قال الله جل وعلا: { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ }
تسمى هذه الآية آية المودة، لأن الله أمر بالمودة لأهل القربى فيها،
ومعنى الآية قل يا محمد لا أسألكم على تبليغ الرسالة وإخراجكم من الظلمات أجراً غير أن عليكم أن تودوا قرابتي؛ لقرباهم مني؛ لأنها أنفع لكم وأقرب إلى هدايتكم؛ لأن المقصود بالمودة المحبة الصادقة التي تعني الإتباع.
المقصود بالقربى
ذوو القربى: هم ذرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا هو التفسير الذي يفيده ظاهر الآية وهو التفسير الذي فسره النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم حينما سئل عن قرابته الذين أمر الله بمودتهم كما في الحديث الذي ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﻤﺮﺷﺪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻟﻲ ( ج1/ ص148) ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: (( ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ " قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ" [ اﻟﺸﻮﺭﻯ:23] ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﻗﺮاﺑﺘﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻮﺩﺗﻬﻢ ؟
فقال النبي صلوات الله عليه وآله: (( علي ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭاﺑﻨﺎﻫﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼﻡ ))
وهذا الحديث في كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل ج1 /ص 669 وفي كتاب ﻣﻨﺎﻗﺐ اﺑﻦ اﻟﻤﻐﺎﺯﻟﻲ ( ص 191 ) ورواه الطبراني في المعجم اﻟﻜﺒﻴﺮ ( ﺟ 1/ 125 ):
نقاش بعض المفسيرين حول معنى الآية
بعد أن رأينا تفسير النبي للآية وهو المبين لآيات القرآن المجملة نجد جملة من المفسرين فسروا هذا الآية بتفسير آخر مختلف عن بيان النبي الأكرم، وهنا سنناقش تلك التفسيرات بشكل مختصر
-قال بعضهم: أنّ الخطاب في الآية لقريش, والأجر المسؤول هو مودتهم للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لقرابته منهم؛ وذلك لأنّهم كانوا يكذبونه ويبغضونه لتعرضه لآلهتهم على ما في بعض الأخبار, فأمر (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يسألهم: إن لم يؤمنوا به, فليودوه, لمكان قرابته منهم, ولا يبغضوه, ولا يؤذوه, (فالقربى) مصدر بمعنى القرابة, و حرف الجر (في) معناه للسببية.
والجواب على ذلك :
أولا:كيف يسأل النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم الأجر من قريش وهم مكذبون له كافرون به ، وما هو العمل الذي قام به في حقهم حتى يطلب منهم أجرا عليه وهو في نظرهم ذلك الرجل الذي سب آلهتهم وسفه أحلامهم، فلا يعقل أن يطلب منهم أجرا على تبليغ الرسالة وهم على تلك الحال، وإذا فرضنا أن الأجر المسئول عنه هو لو آمنوا به أن يودوه فذلك من شرط الإيمان، لأنه لا يعد مؤمنا من يبغض رسول الله فكيف يطلب منهم النبي مودته ويجعلها أجرا لتبليغ الرسالة والمفروض أن مودتهم قد حصلت من حين الإيمان بالنبي الكريم .
وبالجملة, لا معنى لطلب الأجر لو كان الكفار هم المسؤولون فهو عندهم لم يفعل لهم شيئا, ولا تحقق لمعنى البغض للنبي على تقدير لو آمنوا بالنبي حتّى يسألهم المودّة له.
ثانيا:هذا لو سلمنا أن المخاطبين في الآية هم الكفار، لكن ظاهر الآية و سياقها أنما هو في المؤمنين؛ لأن الكلام قبلها وبعدها في المؤمنين، فقد قال قبلها: ]ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ[ فذكر الذين آمنوا ثم قال بعدها: {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا} والمعنيون أيضا هنا: هم المؤمنون، أما الكفار فليسوا أهلاً لأن يقال لهم ذلك؛ لأن أعمالهم محبطة ولا ينفعهم شيء من العمل الصالح في حال كفرهم كما قال تعالى " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة" ، ومما يدل على أن المراد بقوله تعالى {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} ما رواه اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﺤﺴﻜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﻮاﻫﺪ اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ: ﺣﺪﺛﻨﻴﻪ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺜﻘﻔﻲ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺶ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ اﻟﻔﻀﻞ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ ﻇﻬﻴﺮ، ﻋﻦ اﻟﺴﺪﻱ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﺎﻟﻚ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ (( { ﻭﻣﻦ ﻳﻘﺘﺮﻑ ﺣﺴﻨﺔ } [ اﻟﺸﻮﺭﻯ:23]
ﻗﺎﻝ: اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻵﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ )).
-ﻭ ﻗﻴﻞ في تفسير هذه الآية : اﻟﺨﻄﺎﺏ ﻟﻘﺮﻳﺶ ﻭ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﻰ ﻫﻲ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻬﺎ ﻣﻮﺩﺓ اﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﻻ ﻣﻮﺩﺓ ﻗﺮﻳﺶ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻪ اﻷﻭﻝ، ﻭ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﻨﻘﻄﻊ، ﻭ ﻣﺤﺼﻞ اﻟﻤﻌﻨﻰ: ﺃﻧﻲ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻜﻢ ﺃﺟﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺩﻋﻮﻛﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻬﺪﻯ اﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺿﺎﺕ اﻟﺠﻨﺎﺕ ﻭ اﻟﺨﻠﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻻ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻜﻢ ﺟﺰاء ﻟﻜﻦ ﺣﺒﻲ ﻟﻜﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺮاﺑﺘﻜﻢ ﻣﻨﻲ ﺩﻓﻌﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻫﺪﻳﻜﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﺃﺩﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ.
والجواب على هذا التفسير من وجوه :-
أولا: كيف ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: "ﻗﻞ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻜﻢ" اﻵﻳﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮ ﻛﻔﺎﺭ ﻗﺮﻳﺶ ﺃﻧﻪ ﺇﻧﻤﺎ اﻧﺪﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﻭ ﻫﺪاﻳﺘﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺒﻪ ﻟﻬﻢ ﻟﻘﺮاﺑﺘﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﻻ ﻷﺟﺮ ﻳﺴﺄﻟﻬﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﻋﻠﻴﻪ فهذا ينفي أن يكون النبي الكريم دعاهم لأجل أمر الله له بتبليغ الرسالة بل لأنهم يحبهم لقرابتهم منه، وهذا يخالف صريح ما في القرآن الكريم من أن النبي أنما بلغ لأمر الله له بتبليغ الرسالة للناس كافة كما قال تعالى "لأنذركم به ومن بلغ" وهذا واضح كما ترى.
ثانيا:حتى بتسليم أن الكلام منقطع لا زال الإشكال هنا مطروحا وهو كيف يطلب النبي أجرا من الكفار وهم غير مؤمنين به، فالآية من حيث المعنى لا تتسق مع طلب المودّة للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من قريش الكافرين، وإنّما مع طلب المودّة من المسلمين للقربى،
و قد أوضحنا فيما سبق أنها خطاب للمؤمنين.
-تفسير ثالث ﻗﻴﻞ: اﻟﻤﺮاﺩ ﺑاﻟﻤﻮﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﻰ ﻣﻮﺩﺓ اﻷﻗﺮﺑﺎء ﻭ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﻟﻘﺮﻳﺶ ﺃﻭ ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎﺱ ﻭ اﻟﻤﻌﻨﻰ: ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﺎﺋﻲ ﺃﺟﺮا ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻮﺩﻭا ﺃﻗﺮﺑﺎءﻛﻢ.
والجواب ﺃﻥ ﻣﻮﺩﺓ اﻷﻗﺮﺑﺎء ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻗﻬﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺪﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻻ ﺗﺠﺪ ﻗﻮﻣﺎ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭ اﻟﻴﻮﻡ اﻵﺧﺮ ﻳﻮاﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ اﻟﻠﻪ ﻭ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﺁﺑﺎءﻫﻢ ﺃﻭ ﺃﺑﻨﺎءﻫﻢ ﺃﻭ ﺇﺧﻮاﻧﻬﻢ ﺃﻭ ﻋﺸﻴﺮﺗﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭ ﺃﻳﺪﻫﻢ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﻨﻪ": اﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ: 22
إﻥ اﻟﺬﻱ ﻳﻨﺪﺏ ﺇﻟﻴﻪ اﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ اﻟﺤﺐ ﻓﻲ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻘﺮاﺑﺔ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻧﻌﻢ ﻫﻨﺎﻙ اﻫﺘﻤﺎﻡ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﻭ اﻟﺮﺣﻢ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻌﻨﻮاﻥ ﺻﻠﺔ اﻟﺮﺣﻢ ﻭ ﺇﻳﺘﺎء اﻟﻤﺎﻝ، ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻪ ﺫﻭﻱ اﻟﻘﺮﺑﻰ ﻻ ﺑﻌﻨﻮاﻥ ﻣﻮﺩﺓ اﻟﻘﺮﺑﻰ ﻓﻼ ﺣﺐ ﺇﻻ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ وجل.
ﻭ أيضا ﻻ يمكن أن يقال ﺑﺄﻥ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﻰ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺻﻠﺘﻬﻢ ﻭ اﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﺈﻳﺘﺎء اﻟﻤﺎﻝ لأن هذا تأويل للكلام وأخراجه عن ظاهره لغير ضرورة موجبة للتأويل لأن ظاهره الآية المودة أي المحبة بالقلب كما غيرها من الآيات التي تذكر المودة.
ما معنى المودة لقربى النبي ؟ وما الحكمة في ذلك؟
فإن قيل فكيف تكون المودة لذوي القربى الذين هم ذرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من المؤمنين وما الحكمة في ذلك؟
فالجواب: الحكمة في ذلك أن الناس إذا أحبوهم اتبعوهم، فتعلموا منهم واهتدوا بهداهم، بخلاف ما إذا أبغضوهم فإنهم يتباعدون عنهم ويتنكرون لإرشاداتهم ويتركون الاقتداء بهم،
نقاش مع ابن كثير
وممن فسر الآية بتفسير مختلف ابن كثير، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية :
ﻭاﻟﺤﻖ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﺴﺮﻫﺎ ﺑﻪ ﺣﺒﺮ اﻷﻣﺔ ﻭﺗﺮﺟﻤﺎﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ. ا ﻫـ.
ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﺴﻨﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻭﻭﺱ، ﺃﻧﻪ ﺳﺌﻞ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﺇﻻ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﻰ } [ اﻟﺸﻮﺭﻯ:23] . ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ اﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ: ﻗﺮﺑﻰ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ، ﻓﻘﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ: ﻋﺠﻠﺖ ﺇﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻄﻦ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﺮاﺑﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺼﻠﻮا ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاﺑﺔ." ﻭﻳﻜﻮﻥ المعنى ﻋﻠﻰ ﻫﺬا: ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻔﻮا ﺃﺫاﻛﻢ ﻣﺮاﻋﺎﺓ ﻟﻠﻘﺮاﺑﺔ. ﻭﺗﺴﻤﻌﻮا ﻭﺗﻠﻴﻨﻮا ﻟﻤﺎ ﺃﻫﺪﻳﻜﻢ ﺇﻟﻴﻪ.
ﻭاﻟﺠﻮاﺏ ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ:
أولا: ﺃﻥ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ لذوي القربى بأنهم ذرية رسول الله علي وفاطمة وولدهما ﻫﻮ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ وهو ﺃﺭﺟﺢ ﺑﻼ ﺧﻼﻑ، و ﺭﻭاﻳﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻵﻳﺔ بآل محمد المروية ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ وسلم أقوى وأكثر، وهذه الرواية رويت من عدة طرق فقد رواها الإمام المرشد بالله من طريقين ورواها في كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل ج1 /ص 669 وفي كتاب ﻣﻨﺎﻗﺐ اﺑﻦ اﻟﻤﻐﺎﺯﻟﻲ ( ص 191 ). والطبراني اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ ( ﺟ 1/ 125 )
ثانيا: أنه قد ﺭﻭﻱ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻵﻳﺔ، ﻋﻦ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﻓﺄﺧﺮﺝ اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﺤﺴﻜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﻮاﻫﺪ اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﺸﻴﺦ اﻷﺻﺒﻬﺎﻧﻲ اﻟﺤﺎﺭﺛﻲ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﻦ ﻣﻬﺮاﻥ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﻮﺭ ﺃﺑﻮ اﻟﺼﺒﺎﺡ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺎﺷﻢ اﻟﺮﻣﺎﻧﻲ، ﻋﻦ ﺯاﺫاﻥ، ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻝ: (( ﻓﻴﻨﺎ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺁﻳﺔ ﻻ ﻳﺤﻔﻆ ﻣﻮﺩﺗﻨﺎ ﺇﻻ ﻛﻞ ﻣﺆﻣﻦ، ﺛﻢ ﻗﺮﺃ { ﻗﻞ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺟﺮا ﺇﻻ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﻰ }
كما أنه قد روي تفسير هذه الآية عن الإمام الحسن بن علي فقد ذكر اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ ( ﺟ 3/ ﺻ 172 ) خطبة الإمام الحسن بن علي فكان من كلام الحسن :ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬﻳﻦ ﺃﺫﻫﺐ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ اﻟﺮﺟﺲ ﻭﻃﻬﺮﻫﻢ ﺗﻄﻬﻴﺮا، ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺬﻱ اﻓﺘﺮﺽ اﻟﻠﻪ ﻣﻮﺩﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: { ﻗﻞ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺟﺮا ﺇﻻ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻣﻦ ﻳﻘﺘﺮﻑ ﺣﺴﻨﺔ ﻧﺰﺩ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺴﻨﺎ } [ اﻟﺸﻮﺭﻯ:23] ، ﻓﺎﻗﺘﺮاﻑ اﻟﺤﺴﻨﺔ ﻣﻮﺩﺗﻨﺎ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ )). اﻧﺘﻬﻰ.
وكذلك قد روي تفسير الاية عن الإمام الحسين ﻛﻤﺎ ﻓﻲ كتاب ﺃﻧﺴﺎﺏ اﻷﺷﺮاﻑ ( ﺟ 2/ ﺻ 754 ) من قصة للإمام الحسين قال " ﻓﺘﻜﻠﻢ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﻓﺤﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ اﻹﺳﻼﻡ ﺩﻓﻊ اﻟﺨﺴﻴﺴﺔ ﻭﺗﻤﻢ اﻟﻨﻘﻴﺼﺔ، ﻭﺃﺫﻫﺐ الآئمة، ﻓﻼ ﻟﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻢ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻣﺄﺛﻢ، ﻭﺇﻥ اﻟﻘﺮاﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻈﻢ اﻟﻠﻪ ﺣﻘﻬﺎ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﻧﺒﻴﻪ اﻷﺟﺮ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﻮﺩﺓ ﻷﻫﻠﻬﺎ، ﻗﺮاﺑﺘﻨﺎ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ... )) ﺇﻟﺦ
رابعا: أن اﻟﺮﻭاﻳﺎﺕ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ مختلفة، بخلاف الروايات عن الإمام علي والحسن والحسين، فقد اﺧﺘﻠﻔﺖ ﺃﻟﻔﺎﻅ اﻟﺮﻭاﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﺣﺘﺞ ﺑﻬﺎ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ، ﻓﻤﻦ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﺮﻭاﻳﺎﺕ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻠﺔ - أي ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺑﺬﻭﻱ ﻗﺮﺑﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ومنها ما لايمكن الجمع.
شبه حول تفسير الآية:
الشبهة الأولى
-أن الرواية التي عن ابن عباس ضعيفة وهي ﻗﻮﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ: (( { ﻗﻞ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺟﺮا ﺇﻻ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﻰ } [ اﻟﺸﻮﺭﻯ:23] . ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻤﻮﺩﺗﻬﻢ ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭﻭﻟﺪﻫﺎ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ )).
ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ : ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ، ﻓﻴﻪ ﻣﺒﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ، ﻋﻦ ﺷﻴﺦ ﺷﻴﻌﻲ ﻣﺤﺘﺮﻑ ( ﻛﺬا )، ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺧﺒﺮﻩ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺤﻞ،
والجواب عن هذه الشبهة كالتالي:-
أولا: ﻗﻮﻟﻪ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺿﻌﻴﻒ، ﻓﻴﻪ ﻣﺒﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ، ﻋﻦ ﺷﻴﺦ ﺷﻴﻌﻲ، ﻓﺈﻥ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ اﺧﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﻃﺮﻗﻪ ﻫﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺒﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ: ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺭﺟﻞ ﺳﻤﺎﻩ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺴﻴﻦ اﻷﺷﻘﺮ، ﻋﻦ ﻗﻴﺲ، ﻋﻦ اﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ: (( ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ { ﻗﻞ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺟﺮا ﺇﻻ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﻰ} [ اﻟﺸﻮﺭﻯ:23] . ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻤﻮﺩﺗﻬﻢ ؟ ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭﻭﻟﺪﻫﺎ )). اﻧﺘﻬﻰ.
لكن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺮﻭﻯ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﺑﻬﺎﻡ ﻫﺬا، فهو ﻳﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺣﺴﻴﻦ الأشقر من ﻃﺮﻳﻖ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ اﻟﺤﻤﺎﻧﻲ، ﻭﺣﺮﺏ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﻄﺤﺎﻥ، ﻭاﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺃﺑﻲ اﻟﻤﻨﺬﺭ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ.
فقد ﺭﻭاﻩ ﻓﻲ ﻓﺮاﺋﺪ اﻟﺴﻤﻄﻴﻦ ( ﺟ 2/ ﺻ 13 ) ﺑﺴﻨﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﺇﻟﻰ اﻟﻮاﺣﺪﻱ، ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻮاﺣﺪﻱ ﺳﻤﺎﻋﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ اﺑﻦ ﺣﻨﺎﻥ اﻟﻤﺰﻛﻲ، ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ اﻟﺴﺮﻱ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ اﻟﺤﻤﺎﻧﻲ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺴﻴﻦ اﻷﺷﻘﺮ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻗﻴﺲ، ﺣﺪﺛﻨﺎ اﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ: (( ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ { ﻗﻞ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺟﺮا ﺇﻻ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﻰ }
ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ اﻟﻠﻪ ﺑﻤﻮﺩﺗﻬﻢ ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻲ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭﻭﻟﺪﻫﻤﺎ ))
وأخرج اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ - ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ (113) ﻣﻦ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ في اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ ( ﺟ 1/ 125 ): ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺮﺏ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﻄﺤﺎﻥ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺴﻴﻦ اﻷﺷﻘﺮ، ﻋﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻋﻦ اﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: (( ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ { ﻗﻞ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺟﺮا ﺇﻻ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﻰ} [ اﻟﺸﻮﺭﻯ:23] . ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﻗﺮاﺑﺘﻚ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻮﺩﺗﻬﻢ ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻲ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭاﺑﻨﺎﻫﻤﺎ )). اﻧﺘﻬﻰ.
ﻭﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺐ اﺑﻦ اﻟﻤﻐﺎﺯﻟﻲ ( ﺻ 191 )، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﺎﺑﺮﺃﺫﻧﺎ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ﺑﺪﻣﺸﻖ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺑﺎﻟﺮﻗﺔ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﺴﻴﻦ اﻷﺷﻘﺮ، ﻋﻦ ﻗﻴﺲ، ﻋﻦ اﻷﻋﻤﺶ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ: (( ﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ { ﻗﻞ ﻻ ﺃﺳﺄﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺟﺮا ﺇﻻ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺑﻰ } [ اﻟﺸﻮﺭﻯ:23]
. ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻤﻮﺩﺗﻬﻢ ؟ ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻲ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭﻭﻟﺪﻫﻤﺎ )).
ثانيا: قول ابن كثير عن شيخ شيعي فهو يعني حسين الأشقر يريد بذلك أنه ضعيف، لكن قد وثقه غيره قال عنه ﺃﺣﻤﺪ اﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻤﻦ ﻳﻜﺬﺏ،
ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻬﺬﻳﺐ اﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺣﺴﻴﻦ: ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺷﺮﻳﻚ، ﻭﺯﻫﻴﺮ، ﻭاﺑﻦ ﺣﻲ، ﻭاﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ، ﻭﻗﻴﺲ ﺑﻦ اﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻭﻫﺸﻴﻢ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻭﻋﻨﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺓ اﻟﻀﺒﻲ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻭاﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ.
ﻗﺎﻝ: اﺑﻦ اﻟﺠﻨﻴﺪ ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﺫﻛﺮ اﻷﺷﻘﺮ ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻌﺔ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ، ﻗﻠﺖ: ﻓﻜﻴﻒ ﺣﺪﻳﺜﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ، ﻗﻠﺖ: ﺻﺪﻭﻕ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻪ. فﺩﻝ ﻛﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺻﺪﻭﻕ، ﻭﻫﺬا ﻣﻦ اﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ، ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻪ، ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻟﻘﻴﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻋﻨﻪ.
ﻭﻗﺪ ﺻﺤﺢ ﻟﻪ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ ﺣﺪﻳﺜﺎ عن أم سلمة ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (( ﻛﺎﻥ ﺇﺫا ﻏﻀﺐ ﻟﻢ ﻳﺠﺘﺮﺃ ﺃﺣﺪا ﻣﻨﺎ ﻳﻜﻠﻤﻪ ﻏﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ))، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ( ﺟ3/ ﺻ130 ).
الشبهة الثانية
-ﺫﻛﺮ ﻧﺰﻭﻝ اﻵﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﻴﺪ لأن السورة ﻣﻜﻴﺔ
وﺎﻟﺠﻮاﺏ على هذا:ﺇﻧﻪ ﺇﻥ أريد ﺃﻥ اﻵﻳﺔ ﺁﻳﺔ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﺑﺨﺼﻮﺻﻬﺎ ﻣﻜﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﺩﻋﻮﻯ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺩﻟﻴﻞ، ﻭﻛﻮﻥ اﻟﺴﻮﺭﺓ ﻣﻜﻴﺔ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﺫﻟﻚ، ﻷﻥ اﻟﺴﻮﺭﺓ ﺗﻨﺴﺐ ﻷﻭﻝ ﻧﺰﻭﻟﻬﺎ، ﻭﻣﻦ اﻟﺴﻮﺭ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻤﻜﺔ ﻭﺑﻌﻀﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، يؤيد ذلك ما ذكر في الدر المنثور (ج7/ص439 )قال: ﺃﺧﺮﺝ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﻭاﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬﺭ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ {ﻭﺷﻬﺪ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻪ}
ﻗﺎﻝ: ﻭاﻟﺴﻮﺭﺓ -أي سورة الاحقاف- ﻣﻜﻴﺔ ﻭالآﻳﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ.
ﻗﺎﻝ: ﻭﻛﺎﻧﺖ اﻵﻳﺔ ﺗﻨﺰﻝ ﻓﻴﺆﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻥ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺁﻳﺘﻲ ﻛﺬا ﻭﻛﺬا ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﻛﺬا ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻣﻨﻬﻦ.
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺎ ﻭﺇﻥ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﻧﺰﻭﻟﻬﺎ ﺑﻤﻜﺔ ﻓﻼ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻧﺰﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻟﺘﺠﺪﺩ اﻟﺴﺒﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻭاﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮ ﻧﺰﻭﻝ اﻵﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﻼ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﺑﻬﺬا ﻋﻠﻴﻬﺎ.
الشبهة الثالثة
-ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ ﺇﺫ ﺫاﻙ ﺃﻭﻻﺩ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﺑﻌﻠﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺑﺪﺭ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮﺓ.
الجواب على هذه: أن هذا مما ﻻ ﻳﺼﻠﺢ اﻻﻋﺘﺮاﺽ به ؛لأن هذا إخبار من النبي الكريم وهو ﻛﻼﻡ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ اﻟﻬﻮﻯ، { ﺇﻥ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻭﺣﻲ ﻳﻮﺣﻰ } ، فالاخبار به كسائرالمغيبات التي يخبر بها بوحي من الله ، اذن فلا اعتراض ﻷﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺧﺒﺮ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ، ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻟﻔﺎﻃﻤﺔ ﻭﻟﺪ ﻋﻨﺪ ﻧﺰﻭﻝ اﻵﻳﺔ، ليثبت اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﺩﺗﻬﻢ.
كلام ابن كثير في أهل البيت بعد ذكره لآية المودة:
شواهد لتفسير آية المودة بقرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
هذا ويؤيد هذا ما روي في أهل البيت من قول النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم (( ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻗﻠﺐ ﺃﺣﺪﻫﻢ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺒﻜﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻘﺮاﺑﺘﻲ ))
ﻭهذا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺫﻛﺮﻩ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﺎﺩﻝ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺁﻳﺔ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﺑﺂﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ( ﺟ 7/ ﺻ 189 ): ﻭﻻ ﺗﻨﻜﺮ اﻟﻮﺻﺎﺓ ﺑﺄﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ، ﻭاﻷﻣﺮ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭاﺣﺘﺮاﻣﻬﻢ ﻭﺇﻛﺮاﻣﻬﻢ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺷﺮﻑ ﺑﻴﺖ ﻭﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ اﻷﺭﺽ، ﻓﺨﺮا ﻭﺣﺴﺒﺎ ﻭﻧﺴﺒﺎ، ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺇﺫا ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺘﺒﻌﻴﻦ ﻟﻠﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ اﻟﺠﻠﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻔﻬﻢ ﻛﺎﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﺑﻨﻴﻪ ﻭﻋﻠﻲ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺫﺭﻳﺘﻪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘﻪ ﺑﻐﺪﻳﺮ ﺧﻢ: (( ﺇﻧﻲ ﺗﺎﺭﻙ ﻓﻴﻜﻢ اﻟﺜﻘﻠﻴﻦ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻭﻋﺘﺮﺗﻲ، ﻭﺇﻧﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﺮﻗﺎ ( ﻛﺬا ) ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺩا ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻮﺽ )).
ﻭﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺧﺎﻟﺪ، ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺯﻳﺎﺩ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﺤﺎﺭﺙ، ﻋﻦ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻗﺮﻳﺸﺎ ﺇﺫا ﻟﻘﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﻟﻘﻮﻫﻢ ﺑﺒﺸﺮ ﺣﺴﻦ، ﻭﺇﺫا ﻟﻘﻮﻧﺎ ﻟﻘﻮﻧﺎ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻐﻀﺐ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻏﻀﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪا ﻭﻗﺎﻝ: (( ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻗﻠﺐ اﻟﺮﺟﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺒﻜﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ )).
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﺮﻳﺮ، ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺯﻳﺎﺩ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﺤﺎﺭﺙ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻗﺎﻝ: ﺩﺧﻞ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﺎ ﻟﻨﺨﺮﺝ ﻓﻨﺮﻯ ﻗﺮﻳﺸﺎ ﺗﺤﺪﺙ ﻓﺈﺫا ﺭﺃﻭﻧﺎ ﺳﻜﺘﻮا، ﻓﻐﻀﺐ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺩﺭ ﻋﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: (( ﻭاﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻗﻠﺐ ﺃﻣﺮﺉ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺒﻜﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻘﺮاﺑﺘﻲ ))، ﻭﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺻﺤﺤﻪ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ اﻟﺤﺠﺔ، ﻛﻤﺎ ﺣﻜﺎﻩ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﻮﻝ اﻟﻘﻴﻢ. اﻧﺘﻬﻰ.
شاهد ثالث
ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺪﻻﺋﻞ (ﺟ1/ﺻ130،ﻭﺹ131): ﻋﻦ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟﺮﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺇﻥ ﻗﺮﻳﺸﺎ ﺇﺫا اﻟﺘﻘﻮا ﻟﻘﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺷﺔ، ﻭﺇﺫا ﻟﻘﻮﻧﺎ ﻟﻘﻮﻧﺎ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ!! ﻓﻐﻀﺐ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻏﻀﺒﺎ ﺷﺪﻳﺪا ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: (( ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﻔﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻗﻠﺐ ﺭﺟﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺒﻜﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﺮﺳﻮﻟﻪ... )) اﻟﺤﺪيث
شاهد رابع
ﺃﺧﺮﺝ اﻟﺨﻄﻴﺐ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ (ﺟ5/ﺻ316،ﻭﺹ317) ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ: (( ﺃﺗﻰ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺇﻧﺎ ﻟﻨﻌﺮﻑ اﻟﻀﻐﺎﺋﻦ ﻓﻲ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺃﻭﻗﻌﻨﺎﻫﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺃﻣﺎ ﻭاﻟﻠﻪ ﺇﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻮﻥ ﺧﻴﺮا ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺒﻮﻛﻢ ﻟﻘﺮاﺑﺘﻲ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺗﺮﺟﻮ ﺳﻠﻬﺐ ﺷﻔﺎﻋﺘﻲ ﻭﻻ ﻳﺮﺟﻮﻫﺎ ﺑﻨﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ )).
شاهد خامس
روى اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻦ (ﺟ1/ﺻ63) ﻋﻦ اﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﻧﻠﻘﻰ اﻟﻨﻔﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻓﻴﻘﻄﻌﻮﻥ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ، ﻓﺬﻛﺮﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﻟﺮﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ: (( ﻣﺎ ﺑﺎﻝ ﺃﻗﻮاﻡ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﺭﺃﻭا اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻲ ﻗﻄﻌﻮا ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻗﻠﺐ ﺭﺟﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺒﻬﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻘﺮاﺑﺘﻬﻢ ﻣﻨﻲ )). اﻧﺘﻬﻰ