صُوَرُ الْجَلَالِ وَزَهْوَةُ iiالْأَمْجَادِ سَكَبَتْ نَمِيرَ الْوَحْي فِي iiإِنْشَادِي صُوَرٌ مِنَ الْأَمْسِ الْبَعِيدِ iiحَوَافِلٌ بِالذِّكْرَيَاتِ رَوَائِحٌ iiوَغَوَادِي خَطَرَتْ تُعِيدُ مَشَاهِدَ الْمَاضِي إِلَى iiالْـ ـيَوْمِ الْجَدِيدِ إِلَى الْغَدِ iiالْمُتَهَادِي حَمَلَتْ مِنَ الْمِيلَادِ أَرْوَعَ iiآيهِ غَمَرَتْ مَتَاهَ الْكَوْنِ iiبِالْإِرْشَاد زُمَرٌ مِنَ الذِّكْرَى تَرُوحُ iiوَتَغْتَدِي وَتَشُقُّ أَبْعَادَاً إِلَى iiأَبْعَاد وَتُزُفُّ وَحْيَ الْمَوْلِدِ الزَّاهِي iiكَمَا زَفَّ النَّسِيمُ شَذَا الرَّبِيعِ iiالشَّادِي يَا فَجْرَ مِيلَادِ النُّبُوَّةِ iiهَذِهِ ذِكْرَاكَ فَجْرَاً دَائِمَ iiالْمِيلَاد وَتَهَلَّلَ الْكَوْنُ الْبَهِيجُ iiكَأَنَّهُ حَفْلٌ مِنَ الْأَعْرَاسِ iiوَالْأَعْيَاد وَأَفَاقْتِ الْوَثَنِيَّةُ الْحَيْرَى عَلَى فَجْرِ الْهُدَى وَعَلَى الرَّسُولِ iiالْهَادِي فَمَوَاكِبُ الْبُشْرَى هُنَاكَ iiوَهَاهُنَا تُنْبِي الْوُجُودَ بِأَكْرَمِ iiالْأَوْلَاد وَالْمَجْدُ يَنْتَظِرُ الْوَلِيدَ iiكَأَنَّهُ وَالْمَجْدَ وَالْعَلْيَا عَلَى iiمِيعَاد وَتَرَعْرَعَ الطِّفْلُ الرَّسُولُ فَهَبَّ فِي دُنْيَا الْفَسَادِ يُبِيدُ كُلَّ iiفَسَاد وَسَرَى كَمَا تَسْرِي الْكَوَاكِبُ iiسَاخِرَاً بِالشَّوْكِ بِالْعَقَبَاتِ وَالْأَنْجَاد بِالْغَدْرِ يَسْعَى خَلْفَهُ iiوَأَمَامَهُ بِالْهَوْلِ بِالْإِبْرَاقٍ iiبِالْإِرْعَاد لَا لَمْ يَزَلَ يَمْشِي إِلَى iiغَايَاتِهِ وَطَرِيقُهُ لَهَبٌ مِنَ iiالْأَحْقَاد فَدَعَى قُرَيْشَاً لِلْهُدَى iiوَسُيُوفُهَا تَهْفُو إِلَى دَمِهِ مِنَ iiالْأَغْمَاد فَمَضَى يَشُقُّ طَرِيقَهُ وَيَطِيرُ iiفِي أُفْقِ الْعُلَا وَالْمَوْتُ بِالْمِرْصَاد وَيَدُوسُ أَخْطَارَ الْعَدَاوَةِ iiمَاضِيَاً فِي السَّيْرِ لَا وَاهٍ وَلَا iiمُتَمَادِي لَا يَرْكَبُ الْأَخْطَارَ إِلَّا iiمِثْلُهَا خَطَرٌ يُعَادِي فِي الْعُلَا iiوَيُعَادِي نَادَى الرَّسُولُ إِلَى السَّعَادَةِ iiوَالْهَنَا فَصَغَتْ إِلَيْهِ حَوَاضِرٌ وَبَوَادِي وَتَصَامَمَتْ فِئَةُ الضَّلَالَةِ iiوَاعْتَدَتْ فَأَتَى إِلَيْهَا كَالْأَتِيِّ iiالْعَادِي وَاهْتَاجَتِ الْهَيْجَا فَأَصْبَحَتِ iiالْعِدَا خَبَرَاً مِنَ الْمَاضِي وَطَيْفَ رُقَاد لَا تَسْكُبُ الْأَوْغَادَ إِلَّا iiوَثْبَةٌ نَارِيَّةٌ غَضْبَى عَلَى الْأَوْغَاد وَمِنَ الْقِتَالِ دَنَاءَةٌ iiوَحْشِيَّةٌ حَمْقَى وَمِنْهُ عَقِيدَةٌ iiوَمَبَادِي خَاضَ الرَّسُولُ إِلَى الْعُلَا هَوْلَ الدُّجَا وَلَظَى الْهَجِيرِ اللَّافِحِ iiالْوَقَّاد وَاقْتَادَ قَافِلَةُ الْفُتُوحِ إِلَى iiالْفِدَى وَالْمَكْرُمَاتِ دَلِيلُهَا وَالْحَادِي وَهَفَا إِلَى شَرَفِ الْجِهَادِ iiوَحَوْلَهُ قَوْمٌ تَفُورُ صَبَابَةَ iiاسْتِشْهَاد قَوْمٌ إذَا صَرَخَ الْعِرَاكُ iiتَوَثَّبُوا نَحْوَ الْوَغَى فِي أُهْبَةِ iiاسْتِعْدَاد وَتَمَاسَكُوا جَنبَاً لِجَنْبٍ iiوَارْتَمَوْا كَالْمَوْجِ فِي الْإِغْرَاءِ وَالْإِزْبَاد وَتَدَافَعُوا مِثْلَ السُّيُولِ iiتَصُبُّهَا قِمَمُ الْجِبَالِ إِلَى بُطُونِ iiالْوَادِي وَإِذَا تَسَاجَلَتِ السُّيُوفُ iiرَأَيْتَهُمْ خُرْسَاً وَأَلْسِنَةُ السُّيُوفِ iiتُنَادِي هُمْ فِي السَّلَامِ مَلَائِكٌ وَلَدَى الْوَغَى جِنٌّ تَطِيرُ عَلَى ظُهُورِ جِيَاد وَهُمُ الْأُلَى الشُّمُّ الَّذِينَ iiتَفَتَّحَتْ لِجُيُوشِهِمْ أَبْوَابُ كُلِّ iiبِلَاد النَّاشِرُونَ النُّورَ وَالتَّوْحِيدَ iiفِي دُنْيَا الضَّلَالِ وَعَالَمِ iiالْإِلْحَاد الطَّائِرُونَ عَلَى السُّيُوفِ إِلَى iiالْعُلَا وَالْهَابِطُونَ عَلَى الْقَنَا iiالْمَيَّاد بُعِثَ الرَّسُولُ مِنَ التَّفَرُّقِ iiوِحْدةً وَمِنَ الْعِدَا الْقَاسِي أَرَقَّ iiوِدَاد فَتَعَاقَدَتْ قَوْمُ الْحُرُوبِ عَلَى iiالصَّفَا وَتَوَّحَّدَتْ فِي غَايَةٍ iiوَمُرَاد وَتَحَرَّكَتْ فِيهَا الْأُخُوَّةُ iiمِثْلَمَا تَتَحَرَّكُ الْأَرْوَاحُ فِي iiالْأَجْسَاد وَمَحَا خِتَامُ الْمُرْسَلِينَ عَنِ iiالْوَرَى صَلَفِ الْطُّغَاةِ وَشِرْعَةِ iiالْأَنْكَاد فَهُنَاكَ تِيجَانٌ تَخِرُّ iiوَهَاهُنَا بَيْنَ السُّكُونِ مَصَارِعُ iiاسْتِبْدَاد وَهُنَاكَ آلِهَةٌ تَئِنُّ iiوَتَنْطَوِي فِي خِزْيهَا وَتَلُوذُ iiبِالْعُبَّاد وَالْمُرْسَلُ الْأَسْمَى يُوَزِّعُ iiجُهْدَهُ فِي الْحَقِّ بَيْنَ هِدَايَةٍ iiوَجِهَاد حَتَّى بَنَى لِلْحَقِّ أَرْفَعَ iiمِلَّةٍ تَرْعَى حُقُوقَ الْجَمْعِ iiوَالْأَفْرَاد وَشَرِيعَةٌ يَمْضِي بِهَا جِيلٌ iiإِلَى جِيلٍ وَآزَالٌ إِلَى iiآبَاد يَا خَيْرَ مَنْ شَرَعَ الْحُقُوقَ وَخَيِر iiمَنْ آوَى الْيَتِيمَ بِأَشْفَقِ الْإِسْعَاد يَا مَنْ أَتَى بِالسِّلْمِ وَالْحُسْنَى iiوَمَنْ حَقَنَ الدِّمَا فِي الْعَالَمِ iiالْجَلَّاد أُهْدِي إِلَيْكَ وَمِنْكَ فِكْرَةَ شَاعِرٍ دَرَسَ الرِّجَالَ فَهَامَ بِالْأَمْجَاد |