حَيِّ مِيلَادَ الْهُدَى عَامَاً iiفَعَامَا وَامْلَأِ الدُّنْيَا نَشِيدَاً iiمُسْتَهَامَا وَامْضِ يَا شِعْرُ إِلَى الْمَاضِي iiإِلَى مُلْتَقَى الْوَحْي وَدُبْ فِيهِ iiاحْتِرَامَا وَاحْمِلِ الذِّكْرَى مِنَ الْمَاضِي iiكَمَا يَحْمِلُ الْقَلْبُ أَمَانِيهِ iiالْجِسَامَا هَاتِ رَدِّدْ ذِكْرَيَاتِ النُّورِ iiفِي فَنِّكَ الْأَسْنَى وَلَقِّنْهَا الدَّوَامَا ذِكْرَيَاتٌ تَبْعَثُ الْمَجْدَ iiكَمَا يَبْعَثُ الْحُسْنُ إِلَى الْقَلْبِ iiالْغَرَامَا فَارْتَعِشْ يَا وَتَرِ الشِّعْرِ iiوَدُبْ فِي كُؤُوسِ الْعَبْقَرِيَّاتِ iiمُدَامَا وَتَنَقَّلْ حَوْلَ مَهْدِ iiالْمُصْطَفَى وَانْشِدِ الْمَجَدَ أَغَانِيكَ iiالرِّخَامَا زَفَّتْ البُشْرَى مَعَانِيهِ iiكَمَا زَفَّتِ الْأَنْسَامُ أَنْفَاسَ iiالْخُزَامَا وَتَجَلَّى يَوْمُ مِيلَادِ iiالْهُدَى يَمْلَأُ التَّأْرِيخَ آيَاتٍ iiعِظَامَا وَاسْتَفَاضَتْ يَقْظَةُ الصَّحْرَا iiعَلَى هَجْعَةِ الْأَكْوَانِ بَعْثَاً iiوَقِيَامَا وَجَلَا لِلْأَرْضِ أَسْرَارَ iiالسَّمَا وَتَرَاءَى فِي فَمِ الْكَوْنِ iiابْتِسَامَا جَلَّ يَوْمٌ بَعَثَ اللهُ iiبِهِ أَحْمَدَاً يَمْحُو عَنِ الْأَرْضِ الظَّلَامَا وَرَأَى الدُّنْيَا خِصَامَاً iiفَاصْطَفَى أَحْمَدَاً يَفْنِي مِنَ الدُّنْيَا الْخِصَامَا مُرْسَلٌ قَدْ صَاغَهُ iiخَالِقُهُ مِنْ مَعَانِي الرُّسْلِ بِدْءَاً iiوَخِتَامَا قَدْ سَعَى - وَالطَّرْقُ نَارٌ iiوَدَمٌ- يَعْبُرُ السَّهْلَ وَيَجْتَازُ iiالْأَكَامَا وَتَحَدَّى بِالْهُدَى جَهْدَ iiالْعِدَا وَانْتَضَى لِلصَّارِمِ الْبَاغِي iiحُسَامَا نَزَلَ الْأَرْضَ فَأَضْحَتْ جَنَّةً وَسَمَاءً تَحْمِلُ الْبَدْرَ iiالتَّمَامَا وَأَتَى الدُّنْيَا فَقِيرَاً iiفَأَتَتْ نَحْوَهُ الدُّنْيَا وَأَعْطَتْهُ iiالزِّمَامَا وَيَتِيمَاً فَتَبَنَّتْهُ iiالسَّمَا وَتَبَنَّى عَطْفُهُ كُلَّ iiالْيَتَامَى وَرَعَى الْأَغْنَامَ بِالْعَدْلِ iiإِلَى أَنْ رَعَى فِي مَرْتَعِ الْحَقِّ الْأَنَامَا بَدَوِيٌّ مَدَّنَ الصَّحْرَا iiكَمَا عَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْحَشْرِ iiالنِّظَامَا وَقَضَى عَدْلَاً وَأَعْلَى iiمِلَّةً تُرْشِدُ الْأَعْمَى وَتُعْمِي مَنْ تَعَامَى نَشَرَتْ عَدْلَ التَّسَاوِي فِي iiالْوَرَى فَعَلَا الْإنْسَانُ فِيهَا iiوَتَسَامَى يَا رَسُولَ الْحَقِّ خَلَّدْتَ iiالْهُدَى وَتَرَكْتَ الْظُّلْمَ وَالْبَغْي iiحُطَامَا قُمْ تَجِدْ فِي الْكَوْنِ ظُلْمَاً iiمُحْدَثَاً قَتَلَ الْعَدْلَ وَبِاسْمِ الْعَدْلِ iiقَامَا وَقُوَىً تَخْتَطِفُ الْعُزْلَ iiكَمَا يَخْطِفُ الصَّقْرُ مِنَ الْجَوِّ iiالْحَمَامَا أَمْطَرَ الْغَرْبُ عَلَى الشَّرْقِ iiالشَّقَا وَبِدَعْوَى السُّمِّ أَسْقَاهُ iiالْحَمَامَا فَمَعَانِي السِّلْمِ فِي iiأَلْفَاظِهِ حِيَلٌ تَبْتَكِرُ الْمَوْتَ الزُّؤَامَا يَا رَسُوَل الْوِحْدَةِ الْكُبْرَى iiوَيَا ثَوْرَةً وَسَّدَتِ الظُّلْمَ iiالرُّغَامَا خُذْ مِنَ الْأَعْمَاقِ ذِكْرَى iiشَاعِرٍ وَتَقَبَّلْهَا صَلَاةً iiوَسَلَامَا |
بُشْرَى مِنَ الْغَيْبِ أَلْقَتْ فِي فَمِ iiالْغَارِ وَحْيَاً وَأَفْضَتْ إِلَى الدُّنْيَا iiبِأَسْرَار بُشْرَى النُّبُوَّةِ طَافَتْ كَالشَّذَى iiسَحَرَاً وَ أَعْلَنَتْ فِي الرُّبَى مِيلَادَ iiأَنْوَار وَشَقَّتْ الصَّمْتْ وَالْأَنْسَامُ iiتَحْمِلُهَا تَحْتَ السَّكِينَةِ مِنْ دَارٍ إِلَى دَار وَهَدْهَدَتْ "مَكَّةُ" الْوُسْنَى iiأَنَامِلَهَا وَهَزَّتِ الْفَجْرَ إِيذَانَاً iiبِإِسْفَار فَأَقْبَلَ الْفَجْرُ مِنْ خَلْفِ التِّلَالِ iiوَفِي عَيْنَيْهِ أَسْرَارُ عُشَّاقٍ iiوَسُمَّار كَأَنَّ فَيْضَ السَّنَى فِي كُلِّ iiرَابِيَةٍ مَوْجٌ وَفِي كُلِّ سَفْحٍ جُدْوَلٌ جَارِي تَدَافَعَ الْفَجْرُ فِي الدُّنْيَا يَزُفُّ iiإِلَى تَارِيخِهَا فَجْرَ أَجْيَالٍ iiوَأَدْهَار وَاسْتَقْبَلَ الْفَتْحُ طِفْلَاً فِي iiتَبَسُّمِهِ آيَاتُ بُشْرَى وَإِيمَاءَاتُ إِنْذَار وَشَبَّ طِفْلُ الْهُدَى الْمَنْشُودِ iiمُتَّزِرَاً بِالْحَقِّ مُتَّشِحَاً بِالنُّورِ iiوَالنَّار فِي كَفِّهِ شُعْلَةٌ تَهْدِي وَفِي iiفَمِهِ بُشْرَى وَفِي عَيْنِهِ إِصْرَارُ iiأَقْدَار وَفِي مَلَامِحِهِ وَعْدٌ وَفِي iiدَمِهِ بُطُولَةٌ تَتَحَدَّى كُلَّ iiجَبَّار وَفَاضَ بِالنُّورِ فَاغْتَمَّ الطُّغَاةُ iiبِهِ واللِّصُّ يَخْشَى سُطُوعَ الْكَوْكَبِ iiالسَّار وَالْوَعْي كَالنُّورِ يُخْزِي الظَّالِمِينَ iiكَمَا يُخْزِي لُصُوصَ الدُّجَى إِشْرَاقُ iiأَقْمَار نَادَى الرَّسُولُ نِدَاءَ الْعَدْلِ iiفَاحْتَشَدَتْ كَتَائِبُ الْجَوْرِ تُنْضِي كُلَّ بَتَّار كَأَنَّهَا خَلْفَهُ نَارٌ iiمُجَنَّحَةٌ تَعْدُو وَقُدَّامَهُ أَفْوَاجُ iiإِعْصَار فَضَجَّ بِالْحَقِّ وَالدُّنْيَا بِمَا iiرَحُبَتْ تَهْوِي عَلَيْهِ بِأَشْدَاقٍ وَأَظْفَار وَسَارَ وَالدَّرْبُ أَحْقَادٌ iiمُسَلّخَةٌ كَأَنَّ فِي كُلِّ شِبْرٍ ضَيْغَمَاً iiضَارِي وَهَبَّ فِي دَرْبِهِ الْمَرْسُومِ iiمُنْدَفِعَاً كَالدَّهْرِ يَقْذِفُ أَخْطَارَاً iiبِأَخْطَار فَأَدْبَرَ الظُّلْمُ يُلْقِي هَاهُنَا أَجَلَاً وَهَاهُنَا يَتَلَقَّى كَفَّ iiحَفَّار وَالظُّلْمُ مَهْمَا احْتَمَتْ بِالْبَطْشِ عُصْبَتُهُ فَلَمْ تُطِقْ وَقْفَةً فِي وَجْهِ iiتَيَّار رَأَى الْيَتِيمَ أَبُو الْأَيْتَامِ iiغَايَتَهُ قُصْوَى فَشَقَّ إِلَيْهَا كُلَّ iiمِضْمَار وَامْتَدَّتِ الْمِلَّةُ السَّمْحَا يَرِفُّ عَلَى جَبِينِهَا تَاجُ إِعْظَامٍ iiوَإِكْبَار مَضَى إِلَى الْفَتْحِ لَا بَغْيَاً وَلَا iiطَمَعَاً لَكِنْ حَنَانَاً وَتَطْهِيرَاً iiلِأَوْزَار فَأَنْزَلَ الْجَوْرَ قَبْرَاً وَابْتَنَى iiزَمَنَاً عَدْلَاً تُدَبِّرُهُ أَفْكَارُ iiأَحْرَار يَا قَاتِلَ الظُّلْمِ صَالَتْ هَاهُنَا iiوَهُنَا فَظَايعٌ أَيْنَ مِنْهَا زِنْدُكَ iiالْوَارِي أَرْضُ الْجَنُوبِ دِيَارِي وَهْيَ مَهْدُ iiأَبِي تَئِنُّ مَا بَيْنَ سَفَّاحٍ iiوَسَمْسَار يَشُدُّهَا قَيْدُ سَجَّانٍ iiوَيَنْهَشُهَا سَوْطٌ وَيَحْدُو خُطَاهَا صَوْتُ خَمَّار تُعْطِي الْقِيَادَ وَزِيرَاً وَهْوَ iiمُتَّجِرٌ بِجُوعِهَا فَهْوَ فِيهَا الْبَايعُ iiالشَّارِي فَكَيْفَ لَانَتْ لِجَلَّادِ الْحِمَى ii"عَدَنٌ" وَكَيْفَ سَاسَ حِمَاهَا غَدْرُ iiفُجَّارِ؟ وَقَادَهَا وَعَمَاءٌ لَا iiيَبَرُّهُمُ فِعْلٌ وَأَقْوَالُهُمْ أَقْوَالُ iiأَبْرَار أَشْبَاهُ نَاسٍ وَخَيْرَاتُ الْبِلَادِ iiلَهُمْ يَا لِلرِّجَالِ وَشَعْبٍ جَائِعٍ iiعَارِي أَشْبَاهُ نَاسٍ دَنَانِيرُ الْبِلَادِ iiلَهُمْ وَوَزْنُهُمْ لَا يُسَاوِي رُبْعَ iiدِينَار وَلَا يُصُونُونَ عِنْدَ الْغَدْرِ أَنْفُسَهُمْ فَهَلْ يَصُونُونَ عَهْدَ الصَّحْبِ iiوَالْجَار تَرَى شُخُوصَهُمُ رَسْمِيَّةً iiوَتَرَى أَطْمَاعَهَمْ فِي الْحِمَى أَطْمَاعَ iiتُجَّار أَكَادُ أَسْخَرُ مِنْهُمْ ثُمَّ iiتُضْحِكُنِي دَعْوَاهُمُ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ أَفْكَار يَبْنُونَ بِالظُّلْمِ دُورَاً كَيْ iiنُمَجِّدَهُمْ وَمَجْدُهُمْ رِجْسُ أَخْشَابٍ iiوَأَحْجَار لَا تُخْبِرِ الشَّعْبَ عَنْهُمْ إِنَّ أَعْيُنَهُ تَرَى فَظَائِعَهُم مِنْ خَلْفِ أَسْتَار الْآكِلُونَ جِرَاحَ الشَّعْبِ تُخْبِرُنَا ثِيَابُهُمْ أَنَّهُمْ آلَاتُ iiأَشْرَار ثِيَابُهُمْ رُشْوَةٌ تُنْبِي iiمَظَاهِرُهَا بِأَنَّهَا دَمْعُ أَكْبَادٍ iiوَأَبْصَار يَشْرُونَ بِالذُّلِّ أَلْقَابَاً تُسَتِّرُهُمْ لَكِّنَّهُمْ يَسْتُرُونَ الْعَارَ iiبِالْعَار تَحُسُّهُمْ فِي يَدِ الْمُسْتَعْمِرِينَ iiكَمَا تَحُسُّ مَسْبَحَةً فِي كَفِّ iiسَحَّار وَيْلٌ وَوَيْلٌ لِأَعْدَاءِ الْبِلَادِ iiإِذَا ضَجَّ السُّكُونُ وَهَبَّتْ غَضْبَةُ iiالثَّار فَلْيَغْنَمِ الْجَوْرُ إِقْبَالَ الزَّمَانِ لَهُ فَإِنَّ إِقْبَالَهُ إِنْذَارُ iiإِدْبَار وَالنَّاسُ شَرٌّ وَأَخْيَارٌ iiوَشَرُّهُمُ مُنَافِقٌ يَتَزَيَّا زِيَّ iiأَخْيَار وَأَضْيَعُ النَّاسِ شَعْبٌ بَاتَ iiيَحْرُسُهُ لِصٌّ تُسَتِّرُهُ أَثْوَابُ iiأَحْبَار فِي ثَغْرِهِ لُغَةُ الْحَانِي بِأُمَّتِهِ وَفِي يَدَيْهِ لَهَا سِكِّينُ iiجَزَّار حِقْدُ الشُّعُوبِ بَرَاكِينٌ iiمُسَمَّمَةٌ وَقُودُهَا كُلُّ خَوَّانٍ iiوَغَدَّار مِنْ كُلِّ مُحْتَقِرٍ لِلشَّعْبِ iiصُورَتُهُ رَسْمُ الْخِيَانَاتِ أَوْ تِمْثَالُ iiأَقْذَار وَجُثَّةٌ شَوَّشَ التَّعْطِيرُ iiجِيفَتَهَا كَأَنَّهَا مَيْتَةٌ فِي ثَوْبِ عَطَّار بَيْنَ الْجَنُوبِ وَبَيْنَ الْعَابِثِينَ iiبِهِ يَوْمٌ يَحِنُّ إِلَيْهِ يَوْمُ "ذِي iiقَارِ" يَا خَاتَمَ الرُّسْلِ هَذَا يَوْمُكَ انْبَعَثَتْ ذِكْرَاهُ كَالْفَجْرِ فِي أَحْضَانِ iiأَنْهَار يَا صَاحِبَ الْمَبْدَأِ الْأَعْلَى، وَهَلْ حَمَلَتْ رِسَالَةَ الْحَقِّ إِلَّا رُوحُ iiمُخْتَارِ؟ أَعْلَى الْمَبَادِئِ مَا صَاغَتْ iiلِحَامِلِهَا مِنَ الْهُدَى وَالضَّحَايَا نُصْبَ iiتَذْكَار فَكَيْفَ نَذْكُرُ أَشْخَاصَاً iiمَبَادِئُهُمْ مَبَادِئُ الذِّئْبِ فِي إِقْدَامِهِ iiالضَّارِي؟! يَبْدُونَ لِلشَّعْبِ أَحْبَابَاً وَبَيْنَهُمُ وَالشَّعْبِ مَا بَيْنَ طَبْعِ الْهِرِّ iiوَالْفَار مَا لِي أُغَنِّيكَ يَا طه وَفِي iiنَغَمِي دَمْعٌ وَفِي خَاطِرِي أَحْقَادُ iiثُوَّارِ؟ تَمَلْمَلَتْ كِبْرِيَاءُ الْجُرْحِ iiفَانْتَزَفَتْ حِقْدِي عَلَى الْجَوْرِ مِنْ أَغْوَارِ iiأَغْوَارِي يَا أَحْمَدَ النُّورِ عَفْوَاً إِنْ ثَأَرْتُ iiفَفِي صَدْرِي جَحِيمٌ تَشَظَّتْ بَيْنَ iiأَشْعَارِي طَه إِذَا ثَارَ إِنْشَادِي فَإِنَّ iiأَبِي "حَسَّانَ" أَخْبَارُهُ فِي الشِّعْرِ iiأَخْبَارِي أَنَا ابْنُ أَنْصَارِكَ الْغُرِّ الْأُلَى iiقَذَفُوا جَيْشَ الطُّغَاةِ بِجَيْشٍ مِنْكَ iiجَرَّار تَظَافَرَتْ فِي الْفِدَى حَوْلَيْكَ iiأَنْفُسُهُمْ كَأَنَّهُنَّ قِلَاعٌ خَلْفَ iiأَسْوَار نَحْنُ الْيَمَانِينَ يَا طَه تَطِيرُ iiبِنَا إِلَى رَوَابِي الْعُلَا أَرْوَاحُ iiأَنْصَار إِذَا تَذَكَّرْتَ "عَمَّارَاً" iiوَمَبْدَأَهُ فَافْخَرْ بِنَا إِنَّنَا أَحْفَادُ ii"عَمَّارِ" "طَه" إِلَيْكَ صَلَاةُ الشِّعْرِ iiتَرْفَعُهَا رُوْحِي وَتَعْزِفُهَا أَوْتَارُ iiقِيثَار |
صُوَرُ الْجَلَالِ وَزَهْوَةُ iiالْأَمْجَادِ سَكَبَتْ نَمِيرَ الْوَحْي فِي iiإِنْشَادِي صُوَرٌ مِنَ الْأَمْسِ الْبَعِيدِ iiحَوَافِلٌ بِالذِّكْرَيَاتِ رَوَائِحٌ iiوَغَوَادِي خَطَرَتْ تُعِيدُ مَشَاهِدَ الْمَاضِي إِلَى iiالْـ ـيَوْمِ الْجَدِيدِ إِلَى الْغَدِ iiالْمُتَهَادِي حَمَلَتْ مِنَ الْمِيلَادِ أَرْوَعَ iiآيهِ غَمَرَتْ مَتَاهَ الْكَوْنِ iiبِالْإِرْشَاد زُمَرٌ مِنَ الذِّكْرَى تَرُوحُ iiوَتَغْتَدِي وَتَشُقُّ أَبْعَادَاً إِلَى iiأَبْعَاد وَتُزُفُّ وَحْيَ الْمَوْلِدِ الزَّاهِي iiكَمَا زَفَّ النَّسِيمُ شَذَا الرَّبِيعِ iiالشَّادِي يَا فَجْرَ مِيلَادِ النُّبُوَّةِ iiهَذِهِ ذِكْرَاكَ فَجْرَاً دَائِمَ iiالْمِيلَاد وَتَهَلَّلَ الْكَوْنُ الْبَهِيجُ iiكَأَنَّهُ حَفْلٌ مِنَ الْأَعْرَاسِ iiوَالْأَعْيَاد وَأَفَاقْتِ الْوَثَنِيَّةُ الْحَيْرَى عَلَى فَجْرِ الْهُدَى وَعَلَى الرَّسُولِ iiالْهَادِي فَمَوَاكِبُ الْبُشْرَى هُنَاكَ iiوَهَاهُنَا تُنْبِي الْوُجُودَ بِأَكْرَمِ iiالْأَوْلَاد وَالْمَجْدُ يَنْتَظِرُ الْوَلِيدَ iiكَأَنَّهُ وَالْمَجْدَ وَالْعَلْيَا عَلَى iiمِيعَاد وَتَرَعْرَعَ الطِّفْلُ الرَّسُولُ فَهَبَّ فِي دُنْيَا الْفَسَادِ يُبِيدُ كُلَّ iiفَسَاد وَسَرَى كَمَا تَسْرِي الْكَوَاكِبُ iiسَاخِرَاً بِالشَّوْكِ بِالْعَقَبَاتِ وَالْأَنْجَاد بِالْغَدْرِ يَسْعَى خَلْفَهُ iiوَأَمَامَهُ بِالْهَوْلِ بِالْإِبْرَاقٍ iiبِالْإِرْعَاد لَا لَمْ يَزَلَ يَمْشِي إِلَى iiغَايَاتِهِ وَطَرِيقُهُ لَهَبٌ مِنَ iiالْأَحْقَاد فَدَعَى قُرَيْشَاً لِلْهُدَى iiوَسُيُوفُهَا تَهْفُو إِلَى دَمِهِ مِنَ iiالْأَغْمَاد فَمَضَى يَشُقُّ طَرِيقَهُ وَيَطِيرُ iiفِي أُفْقِ الْعُلَا وَالْمَوْتُ بِالْمِرْصَاد وَيَدُوسُ أَخْطَارَ الْعَدَاوَةِ iiمَاضِيَاً فِي السَّيْرِ لَا وَاهٍ وَلَا iiمُتَمَادِي لَا يَرْكَبُ الْأَخْطَارَ إِلَّا iiمِثْلُهَا خَطَرٌ يُعَادِي فِي الْعُلَا iiوَيُعَادِي نَادَى الرَّسُولُ إِلَى السَّعَادَةِ iiوَالْهَنَا فَصَغَتْ إِلَيْهِ حَوَاضِرٌ وَبَوَادِي وَتَصَامَمَتْ فِئَةُ الضَّلَالَةِ iiوَاعْتَدَتْ فَأَتَى إِلَيْهَا كَالْأَتِيِّ iiالْعَادِي وَاهْتَاجَتِ الْهَيْجَا فَأَصْبَحَتِ iiالْعِدَا خَبَرَاً مِنَ الْمَاضِي وَطَيْفَ رُقَاد لَا تَسْكُبُ الْأَوْغَادَ إِلَّا iiوَثْبَةٌ نَارِيَّةٌ غَضْبَى عَلَى الْأَوْغَاد وَمِنَ الْقِتَالِ دَنَاءَةٌ iiوَحْشِيَّةٌ حَمْقَى وَمِنْهُ عَقِيدَةٌ iiوَمَبَادِي خَاضَ الرَّسُولُ إِلَى الْعُلَا هَوْلَ الدُّجَا وَلَظَى الْهَجِيرِ اللَّافِحِ iiالْوَقَّاد وَاقْتَادَ قَافِلَةُ الْفُتُوحِ إِلَى iiالْفِدَى وَالْمَكْرُمَاتِ دَلِيلُهَا وَالْحَادِي وَهَفَا إِلَى شَرَفِ الْجِهَادِ iiوَحَوْلَهُ قَوْمٌ تَفُورُ صَبَابَةَ iiاسْتِشْهَاد قَوْمٌ إذَا صَرَخَ الْعِرَاكُ iiتَوَثَّبُوا نَحْوَ الْوَغَى فِي أُهْبَةِ iiاسْتِعْدَاد وَتَمَاسَكُوا جَنبَاً لِجَنْبٍ iiوَارْتَمَوْا كَالْمَوْجِ فِي الْإِغْرَاءِ وَالْإِزْبَاد وَتَدَافَعُوا مِثْلَ السُّيُولِ iiتَصُبُّهَا قِمَمُ الْجِبَالِ إِلَى بُطُونِ iiالْوَادِي وَإِذَا تَسَاجَلَتِ السُّيُوفُ iiرَأَيْتَهُمْ خُرْسَاً وَأَلْسِنَةُ السُّيُوفِ iiتُنَادِي هُمْ فِي السَّلَامِ مَلَائِكٌ وَلَدَى الْوَغَى جِنٌّ تَطِيرُ عَلَى ظُهُورِ جِيَاد وَهُمُ الْأُلَى الشُّمُّ الَّذِينَ iiتَفَتَّحَتْ لِجُيُوشِهِمْ أَبْوَابُ كُلِّ iiبِلَاد النَّاشِرُونَ النُّورَ وَالتَّوْحِيدَ iiفِي دُنْيَا الضَّلَالِ وَعَالَمِ iiالْإِلْحَاد الطَّائِرُونَ عَلَى السُّيُوفِ إِلَى iiالْعُلَا وَالْهَابِطُونَ عَلَى الْقَنَا iiالْمَيَّاد بُعِثَ الرَّسُولُ مِنَ التَّفَرُّقِ iiوِحْدةً وَمِنَ الْعِدَا الْقَاسِي أَرَقَّ iiوِدَاد فَتَعَاقَدَتْ قَوْمُ الْحُرُوبِ عَلَى iiالصَّفَا وَتَوَّحَّدَتْ فِي غَايَةٍ iiوَمُرَاد وَتَحَرَّكَتْ فِيهَا الْأُخُوَّةُ iiمِثْلَمَا تَتَحَرَّكُ الْأَرْوَاحُ فِي iiالْأَجْسَاد وَمَحَا خِتَامُ الْمُرْسَلِينَ عَنِ iiالْوَرَى صَلَفِ الْطُّغَاةِ وَشِرْعَةِ iiالْأَنْكَاد فَهُنَاكَ تِيجَانٌ تَخِرُّ iiوَهَاهُنَا بَيْنَ السُّكُونِ مَصَارِعُ iiاسْتِبْدَاد وَهُنَاكَ آلِهَةٌ تَئِنُّ iiوَتَنْطَوِي فِي خِزْيهَا وَتَلُوذُ iiبِالْعُبَّاد وَالْمُرْسَلُ الْأَسْمَى يُوَزِّعُ iiجُهْدَهُ فِي الْحَقِّ بَيْنَ هِدَايَةٍ iiوَجِهَاد حَتَّى بَنَى لِلْحَقِّ أَرْفَعَ iiمِلَّةٍ تَرْعَى حُقُوقَ الْجَمْعِ iiوَالْأَفْرَاد وَشَرِيعَةٌ يَمْضِي بِهَا جِيلٌ iiإِلَى جِيلٍ وَآزَالٌ إِلَى iiآبَاد يَا خَيْرَ مَنْ شَرَعَ الْحُقُوقَ وَخَيِر iiمَنْ آوَى الْيَتِيمَ بِأَشْفَقِ الْإِسْعَاد يَا مَنْ أَتَى بِالسِّلْمِ وَالْحُسْنَى iiوَمَنْ حَقَنَ الدِّمَا فِي الْعَالَمِ iiالْجَلَّاد أُهْدِي إِلَيْكَ وَمِنْكَ فِكْرَةَ شَاعِرٍ دَرَسَ الرِّجَالَ فَهَامَ بِالْأَمْجَاد |
عَزَّ الْورُودُ وَطالَ فِيكَ iiأَوَامُ وَأَرِقْتُ وَحْدِي وَالْأَنَامُ iiنِيَامُ وَرَدَ الْجَمِيعُ وَمِنْ سَنَاكَ iiتَزَوَّدُوا وَطُرِدْتُ عَنْ نَبْعِ السَّنَى iiوَأَقَامُوا وَمُنِعْتُ حَتَّى أَنْ أَحُومَ وَلَمْ أَكَدْ وَتَقَطَّعَتْ نَفْسِي عَلَيْكَ .. iiوَحَامُوا قَصَدُوكَ وَامْتَدَحُوا وَدُوْنِيَ iiأُغْلَقَتْ أَبْوَابُ مَدْحِكَ فَالْحُرُوفُ iiعِقَامُ أَدْنُوا فَأَذْكُرُ مَا جَنَيْتُ فَأَنْثَنِي خَجَلَاً تَضِيقُ بِحَمْلِيَ iiالْأَقْدَامُ أَمِنَ الْحَضِيضِ أُرِيدُ لَمْسَاً iiلِلذُّرَى جَلَّ الْمَقَامُ فَلَا يُطَالُ iiمَقَامُ وِزْرِي يُكَبِّلُنِي وَيُخْرِسُنِي iiالْأَسَى فَيَمُوتَ فِي طَرَفِ اللِّسَانِ iiكَلَامُ يَمَّمْتُ نَحْوَكَ يَا حَبِيبَ اللهِ فِي شَوْقٍ تَقُضُّ مَضَاجِعِي iiالْآثَامُ أَرْجُو الْوصُولَ فَلَيْلُ عُمْرِي غَابَةٌ أَشْوَاكُهَا الْأَوْزَارُ iiوَالْآلَامُ يَا مَنْ وُلِدْتَ فَأَشْرَقَتْ بِرُبُوعِنَا نَفَحَاتُ نُورِكَ وَانْجَلَى الْإِظْلَامُ أَأَعُودُ ظَمْآنَاً وَغَيْرِيَ iiيَرْتَوِي أَيُرَدُّ عَنْ حَوْضِ النَّبِيِّ iiهُيَامُ كَيْفَ الدُّخُولُ إِلَى رِحَابِ iiالْمُصْطَفَى وَالنَّفْسُ حَيْرَى وَالذُّنُوبُ iiجِسَامُ أَوَ كُلَّمَا حَاوَلْتُ إِلْمَاماً iiبِهِ أَزِفَ الْبَلَاءُ فَيَصْعُبُ iiالْإِلْمَامُ مَدَحُوكَ مَا بَلَغُوا بِرَغْمِ iiوَلَائِهِمْ أَسْوَارَ مَجْدِكَ فَالدُّنُوُّ iiلِمَامُ وَدَنَوْتُ مَذْهُولَاً أَسِيرَاً لَا iiأَرَى حَيْرَانَ يُلْجِمُ شِعْرِيَ iiالْإِحْجَامُ وَتَمَزَّقَتْ نَفْسِي كَطِفْلٍ iiحَائِرٍ قَدْ عَاقَهُ عَمَّنْ يُحِبُّ iiزِحَامُ حَتَّى وَقَفْتُ أَمَامَ قَبْرِكَ iiبَاكِيَاً فَتَدَفَّقَ الْإِحْسَاسُ iiوَالْإِلْهَامُ وَتَوَالَتِ الصُّوَرُ الْمُضِيئَةُ كَالرُّؤَى وَطَوَى الْفُؤَادَ سَكِينَةٌ iiوَسَلّامُ يَا مِلْءَ رُوحِي وَهْجُ حُبِّكَ فِي iiدَمِي قَبَسٌ يُضِيءُ سَرِيرَتِي iiوَزِمَامُ أَنْتَ الْحَبِيبُ وَأَنْتَ مَنْ أَرْوَى iiلَنَا حَتَّى أَضَاءَ قُلُوبَنَا الْإِسْلَامُ حُورِبْتَ لَمْ تَخْضَعْ وَلَمْ تَخْشَى الْعِدَى مَنْ يَحْمِهِ الرَّحْمَنُ كَيْفَ iiيُضَامُ؟ وَمَلَأْتَ هَذَا الْكَوْنَ نُوْرَاً iiفَاخْتَفَتْ صُوَرُ الظَّلَامِ وَقُوِّضَتْ iiأَصْنَامُ الْحُزْنُ يَمْلَأُ يَا حَبِيبُ iiجَوَارِحِي فَالْمُسْلِمُونَ عَنِ الطَّرِيقِ iiتَعَاموا وَالذُّلُّ خَيَّمَ فَالنُّفُوسُ iiكَئِيبَةٌ وَعَلَى الْكِبَارِ تَطَاوَلَ iiالْأَقْزَامُ الْحُزْنُ أَصْبَحَ خُبْزَنَا فَمَسَاؤُنَا شَجَنٌ وَطَعْمُ صَبَاحِنَا iiأَسْقَامُ وَالْيَأْسُ أَلْقَى ظِلَّهُ iiبِنُفُوسِنَا فَكَأَنَّ وَجْهَ النَّيِّرَيْنِ iiظَلَامُ أَنَّى اتَّجَهْتَ فَفِي الْعُيُونِ iiغَشَاوَةٌ وَعَلَى الْقُلُوبِ مِنَ الظَّلَام iiرُكَامُ الْكَرْبُ أَرَّقَنَا وَسَهَّدَ لَيْلَنَا مَنْ مَهْدُهُ الْأَشْوَاكُ كَيْفَ iiيَنَامُ؟ يَا طَيْبَةَ الْخَيْرَاتِ ذَلَّ iiالْمُسْلِمُونَ وَلَا مُجِيرَ وَضُيِّعَتْ iiأَحْلَامُ يُغْضُونَ أَنْ سَلَبَ الْغَرِيبُ iiدِيَارَهُمْ وَعَلَى الْقَرِيبِ شَذَى التُّرَابِ iiحَرَامُ بَاتُوا أُسَارَى حَيْرَةً iiوَتَمَزُّقَاً فَكَأَنَّهُمْ بَيْنَ الْوَرَى iiأَغْنَامُ نَامُوا فَنَامَ الذُّلُّ فَوْقَ iiجُفُونِهِمْ لَا غُرْوَ ضَاعَ الْحَزْمُ وَالْإِقْدَامُ يَا هَادِيَ الثَّقَلَيْنِ هَلْ مِنْ iiدَعْوَةٍ تُدْعَى بِهَا يَسْتَيْقِظُ النُّوَّامُ |