله شَمْلكُمَا، وأسعد جَدَّكما، وأخرَج مِنكُما كَثيراً طيباً)) .

3⃣– هل كانَ آبَاء النّبي صلوات الله عَليه وعلى على الشِّرك ؟!.

 قالَ أمير المُؤمنين (ع) : ((مَا عَبد أبِي ولا جَدّي عَبد المطلب ولا هَاشِم ولا عَبد مناف صنماً قط. قِيلَ: ومَا كانوا يَعبدون؟ قَال: كَانُوا يُصَلّون إلى البَيت على دِين إبرَاهيم الخَليل متمسِّكين بِه)) .

4⃣– ما هي صفَة النّبي صلوات الله َعليه وعلى آله الخَلْقيّة ؟!.

 قالَ أمير المُؤمنين (ع) : ((كَانَ رَسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 أبيض اللّون , مُشرَباً بحُمرة , أدعج العينين , سَبط الشعر , دقيق العِرْنِين ,أسهَل الخَدّين  , دَقيق المسرُبة , كَث اللِّحية , كان شعره معَ شحمَة أذنه إذا طَال , كأنّما عُنقه إبريق فضّة . 

 لَه شَعر مِن لبّته إلى سُرّته ، يجري كالقضيب ، لَم يَكُن في صدره ولا في بطنه شَعر غيرُه، إلا نبذَات في صدرِه . 

شثن الكَفّ والقَدم . 

 إذا مشى كأنّما يتقلّع مِن صَخر، ويَنحدر في صبب . 

 إذَا التفتَ التفتَ جَميعاً .

لَم يكن بالطّويل، ولا العَاجِز اللّئيم . 

 كأنّما عَرَقُه اللؤلؤ، رِيح عَرقه أطيب مِنَ المِسك .

 لَمْ أرَ قَبلَه ولا بَعدَه مِثلَه صلى الله عليه وآله وسلم)) ، انتهى كلامُ أمير المُؤمنين (ع) .

5 – مَنْ هُم أولاد النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله ؟!.

 القَاسم، وبه يُكْنى، وهُو أكبر وَلده، توفي بمكة، ثمّ زَينب، ثمّ عَبدالله وهو الطّيب، ويُقال: الطّاهر، وُلِدَ بَعد النبوة ومَات صغيراً، ثمّ أم كلثوم، ثمّ فَاطمة – توفيت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بستّة أشهُر وعمرها ثمان وعشرونَ سنَة، وقيل: دُون ذلك وهُو الأصَحّ، ثمّ رقيّة ، وفي بعض الرّوايات أنّها أصغَر بنات النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله وكلّم من خديجَة بنت خويلد سلام الله عَليها ، ثمّ إبراهيم في المدينَة من ماريّة القبطيّة .

6 – من هي أوّل مَن تزوّجها الرّسول صلوات الله عَليه وعلى آله بعَد خديجة بنت خويلد عيلها السّلام ؟!.

 سَودَة بنت زَمْعَة ، تزوّجها رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله بعدَ موت خديجَة بسنَة وهُو بمكّة قبل الهجرَة .

7 – كمَ عدد الغزَوات التي شارَك فيها النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله بنفسِه ؟!.

 سبعٌ وعشرونَ غَزوة .

8 – متى توفّي عبدالله والد النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله ؟!

 تُوفّي ولرسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله أربعَة وقيل خمسَة أشهُر في بطنِ أمّه ، وكان عُمر عبدالله عشرون سنَة ، وقيل تسعَة عشرَ سنةً .

9 – مَنْ هي التي كانَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله قد تربّى في حِجرِها ، فلمّا ماتت كبّر عليهَا أربعينَ تكبيرَة ؟!.

 فاطمَة بنت أسَد ، أمّ الإمَام علي بن أبي طَالب (ع) ، وقد كفّنها صلوات الله عَليه وعلى آله في عمامتِه ، ونزلَ في قبرهَا ووضعها في اللّحد ، وفي خَبر أنّه اضطجعَ في قبرهَا ، ثمّ وضعها في اللّحد ، ثمّ قرأ عليها آيَة الكُرسي ، وقَال صلوات الله عَليه وعلى آله : ((اللهم اجعل من بين يديها نوراً، ومن خلفها نوراً وعن يمينها نوراً، وعن شمالها نوراً، اللهم املأ قلبها نوراً)) ، فلمّا كبّر عليها أبعين تكبيرَة سألوه عن ذلك ، فقال صلوات الله عَليه وعلى آله : ((كَان خَلفِي أربعُون صَفاً مِن الملائكة فَكبّرت لكلّ صَفٍّ تَكبيرَة)) ، وقالَ : ((إنّي كُنت يتيماً في حِجرِهَا فَأحسَنَتْ إليّ)) .

10– ما هي قصّة مُعجَزة الشّجرَة مع مُشركي قُريش ؟!.

 أتَى إلى رسول الله صَلوات الله عَليه وعلى آله المَلأ مِن قُريش: أبو جهل بن هشام، وهشام بن المغيرة، وأبو سُفيان بن حرب، وسُهَيل بن عمرو، وشيبة، وعتبة، وصناديد قريش فقالوا: يا محمّد، قَد ادعيت أمراً عظيماً لم يدّعه آباؤك، ونحن نَسألُك أن تَدعو لنَا هذه الشّجرَة حتى تنقلع بعروقها وتقف أمَامَك. فقَال صلى الله عليه وآله وسلم : ((إنّ رَبي على كل شيء قدير، وإنّي أريكم مَا تطلُبون وإني أعلَم أنّكم لا تُجيبوني، وإِنّ منكم مَنْ يذبَح عَلى القليب، ومن يُحزِّب الأحزاب، ولكن رَبّي بِي رَحيم)) . ثمّ قَال للشجرة: ((انقَلِعي بعُروقِك بإذن الله)). فانقلعَت وجاءت ولها دَويّ شديد حتّى وَقعت بين يدي رسول الله. فَقالوا استكباراً وعتواً: سَاحِر كَذّاب، هَل صدقك إلاّ مثل هذا، يَعنوني، فقال صلّى الله عليه وآله وسلم : ((حَسبي به ولياً وصاحباً ووزيراً، قَد أنبأتكم أنكم لا تؤمنون، والذي نفس محمد بيده لقد عَلمتم أنّي لَست بسَاحِر)) .

المَصادر :

– المَصابيح في السّيرة ، الحافظ أبو العبّاس الحَسني (ع) .

– الأمالي الاثنينية ، الإمَام المرشد بالله يحيى بن الحُسين (ع) .

– التّحف شرح الزّلف ، الإمَام مجدالدّين بن محمّد المؤيّدي (ع) .

الكَاظم الزّيدي

;

16-32-2018

1- متى وُلِدَ النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله ؟!.

– المَشهور من ولادَته صلوات الله عَليه وعلى آله أنّه في الثّاني عشر من شهر ربيع الأوّل ، وفي رواية أبي العبّاس الحسَني أنّه في الثّاني من شهر ربيع الأوّل ، وفي روايَة الإمَام المُرشد بالله في الأمالي الاثنينيّة أنّ ذلكَ كانَ في الثّاني عشر من شهَر ربيعٍ الأوّل ، والحاصلُ فإنّ رمزيّة التأريخ قد تَكفي إذ ليسَ يضرّ جَهل عين اليَوم لإقامَة المولد النبويّ ، إلاّ أنّ ذلكَ قد يهمّ المُحقّقين من أهل العِلم ، والذي يسبقُ إلى ذهنِي أنّه الثّاني من شَهر ربيعٍ الأوّل على رواية الإمَام أبي العبّاس الحَسني صلوات الله عَليه ، والأليَق التّماشي مع المشهور بين المُسلمين وهو رواية الإمَام المرشد بالله (ع) أنّه الثّاني عشر فلا يصحّ أن تُجعَل هذه المُناسَبة مُناسَبة اختلاف والأصل والثّمرة منها اتّفاقٌ حول ذكر رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله ، وفي الجُملَة فكثيرُ التواريخ ميلاداً ووفاتاً للأعلام مُختلَفٌ حَولُها .

2- كَم عدد إخوَة رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله من الرّضاعة ؟!.

– ستّة ، أربعَة في مكّة ، عمّه حمزَة بن عَبدالمطّلب ، وشريح بن هانئ ، وأبو سفيان بن الحارث بن عَبدالمطّلب ، وأبو سلمَة بن عبدالأسَد المَخزومي ، واثنان في الباديّة ، أبو قرّة ، ضمرَة بن حليمَة .

3- متَى تزوّج رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله خديجَة بنت خويلد عليها السّلام ؟!.

– تزوّجها وهي ابنَة أربعين سنَة ، وعُمره صلوات الله عَليه وعلى آله خمسةٌ وعشرونَ سنَة ، ولم يتزوّج عليهَا حتّى ماتَت ، وكانَت قد تزوّجت قبلَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله عتيق بن عائذ بن مخَزوم ، ثمّ تزوّجت أبو هالة بن النبّاش التّميمي ، فولدَت لأبي هالة هِنداً ، وماتَت خديجَة قبل هجرَة النّبي إلى المدينة بثلاث سنوَات .

4- القَاسم ابن رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله أينَ توفّى ؟!.

– توفّى في مكّة بعد نبوّة نبيّنا محمّد صلوات الله عَليه وعلى آله .

5- ماهي قصّة سُويد بن الحَارث معَ النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله ؟!.

– أنّ النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله عندمَا عادَ إلى مكّة عائداً من الطّائف أتاه سُويد بن الحَارث وهُو من أشراف الطّائف ، فقالَ له النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله : ((يَا سُويد انزعَ عَن عِبادَة الأصنَام، يَاسويد إنّ رَجُلاً مِن قَومِك يُقال لَه عَوف تَلسعه رتيلاء فَيمُوت عِندَ المسَاء)). ورجَع سُويدٌ إلى قَومِه، فلمّا كَان وَقت المَساء لَسعَت ذَلكَ الرّجل رتيلاء فَقتلته، فَأقبَل سُويد إلى النّبي صلى الله عليه وآله وسلم مُسلمَاً. واشتدّ إسلامُه عَلى أهل مكة واعتَابُوا، وانصرَف سُويد يُريد الطّائف، فَبعث أبو سُفيان بن حَرب بغلامٍ له أسود يدعى رَيحان، خَلفَه ليَقتُله، فخرَج ولَحِقَ سُويداً بعَقبَة الطّائف، فدلّى عَليه حَجَراً فقتلَه رحمَة الله عليه . فقَال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((مَا لِرَيحَانَ قَطعَ الله يَده عَاجلاً)) ، فَاستقبَلَه جَمَل بمكّة لبني عوف فالتقمَ يَده اليُمنى حتّى قطعَها مِنَ المِرفَق، ولَم يُرَ قادمه حتّى مَات .

6- كيفَ كانَ بدء هجرة النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله إلى المَدينَة ؟!.

– كانَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله يعرضُ نفسَه على القبائل يطلبُ نُصرَتهم بعدَ أن خذلَه وآذاه أهل مكّة ، فسمعَهُ ستّة نَفر من أهل المدينَة ، فقالَ أحدهُم : ((أتَعلمُون!؟ والله إنّه النّبي الذي وَعَدَكُم أهلُ الكِتَاب)) ، فآمنوا بالنّبي صلوات الله عَليه وعلى آله ، ثمّ عادُوا إلى أهلهِم في المدينّة يُحدّثونَهم بخبرِه ، فحضرَ معَهم من العام المُقبل ستّة نفَر آخَرين فبايعُوه صلوات الله عَليه وعلى آله بيعَة العقبَة الأولى ، وبعثَ معهم مُصعب بن عُمير يُقرئهُم القُرآن ، فلمّا كان من العام المُقبل وافاه سبعون من أهل المدينَة في العقبَة فبايعُوه على عَدم الشّرك وأن يُحلّوا حلال الله وأن يُحرّموه حرامَه وأن يمنعُونه ما يمنعونَ به أنفسَهم ، وأن يمنعونَ ذريّته ما يمنعونَ منهم ذراريهِم فكانت بيعَة العقبَة الثّانية .

 

7 – مَن هُو أوّل من افتدَى رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله بنفسِه ؟!.

– بعد أن اجتمَع كفّار قريش في دار النّدوة وبيّتوا قتل رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله ، خرجَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله بعد أن أمرَ عليّاً (ع) أن يبيتَ في فراشه ، وقالَ صلوات الله عَليه وعلى آله : ((إنّ قُريشاً لن يَفقدونِي مَا دَامُوا يَرونَك)). فَاضطجَع عَليّ عَلى فِراش النّبي، وجَعلت قريش تَطلع، فإذا رأوه قالوا: هُوَ ذَا نائم . فَلمّا أصبَحُوا رَأوا علياً عليه السلام قالوا: لو خرج محمّد خَرج بِعَليّ مَعَه، ولَم يَفقدُوه)) ، وقال الإمَام علي بن الحُسين السجّاد (ع) : ((أوّل مَن شَرى نَفسه ابتغَاء مَرضَاة الله عَلي بن أبي طالب ثم قرأ: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ الله)) ، وقَال عَليّ فِي ذَلك:

وَقيتُ بنَفسي خَير مَنْ وَطِئ الحصَى

….

ومَن طَاف بالبيت العَتيق وبالحَجَر

 

مَحمّد إذ هَمّوا بأن يمكُروا به

….

فَنجّاه ذُو الطّول العَظيم مِن المَكر

 

وبَات رَسُول الله في الغَار آمناً

….

وأصبَح فِي حِفظ الإله وفِي سِتر

 

وبِتّ أُرَاعِيهُم مَتى يَثبتونني

….

وقَد صَبَرَت نَفسي عَلى القَتل والأسْر

8 – خرجَ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله مُهاجراً إلى المدينَة واختبأ في غَار ثَور ، كم مكثَ في الغَار ، ومَنْ كان يُرسلُ لهم الطّعام والشّراب ؟!

– اختبأ صلوات الله عَليه وعلى آله في غار ثَور ثلاثَة أيّام حتّى سكن الطّلب ، وأميرُ المؤمنين عَلي (ع) كانَ قد جهّز رواحلَهم (الرّسول ، وأبو بكَر ، وعبدالله بن الأرَيْقَط دليلُهم) وكان عليٌّ (ع) طيلة ذلك الوقت يرسل طعامَهم وشرابَهم .

9 – متى دخَل رسول الله صَلوات الله عَليه وعلى آله المديَنة ؟!.

– دخلَها في الثّاني عشر من شهر ربيعٍ الأوّل مع زوَال الشّمس ، وأوّل نزوله كانَ بقبَاء على بني عمرو بن عَوف من الأنصَار .

10- ما كانَ أوّل ما فعلَه رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله عندَ دخوله المدينَة ؟!.

– مكثَ الاثنين والثّلاثاء والأربعَاء والخميس في قبَاء ، وأسّس مسَجدهُ هُناك ثمّ ارتحلَ يوم الجُمعَة راكباً ناقَته فكانَ أشراف المدينَة يستقبلونَه ويطلبونَه أن ينزلَ عندَهم ، فكانَ يقولُ : ((خلّوا سبيلَها إنّها مأمورَة)) ، فتخطّت النّاقَة بيوت الأنصَار من الأوس والخَزرَج حتّى أناخَت حيث مسجدُه صلوات الله عَليه وعلى آله اليَوم ، فأسّس مسجدُه (ع) ومسكنَه ، وقد كان يقيمُ وقتَها في دار أبي أيّوب الأنصَار رضوان الله عَليه .

المَصادر :

– المَصابيح في السّيرة ، الحافظ أبو العبّاس الحَسني (ع) .

– الأمالي الاثنينية ، الإمَام المرشد بالله يحيى بن الحُسين (ع) .

الكَاظم الزّيدي

;

16-27-2018

الابتهاج والاعتراف بمنّه الله العظيمة وفضله العظيم علينا كمسلمين وعلى العالمين أجمع الله سبحانه وتعالى يقول: ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) نحن كمسلمين كأمة مسلمة  كمجتمع مؤمن يجب ان تكون  نفوسنا متعلقة مع فضل الله تعترف لله بعظيم نعمته وتقدّر نعم الله عليها وفي مقدمة هذه النعم  نعمة الهداية التي كانت عن طريق الرسول والقرآن  ومحمد هو رسول الهداية أرسله الله بالهدى ودين الحق ، فمثل هذه المناسبات العزيزة الايمانية التي لها علاقة مهمة بديننا ونستفيد منها فيما يقربنا إلى الله  تستحق  منا الفرح والابتهاج والسرور، ولقد اراد لنا أعداؤنا ان يشدونا في مشاعرنا إلى مناسبات تافهة لا قيمة لها ولا أثر في واقع الامة ويبعدونا عن مثل هذه المناسبات العظيمة ولكنهم فاشلون وخائبون وخاسرون .

إن إحياء ذكرى مولد النبي هو مناسبة للحديث عن الرسول ومبعثه ومنهجه ورسالته، وعن واقع الامة وتقييمه ، وهو أيضا من الاشادة بذكره، والله سبحانه وتعالى حينما قرن الشهادة برسالته  مع الشهادة بوحدانيته في الاذان والصلاة، كل يوم وليلة خمس مرات  وحينما قال (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) لأنه أراد أن يبقي رسول الله حيا في وجداننا، وحاضراً في اذهاننا ، فصلتنا بهذا النبي هي صلة بالرساله، صلة بالهدى، وارتباط بالمنهج الإلهي، وارتباط بالرسول من موقعه في الرساله، هادياً وقائداً، ومعلما،ً ومربياً ،وقدوة ،وأسوة ، نهتدي به  ونقتدي به ونتأسى به ، ونتأثر به، ونتبعه، وما أعظم حاجتنا وحاجة البشرية إلى ذلك، لأنه لا نجاة و لا سعادة للبشرية إلا به، وإن أكبر ما جلب الشقاء والمعاناة على البشريه هو ابتعادها عن هدى الله ومخالفتها لتوجيهاته.

التعبير عن الولاء لرسول الله محمد ( صلوات الله عليه وآله ) هذا الجانب المهم كأساس من أساسيات الإيمان لا يتم الإيمان إلا به ، ولا يتحقق إلا به . الولاء لرسول الله  والايمان بولايته وتعظيمه وتوقيره والاهتداء به والاتباع له، وجعله لنا الاسوة والقدوة فنتأثر به ونهتدي به ونسير على نهجه ونتأثر به في مواقفنا ونتحرك في نفس الطريق التي تحرك عليها، نتفاعل طاعة  عملاً التزاما مع الرسالة التي أتى بها وهي القرآن الكريم والإسلام العظيم والتعبير عن هذا الولاء له أهميته الكبيرة، لأن الاعداء يحاولون ان يفكونا فكاً عن كل هذه الروابط العظيمة التي سنستعيد بها مجد امتنا وعزة امتنا وقوة امتنا التي كانت ايام محمد (صلوات الله عليه وعلى وآله)

;

26-08-2018

 

بِسم الله، الحمدُ لله، والصلاّة والسّلام على سيدّنا محمّد مَنْ أوذيَ في الله ولأجل استنقاذِ أمّته ، وعلى أهل بيته الطّيبين الطّاهرين، وبَعد ، فهذه أيّام ربيعٍ الأوّل تُطلّ عَلينَا مَن جَديد تحملُ إلينَا أصناف الأذيّة لأوليَاء الله تعالى ، وللمُؤمنين بُعموم في شتّى الأرض ، شرقها وغربها ، شامها ويمنهَا ، وقد كانَ الدّعاء والصّبر والعمَل منهاجُ من أتت به بشارَة ربيع الأوّل فكان بمولدِه الشّريف إحياءٌ للقيَم وللإنسانيّة وللشّريعَة الإلهيّة الغرّاء وللعزّة والمكنَة من أعداء الله تعالى ، نعَم! لقد كانَ ذلك هُو نبيّنا الأعظَم محمّد بن عَبدالله صلوات الله عَليه وعلى آله ، مَن تحمّل أصناف الأذيّة للقيامِ بهذا الدّين ، وتلكَ الشّرعَة الصّافية بذلك الدّستور العظَيم (القُرآن الكَريم) ، أرسلَه الله تعالى إلى قومٍ لُدٍّ مُشركين ، فامتثَل الرسول صلوات الله عَليه وعلى آله لأمرِ ربّه فقام يُصلّي ويعبدُ الله يدعُو النّاس إلى التّوحيد ، فتصدّى له أبو جَهل وحلفَ باللّات والعزّى لئن رآه يُصلّي حولَ الكعبَة ليطأنّ رقبتَه وليُعفِّرنَ وجَهه في التّراب! ، فهذه أذيّة بالقَول والتّهديد ، ثمّ يأمرُ أبو جَهل أصحابَه بأن يُحضروا سلَا جَزور فيضعُوه على رقبَة النّبي صلوات الله عَليه وعلى آله وهُو ساجدٌ عندَ الكعبَة ، فيُحضرهُ عقبةَ بن أبي مُعيط لعنهُم الله تعالى ، والسّلا هُو الغشَاء الرّقيق الذي يحيط بمولود النّاقة بما فيه من إفرازَات وسَوائل وهو شبيهٌ بالمشيمَة في المرأة ، والله المُستعان ، وهذا إيذاءٌ بالفِعل وكُبراء ووجهَاء وأشراف قريش يتمايلون ضحكاً ورسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله يسمعُهم ، فكيفَ لو كانَ أحدُنا في مقامِه صلوات الله عَليه وعلى آله!. ثمّ كان ابن مسعود رضي الله عنه يرى ذلكَ ويتحسّر على رسول الله لا يستطيعُ أن يبعدَ عنه السّلا يخاف من بطش قُريشٍ به ، فتأتي فاطمَة الزّهراء عليها السّلام فتبعدُ الأذَى عن أبيهَا ، فيرفعُ رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله رأسَه من سجوده فيدعُو الله تعالى على قُريش ، تلك الدّعوة التي قرعَت مسامعَ أصحابهَا ولم تُحرّك فيهم ساكناً فكانَت الإجابَة بأن خرّوا صرّعى يومَ بدر ، فويلُ الظّالم من دُعاء المَظلوم في الله ولَو لم يكُن ذلكَ إلاّ بعدَ حِين ، فهذه الأذيّة التي وقعَت لرسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله مواساة لأهل الفَضل والعِلم الدّاعين إلى الله تعالى مَنْ آذتهُم أقوامُهم فيه جلّ شأنُه ، نعم! وأشدّ من ذلكَ ما جاء في بعض الأخبَار من لَوي عُقبة بن أبي مُعيط الثّوب على عُنق رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله وهُو يُصلّي يخنقُه! حتّى يفكّه النّاس ، نعم! ثمّ أشدّ من ذلك أذيّة الأقَارب بعد كبار القَوم ، وليسَ أشدّ من أذيّة الأقَارب ، منه ما فعلهُ أبو لهَب وزوجتهُ أمّ جَميل حمّالة الحطَب معه صلوات الله عَليه وعلى آله حتّى أنزل الله فيهما سورة كاملَة، وفِي هذا عزاءٌ لمن تحمّل أذيّة أقاربه في سبيل مرضات الله تعالى ، كلّ ذلك والله تعالى يحثّه على الصّبر ، قال جلّ شأنُه : ((وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا)) ، نعم! وقد كان رسول الله صلوات الله عَليه وعلى آله يتألّم من فعل قومِه وأصحابِه حتّى أن يبينُ ذلكَ في وجهه إلاّ أنّه مُستضعفٌ مأمورٌ من الله تعالى ربّه بالصّبر ، قال الله تعالى : ((ولَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)) ، فمَن يظنّ نفسَه من الدّعاة إلى الله تعالى أفضل من نبيّنا محمّد فلا يتأسّى به ولا يتحمّل تبعَات الدّعوة إلى الله تعالى من استهزاء المُستهزئين ، وجَفوة الجافِين ، وجَور الجَائرين ، وتسلّط الظّالمين؟!. ، إنّ ذكرَى نبيّنا الأعظَم صلوات الله عليه وعلى آله تزكيةٌ للنّفوس تقويمٌ وتقييمٌ لهَا ، وأيّامنا كلّها ذكرَىً لهُ وبه صلوات الله عَليه وعلى آله ، نعم! والمقام مقام اختصَار وتذكيرٍ فأكتفي برقم ما مضَى وإلاّ ففي الخاطر الإتيان على مُؤامرَة قومِه على قتلِه صلوات الله عَليه وعلى آله ، وحصارهِم له في الشّعب ، وما فعله أهل الطّائف حتّى سالَ دمُه الشّريف صلوات الله عَليه وعلى آله ، ثمّ ما كان من إخراجهم له مُتخفّياً خائفاً يختبئُ بينَ الأمكنَة ، نعم! ثمّ هو القائل صلوات الله عَليه وعلى آله : ((مَا أوذيَ أحدٌ ما أوذيتُ)) ، فمَن قالَ قد أوذيَتِ الأنبيَاء بأعظَم من أذاه صلوات الله عَليه وعلى آله من التّحريق والبَلاء ؟!. قُلنا : فانظُروا كيفَ ابيضّت عينُ يعقوب لأجل واحدٍ هُو يوسُف الصّديق صلوات الله عَليهما ، ثمّ انظُروا الله تعالى يُخبرُ نبيّه الأعظّم بأنّ ذريّته قتلَى ، وأنّ مصارعَهم شتّى ، وأنّهم مُطرّدين في البلاد كما صحّ في الأخبَار حتّى بكت عينه صلوات الله عَليه وعلى آله قبل موتِه يستحضُر ذلكَ البَلاء وتلك الأذيّة من أمّته ثمّ قولوا صلوات الله على الصّابر في ذات الله نبيّنا الأعظَم محمّد بن عَبدالله وعلى أهل بيته الطّيبين الطّاهرين ، فإنّ في ذلك عزاءً ومواساةً للمَظلومين المُؤذَين في الله ربّ العالمَين ، والحمدلله ، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمّد وآله .

;